تجدد القتال بين جيش جنوب السودان والمتمردين لليوم الثالث رغم اتفاق الهدنة

لندن: مصطفي سري
تجددت الاشتباكات في جنوب السودان لليوم الثالث على التوالي بين القوات الحكومية والمتمردين بقيادة النائب السابق للرئيس رياك مشار في ولايتي الوحدة وجونقلي، رغم اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي جرى توقيعه الخميس الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. ووصف الاتفاق بالهش بسبب غياب تشكيل الوساطة التي تقودها دول الإيقاد (شرق أفريقيا) لآليات تراقب القوات على الأرض، واتهمت جوبا قوات مشار بخرق الاتفاق بصورة متكررة، وأن زعيمها ليست لديه القدرة على ضبطها، مما دفع الطرفان لتبادل الاتهامات الخاصة بخرق الهدنة.

وقال وزير الدفاع في جنوب السودان كول ميانق جوك لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات التمرد خرقت اتفاق وقف الأعمال العدائية بشن هجوم لليوم الثالث على عدد من المناطق في ولايتي الوحدة وجونقلي»، مشددا على أن الجيش الشعبي ملتزم بوثيقة الاتفاق التي جرى توقيعها في أديس أبابا بين الحكومة والمتمردين. وأضاف أن مشار ليس لديه قدرة على ضبط قواته، خصوصا ما يسمى بـ«الجيش الأبيض»، مشيرا إلى أن قوات مشار هاجمت الجيش الشعبي في عدد من المناطق صباح أمس.

وقال جوك، إن «هذه القوات تقوم بعمليات سطو ونهب للأبقار، ولممتلكات المواطنين في ولايتي الوحدة وجونقلي.. هذه قوات مجرمة ليس لديها أي قضية سياسية، بل ما تقوم به يعد جرائم ضد الإنسانية، وقواتنا ستدافع عن مواقعها وعن المواطنين وهي ملتزمة بالاتفاقية. مشار فشل في السيطرة على الجيش الأبيض، وهدف قواته المؤلفة من بعض الأفراد من قبيلة النوير قتل الأبرياء وتشريد المدنيين».

من جهة أخرى، قال المتمردون في بيان لهم تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «القوات الحكومية انتهكت – وبشكل واضح – اتفاق الهدنة، وشنت هجوما على قواتنا في ولايتي الوحدة وجونقلي.. وأمام كل هذه الهجمات من الجيش الحكومي، ردت قواتنا دفاعا عن النفس». بيد أن الجيش الحكومي نفى أن تكون قواته بادرت بشن أي هجوم على مواقع المتمردين، وأعاد اتهامات أعلنها أول من أمس عن خرق المتمردين للهدنة.

ودخل وقف إطلاق النار الموقع الخميس في أديس أبابا، حيز التنفيذ الجمعة في الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت غرينتش، لكن الأمم المتحدة أشارت في المساء نفسه إلى «معارك متقطعة».

في غضون ذلك، سلم المستشار القانوني لرئيس جنوب السودان، تيلار رينق دينق، رسالة من رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت إلى نظيره السوداني عمر البشير أمس. وقال إن «الرسالة التي نقلها تتعلق بالقضايا ذات الاهتمام المشترك والأوضاع في بلاده مع الأحداث، وتعبير عن شكر من شعب وحكومة جنوب السودان للبشير وشعب السودان لمواقفهم القوية مع بلاده».

ويشهد جنوب السودان منذ 15 ديسمبر (كانون الأول) معارك بين القوات الموالية للرئيس كير وقوات موالية لنائبه السابق مشار الذي عزل في يوليو (تموز) الماضي. وأسفر النزاع عن سقوط آلاف القتلى، بلغ أكثر من 10 آلاف بحسب مراقبين، إضافة إلى نزوح نحو 700 ألف شخص.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. على سلفاكير التنحى على والا سيستمر القتال ومزيد من الفرار للمدنين العزل @

  2. لأول مرة يتكرم الصحفي و الرفيق مصطفى سري بكتابة تقرير محايد ، في كل تقاريره السابقة كان متحاملا بشكل واضح على الحكومة و الجيش الشعبي .
    لكل إنسان ميوله و حساباته لكن العمل الصحفي أمانة لذا فلابد من الحياد في كتابة التقارير ، لكن من حقه ان يميل الي من يشاء في كتابات الراي وليست التقارير .
    لا احد في السودان او في جنوب السودان يستطيع ان يزايد على الاستاذ مصطفى سري دفاعه عن الحرية و الديمقراطية و المساواة بين الشعوب السودانية ، لكن لابد من تسجيل بعض العتاب على تقاريره الاخيرة عن الأزمة التي نشبت بين الرفقاء في جنوب السودان .

    حتى الان هنالك قدر كبير من الالتزام من قبل طرفي الصراع رغم بعض الخروقات نتيجة الغبن الكبير بين الجنود في خطوط التماس
    و السلام في طريقه الي الشعب الجنوبي

  3. على قبيلة الدينكا والنوير
    اولا التعقل وتدبير الامر بحكمة
    إيقاف قتل الاطفال والنساء والشيوخ فورا
    وتحمل مسؤلية اي طفل او امرأة قتلت و دفع
    ديات لاهلهم من مال البترول و طي هذا الملف بسرعة

  4. مشار مجرم يجب تقديمة للعدالة الدولية لجرائمه وتعريض بعض من قبيلته المدعو بالجيش الابيض بل هؤلاء ليس جيشا منظم انهما مليشيات ( برقيت او نياقد)بلغة النوير تسرق ممتلكات المواطنين

  5. هذه الحروب العرقية لا تنتهي بسهولة وعلى دول الايقاد ارسال قوات مدربة جيدا لتكون على الارض للفصل بين المتحاربين من الطرفين

  6. ما يدور فى الجنوب الان ليس له علاقة بالسياسة ولا بالسلطة انما نزاع قبلى وعرقى ( العداءات بين القبائل فى مجال نهب الثروة الحيوانية ) منذ الازل وكانت حرب الجنوب ( 1981 _ 2005 ) قد شغلتهم عن ذلك وكانت متواجدة لكن بصورة متقطعة لكنهم الان قد تفرغوا لها تماما ولن تتوقف واذا توقفت سوف تطل براسها مرة اخرى مستقبلا ..

  7. الجنوب الحبيب هو جنة في الارض لكن اهلها لا يعرفون ذلك عليهم الحكمة والتعقل اولا قبل التفكير في السلطة ويجب اختيار حكومة وطنية مؤلفة من جميع القبائل حسب النسبة هذا هو الحل كما ارى انا والقادم اسوا

  8. Defence minster should not pre-judge the rebels, since Machar convinced them to fight, the way he did it is the same way he stope them, some people like the Defence minister are trying to decline from peace process.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..