شهادة الإخوان ( المصنوعة ) عبد الإله خوجلي ( نموذجا )

خالد بابكر أبوعاقلة

(1) من أسوأ ما يمكن أن يفعله الأحياء للأموات هو أن ينبشوا حالة موتهم وأن يقللوا من تجربة سكراتهم الأخيرة , وأن يحاولوا دمج الطريق الطويل في قرص تقييم أو شهادة أو رفعة , إذ لا رفعة للميت سوى موته . ولكن الإخوان المسلمين الذين تذرعوا بكل سلم يرفعهم إلى الشمس الظاهرة , وإلى أبواق الفضائيات , وإلى التمكين , كانوا ومازالوا يستغلون أيضا الموتى من أجل رفعة الشأن , وتلميع الصورة , وتوسيع زوايا المكانة التاريخية التي لا تثبت إلا بدفع ثمن وجودهم من موتاهم ( الشهداء ) .

(2) ولذلك كانت أول صور الاحتجاجات والصراعات بينهم , وأول سلاح امتشقه حسن الترابي في ضرب أتباعه الذين قنصوا منه السلطة , وانتزعوا منه الكرسي الذي أقامه من العظام والضلوع , هو ضربهم فوق الحزام , ونبش أهم أفكارهم الوهمية , وهي أن كل الذين ماتوا من أجل شعارانهم ليسوا سوى ( فطايس ) لا يفوح منهم المسك , ولا يرزقون عند المليك المقتدر في عالم حياة جديدة . لماذا عندما غضب العراب تفوه بحديث يخص الشهداء من الذين دفعت بهم ما يسمى بالحركة الإسلامية إلى الشظايا واللهب والعبث ولم ير فيهم سوى موتى غررت بهم ألاعيب السياسة وأطماعها الخفية ؟ أولئك أناس ذهبوا إلى بارئهم بما اعتقدوا , ولكن لماذا صرح هو بما اعتقد ؟

(3) كانوا في الجنوب دائما يحاولون أن يصنعوا من الشهادة صورة أو قصيدة شعر أو أيقونة بل كانوا دائما كما اعترف الكثيرون يدفعون الأحياء البعيدين من قدر الموت إلى دانة تمزق أجسادهم أو إلى لغم يمكن تلافيه والعبور بعيدا عنه إلى العبور فوقه والطيران مع الهواء من انفجاره وكان معظم الشهداء الظاهرين قد حددت المعارك التي سيموتون فيها والظروف التي ستحيط بهم قبل مقتلهم والحديث الذي سيتغنون به قبل إزهاق أرواحهم البريئة قبل الزخات الهائلة التي لا يفهمون ماذا تعني وهي تحمل أجسادهم إلى حيث الهباء والموات والسكون . كانت صناعة الشهادة هي صناعة ( الفطايس ) بحق وحقيق , وهي صنعة تخرج من آلة عقلية لا تفهم الحياة , ولا تعترف بمعناها , ولا تمجد من خلقها وبراها وقال لها كوني فكانت . كانت الشهادة عندهم مجرد صورة فضائية , وسيرة ذاتية تقبر في غبار الأضابير المكتبي إلى حين , وذريعة من ذرائع وأدوات ومعاول ( التمكين ) التي جعلتهم ببطر المجرم ولامبالاته يبنون قصور الجنة في الأرض دون أن يتجشموا الطريق الطويل المدمج بحياء في كتب الفقه والدين .

(4) كانوا من أجل صناعة الشهداء الذين تحولوا فيما بعد إلى فطايس لا تشم ولا تستقبل رحيق الجنة بغررون بزعاماتهم الشبابية الجامعية وهي فترة طموح وتوثب وبطولة فيموتون دون أن يروا بصيصا من المستقبل ومن نشوة الحياة العظيمة ودون أن يكونوا هم أنفسهم قدوة لشباب يأتي بعدهم ويمشي في طريقهم ويؤمن بمصيرهم . وكان ذلك المرقى الهش هو قمة أزمة ما يسمى بالحركة الإسلامية , وهي أنها لا تأكل بنيها وحسب في المعارك , وإنما كذلك تأكل أخلاقها ومثلها , تلك الأزمة الخلاقة التي تجسدت في أروع مثال في التمكين الذي أزاح الدين ومثله وأزاح القدوة من الطريق حتى صار الترابي شبحا بلا صورة وأزاح ضرورة الشهادة حتى ولو كانت كاذبة ومصنوعة وليس سوى سيف من سيوف التمكين والبقاء في السلطة والحماية من المساءلة , وجسدت تلك الأزمة التي كشفت في وضوح الشمس أن الصراع ليس من أجل المبادئ وإنما من أجل الخلاص الفردي وربما من أجل الخلاص الأسري حيث قدمت كل أسرة من كبار المتنفذين قربانها الخاص في المعارك المصنوعة . تلك الشهادة التي كشف من حث عليها ونادى بها وحض إليها كل أبجدياتها وجذورها ومحص كذبها وحقيقتها , فكل شخص في ( الحركة ) إنما يموت من أجل ( نفسه ) , ومجده الشخصي , أو من أجل وسادة حريرية يتكئ عليها , ولذلك فكل شهداء ( الحركة ) لا يذكرهم أحد , ولا يجرؤ من يكتب منهم أن يسجل شيئا خاصة تاريخهم القتالي وطريقة موتهم .

