أسمى معاني الغرام..!

«من أشرقت بدايته أشرقت نهايته».. ابن عطاء الله السكندري..!
لو كان أقل تهذيباً.. لو كان ثرثاراً.. زائغ العينين.. لئيماً.. لو كان يلقي عليها تحية الصباح برتابة ولا مبالاة.. لو كان لا يسأل عن حالها بمودة غير متكلفة واهتمام حقيقي.. لما تعذبت كل ذاك العذاب الذي كان يطل من عينيها في حضوره ويزداد في غيابه.. ولما أشفقت أنا عليها كل ذاك الإشفاق.. ولما كانت مراقبة معاناتها – مع ذلك الكبد العاطفي- بتضامن صامت هي شغلي الشاغل الذي أؤديه بمنتهى الإخلاص كل يوم..!
قد تنزع عني عباءة النبل الإنساني إذا ما قلت لك إنني وعلى الرغم من تلك المؤازرة الصامتة كنت مجرد فضولية لا أكثر، فهي لم تكن صديقتي يوماً، ولا كان فارسها ذاك ضمن قائمة أصدقائي، بل كنا زملاء لا أكثر، لكني عشت معها تلك التفاصيل اليومية بصمت الأسماك وفضول القطط، دون أن نتحدث يوماً عن تلك «الصبابة» التي كانت صاحبتي تلك تحيا بها ولأجلها..!
«الحب من غير أمل أسمى معاني الغرام».. هكذا غنى فريد الأطرش، ولأنه كلام مثالي ورفيع أكثر من اللازم. ومثير للغيظ في آن معاً، قد لا تتوقع أن يكون أحد الذين تعرفهم – وتخالطهم وتشاطرهم تفاصيل يومية شديدة المادية والرتابة – هو من جماعة «أسمى معاني الغرام».. ربما لأن الفكرة موغلة في الرومانسية والملائكية ومن الصعب أن يسقطها عقلك على الناس العاديين الذين تراهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، ويتشاجرون ويكذبون على الأهل والأقارب وينافقون المدراء في العمل.. أو ربما لأن هذا النوع من العاطفة يرتبط في الأذهان بملامح وشخصيات معينة – على غرار قيس ليلى أو كثير عزة.. إلخ.. – شخصيات تاريخية متميزة، ثقافتها نوعية، إلى درجة تجعلك تعتقد جازماً بأن إحساسها بطعم صحن البوش وسندوتش الطعمية كان سيبدو مختلفاً.. لكن الحقيقة الخالصة – في معظم الأحوال – هي شيء آخر غير الذي نعتقده ونكاد نجزم به..!
من محاسن الصدف أن قابلت في حياتي عدداً مقدراً من الشخصيات التي تعيش «أسمى معاني الغرام» على الرغم من عدم ظهور علامات الرومانسية والملائكية عليها، لكن أعراض ذلك التعلق اليائس وتلك العاطفة الكاسحة كانت تبدو واضحة عليهم.. وبهذه المناسبة أعترف بأنني أهوى مراقبة تلك المسارات العاطفية الباهظة، ليس من باب قلة «الشغلة» – لا سمح الله – بل من زاوية التأمل في سلوك البشر الخطائين.. تلك الحيوانات الناطقة التي تتحول بقدرة قادر إلى كائنات شفافة قابلة للطيران..!
وبهذه المناسبة – أيضاً – أزعم أنني أستطيع وبكل سهولة أن ألحظ وجود أي انجذاب عاطفي بين أي شخصين حتى وإن كانا هما «نفسيهما» يكابران ولا يعترفان بذلك، وفي خلايا مخي الرمادية الكثير من الحكايات لأقارب وأصدقاء وزملاء توقعت أن تنتهي مناواراتهم إلى زواج، في الوقت الذي كانوا فيه يغتابون بعضهم ويندد كل منهم بفظاعة طبائع الآخر وهو يتساءل عن ذلك المجنون الذي قد يرضى بشخص مثله..!
أما جماعة «أسمى معاني الغرام» فلا شيء يخلب لبي أكثر من تأمل انفعالاتهم وردود أفعالهم وكيفية مخاطبتهم لأحبائهم الذين لا يعرفون شيئاً عن مشاعرهم.. هذا السلوك العاطفي اليائس يمنحهم جلالاً ومهابة في عيني.. فأراهم أبطالاً أسطوريين لا ينتمون إلى هذا العالم وأتعاطف بعمق مع بؤسهم ومعاناتهم دونما كلام..!
عندما فاجأنا فارس الحكاية – إياها – بإعلان خطبته على حسناء فارهة القوام رثيتُ لحال صاحبتي تلك، ويوم أن جاءت خطيبته باهرة الجمال لاصطحابه ذات نهار، نظرتُ إلى وجه زميلتي تلك فوجدته شاحباً يحاكي وجوه الموتى، وبعد تعليق مُجامِل عن سوء اختيار فارس أحلامها لتلك الخطيبة، دعوت لصاحبتي بنعمة النسيان، وقد كان..!
اخر لحظة
الحمدلله صاحبتك بتاعة اسمي معاني الغرام طلعت بت وليست رجل لوكانت راجل لكان استعمل سكينة وانهي حياة من يحب…معظم الزيجات تنتهي بالموت الرحيم لاسمي معاني الغرام وتنتهي مراسم الدفن بدخول العيال المدرسة
سورة غافر الآية (19)
(يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)…صدق الله العظيـم
تفرد المولى وحده بمعرفة ما تخفي الصدور رحمةً بنا ولم يجعلها علما يدرس أو شيء متاح للبشر ، لكن البعض منا حباه الله بالبصيرة التي من خلالها يمكن لتوقعاته أن تصيب…قد تسير سفينة الزواج إلى بر الأمان بزوج يخاف الله في زوجته ويتقيه ، وقد تغرق سفينة الزواج بكامل الأسرة بسبب زوج محب لزوجته حد الغيرة العمياء..ولا يكتمل أيماننا بالله حتى نحب لغيرنا ما تهواه أنفسنا..ما اشق هذا الأمر ..الحب
كنت من المتابعين لمقالاتك في فترات ظهورك الاعلامي في أيامه الاول وكانت تشدني كتاباتك واسلوبك ولغتك …ولكن و(هذه وجهة نظري بالطبع ) اصبحت كتابتك وكأنها استعراض لغوي خاوي من المعني والمضمون …عودي استاذتي الى ادراج قاعدة انطلاقتك الاولى .نسأل الله لنا ولك التوفيق
كلام الطير في الباقير ..
.
مقولة : ـ ابن عطاء الله السكندري « من أشرقت بدايته أشرقت نهايته» …. لم تعد مواكبة الواقع حالها كحال الكثير من الاقول والتي ينسبها البعض لقدسية الحديث أحيانا …….
كثيراً ما تشرق حياة احدهم في بدايتها وتنتهي الى أيام حوالك ,,وقد تبدأ حالكة وتنتهي الى اشراق ….
ومن صلحت اعماله صلحت حياته ومن صلح فكره صلحت اعماله ….
وقد تبدأ الحياة بليل فتصبح على يوم مشرق …….( والليل مهما طال يعقبه صباح ) وأيضا أقول :( حال الصباح يشرق جميل بعد النهار يأتيه ليل ) …مقتطفات من بعض اقوالي مقتبس من قصائد كتبتها من قبل ..ود وتحية
……………….. علي احمد جارالنبي ………………