ربع قرن يعجز فيه القلم عن حصر البلايا والرزايا.. المبالغ التي مُنحت للسيدين في الانتخابات مجرد غيض من فيض.

فتحي الضَّـو
للتذكير بما مضى من حلقات، نقول إن الهدف الرئيسي لهذه السلسلة هو تعرية صراعات الخفاء في أروقة العصبة ذوي البأس الحاكمة بشكل عام، وتوضيح جذور الصراع التي أدت للتطورات الأخيرة بشكل خاص. ونقدم في هذا الصدد تحليلاً بمعلومات نطمح أن تُعين القراء على وضع الأمور في مسارها الصحيح. لا سيِّما، وأن العصبة نفسها بصدد إعادة إنتاج الأزمة التي استحكمت حلقاتها وباتت تهدد وجودها برحيل محتمل. وعلى الرغم من الإقرار بتطاول أمده – أي الرحيل- إلا أنه لن يأتي بغتةً. فهو حقيقة جهر بها ذوي الألباب حتى بحّت أصواتهم وجفّت أقلامهم، بل جَهَر بها حتى الذين كانوا يشاركون النظام توجهاته الآيديولوجية وتقاسموا معه سراءه وضراءه. ولكن نظراً لطبيعتهم الشمولية (التوتاليتارية) لم يكن من المأمول فيهم أن يستبينوا النصح قبل وقوع الكارثة، بدليل أنهم يظنون الآن أنه يمكن استغفال هذا الشعب الطيب بمثلما استغفلوه لربع قرن. وإلا فليقل لنا عاقلٌ ما الذي يجعل الديمقراطية التي كانت كفراً بالأمس، إيماناً اليوم وتكاد تُدرج كركن سادس لأركان الإسلام؟ أليست الحرية التي استكثروها على الناس بالأمس، هي ذات الحرية التي يمنون بها عليهم اليوم؟ حرَّموا الغناء بالأمس وحللوه اليوم لدرجة تكريم الفنانين محمد وردي ومحمد الأمين ومحمود عبد العزيز؟ والذين يتحدثون عن وطن يسع الجميع، أليس هم أنفسهم الذين شردوا أبناءه في الداخل والخارج واحتكروا الوطن والوطنية؟ أُنظروا لفعل الحواة، قالوا بالأمس إن الله تعالى أرسلهم لإخراج أهل السودان من الظلمات إلى النور، واليوم يقولون إن الله نفسه أوحى إليهم جمع شمل أمة تفرقت بها سبل السياسة. والمفارقة مع بؤس ما ينطقون إلا أن ثمة قوى سياسية حزبية جاورتهم في سوء الظن وأخرى مصابة بشبق فطري للسلطة، يريدون أن يشاطروهم إعادة إنتاج الأزمة ليصبح هذا الشعب الكريم.. في كل عامٍ (يُرذلون)!
(19)
على مدى ربع قرن تحكَّمت العصبة الماسونية في مصير أكثر من أربعين مليون سوداني، قدموا ثلثهم إلا قليلاً قرباناً لرؤيا رؤوها في ظلام حرب أشعلوها فتنةً. ربع قرن يعجز فيه القلم عن حصر البلايا والرزايا التي أصابت السودان والسودانيين في مقتل. كنا قد قلنا إن الفريقين المتنازعين أو المتنافسين أو إن شئت فقل (الإخوة الأعدقاء) علي عثمان محمد طه الحاكم بأمره في الخفاء، ونافع علي نافع الحاكم بأمره في العلن، تواصل بينهما الصراع منذ رحيل ثالثهما مجذوب الخليفة، وشهدت الكواليس كراً وفراً، علواً وهبوطاً، إلى أن جاء السيناريو الذي مضى بالوارثين إلى غياهب الجب. بيد أن الأمر لم يكن بذات السهولة التي كتبنا بها هذه الأسطر، إذ ينبغي علينا الوقوف عند حيثيات بعينها، وهي تتطلب منَّا قليلاً من الصبر حتى يتسنى لنا متابعة وقائع تكشف أسرار مرحلية لها انعكاساتها على الواقع السوداني المثخن بالجراح من جهة والمهيأ لوقائع كارثة مقبلة من جهة أخرى. فهل يجوز لمن تلطخت أياديه بدماء الأبرياء وولغ في الفساد حتى لم يبق من جسده شبراً طاهراً، أن يطوي تلك الصفحة كما يطوي كتاب فرغ من قراءته؟ ذلك سؤال أجاب عليه تاريخ البشرية بصورة عامة وتاريخ العقديين بصفة خاصة، إذ لم تختلف جماعة منهم دون أن تنقسم، ولم تنقسم إلا بعد أن رفعت المصاحف على أسنة السيوف، ولم تطو المصاحف وترجع السيوف لأغمادها إلا بعد أن أراقت على جانبيها الدماء. وتعلمون إن هذا ما قاله بوضوح التاريخ الإسلامي – الذي تحاول العصبة تملق سننه وفرائضه والإيحاء بأنهم حملة رايته – منذ أن صارت دولة الخلافة ملكاً عضوداً، قتلاً وسحلاً وتنكيلاً، وممارسات أخرى تصدعت لها ردهات قصور بني أمية، وضجت بها أركان دولة العباسيين، وتسودت جراءها قلوب آيات الله الجدد. وللذين يهربون مما ندعو في الفصل بين الدين والسياسة ويستعصمون بالثيوقراطية البغيضة ملاذاً، نقول إن تاريخنا الماثل خير مثال، إذ أُريقت فيه الدماء قولاً وفعلاً، وتبعتها إراقة قيم ومثل وأخلاق.. فيا دعاة الدولة الدينية، ما أكثر الشواهد حين تعدها ولكن الذاكرين قليل!