(5) قتل علي عبد الفتاح في 1996 وكانت شهادته مصنوعة ومفتعلة ومدبرة . وكان الصيت من حوله مزيفا ومفتعلا من أجل التمكين والضجيج الذي حذقته ومرنت عليه الحركة ( الإسلامية ) , وكان قبل إرساله إلى الجنوب يصورونه وهو يخطب في مسجد الجامعة وهو يقرأ الشعر قبل المعارك وكل من صور كان لقمة سائغة ولحما مباعا في برنامج ساحات الفداء . جاء إليه الرائد إبراهيم شمس الدين ذات ليلة وقال له إن الدبابات تقترب من جوبا وكانت المعركة خاسرة ومميتة بكل المقاييس ومنن هناك حيث مقره البعيد أرسلوه وهم يعلمون أنه لن يرجع مرة أخرى . صنعوا أعراس الشهيد كما صنعوا القتلى , وكان هو أحد قتلى هذه الأعراس . كانوا يصنعون الشهداء بكل السبل , الأطواف الهمجية المخدوعة تهاجم خطوط ( العدو ) وتتعرض لمواقعه المحصنة فينتقم العدو على الفور بقذائف الهاون من المواقع الثابتة , فيمتشق الترابي ملفحته ليخطب في بيوت أعراس الموتى . وليزجي المزيد من فتية الجامعات إلى حقول الألغام وقذائف الهاون . الخوف كان هو الحاكم الفعلي , فالمجاهدون كانوا يتهربون من واجبات الحراسة والأطواف حتى لا تقنصهم قذائف عرس الشهيد . وهكذا وبتدبير محكم لقيت كوادر الجبهة ( الإسلامية ) مقتلا غامضا وظروفا جهادية غير واقعية تستحق الدراسة والمتابعة .

(6) ومن أغرب المقاتل والمصائر , ومع تزايد بيوت العزاء في القرى والمدن السودانية , وكأول خطة من خطوات التمكين بالموت والتصفيات التي لاحقتهم فيما بعد , مقتل عثمان حسن البشير وهو أخو الرئيس في هجوم كان يدفع فيه بتقدم الصفوف , ومقتل أخ للدكتور حسن الترابي الذي ضن بفلذات أكباده على تلك المقاتل المؤلمة وربما ذلك لأن الرئيس لم يقدم للموت سوى أخيه حيث أنه لا ذرية له ولا أنجال فكما قدم الرئيس أخاه كقربان كان على الترابي أن يساويه في هذه الكارثة أخا بأخ . ويقال إن زوجته هي التي نجت بأبنائها من الموت المجاني في الجنوب حينما رفضت ذهابهم بأي حجة من حجج زوجها , وكان في ذلك أول إشارة عملية على عبثية ا لشهادة الإخوانية , وأنها ليست سوى عملة مقايضة , وأنها ليست سوى صك لدخول جنة الدنيا على جثث المخدوعين والواهمين . وقدم السنوسي أبنين كأنه سينصب ملكا أو أمبراطورا , فصار بذلك زعيما للمخدوعين ورئيس هيئتهم لأن شهادتهم لم تنشر الدين ولم تزد الأتباع ولم توسع رقعة دار الإسلام ولم ترفع راية الإيمان , وقدم المتسرع المغمور , الحالم بالسلطة ويطلبها الآن بالمال والقرابة , الطيب مصطفى , ابنا , فلم يجن سوى شهرة عرجاء , وميدالية عار انفصال الجنوب . ويقول العارفون إن هؤلاء القتلى مع كوادر رئيسية بارزة في الحركة ((الإسلامية ) أمثال عبيد ختم الذي كان أكثرهم تطرفا وانغلاقا كانوا يقتلون في معارك هامشية أو داخل معسكراتهم الآمنة , أو في معارك لا تحتم موتهم المجاني بهذه السهولة إلا إن كان الأمر مدبرا من هيئات عليا لا تعرف الرحمة ولا السبق ولا وشائج القربى , وهكذا قتل أحمد محجوب حاج نور الذي قيل إن الترابي صنفه من أصحاب الأجساد النجسة , ولم يمت في معركة بل مات ذات مساء هادئ بقذيفة متطرفة مدبرة انطلق من وسط كتيبته . وشهد بذلك كما كتب ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة الذين كانت تصاحبهم قوات الدفاع الشعبي , وبذلك كانت تصفية القوات المسلحة تسير جنبا إلى جنب مع تصفية كوادر الحركة ( ا لإسلامية ) . وكشف عمار محمد آدم في بعض اعترافاته وهو من كوادرهم النشطة والأكثر عنفا وشططا أن قادة الإنقاذ كانوا يتخلصون من العضوية المشاكسة أو ( المتدينة ) بإرسالها إلى الحرب في الجنوب . وهذا يفسر مقتل الكثيرين من أصحاب الفكر المتطرف والعنف الديني والعنف الطلابي من الصفوف الأمامية ذات التأثير والحركة بالإضافة إلى أن الحركة ( الإسلامية) لم تكن سوى حركة تنافس داخلي عنيف وسعي للسلطة والمكانة وحركة مكونات متنازعة ومختلفة بين المتطرفين والأكثر عقلا .

(7) بدأت واستمرت الشهادة المزيفة كأسطورة وحقيقة يزيدون فيها ويضيفون ووصلت ذروتها مع الإنقاذ بموت أقرباء وأبناء المتنفذين البارزين كشهادة إعلامية تكتظ بها ساحات الفداء وكأساس لشرعية الدم ( الدنيا ) بعد أن فاتتهم كل شرعية سياسية بعد الانقلاب العسكري وكذريعة لينة للتدخل في تكوين القوات المسلحة التي اتهمت لأول مرة من كوادر الإخوان بالجبن والتقاعس والهروب من المعارك , وصنعوا ما صنعه النازيون حينما أرسل هتلر ابن أخيه لحروب السوفيت كي يزيدوا من أوار الحرب ولهيبها وامتدادها حتى دمروا إلمانيا بما فيها ومن فيها . وأصبحت بذلك الحروب حروب أسر وليست حروب وطن وحروب مليشيات موالية وليست حروب جيش وطني وحروب تمكين لجماعة محدودة العدد يفرط فيها بالأخ والابن والصديق .

