مشروعات استقرار الرحل تحتاج لقرارات رئاسية عاجلة

مشروعات استقرار الرحل تحتاج لقرارات رئاسية عاجلة

صلاح الدين محمد زين الحبو
[email protected]

يعتبر قطاع الرحل (البدو أو الرعاة ) من أهم واكثر القطاعات المنتجة في السودان وهو القطاع المعني مباشرة بالثروة الحيوانية التي ظلت تساهم بحوالي 21% من إجمالي الناتج القومي وذلك في الفترة الممتدة من عام1985وحتي عام 2003وفقاً لما أشارت له العديد من الدراسات وأعلنت عنه الكثير من الدوائر المختصة في هذا الشأن .
والرحل أنفسهم يمثلون نحو 13% من إجمالي سكان السودان وفقاً لتعداد 1951م وحوالي 10% من اجمالي السكان وفقاً لتقرير ادارة الرحل والجهاز الاحصائي المركزي بالخرطوم عام 2007م.
لهذا فإن قطاع الرحل يعتبر من القطاعات المهمة في السودان إلا أنه وللاسف الشديد ظل يفتقر الي المؤسسات التي تراعي حقوقه وتضع الحلول لمشالكه فقد ظل هذا القطاع يعاني مشاكل الجفاف والتصحر وقلة موارد المياه والصراعات بينة وبين المزاعين، لذلك فكان لابد من وضع المشاريع اللازمة لاستقرارهم وتوفير مستلزمات حياتهم في حلهم وترحالهم والعمل علي تخفيف النزاعات بينهم اثناء حراكهم طلباً للكلآ والماء .
مفوضية إعادة التأهيل وإعادة التوطين أولت اهتماماً خاصاً وهي تضع خططها لإعادة تأهيل وتوطين النازحين واللاجئين أولت اهتماماً خاصاً باستقرار الرحل ولتحقيق ذلك وفقاً لمعايير علمية تستفيد من المحاولات السابقة في هذا الجانب وتقف علي المشكلات التي تقف في طريق تحقيق هذا الهدف إهتم الباشمهندس إبراهيم مادبو شخصياً بهذا الأمر وذلك لأهمية هذا القطاع حسبما أشرنا سابقاً وفي سبيل تحقيق هذا الهم فقد أعلن الباشمندس إبراهيم مادبو رئيس مفوضية إعادة التأهيل وإعادة التوطين بالسلطة الانتقالية بدارفور عن ضرورة إجراء دراسة علمية بمشاركة خبراء ومتخصين لقضية الرحل وبالفعل تمت الدراسة والتي أشرفت عليها الهيئة الاشتشارية بجامعة الجزيرة وباختيار نخبة من العلماء والخبراء والمختصيين في مجالات الدراسات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية والمراعي والانتاج الحيواني، والتعليم، والخدمات الصحية ، المسح الميداني.
الدراسة اشتملت علي تلك الجوانب المشار اليها ووقفت علي الاوضاع بولايات دارفور الثلاثة ووضعت من الخطط ما يعمل علي استقرار هذة الشريحة الهامة بالنسبة للاقتصاد السوداني .

الخطط التي اقتراحتها الدراسة تم تقسيمها الي ثلاثة مراحل . المرحلة الاسعافية واشارت الدراسة الي انها تمتد لمدة عامين تجري خلالها انشطة اسعافية تسهم في ترقية الوضع الراهن وذلك من خلال تأهيل المنشآت المائية والصحية والتعليمية والبيطرية حتي تسهم في خلق بعض انواع الاسقرار النسبي أما المرحلة الثانية وهي المرحلة الانتقالية فقد اشارت الدراسة الي انها تبدأ بداية العام الثالث وتمتد لفترة ثلاثة اعوام تبدأ فيها مرحلة التنمية الحقيقية وذلك بتنفيذ المشروعات الهادفة للاستقرار والجذب.
والمرحلة الثالثة والاخيرة هي المرحلة المستدامة وقالت الدراسة ان هذه المرحلة هي أهم المراحل حيث يتم فيها التوطين الكامل للرحل ويجب أن تتميز بالاستدامة وخلق الفرص المتتابعة للتنمية واشارت الدراسة الي انه وفي حال الاهتمام بما جاء في مقترحتها للمراحل الثلاثة من مشروعات فان ذلك يسهم في خلق واقع تنموي ويسهم بقدر كبير في توفير مستوى من الرفاء يساعد علي استقرار الرحل لكونهم شريحة مستهدفة.
الدراسة في تقديري تعتبر مرجعاً هاماً في دراسة حال هذة الشريحة الهامة والمهمة للاقتصاد السوداني والأخذ بما جاء فيها ضرورة تمليها المصلحة الوطنية لأن استقرار هؤلاء الرحل يعني الدفع بالاستقرار للاقتصاد وذلك لما يسهم به قطاع الثروة الحيوانية في الناتج القومي وما يسهم به في الاكتفاء الذاتي من اللحوم والالبان وتقليل اسعارهاالتي شهدت في الفترة الاخيرة معدلات لم تشهدها من قبل حدت بالعديد من الجهات لتنظيم حملة لمحاربة اللحوم.
وأهم مايميز هذه الدراسة ايضاً انها وفقت على ارضية وخلفية ما تم في هذا الشأن والمحاولات العديدة التي جرت من اجل استقرار الرحل وحددت أسباب فشلها .
هذا العمل القيم حتي لايكون مصيرة مصير اعمال أخري تنتهي بان تصبح من اضابير المكاتب بعد كل الاموال التي تصرف عليها والجهد الذي يبذل فيها فاننا نطالب الدولة ممثلة في رئيس الجمهورية شخصياً ان يولي هذا الامر اهتمامه الخاص وان تصبح المشروعات التي تضمنتها الدراسة مشروعات تمشي بين الناس واقعاً لا مجرد اماني ومقترحات تقبع في الادراج أو تحفظ في جوف ( الحاسوب ) أو تذهب مع الرياح .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..