(20)
نعود للسيناريو الذي تفتق عنه ذهن نشطاء سياسيين كما ذكرنا، وهو سيناريو اعتمد بشكل أساسي على المثل الانجليزي الشائع «الذين يصوتون بأقدامهم» التقليد الراسخ في تاريخ الانتخابات البرلمانية الديمقراطية السودانية، أو ديمقراطية «وست منستر» كما تُعرَّف. فقد نهض الاقتراح دفعة واحدة بعد الاستقبال الذي حُظي به الراحل دكتور جون قرنق دي مابيور في ميدان الساحة الخضراء بالخرطوم، حيث تدفقت ملايين لم يشهد التاريخ السوداني لها مثيلاً، الأمر الذي أربك دوائر العصبة الحاكمة فبدأت في حياكة المؤامرات البارعة في صنعتها، لدرجة ما زال البعض مؤمناً إيماناً كاملاً بدورٍ لهم في سقوط المروحية التي كانت تقله وأودت بحياته فوق سفوح جبال الأماتونج.
وبالطبع هو حديث ذو شجون بالفعل ويحتاج لمبحث خاص، سنخوض فيه متى ما اكتملت أركانه. على كلٍ فإن الاستقبال المذكور أوضح بشكل جلي أن ما ظلَّ يدعو له الراحل قرنق ليل نهار بما أسماه بأطروحة «السودان الجديد» صار قاب قوسين أو أدنى من التحقق. وهو بحسب قوله يمكن أن يؤدي إلى تفكيك النظام سلمياً، لا سيَّما، وأن المجتمع الدولي ممثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية ودول الترويكا الأوروبية كانت الضامن الفعلي لإتفاقية السلام. كان السيناريو قد تمثل في ضرورة خوض الحركة الشعبية الانتخابات ضد المؤتمر الوطني الحاكم، ذلك بالتضامن مع كل القوى السياسية الشمالية التي كانت تنضوي معها في إطار التجمع الوطني الديمقراطي، إلى جانب الحركات الدارفورية قبل أن تتشرذم. (تكون الحلف في جوبا في مايو 2005 وسمي باسمها حيناً، وقوى الاجماع الوطني حيناً آخراً)!
(21)
بالصورة الواقعية كان ذلك سيناريو يمثل غالبية أهل السودان. بل يمكن القول بحديث النسب إنه يمثل أكثر من 90% من القوى الاجتماعية السودانية، فالمعروف أن العصبة الحاكمة تمثل أقل من 5% من النسبة المذكورة حتى بعد أن بدَّلت جلودها. على كلٍ كان رحيل قرنق فجأة (بعد 21 يوماً من وصوله الخرطوم) قد أربك دوائر الحركة الشعبية وتكتيكاتها أيضاً، وبالرغم من تجاوزها المحنة تنظيمياً باختيار سيلفا كير، إلا أن الخلف مضى في طريق سلفه وما زال بـ (استيكة)! وعندئذ كان من الطبيعي ألا يتحمس للخيار المذكور وحلفه الذي تبناه. بل على العكس تماماً اجتهد في طي الفترة الانتقالية بقضها وقضيضها للتعجيل بخطى الانفصال.