(8) قتل المرحوم عبد الإله خوجلي في غزو سنة 1976 كأحد كوادر الإخوان المسلمين , وكأحد صغار السن الذين غررت بهم الحركة , وبدأت من تلك المحاولة مشروعها الكبير في ضم المنغلقين والمتطرفين وأنصاف المتعلمين لمحرقتها القادمة في التسعينات . وقتل كمثل غيره من الذين أعدموا في تلك الأحداث الجائرة من الطرفين حيث تعرض السودان لأول مرة إلى غزو خارجي من أبنائه دون أن يعلم بهم أحد , ودون تنسيق مع القوات المسلحة , ودون إعلان عن مرامي الحركة لمدة ثلاثة أيام , ولذلك تعرضت تلك الحركة لقمع عنيف من القوات المسلحة في أيام الرئيس جعفر نميري . ومن ضمن القتلى كان عبد الإله خوجلي . ولكن الحركة ( الإسلامية )حاولت أن تصنع على لسان حسين خوجلي أخيه أسطورة كاذبة لمقتله , فيزعم حسين خوجلي أن أخاه أعتقل وهذا صحيح وانه علق في شجرة في جهاز الأمن تسمى الآن شجرة عبد الإله لمدة ثلاثة أيام بلا طعام ولا شراب إلى أن لفظ أنفاسه ولذلك يقول متأثرا : ” إن أخي مات صبرا ” أي موثقا مقيدا وذلك كأخر خط يجعل منه شهيدا حسب الفقه الإسلامي , وليس في ما يقول شيء صحيح , والصحيح المعروف أن قوات الأمن أيام النميري , أعتقلت كل شخص استسلم لها , ووضعته في السجن بعد أن تبين أنهم سودانيون لا علاقة لهم بالقوات المسلحة , وأطعمتهم في سجونهم , وحاكمتهم بعد ذلك بالإعدام , وأنهم دفنوا في مقابر جماعية في الحزام الأخضر , ولا مزيد على ذلك . ولكن حسين خوجلي الذي يستغل ذكرى بطولة وهمية , ورفات فتى غر لم يكمل سنوات دراسته غرر به شيوخ الحركة , يحاول أن يأكل من ذكراها أيضا ويشرب , ويحاول أن يلمع نفسه أمام أجهزة الأمن التي قتلت أخاه كما يزعم صبرا , ويداجيها , وينافقها , ويركع لها من أجل أملاكه الواسعة التي صنعت في زمن التمكين , ومن أجل شهرة عرجاء يعتقد أنها توسعت وبلغت الملايين وهو يعتقد أنه بين نارين , نار الإنقاذ التي تتفكك وهي تحميه , ونار أملاكه التي سيسأل عنها يوما في الحياة الدنيا من أين لك هذا ؟

ومن الناحية ا لوطنية فلا يعد المرحوم عبد الإله شهيدا تلك الشهادة التي يطبل ويرقص على ضوئها وجثمانها حسين خوجلي كلما سنحت له الفرصة أو لم تسنح , وذلك لأنه اشترك في قتل الكثيرين من الأبرياء من المواطنين العزل الذين ذهبوا ضحية تلك الإحداث لا لسبب سوى أنهم كانوا ذاهبين إلى أشغالهم صبيحة 2 يوليو 1976 , وقتلوا الكثيرين من الجنود النائمين في أسرتهم , والذين يحق لأهلهم أن يطالبوا بالدية المغلظة من حسين خوجلي وأهله , وأنه اشترك في قتال قوات بلده القومية , ورئيس دولته الذي كان مسلما , وكان يشجع القرآن , ويفتح له المعاهد العلمية , ويقيم مسابقات تحفيظ القرآن , ويبني المساجد , وعاش فقيرا , ومات فقيرا , ولم يكن يتقاضى كمرتب شهري أكثر من 229 جنيها , وحينما كان في مصر منفيا لم يكن يملك قصرا في ا لقاهرة أو الإسكندرية بل كان يعيش على نفقة الدولة . وكذلك لا يعد المرحوم عبد الإله شهيدا من الناحية الفقهية , لأن الشهيد في الاصطلاح الشرعي هو من مات في سبيل الله , وليس في سبيل عرض من أعراض الدنيا , ولم يكن في أرض ا لسودان حينما دخله عبد الإله بليل كافر واحد , أو مجاهر بكفر , أو مشرك يقول إن الملائكة بنات الله أو يقول , ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر , أو من يقول لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة , ويطلق اسم الشهيد على من يقتل أثناء حر ب العدو حيث يفوح المسك من دمه وليس على المدبر والمستسلم الذي رمى سلاحه , ورفع يديه , وتخلى عن طلب الشهاد كي يقيد ويرمى به في السجن ليحاكم فيما بعد بالإعدام سواء أكانت المعركة معركة ( جهاد طلب ) أي لفتح البلاد ونشر كلمة لا إله إلا الله ( كدخول أرض ا ليهود أو المجوس ) أم جهاد ( دفع ) أي دفع العدو الذي هاجم بلاد المسلمين كدخول معارك في الفشقة أو حلايب وشلاتين ) ,

