مساجدنا وتصفية الحسابات
مساجدنا وتصفية الحسابات …
وجدت الحياة، ووجد الإختلاف بين البشر، والناس الفاهمين يستطيعون إدارة خلافاتهم بالرأي والحجة والفكرة.. وقليلٌ ماهم في بلادي !!
لأنو السوداني عندما يتحمق وينفعل فإنه ينسى المكان والزمان والناس ويظل منساقاً وراء إنفعالاته ويقذف بأقذع الألفاظ وياحمار وياحيوان و ……… دشمان.
وهو جانب يحتاج لدراسة وتحليل، المزاج العكر والنفس الحار الذي يتملك السودانيين صغيرهم وكبيرهم، لمعرفة أسبابه وبواعثه …المهم …
الخلافات بين الجميع موجودة في مكان العمل وفي الأسواق وحتى في الأحياء ، أما الشئ الجديد والغريب إنتقال الخلافات والمشاكل والألفاظ لقلب المساجد !!!
أضحت المساجد في كثير من المناطق بولاية الخرطوم مكاناً لتصفية الحسابات ….
في بعض المناطق الجديدة بولاية الخرطوم والتي تم توزيعها في الخطة السكنية قطع أراضي لمنسوبي الجيش والشرطة، تزاملو في العمل وتجاوروا في السكن.
وبعد أن عمرت المناطق وقامت البيوت، أضحت المساجد المكان المناسب لتصفية بعض الحسابات القديمة الموجودة في النفوس (مشاكل العمل، ضغط التعليمات، الأوامر النارية، الخ). وطبعاً المسجد هو المكان الوحيد الذي يجمعهم وفيه يبدأ إثبات الذات.
المشاكل في المساجد لأتفه الأسباب، معظمها حول الزمن والإلتزام به، وبعضها حول طول صلاة الإمام، وبعضها يبدأ بمطالبة البعض بإقالة الإمام ذاتو !!
ومن هنا ينقسم المصلين لفريقين، واحد مناصراً للإمام والآخر ضد الإمام، والساقية تدور.
لجان المساجد حالها كحال أحزابنا السياسية، لا تقدم ولا تؤخر، واللجنة ممكن تكون كاتمة على نفس المصلين مدة خمسة سنوات !!
ولا تقدم ولا تؤخر ..
وللأسف في بعض المساجد يتم نهب مال الإشتراكات والتبرعات الشهرية !!!
صليت ذات مرة في زاوية صغيرة بمنطقة الكلاكلات، وكانت صلاة المغرب،الإمام رجل كبير في السن وبعد أن فرغ الإمام من الصلاة وكانت قرآته سريعة ومنفعلة، سمعت همهمات بسيطة من بعض المصلين لم أعها، وفجأة إلتفت الإمام نحو المصلين وقال بصوت عالي:
العاجبو يصلي وراي يصلي الماعاجبو يقع البحر !!!!!!!!!!!!
بعد مدة من الزمن قادتني قدماي فصليت مرة أخرى في نفس المكان ومع ذات الإمام فعلمت (إنو عاجبم).
كثير من الأئمة تم الإعتداء عليهم، العكاكيز أصبحت تزور المساجد مع المصلين، وللأسف الأطفال الصغار والشباب أبناء المتخاصمين يكونو حاضرين ويعرفون الجانب الآخر من شخصيات أبواتهم.
للأسف كبار السن وأرباب المعاشات هم دائماً طرفي المشكلة.
الله المستعان.
اها