وفي واقع الأمر وبغض النظر عن توجهات سيلفا كير تلك، فإن الخيار الذي تحدثنا عنه خالطته سلبيات وحالت دون أن يجد حظه من التجريب. كانت أولى تلك السلبيات هي توجسات الحلفاء وفي طليعتهم حزب الأمة، إذ ظلت علاقته متوترة مع الحركة الشعبية على الدوام، وتحديداً منذ هروب السيد الصادق المهدي من السودان أواخر ديسمبر من العام 1996 وزادت توتراً بعد الرسائل التي تبودلت بينه وقرنق، وكانت قمة في الخصومة السياسية (لمن يريد الاستزادة فليعد إلى تلك الرسائل وملابسات العلاقة في كتابنا الموسوم بــ السودان/ سقوط الأقنعة) أما ثاني السلبيات فقد تمثلت في كيفية ضمان نزاهة الانتخابات مع خصم له باع طويل في التزوير بكافة أشكاله، وإن خفف البعض من غلوائه بضرورة الاستعانة بالمجتمع الدولي لتكثيف الرقابة!
(22)
قد يقول قائل إن ذلك كان محض أضغاث أحلام، وبالطبع فإن للقارئ الحق في تفسير الأمور كيفما شاء، وكاتب هذه السطور نفسه برغم ثقته الكبيرة في الراحل قرنق إلا أنه لم يكن متيقناً من أنه إذا ما امَّتد به العمر سيعمل على إنجاح تلك الفكرة، خاصة وأن السلبيات التي ذكرنا بعضها كانت تمثل تحدياً كبيراً. لكن استطيع أن أقول إن الذي ساءني وآخرين بالطبع، هو إن ذلك السيناريو كان أشبه بوعد بلفور (أعطى من لا يملك إلى من لا يستحق) فالفكرة رغم نُبلها إلا أنها أسقطت مسألة الشرعية عن نظام ظلَّ هاجسه المقيم هو شرعنة نفسه، وقد ظنَّ وما يزال أن تقادم السنين كفيل بطمس تلك الشرعية المفقودة. على كلٍ رحل قرنق ورحلت رؤاه معه وترك من خلفه قوماً تعاركوا على خلافته من قبل أن يجف ماء قبره، وفي خضم ذلك كان من البديهي أن تتجه الحركة نحو الانفصال. ومن باب سد الذرائع قدمت ياسر عرمان مرشحاً لرئاسة الجمهورية، وأعلنت انسحابه بعد حين وما كان ينبغي لها أن تفعل غير ذلك، لكن واقع الأمر كان ذلك مجرد ذر رماد في العيون، لأن الكواليس شهدت أسوأ مقايضات في التاريخ السياسي السوداني، حيث تمت صفقات في الظلام بين النظام الديكتاتوري والحركة الشعبية شريكه في السلطة. على سبيل المثال قايضت الطغمة تمرير قانون الاستفتاء وعقده في موعده بجملة قوانين، على رأسها تمرير قانون الأمن سييء الصيت. وكان على شعب السودان الصابر تجرع المأساة التي صنعتها فترة انتقالية زادته رهقاً على رهق!
(23)
أقيمت الانتخابات في أبريل 2010 وقد شهدت أكبر عمليات تزوير في التاريخ السياسي السوداني، ولم يكن ذلك غريباً بالطبع. وقبل ذلك تحركت قرون استشعار العصبة ممثلة في علي عثمان ونافع اللذين جمعت بينهما المصائب، فعملا على إجهاض ذلك السيناريو بالضرب على سلبياته المذكورة. وفي سياق ذلك توجهت الأنظار نحو الحزبين الطائفيين، فدخل المال (السايب) معركة في غير معترك. وحينما انكشف سره وذاع أمره تمثل تبرير الممنوحين في القول إنه عبارة عن تعويض عن ممتلكات صودرت، ونسوا أن الطغمة صادرت ما هو أعظم من ممتلكاتهم (يذكر الذين كانوا يتابعون أنشطة التجمع الوطني الديمقراطي المقبور، أن السيد الميرغني كان يصر أن يتضمن أي بيان ختامي لاجتماعات هيئة القيادة ضرورة إعادة الممتلكات المصادرة، وكان المجتمعون يعلمون إنه بند لا ناقة لهم فيه ولا جمل، فهو يخصه وقرينه الآخر).
المهم أن ذلك فتح الباب للعصبة أن تغدق عليهم من خزائن الشعب الصابر بمقابل معلوم. هذا المقابل تمثل بالنسبة للسيد الميرغني في الاستمرار في مهزلة العملية الانتخابية بضمان عدد محدود من الدوائر الانتخابية، والابتعاد بالحزب عن أي أنشطة أخرى تعمل لإسقاط النظام، إلى جانب تعيين أحد الأنجال الكرام في منصب مساعد رئيس الجمهورية. (كان حلف جوبا أو ما سُمي بقوى الإجماع الوطني قد انفرط عقده وتباينت مواقفه قبيل الانتخابات، فقاطعها جميعاً أوائل أبريل 2010 في حين مضى الحزب الاتحادي والمؤتمر الشعبي في خوضها على مستوياتها كافة) وكفى الله المتحالفين شر الانتخابات!