فالسودان بلد إسلامي منذ قرون عديدة , وتبنى فيه المساجد , وتقام فيه الصلوات , وتنتشر فيه الطرق الصوفية , فقتال المرحوم عبد الإله خوجلي لم يكن بهدف فتح السودان البلد الكافر الذي يعذب ويصادر حريات المؤمنين برسالة النبي محمد , ولم يكن قتاله قتال دفع لعدو متقحم اقتحم الحدود وعاث في القرى والمدن قتلا وتشريد , وأغلق المساجد , ومنع بيوت الله أن يذكر فيها اسمه , بل كان عبد الإله يقوم بانقلاب عسكري دموي ويشترك في عملية مسلحة بأسلحة فتاكة لا يعرف لها السودان مثيلا من قبل على دولة قائمة ترتل القرآن ترتيلا وتحتفل به كل سنة مثلما ما قاموا به مرة أخرى في 1989 . وربما كان الذين قتلوا في الجنوب غدرا أو حقا من فتية الجامعات أفضل درجة منه وأكبر مقاما في معايير الأخلاق والإنسانية والدين لأنهم كانوا يخوضون معركة معلنة في أرض قتال سالت فيها الكثير من الدماء من قبل , بينما جاء المرحوم عبد الإله مغررا به بليل متلصصا ليشارك داخل الخرطوم في قتل أبرياء كثيرين وظلوا لمدة ثلاثة أيام يطلقون القذائف العشوائية وعندما جاعوا وعطشوا لعدم التنسيق بينهم , تفرقوا في أنحاء العاصمة يقتلون وينهبون ويقتحمون البيوت الآمنة وبعضهم استسلم ليواجه الموت مدبرا لا مقبلا . ولم يقتل المرحوم عبد الإله الفتى الغر المخدوع الحالم بأن يكون ( جيفارا ) السودان و الذي لم يتفتح وعيه على الحياة والسياسة واللعب بالحبال بما يكفي , وهو يبشر بالإسلام , أو هو يرفع المصحف في أرض الدعوة والتبشير , ولم يقتل أعزل وهو معتكف في مسجد يتعبد ويقرأ القرآن , أو هو راكع أو ساجد , بل قتل وهو يحتل أرضا ( حكومية ) تابعة لجيش قومي ووطن موحد بعد أن دحرها و دمرها وأحرقها بما ومن فيها , فهل المرحوم يمكن أن يعد شهيدا كآل ياسر الذين عذبوا طويلا في مكة حتى الموت , أو شهيدا كحمزة بن عبد ا لمطلب سيد الشهداء الذي قتله كفار مكة ؟ قال تعالى في سورة ا لنساء , آية 74 ( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما )

ولم يكن عبد الإله يقاتل في سبيل الله لأن من كان يواجههم بسلاح الكلاشنكوف لم يكونوا كفارا في دولة غير دولته بل كان الرئيس البشير نفسه من ضمن ذاك الجيش وكان يمكن أن يكون قتيلا بسلاح من يشترك معهم عبد الإله في ذلك اليوم من صبيحة 2 يوليو 1976 . شهداء الدنيا ليس لهم عند الله من ( خلاق ) , فهم شهداء النفاق , أولئك الذين يموتون دفاعا عن عقيدة سياسية أو حزبية أو زعامة أو أسرة أو مطلب شخصي , ومن هؤلاء كان عبد الإله الذي غررت به وحوش الجبهة التي لا تتألم ولا تجش بالبكاء , ذاك الذي يفخر برفاته وبشهادته حسين خوجلي , ويشنف به الآذان , ويفرضه على التاريخ . ولكن لماذا لا يذكر حسين خوجلى قتلانا في دار الهاتف وفي القيادة العامة وفي الإذاعة والتلفزيون وفي الشوارع من المارة الذين لا يعرفون ماذا يحدث , أولئك الذين قتلهم عبد الإله خوجلي ومن معه دون أن يرف لهم جفن وبوحشية بالغة ودون وخزة ضمير في ذاك الصباح اليتيم من السبعينات ؟ وهو عندما يذكره يتحسر على شبابه , وعلى تعليمه الذي لم يكمله في كلية الطب , ويكاد وهو ( يتعبر ) ويختنق أمام الشاشة أن يجهش بالبكاء دون أن يتذكر لحظة واحدة أن الأربعين سنة الماضية التي مرت بها حركة غزو المرتزقة للسودان شهدت موت الملايين من المغلوبين السودانيين و كلهم تنطبق عليهم صفات الشهادة الفقهية وموت الكثيرين من المقيدين والموثقين الذين عذبوا حتى الموت في بيوت أشباح عبد الإله خوجلي والكثيرين الذين أطلقت عليهم زخات الرصاص في معسكرات التدريب المختلقة والجبرية وفي الجامعات وفي المظاهرات التي تطالب بتحسين الأوضاع داخليا وخارجيا وهم لا يحلمون سلاحا ولا يبيتون نية للقتل والتدمير . إن عبد الإله خوجلي الذي يحاول أخوه بما أمتلك من أجهزة إعلامية خلق أسطورة حوله وأنه مات جائعا ومعلقا في شجرة , وليس ذلك بصحيح , وإنما هي أساطير الإخوان المتنفذين والباحثين عن مكانة ومنصب وثغرة في المال العام , وكذلك لا تطبق عليه أخص صفات الإسلام في الشهادة وهي أن يكون المقتول ( مقبلا غير مدبر ) وحسن خوجلي يعترف أن أخاه استسلم وألقي عليه القبض وٍ لم يكن مصابا وأنه مات بعد انجلاء المعارك , وهذا فقهيا ليس بشهيد , ولا يصنف كذلك بطالب شهادة , لأنه استسلم لجهاز الأمن ولم يقاتل حتى أخر طلقة , وسلاحه الذي سلمه طائعا مختارا كان محشوا بما يجعله يقاتل لمدة ساعات ثم يستشهد وهو في يده , ولهذه الحقائق الدامغة ولمعرفة حسين الخوجلي الفقهية بأن أخاه ليس شهيدا بهذا المعنى وهو الموت في أرض ا لمعركة وأنه من المستسلمين والطالبين للحياة لصغر سنه , اخترع اسطورة موته صبرا معلقا على شجرة جائعا وظمئا , والحقيقة غير ذلك وهي أنه اعتقل وأعدم فيما بعد كما أعدم غيره ورأيناهم يجلسون في صفوف كثيرة في تلفزيون ذلك الوقت ثم دفنوا في الشجرة . ودفن معهم عبد الإله كذلك للجرائم الفظيعة التي ارتكبوها في تلك ا لأيام .

