الغنوشي في علمانيته..!ا

العصب السابع

الغنوشي في علمانيته..!!

شمائل النور

لعل أفضل سؤال طُرح أمام أحد قياديي حزب النهضة الإسلامي التونسي والذي استضافته محطة فضائية.. عندما قال الإسلامي إن حزبه إذا لم يفز بالانتخابات، لن يمس السوق والسياحة ولن يتدخل في شؤون الناس ولن يفرض على النساء الحجاب وسوف يتعامل مع كل ألوان الطيف السياسي والمجتمعي على حد سواء، وسوف لن يُغير النظام المصرفي، قال له المذيع بكل دهشة، ماذا تركتم للعلمانيين؟. في خطوات أكثر من مدهشة وغير متوقعة يتقدم حزب النهضة الإسلامي التونسي بزعامة شيخه راشد الغنوشي في انتخابات المجلس التأسيسي، انتخابات لم يطالها تزوير ولا “خج” ولم يتقدم فيها أحد بطعن دستوري، فازت النهضة فوزاً كاسحاً، لكن المخاوف باقية لطالما أن هناك تجارب حكم إسلامية أثبتت فشلها البيّن في قيادة الأوطان والإرتقاء بها وابتعدت عن الإسلام كل البعد، واكتشفت شعوبها أن الإسلام ما هو إلا ستر، لا بل قادت أوطانها إلى الوراء، والسودان قدم تجربة حكم إسلامي تستوجب القلق والخوف من صعود الإسلاميين إلى الحكم والعمل على إجهاض أي فوز محتمل، لكن أيضاً ليس من العدل أن نُعمم التجربة السودانية على كل الحركات الإسلامية وخصوصاً حركة النهضة التونسية التي قيّمها مراقبون بأنها من أعمق وأوعى الحركات الإسلامية في الوطن العربي، فقط من خلال مراقبة خطابها المنفتح والمستمر في الحداثة والمواكبة، بعكس خطاب حركة الأخوان المصرية على سبيل المثال..السؤال الذي ينتظر الإجابة، هل يُقدم الغنوشي تجربة تونسية تُضاهي التجربة التركية، خاصة عندما دشن حفل الفوز بمطربة غير محجبة، أم هو حديث انتخابات والسلام؟. أعتقد أن الخيار المطروح أمام حزب النهضة هو خيار واحد لا ثاني له..إقامة دولة مدنية علمانية الإطار، إسلامية الفكرة، ذلك لسببين، أولاً الشعب التونسي لن يقبل بأن يعيش تحت وطأة حكم لا يلبي أقل مطالب ثورته، وأمامه تجارب شعوب ذاقت ما ذاقات، ثم أن الثورة التي فجرها التونسيون، سوف تبقى في دمائهم، فالذي ثار ضد بن علي مرة فسوف يثور ضد الغنوشي مرتين وثلاث، ولو اكتشف التونسيون أن حزب النهضة خدعهم وتغير خطابه، فلسوف تنفجر تونس للمرة الثانية، فلا أعتقد أن الشعب التونسي سوف يتهاون في أمر ثورته لأجل فرض رؤية حزب واحد لا تمثل كل الأغلبية، ومن جانب آخر، فالخطاب المدني العصري الذي طرحه حزب النهضة إلى الآن مطمئن، فقد بدأ من حيث فشل الآخرون.. فعندما عاد الزعيم الإسلامي راشد الغنوشي بعد “22” عاماً من العزلة القسرية، إبان انهيار نظام بن علي، أعلن مباشرة أن حركة النهضة إذا ما فازت في الانتخابات سوف لن تمنع “البكيني” والخمور، هذه تفاصيل صغيرة وربما تافهة، لكنها إشارة واضحة لعدم المساس بقطاع السياحة الذي يمثل 60% من الميزان التجاري لإقتصاد تونس، كذلك حسم حزب النهضة عدم تدخله في الحياة الإجتماعية بتفاصيلها التي اختارها التونسيون أنفسهم باعتبارها حريات شخصية.. فهل يا ترى أدرك الغنوشي العِلة، أم أنه خطاب الإسلاميين قبل السلطة..؟.

التيار

تعليق واحد

  1. العنوشي ادرك العله ولكنها ليس كتشخصيك فانتي ضختيه بانه سوف يعمل على دولة مدنية علمانية الاطار دينية الهوى ولكني اختلف معك في ذل فالغنوشي على مايبدو انه يريد ان يعمل على تحويل الشعب التونسي تدريجيا نحو الاسلام وليس كما حدث في التجارب الاخرى ولااظن انه ستكون فكرته دولة مدنية علمانية بل سيعمل على تحويلها الى جمهورية اسلامية باذن الله وبالتوفيق له

  2. ( و ابتعدت عن الاسلام كل ابعد)!!! ما ادراك ان من قدم بالسودان و افغانستان و ايران هو ليس الاسلام؟ ي عالم ، ما قدم بالسودان هو الاسلام كما نعرفة من الكتب. ليس هنالك طبعات مختلفة للاسلام. رفع الغطاء و عرف الناس البضاعة. الاشياء التي تكلم عنها الظلامى الغنوشي ، أوليست هى ما تم التعامل معه بالسودان بالطريقة التي يخافها العقلاء فى تونس؟ بلا

  3. المحترم منتصر لك الود
    قد يتمكن الغنوشي الي حين من قيام الدولة الاسلامية او الجمهورية كما قلت ولكنه سيفشل في النهاية لاسباب كثيرة منها :

    سيجد من داخل تونس من يهاجمه لعدم تطبيقه الشريعة الاسلامية كما يرونها هم .
    سيجد معارضة قوية من الكثير من الجماعات الاسلامية في مصر والسودان وباكستان والسعودية .
    سيطالب بفكرة اسلامية متكاملة لحل مشكلات البلاد في مجالات الاقتصاد والسياسة والمجتمع من التونسيين عموما ومن داخل حزب النهضة
    وعندما تتعارض الفكرة مع الواقع سيحدث الانفصام ويكون الفشل

    مع ودي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..