(24)
كانت المبالغ التي مُنحت للسيدين في الانتخابات مجرد غيض من فيض لم يتوقف منذ أن وطأت أقدامهما الطاهرة أرض السودان وحتى اليوم. على سبيل المثال، كان علي أحمد السيد المحامي والقيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي قد كشف في حوار منشور (الراكوبة 21/6/2012 نقلاً عن صحيفة الجريدة) سئل فيه عن الأموال التي تسلمها الميرغني فقال «هي عبارة عن تعويضات و(لسع عندنا) 8 مليار مع المؤتمر الوطني والذي وصلنا حوالي 13 مليار بالقديم» وبالرغم من أن ذلك لا يحتاج لتأكيد، إلا أن هناك ثمة مفارقة جديرة بالتأمل. يعلم الكثيرون أن المال يعد أحد نقاط ضعف شخصية السيد الميرغني، ويمثل جمعه إحدى الهوايات الأثيرة إلى نفسه، هذا بغض النظر عن مصدره، أي سواء جاء من حكومة ديكتاتورية أو ديمقراطية أو من دول شقيقة أو صديقة أو حتى جبايات من ممتلكات قد تسوء السائلين إن تبدت لهم.
نقول لمن حاصره العجب، إن انهماك السيد الميرغني في جمع المال، إضافة إلى دفع ابنه لمنصب سيادي كما يقولون (باشتراط رعاية مباشرة من أحمد سعد عمر وزير رئاسة الجمهورية) يشكلان عاملين يعتمد عليهما في استمرارية الطائفة، فهو يعلم تماماً انحسار أرضيتها بفعل التطور الطبيعي وازدياد الوعي الذي يتضاد مع ممارساتها، فضلاً عن أنه شخصياً يقف على أعتاب العقد الثامن. من أجل كل هذا تجد الميرغني أكثر تمسكاً بالدولة الدينية كطوق نجاة من طوفان قادم لا محال. لذا فهو غير معني بهوية النظام الحاكم وإن ادّعى، ويكيفه من السواد الأعظم لهذا الشعب المحتار، بضع حواريين من نخبه يخففون عنه وطأة محنته بتقبيل اليد الطاهرة بحثاً عن عطية مزين!
في الحلقة القادمة نواصل اجترار الآلام، ونستعرض فيها دوافع السيد المهدي الذي أبرم مع النظام صفقة بثلاثة موبقات أيضاً كصنّوه المذكور!
آخر الكلام: لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!
تنويه: أطروحة «السودان الجديد» جاءت على أنقاض مانفستو الحركة الشعبية 1984 ذو النزعة الماركسية، ولم يتضمنها كما ورد في الحلقة الماضية، فشكراً لمن صحح.
لك التحية يا استاذ فتحي الضو
قراءاتك دايما موزونة وموثقة
الدباب علي كرتة قالها صراحة.. ياخي ديل سجمانين ساكت، ياخدوا مننا القروش بالليل ويجو ينبزونا فى الجرائد بالصباح!!.. يا لذلة الإمام الحبيب وغريمه الحسيب النسيب..
والله ما مر على السودان اسوء من الكاذبين الضالين المضلين المهدى والميرغنى فهم اشد لعنه من الكيزان فهم من مارس الكذب باسم الدين قبلهم ايام اغتصابهم للاراضى والممتلكات لجدودنا بفتاوى من تبرع بها ابدله الله بمثلها فى الجنه فقد قسموا الجنه زاتها وفاتوا الكيزان القسموا الميادين
وتلك هى الاراضى والحقوق التى يطالبون بها الان واغنتهم حتى ابنا ابناء ابنائهم
فلا عوده لمربع بوس الايادى والسجود والركوع والخداع
هم اسؤء من اكيزان والى مزبله التاريخ جميعا
الاستاذ فتحى تحياتي
سلسلة المقالات هذه توثيق بماجرى ويجرى فى الوطن يا حبذا لو تم تضمينها فى كتاب قادم ونحن ننتئر الجزء الثانى من كتاب “الخحندق” بالرغم من اننا نحتفظ بهذه السلسلة فى مكان امين ” كصحيفة الراكوبه” الا اننا نرى ضرورة تضمينها فى كتاب كما ذكرت –
ولى سءال اخر لك ولمولانا حمدناالله ما مصير القناة الفضائية ؟
أخي الاستاذ فتحي اقرأ كل وتكتب بعنايه ، لكن انت عندك مشكله مع الحل . أنا داخل السودان أكثر الوقت ، يجب آن تحترم وتدرك ان الحل في يد الشعب السوداني وان حزب الأمه وحده يقف لإعادة أعمال الدستور، هذه النقطه المهمة يجب ان تكون مفتاح كتباتك الانشايه (نبره)لا اشك انك تغرد لليسار و انك تكتب إنشاء. الحياة لها في الداخل وضع آخر انك تهدم المعارضه وتقوي النظام.