(9) استغلت الحركة ( الإسلامية ) قصص أولئك القتلى في 76 , وصنعت من حولهم هالات خرافية , وجمعت بتلك القصص الكوادر الطلابية العنيفة التي انتشت من العنف والتطرف والمعارك لانقلابها القادم في 89 مثلما صنعوا في مصر من سجن الإخوان وإعداماتهم و لكن لم يشتهر من قتلى الحركة ( الإسلامية ) في غزو 76 وهم حسن عوض من كلية العلوم وحسن سليمان من كلية الهندسة وعبد الرحمن محمد امليس من كلية الزراعة وعبد الإله خوجلي من كلية الطب وعبد الله ميرغني من كلية البيطرة – وهو كما أعتقد شقيق الكاتب الصحفي المقروء عثمان ميرغني ولم أقرأ له شيئا عنه وهو لا يأتي بذكره ? إدريس همت من كلية التربية وختم احمد عبد الكريم من كلية الآداب وعبد الفضيل إبراهيم من كلية الآداب وحافظ جمعة سهل من كلية التربية , وربما موتهم كما حدث لأخوتهم فيما بعد في ا لجنوب من أجل خلق ميراثي جهادي للحركة وأنهم ماتوا غدرا وتغريرا وخطة مدبرة , ولم يشتهر غير المرحوم عبد الإله خوجلي لأهداف مالية وتوسع لأملاك أخيه الإعلامية في أجواء الصراع داخل الإنقاذ من شعبي ووطني وأجواء ضيق ا لخناق من الثورة الشعبية التي تنضج وتتحرك في كل يوم . فهو اليوم على كل لسان مع أنه مات في منتصف السبعينات ولا يأتي أحد على ذكر أولئك الفتية الصغار الذين كانوا يريدون الجهاد في العلم والمعرفة لولا أن التقطتهم حركة الإخوان المسلمين ووحوشها الشرسة , فأرسلتهم للموت دون شهادة .
(10) اللهم أغفر لشهداء الشعب السوداني في معارك الكرامة والشرف وأغفر لأولئك الذين دافعوا عن حدود الوطن وعن وحدته وعن المظلومين المغلوبين في مدنه وقراه .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نتفق مع الكاتب فى( تغرير) أخوان الشيطان بفتية..و(قبرهم) فى محرقة (الأرهاب) بإسم (الجهاد)..ويؤسفنا (مدحك) سئ الذكر المقبور (نميرى) ..لعنة الله علية.. ولعنة الشعب التى (خلعته) بإستفتاءعارم جسدته (أنتفاضة) أبريل المجيدة..وشمولية (الإنقاذ) الحالية هى أمتداد لشمولية (مايو)..كما جاء على لسان المأفون (مجذوب الخليفة)..والميت الحى (مصطفى عدمان).. فى أحتفال سدنة مايو يمرور 38 عام على كارثة شهر (خمشة) بقصر الصداقة..ولإفادتك وتنوير جبل الانتفاضة المستدامة بمزيد من دور حامل رتبة (الحقير) الأول..فى (تدمير) البلاد والعباد..أقرأ (التعليقات) الصادقة التى خطها متبصرون تحت (صورته).. .وتجدها (بالنقر) على عنوان(وجوه سودانبة) أسفل صقحة (الراكوبة)..نحن رفاق الشهداء..الصابرون نحن

  2. أستشهاد عبدالاله فقط علي لسان شقيقه المخدوع والمخادع ، بارك الله فيك لقد وضحت الكثير لعل بها يصمت هذا الدعي