قيل والعهده علي الراوي
ان مبارك الفاضل جاء للقصر يزبد ويرعد لان وزارة الماليه التي كان علي رأسها ذلك الوقت اللص عوض الجاز قد منعت تصديق بملايين الدولارات عن مبارك الفاضل
وتقابل مبارك والجاز في القصر فقال مبارك للجاز انتو قروش البترول دي بتودوها وين فرد الجاز بنشتري بيها الحراميه الزيك ديل
وهذا حال وطن تحكمه عصابه تشتري باموال شعبه حفنة من لصوص ال المهدي والميرغني وبعض النفعية والارزقيه
الي متي ياشعب تظل مستعبدا للصوص ومغتصبين
شمرا استاذ فتحي علي مقالاتك التي نستضئ بها
الأستاذ فتحي : صدقت والله
وطننا يعاني من ثلاثة مصائب ،،، الكيزان والصادق والميرغني
اللهم دمرهم جميعا حتى يتحرر وطننا من جديد
ربع قرن يعجز فيه القلم عن حصر البلايا والرزايا.
وايضا يعجز فيه القلم عن وصف الخنوع والانخناس من كل القوى التي تسمي نفسها وطنية ومن المجتمع نفسه.
امة هذه حالها ليست جديرة بمكان بين امم بني الانسان
يا جماعة خلونا من “صراعات الخفاء في أروقة العصبة! !واذا توفرت هذه المتطلبات الأساسية , يعكف طرفا الحوار ! وبعملية إنسانية وفق مواصفات القانون الإنساني الدولي، وهلمجــــــــــــــــــــــــــــــــرا” هراء وافتراء ومضيعة وقت مع هاربي العدالة الدولية والموبقات المحلية، كيف يمكن طلب العفو من اللص السفاح والرحمة من الغادر المغرور والشفقة من المجرم الطاغي والانسانية من الكاذب الفاجر!!!!!!!!
هل تدرك الطغمة الحاكمة والعصابة المارقة من الأبالسة والسدنة ومن والاهم من النخبة أرباب الجهوية والايدلوجية اليمينة والطفيلية والانتهازية الاستوزاريةأن الشعوب ما عادت تسمع لجلاديها ولا تحاور أئمة الطغيان والنفاق الديني والكسب التمكيني ولا تصفير ولا تناسي بل محاسبة دقيقة ومساءلة عدلية وحقوقية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأن الشعوب تمضي في مسيرتها للتحرر التام والتغيير الخشن الكامل بانتفاضة مسلحة لاسترداد الحقوق المهضومة والمال المنهوب والكرامة المهدورة والهوية المفقودة لفيحاء الدولة العادلة الجامعة دولة الهوية المدنية والديمقراطية.
أنا لي إعتقاد جازم بأن الترابي هو ثالثة الأثافي التي تمخض عنها جمل الطائفية المتمثلة في آل المهدى و آل الميرغني اللذان ظلا على مدى التاريخ منذ الإستقلال يعتاشان على عرق الغلابة في كل أنحاء السودان بإسم الدين ،، ثم تولد منهما الترابي عندما تمرد على نهجيهما فما فتئ يحوم داخل أسورة الجامعات مستغلا تمرد الطبقة المتعلمة على تخلف الطائفية و مستغلا في ذات الوقت العاطفة الدينية التي تجرهم جراء إنسلالهم من بيئات لها ميول فطرية نحو التدين فطفق يجمع فيهم مع غسيل أدمغة جعلت منه شيخا متعلما فبدلوا به شيوخ الطائفية المتخلفين ( حسب نظرتهم نسبة لما رأوه من ممارسات لا تنسجم مع إستنارتهم التي إكتسبوها من ولوجهم ردهات قاعات الدرس ) ،،، و لكن بكل أسف كان هذا التجمع بعيداً عن عمل العقل ( الفكر ) المقرون بروح الدين السامية .
ثم توالت الإميبا في الإنشطار فكان الناتج ما نراه من جماعات سياسية دينية شتى كل منها متمرد على الآخر و لكن له نفس المنطلقات البائسة التي لم تفكر بعقل فيما تدعو له ، فقط الدعوة إلى بسط المسميات الدينية بدون أي وازع من العقل و الروح أو تركيز على السلوك الديني المقرون بالقدوة الحسنة التي تمارس ما تدعو له من سلوك قويم ،، فكانت التناقضات التي نشاهدها ،،،
لم أعد أرى ضؤاً في آخر النفق ،،، و لكن ما زال حسن الرجاء في مدبر الكون و فالق الحب و النوي أن ييسر لهذا الشعب السوداني مخرجاً ،، أرجو أن يكون ثمنه مخففاً .فقد صار كلنا يقول دون ان ينذر نفسه للعمل الجماعي المخلص .
الديمقراطية الليبرالية قادمة لاشك فى ذلك والولاءات الدينية طائفية او الاسلام السياسى ستضمحل وتدخل متحف التاريخ السياسى لان الوعى سينتشر والمسلمين وغير المسلمين يريدون احزاب تهتم بالتعليم والصحة والبنية الاساسية للاقتصاد وليس للهرطقة فى الدين واستغلاله لامور سياسية ودنيوية وممثلين للشعب يراقبوا الجهاز التنفيذى فى كيفية صرف اى مليم وكما يقول العالم المتطور لا ضرائب بدون تمثيل اى ممثلين للشعب للمراقبة والمساءلة والمحاسبة والتشريع الخ الخ وكذلك الصحافة الحرة مرآة المجتمع!!
هذا او الحروب المذهبية والجهوية والقبلية والتدخل والوصاية الدولية لبلد عملاق ولكن سياسييه اقزام !!!
اتخيلوا منظهر الهند لو حكمت بناس الرئيس القائد العسكرى ولم تحكم بالديمقراطية الليبرالية(العلمانية السياسية) رغم فقرها وتنوع اديانهاواثنياتها والاغتيالات السياسية وكبر اراضيها كانت ح تكون زبالة مثل السودان ومصر والعراق وسوريا وليبيا وهلم جرا وهى الآن من الدول الناهضىة الكبرى!!
مش الف مليون تفوووووا على اى انقلاب عسكر او عقائدى عطل التطور الديمقراطى فى السودان ؟؟؟؟
هذه أصدق وصف وتحليل لسلوك وشخصية السيد مولاهم الميرغني … لم يسبقك عليه أحد يا استاذ الضو
كم نحتاج لفتحي الضو وامثاله من ابناء الوطن الذين نعلم من اين اتو وكيف
سعيد جدا بان اجد كتاب او مقالة لكم يا استاذ
فالوطن يحتاجكم اكثر من اي وقت مضي
يا عزيزي كلهم لصوص .
يهتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل. – علي بن ابي طالب
والله هذه الحكومة هي الحكومة المناسبة لانها مجموعة من الحاقدين تحكم شعب حاقد …فهذه حوكمتكم التي تستحقونها
عرفنا السيدين ناس دنيا وبحبوا المال…فالقروش تسمى ايضا بالضحاكات…بس المحيرنى ود الصائم ديمة الذى طلق اباه الدنيا طلاق تلاتة حتى مات رحمه الله…لقد اصبح مسيد الصائم ديمة قلعة من قلاع المؤتمر الوطنى…واصبح تلاميذ المسيد يعتمدون على المال الفاسد فى مأكلهم ومشربهم…وشوف كيف ازدان المسيد بالانوار فى ليلة الدعاية لاعادة انتخاب البشير الاخيرة
الله يعينك يا فتحي انت تعبان تعب شديد والحكاية دي حقت الجماعة ديل واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار على المستوى الفردي والجماعة واول حاجة الذي يكذب لا ترجى خيرا من وراءه والذي ينافق ويوعد ثم يخلف ما ترجى من وارهو خير والذي يستعمل العنف لا ترجى من وراءه خير او يصدق في حديثه والذي يدعى انه اسلامي يقصد انه يزكي نفسه
كل الشعب السوداني يعرف هذه الاسطوانة المشروخة و يلوك فيها منذ الستينات و برع أيما براعة في نسج كثير من الحكايات و النوادر و النكات الظريفة و معلوم أن الطائفية و الترابي (بالمصاهرة) يعتقدون الاعتقاد الجازم أن الشعب السوداني كله بلا استثناء عبيد لهم في إقطاعية اسمها السودان و قد اقتسموها بالتراضي أحدهم الشمال و الشرق و الثاني الوسط و الغرب و الثالث بتفكيره الالمعي إجتزأ الطبقة المثقفة و الصفوة من كل اقطاعية ليشكل عبيدهـ مرة بالجهاد و أخرى بالتمكين و ثالثة بالمشروع الحضاري و قد هندس لهم التضحية بالجنوب بواسطة حواره المتشيخ الاستاذ الذي هزم شيخه ليعود بعد رمي المتأبطين شرا بعد أن نالوا نصيبهم من الاقطاعية و حرقوا بالجاز ما حرقوا و عاد .. عاد ثمانينيا حتى كادت أن تأكله فلسفته النرجسية ليعود هذه المرة و أظنه سيطالب بالتعويض عن السنوات التي قضاها في السجون (المسرح القومي السياسي) ليعطي منها كمال عمر و بقية الجوقة.. عليه فقد انتزع منهم جزءا اعتقد انه امتلكه لكن هم من ترك له هذه الطبقة الخاصة من العبيد لأنها تشكل عليهم خطرا فاحتفظوا منها بما غلى ثمنه و خف وزنه من الكوادر المصنوعة التاهيل المطيعة و أخرى انسلخت لتكون مزارع صغيرة من عباءات الاقطاعيتين الكبيرتين .. هؤلاء الاقطاعيين يعرفون أن السودان في مهب الريح و أن القادم أخطر فبدأوا التحالف الغريب الذي لم تشهده اقطاعية السودان من قبل تحالف الثلاث الاخوة (الباب يفوت جمل) تارة (و الغياب في أحلك الظروف) تارة أخرى و أخيرا جداً (لابد من الحوار) في المرة الاخيرة يخرج علينا بروفيسورا يبشر بالقادم و كأن الخمسة و العشرون سنة الماضية لم تنجح إلا في تكوينه هو !!!!!!