  3. كنت في تلك الفتره ملازم خريج جديد لم اكمل شهر حتي واندلعت احداث غزو المرتزقه للخرطوم.وشاهدت بام عيني عنف وقسوة هولائي المرتزقه وسماهم القوات المسلحه الرتزقه لانهم تدربوا وسلحوا وجهزوا وتم امدادهم بكل المعلومات والمعدات من دوله اجنبيه والحمد لله انه دربوا تدريبا جيدا علي كيفية استخدام السلاح والقتال والمناوره ولكن لم يتم تدريبهم علي التنسيق وكيفية استخدام وسائل الاتصال بين القوات واستخدام ادوات الملاحه مثل البوصله وكيفية تعرف القوات علي بعضها ولم تكن لهم خططوط امداد مؤمنه لتوفير احتياجاتهم من التعيينات والذخيره .اذا تم ذلك كان ستكون خسائر المدنيين بالالاف. في اليوم الاول عاثوا فساد في الاذاعه والمهندسين والمدرعات ومنطقة وادي سيدنا والقياده العامه وقتلوا كل من صادفهم من مدنيين وعسكريين وكان اندفاعهم عنيف ومدمر بمعني الكلمه الي ان اصبح صباح اليوم الثاني واعادة القوات المسلحه توازنها واستعادة المبادره من المدرعات التي كنت احد ضباطها وشنت هجوم مضاد وبدات قواتهم في التشتت لعدم وحود اتصال بين هذه القوات ولفقدانهم الاتصال بقيادتهم وقياداتهم الميدانيه وقل اندفاعهم وبدات القوات المسلحه في اصطيادهم كافراد ومجموعات صغيره مذعوره ومنهوكة القوي.وكان يتم تجميعهم في المدرعات بالشجره حيث كنت اعمل ملازم خريج جديد ومليان حماس وفي لياقه عاليه جدا وكنا نشتغل 24 ساعه في اليوم من فرط الحماس وكنت كبقية زملائي نطوف علي الاسري ونتحدث معهم اثناء التحقيقات وكانوا مذعرين وفيهم شباب من الجامعات كنت اتمني لو سجلت اسماءهم واخذت لهم صور لمثل هذا اليوم وما مستبعد ابدا اكون قابلنه واحد من الشباب الطلبه الذكرهم الكاتب وهم كانوا في سننا.واذكر حادثه والله علي مااقول شهيد ان احد هؤلائي الشباب المرتزقه سالني واحد زملائي الكان معاي اذا كنا مسلمين تعجبته من سؤاله وعاينا لبعض باستغراب فقلت له انت قايل نفسك وين في الصين طبعا نحن مسلمين.فقال لي طيب كيف يقولوا لينا ناس الجيش كلهم كفار وقتلهم حلال واذا مته حتموت شهيد لانك بتحارب جيش كفر. الي ان رايناكم بتصلوا كل الاوقات في جماعه. وطبعا الجيش كان مستعد 100% وكان الضباط والجنود المتواجدون لحظة الاذان بيصلوا جماعه في مكان تواجدهم والاذان بيرفع من جامع المعسكر وهم بيسمعون الاذان وقتها لا كان في انقاذ ولا متاسلمين.هؤلائي الشباب كانوا مهوسين لدرجة تصديقهم ان كل ناس الجيش كفره ووجب قتلهم مع انهم كانوا متعلمين.كنت اتمني لو كان عندنا بعد نظر وواعيين لتسجيل مثل هذه الاشياء بالصور للتاريخ ولمثل هذا اليوم.الخواجات(ذي مابيقولوا اهلنا) مابيفوتوا مثل هذه الاشياء لانهم عارفين سف ياتي يوم للرجوع لها وبيوثقونا.ولكن في هذا الزمان الناس وعت حتي الاطفال كل شئ موثق الصوره والصوت والمستدات.هؤلائي المرتزقه اعدموا وانا كنت شاهد عيان في المدرعات والحزام الاخضر والمرخيات لم يعذبوا ولكن للحصول علي المعلومات كان ممكن تضغط الواحد وهم ماكانوا محتاجين لضغط لانهم مذعورين ومستعدين للاجابه علي اي سؤال.ايام لا يمكن ان تنسي فقد كان الموت الينا اقرب من حول الوريد ولكن كنا شباب والحماس والشجاعه لا حدود لها واهم شئ الولاء للوطن والاستعداد للموت من اجله. وشاهدت ضباط وجنود ماتوا امامي ولم نتهيب الموت.

  4. وفقد موسى يعقوب ابنه
    ولا يعلم مصيره الى الان

    ومات محمد بشير مساعد فتى بركات بنيان صديقة
    داخل المعسكر
    بعد ان غرر به المهووس احمد البدوى
    واللله مقال رائع
    ارجو منك المزيد في هذا الخط

    هوي يا ناس هوي

  5. هنالك كثير من الشباب الكيزانى نعرفهم ماتوا فى حوادث سيارات و غيرها من الأسباب وتم نشر إعلانات عزاء فى الجرايد على أنهم شهداء ماتوا فى الجنوب !

  6. كنت اتمني علي مشايخنا ممن يعتلون المنابر و يطلون علينا في الشاشات البلورية ان يكونوا هم
    من يتصدي لمثل هذه الاحداث و يبينها لنا و يفتينا فيها حتي نكون علي بينة ممن مات شهيدا او
    مات فطيسا . بدل ان يحدثونا و هم يرغون و يزبدون متشنجين عن خطر الهواتف الجوالة .
    كنت اتمني عليهم ان يفتوا بشجاعة هل كانت كل تلك الحروب و ما يجري منها الان هي حروب جهادية؟
    ام حروب عبثية في سبيل السلطة و الجاه ؟ بدل ان يصرخوا فينا بملء اشداقهم محذرين ايانا من
    اختلاط الرجال و النساء في الاسواق .
    شكرا لك اخي كاتب المقال اذ قلت فابنت .و كتبت فابدعت . و حصرت فاوفيت . و جاهدت فابليت .

  7. متعك الله بالصحةً والعافية ،،،نحنا عايزين صحافة عفيفة،،،مثلك نورتنا بقى ربنا يحفظك

  8. لك التحية الاح الكبير خالد ابوعاقلة لا تقطع عنا علمك , نعم لقد كانت فرية الجهاد مطية لدنيا الاخوان وقد حدثني رجل ثقة يأن احد الوزراء قد أختلف مع ابنه لانه كان يلح عليه بالزهاب الى محرقة الجنوب والابن يرفض

  9. الأستاذ خالد بابكر أبوعاقلة متعك الله بالصحة والعافية لقد اصبت كبد الحقيقة وإليك هذا المثال لشهداء الإنقاذ وهو المغفور له بإذن الله والمرحوم وليس الشهيد الإبن الصادق عبد الغفار عبد الرحيم من أهلنا رباطاب أبو هشيم – الصادق شاب بطل فى سباق الدراجات الهوائية وكان من الشباب الذى نفذوا سباق دراجات بين الخرطوم وبورتسودان – جاء يطلب من والده مساعدته فى إنشاء دكان لصيانة دراجات السباق وعندما رفض والده هدد بالذهاب للقتال فى الجنوب – فلم يعره والده إنتباهه فخرج وقتل فى الجنوب – ذهبنا لنعذى أسرته بمنزلهم فى أمبدة ونحن جلوس فوجئنا بأن مايكرفونات وتجهيزات وبخور تعد – سألنا الحاصل شنو – قالوا لينا شيخ حسن الترابى جايي عشان يزوج الشهيد الصادق من الحور العين – أذكر من بين الرباطاب الحضور كان أخونا بروفسير عوض حاج على العالم فى الحاسوب الذى ضاع علمه بين السياسة وعرس الشهيد – قلت لهم يا جماعة الصادق دا ما شهيد دا زول ذهب للجنوب لأن والده لم يؤمن له دكان عجلات
    طلب منى الجميع العودة سريعا لمنزلى قبل أن يصل شيخهم الترابى لأنهم كانوا يعلمون أننى كنت أنوى أن أكلم الترابى وأقول له زولك دا مش شهيد ولكنه فتيس فكيف تزوجه بحور الجنان – فتولى شقيقى تاج السر إسماعيل دفعى نحو سيارتى فخرجت ولم أشهد دجل زواج الشهيد الصادق الذى أشرف عليه شيخهم حسن الترابى
    عبد الإله خوجلى هو شهيد إنقاذ وشهداء الإنقاذ كلهم شهداء مصنوعين بدافع تجييش الجيوش والمحصلة كانت فصل الجنوب وحرب دارفور