السؤال المهم متى يصحو أهل السودان الحقيقيين و يعوا أن هذا السودان لم يشهد ثورة حتى الآن كل ما شهدناه منذ الاستقلال هي عبارة عن إجراءات اسعافية ما تلبث حتى تصاب نفسها بالعلل لتحتاج لاسعافات أولية و قد تستمر الى 25 عاما او أكثر بقليل لكن لابد من ضوء آخر النفق.. و الامل معقود على السواد الاعظم من الشباب الاخضر .ز الشباب الذي ينظر من خلف هذه الاهرامات الهشة ..
((أن المال يعد أحد نقاط ضعف شخصية السيد الميرغني، ويمثل جمعه إحدى الهوايات الأثيرة إلى نفسه، هذا بغض النظر عن مصدره، أي سواء جاء من حكومة ديكتاتورية أو ديمقراطية أو من دول شقيقة أو صديقة أو حتى جبايات من ممتلكات قد تسوء السائلين إن تبدت لهم. )))) ولذا فان قوم تبع تصلهم الفوائد التبعية بواسطة عمل او نجاح فى جامعة او دخول كلية عسكرية او بعثة اما ان تكون هناك اموال عينية فلا والف لا الرجل بصراحة بخيل
ياخي والله الكلام جميل ومرتب لكن خلاص ملينا أظن أي شيء ممكن يكتب قد كتب أرجو أن تصب الكتابة في كيف نسترد الوطن المسلوب بالبندقية بالجودية بالجزمة بي أي شيء.
يا ستاذ مع احترامي انت بتجتر في احاديث حتى لو كانت على درجة من الوثوق جاوزتها الاحداث كلمنا الان وفصل ليه الشعب دا ساكت القيادات السياسية عمرها ما قادة الشارع الشعب هو الببتدرالمقاومة وبعدين القيادات بتجي تنظم المواجهة وترتب المطالب الكلام الكتير بتاعك ووضع البيض في سلة واحدة بيعكس راي القوى اليسارية فقط
اكتب كلام يجمع الشارع ويحركه وسيبك من محمد عثمان اخد والصادق قعل .
اولآ الشيخ دفع الله رحمه الله يوجد مسيده في امبدة الحارة الرابعة وابنه الشيخ احمد ليس له اي علاقة بالسياسة او المؤتمر الوطني . وانت انسان ما صادق وحديثك كله كذب وافتراء .ارجو الدقة في مصادر المعلومات وما تتكلم عن ناس انت ما بتعرفهم وامشي شوف دا اي شيخ عمل الدعاية الانتخابية..ياجركان فاضي.
تأملوا جيدا في تعليق ” محموم جدا ” لقد لخص الوضع بصورة واضحة وساخرة، خاصة من جهة تقسيم كيكة الولاءات، ووصف كل ما جرى في ” المسرح القومي السياسي” منذ الاستقلال بأنها مجرد اجراءات اسعافية.. مثل هذه الآراء بدأت تأخذ حيزا مرموقا في الكتابة السياسية هذه الأيام وهي تقدم رؤية أكثر اتساعا لواقعنا المزري، وأحيلكم هنا إلى مقالة الدكتور أحمد حمودة في الراكوبة 2 مارس بعنوان (متطلبات الحوار السوداني بين الذين يطالبون بحقوقهم والذين يدافعون عن امتيازاتهم)..
كيف يبعد السيدين عن الحكم و هم يعتقدون أنهم سياد البلد؟!
ياود النهود ماليك حق ان تردد هذه الاسطوانة البايخة مثل عبارة النائمون فى الفنادق وتصف بها الكاتب هؤلاء الكتاب يسهرون الليالى ليكشفوا سؤات هؤلاء المنافقين تجار الدين والسادة زعماء الطائفية البغيضة الذين مصوا دماءنا وعرف النظام نقطة ضعفهم وصار يغدق عليهم الاموال ونسوا سلم تسلم والجهاد المدنى وهلم جرا ..مصيبة السودان كبيرةحيث ابتلانا الله بهذا الثالوث المريض ولكن المصيبة الكبيرة سذاجتنا نحن هذا الشعب ولا حل الا بالوعى والفهم
لندن القاهرة وبالعكس .
للأسف بت على قناعة تامة أنه لن تقوم لنا قائمة إلى يوم الدين…
لأننا جعلنا الدين أفيونا لشعوبنا… ولا نريد أن نتعظ من التجربة الأوروبية، بين عصر الإقطاع والقساوسة الذين كانوا يملكون مفاتيح الجنان والذين أبقوهم في الظلام، وبين ما ينعمون به حاليا من شفافية (نسبية) في إدارتهم لبلدانهم.
باسم الدين والدراويش نمارس كل خيانة وسرقة وكذب في هذا البلد…
وما لم نتفق جميعا على فصل الدين عن الدولة وعن إدارة البلد…
وأن نديره على أساس مدني نزيه لا مكان فيه لآليات حكم ثيوقراطية ميتافيزيقية…
سوف نظل هكذا مثل (بول الجمل) نخطو خطة للإمام ونرجع خطوتين للوراء…
هذا إذا بقي شيء اسمه وطن بعد قرن أو قرنين من الزمان.
اتوقع قصة آل المهدى صورة مطابقة لقصة آل الميرغنى ، وعلامة ذلك تم تعين أحد ابناء المهدى مساعد أيضا للرئيس .. يعنى الحزبين الطائفيين شغلهم لعب عيال والسياسة للرجال …
تأملوا جيدا في تعليق ” محموم جدا ” لقد لخص الوضع بصورة واضحة وساخرة، خاصة من جهة تقسيم كيكة الولاءات، ووصف كل ما جرى في ” المسرح القومي السياسي” منذ الاستقلال بأنها مجرد اجراءات اسعافية.. مثل هذه الآراء بدأت تأخذ حيزا مرموقا في الكتابة السياسية هذه الأيام وهي تقدم رؤية أكثر اتساعا لواقعنا المزري، وأحيلكم هنا إلى مقالة الدكتور أحمد حمودة في الراكوبة 2 مارس بعنوان (متطلبات الحوار السوداني بين الذين يطالبون بحقوقهم والذين يدافعون عن امتيازاتهم)..
كيف يبعد السيدين عن الحكم و هم يعتقدون أنهم سياد البلد؟!
ياود النهود ماليك حق ان تردد هذه الاسطوانة البايخة مثل عبارة النائمون فى الفنادق وتصف بها الكاتب هؤلاء الكتاب يسهرون الليالى ليكشفوا سؤات هؤلاء المنافقين تجار الدين والسادة زعماء الطائفية البغيضة الذين مصوا دماءنا وعرف النظام نقطة ضعفهم وصار يغدق عليهم الاموال ونسوا سلم تسلم والجهاد المدنى وهلم جرا ..مصيبة السودان كبيرةحيث ابتلانا الله بهذا الثالوث المريض ولكن المصيبة الكبيرة سذاجتنا نحن هذا الشعب ولا حل الا بالوعى والفهم
لندن القاهرة وبالعكس .
للأسف بت على قناعة تامة أنه لن تقوم لنا قائمة إلى يوم الدين…
لأننا جعلنا الدين أفيونا لشعوبنا… ولا نريد أن نتعظ من التجربة الأوروبية، بين عصر الإقطاع والقساوسة الذين كانوا يملكون مفاتيح الجنان والذين أبقوهم في الظلام، وبين ما ينعمون به حاليا من شفافية (نسبية) في إدارتهم لبلدانهم.
باسم الدين والدراويش نمارس كل خيانة وسرقة وكذب في هذا البلد…
وما لم نتفق جميعا على فصل الدين عن الدولة وعن إدارة البلد…
وأن نديره على أساس مدني نزيه لا مكان فيه لآليات حكم ثيوقراطية ميتافيزيقية…
سوف نظل هكذا مثل (بول الجمل) نخطو خطة للإمام ونرجع خطوتين للوراء…
هذا إذا بقي شيء اسمه وطن بعد قرن أو قرنين من الزمان.
اتوقع قصة آل المهدى صورة مطابقة لقصة آل الميرغنى ، وعلامة ذلك تم تعين أحد ابناء المهدى مساعد أيضا للرئيس .. يعنى الحزبين الطائفيين شغلهم لعب عيال والسياسة للرجال …