  10. يا استاذ خالد المقال طويل انا تعبان ماشى انوم !! بس داير اعرف عبد الاله ده فى النهاية طلع

    كديسة وله فطيسة ( بالله لو تكرمته داير الاجابة بالمناظير الترابية )!!!

  11. مقال رائع جداً أخي خالد .. والحركة الإسلامية تعرف جيداً من اين تؤكل الكتف فهي بآلتها الإعلامية الضخمة ممثلة في ألوان وساحات الفداء وغيرها قد صنعت ممن تريد من فتيانها شهداء بينما غضت الطرف عن آخرين ذهبوا إلى محرقة الجنوب بنيات الله أعلم بها .. لكنني أود أن أسأل حسين خوجلي: ما الفرق بين شقيقه عبد الإله خوجلي وبين من دخلوا أم درمان مع خليل إبراهيم؟
    كلاهما حمل السلاح في وجه نظام عسكري جاء إلى السلطة بانقلاب .. فلماذا هذا شهيد وهؤلاء خونة ومتمردون ؟؟
    لماذا عدوا غازي صلاح الدين الذين نجا من تلك الأحداث صنديداً لدار الهاتف بينما حوكم من بقي حياً ممن دخلوا أم درمان ؟؟
    تحياتي
    وآمل المواصلة على ذات النسق الباهر ..

  12. إيييييه إيه يا خالد أبوعاقلة . والله قد أشعلث جذوة في دواخلي لن تنطفيء أبداً لمعرفتي لكثير من حقائق أمور تلك الفترة ولمعرفتي بشخوصها أكثر من معرفة الذين يتاجرون بالموتى اليوم .
    إختصاراً ، بعض الذين ذكرت أسماءهم من طلاب الحركة الإسلامية والذين تقول أنهم ماتوا في حركة يونيو 1976 بقيادة العميد محمد نور سعد ، أقول ومن واقع معرفتي التامة بتلك الأحداث أن بعضهم مات في معارك أخرى بعيدة عن معارك السودان مثل الشاب المقاتل حافظ جمعة سهل ورفاقه الذين أرسلتهم الحركة الإسلامية للقتال في صفوف حركة فرولينا التشادية التي كانت تقاتل نظام الرئيس تمبلباي في تشاد وماتوا هناك وأحتسبوا ضمن شهداء حركة يونيو 1976م وأهلهم يعرفون هذه الحقيقة لكن لا يجاهرون به

  13. وثيقه تاريخيه تستحق الاشاده بها
    الف شكر علي هذا الجهد الرائع يا خالد ,,,اتمني ان يكتب المزيد عن حرب الجنوب الانقاذيه والتي سميت جهادا !!!حتي يعي شباب بلادنا هذا الدرس وحتي لا يغرر بهم وينخدعوا في المستقبل لتجار الدين وسفلة الاخوان

  14. لقد سمعت كثيرا من السنة الناس ان التاربى قد قال ( ان الذين ماتوا فى حر الاجنوب فطايس ) ولكنى لم اصدق حتى الان واريد ان اسمع تسجيلا صوتيا او فيد يويا لذلك وكل من لديه ذلك فليمدنى مشكورا

  15. أجمل مقال يمكن أن تقرأه يومآ ,,, الآستاذ العزيز هذا مقال ممتاز وخطير جدآ ,,, حاسب ما يلحقوك الزبير أو على عبد الفتاح ,,,

  16. كل من مات من اجل الانقاذ…وتمكينها فى رقبة البلاد والبلاد…ونشرها للحروب والفساد والافساد…واللعب بتعاليم الدين وقيمه وتفضيلها للظلم وتعذيب الناس وافقارهم…كل من مات من اجل الانقاذ فهو مجرم تافه باع دينه بدنياه…فلو كان قتلى الحركة الاسلامية يقاتلون من اجل الدين لما وصل السودان اليه من دمار وهلاك وسقوط فى الهاوية.
    وحسين خوجلى الذى تحول من الشيوعية الى الحركة الاسلامية…تحول نتيجة تأثره بموت اخيه وليس نتيجة لحرصه على الدين…تحوله كان رد فعلا وليس ناتجا عن مبدأ…ومثل حسين خوجلى لايعرفون كلمة مبدأ…ولاتوجد حتى فى قاموسه

  17. قال النبي (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم) : ثلاثه لاترد دعوتهم :الامام العادل، والصائم حتى يفطر ، دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ، تفتح لها ابواب السماء ، ويقول الرب تبارك وتعالى : وعزّتي لأنصرنك ولو بعد حين)
    اللهم امرتنا بالدعاء ووعدتنا بالاجابة، اللهم إنا ندعوك بما امرتنا به فاستجب لنا برحمتك بما وعدتنا :
    ( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)

  18. قصيدة ااوطن

    شوقي شوق طيرا غريب
    فارد جناحه على صغاره
    خايف الريح ترمي عشـه
    تهـده تبعــده عـن مــداره
    لا العيون تملاها فرحـــة
    ولا الديــار تصبح دياره
    مـن زمان فارقـت زيـك
    همســة النيـل في مساره
    ياما يشجيك بي حديثــه
    ياما يسبـيك بي خضـاره
    وفـي الغـروب لمـا يلبس
    تاج مزخرف من نضاره
    والدعــاش لمــا يســـرح
    ينعــش الارواح مــزاره
    النجيمات فوقـــه ترقص
    مـــا بداريهـــا انحــداره
    القمــر تضحـك عيونــه
    ليله يضوي زي نهــاره
    ولها بقية !!

  19. إنهم يخرجون آخر ما في كنانتهم…!!
    بارت تجارتهم في الحياة..!
    الآن يبيعون (جيفهم)..
    وما دروا أن روائح فسادهم قد أزكمت الأنوف..!!
    وأفقرت الألوف..!
    دارت وتدور الآن عليهم الدوائر..
    وتضيق رويداً رويداً.!
    ولا نجاة غداً من غضبة الحليم..
    حتى ولو جاءوا بشيخ { زنيم}.
    إلى جنات الخلود شقيقي الشهيد؟!

  20. مقالة ممتازة ورصينة جداً تنضح بالصدق والحقيقة.

    كتر خيراك يا أخانا خالد بابكر.

  21. للمثل السوري دريد لحام مسرحية تدور حول استشهادأحدهم في الجبهة، فما كان من شقيقه الا ان استغل كل الامتيازات الممنوحة للشهداء من أراض ومخصصات واستثناءات وظل يوظف شهادة استشهاد شقيقه بحق وبدون حق حتى صار مليونيرا من الاعيان الذين يعبون ولا يدفعون مليما للدولة من ضرائب ولا جمارك بفضل الاعفاءات والاستثناءات. وتشاء الاقدار ان يعقد اتفاق مع العدو يتضمن الافراج عن الاسرى ليأتي الشهيد حيا بلحمه ودمه ليؤكد انه لم يستشهد وانما اسر طوال تلك الفترة التي كان اخوه يوظف استشهاده لنيل المغانم. اسقط في يد الاخ المستفيد فانكر شخص شقيقه وظل طوال ما تبقى من زمن المسرحية يدبر المكائد لشقيقه الشهيد المزعوم حتى يختفى ولا يختفي ما غنمه من فرية استشهاده. لعلى بعبدالاله يطالع الشاشة البلورية وقد امتلأت باكوام من الشحم واللحم يتوسطة وجه شقيقة الارزقي ويغالط نفسه “ايتحدث عني أم عن شخص آخر؟”

  22. متعك الله بالصحة والعافية غسلت عنا بعض الآلام سبحنا معك في تسلسل بديع اسلوب رائع ومشوق وعرض للحقيقة بصورة بسيطة .

  23. انهم ليست مرتزقة ولكنهم ابناء واحباب الذين دفنوا احياء في الجزيرة ابا وود نوباوي جاؤا بعد ان تلقوا تدريبا جيدا لكن النصر من الله وقلة خبرة السياسين بالمعارك الحربية اضر بهم نعم انهم اتقياء انقياء وشجعان ولم يقتلوا احد عبطا انما القتل جاء بعد ان داهم المتهور ابو القاسم العاصمة وضرب الناس في الشوارع ك
    ابو القاسم هو من قتل الناس

    اما قولك لم يعذبوا فهذا صحيح لانهم اصلا لم يحاكموا وانما كانوا يؤخذون بالترتيب كل يوم مجموعة ويذهبون بهم الي الحزام الاخضر وهنالك يقتلون لم يحاكموا اصلا ولم يتم استجوابهم

    تهمة مرتزقة لفقها نميري لاشياء اعلامية

    هل لما ذهب ديجول الي بريطانيا ومن هنالك حرر بلاده من النازين هل سمي ديجول وجنوده مرتزقة
    ما الفرق بين النازين والمايوين

    الاخ الضابط وقتها كنت صغيرا

    لكنك الان راشد ابدا الحكاية من اولها يوم جاءت مايو لماذا احرقت الجزيرة ابا وود نوباوي فقط

    الدعول حسين خوجلي سبب الاساءة للشهداء عليه من الله ما يستحق هو وامثاله

  24. والله ال Sketch بتاع حسين خوجلي دا بذكرني شكل (( محمد علي الكبير)) بتاع البانيا . صغر العقل
    مع كبر العمامة .

  25. خذوها منى فتوى مجانية مادام أمين حسن عمر بيفتى فانا لازم أفتى ماهى بقت هايسه كل زول يفتى بما يعن له
    أى إنسان مات فى قتال سوى حروب السودانين ضد المستعمر الكافر مش شهيد ومات فطيس بما فى ذلك شهداء حرب الجنوب وحرب دارفور وقد يكون من مات فى حادث طائرة او سيارة أو حريق أفضل مكانة عند الله من أمثال الذين خرجوا فى هجرتهم مجاهدين بنية لا علاقة لها بإعلاء كلمة لا إله إلا الله ولكن لقيام دولة التمكين وليس دولة الدين والرئيس البشير القائد العام قالها صراحة أن حربنا ضد إخوتنا الجنوبين ليس حرب دينية ، يعنى حتى لو هزمنا جيش التمرد لن نقيم دولة مسلمة فى الجنوب ، فالشهادة لله وليس لغيره لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه. متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو حديث متفق على صحته.
    حسين خوجلى شقيقه عبد الأله خوجلى قتل بعد أن بدأ هو بالإعتداء وقتل العشرات من المسلمين فكيف يكون شهيدا من قتل مسلما بريئا غير مسلح وفى غفله – طبعا عبد الإله خوجلى المنفوخ بيه شقيقه حسين دا جاء مع جيش المرتزقة وقيل لهم أن كل من فى العاصمة المثلثة كافر ومن طرف وقعوا فى الناس قتل ومجموعة عبد الإله دى فى دار الهاتف قتلوا لينا الملازم أول فيصل عدلان ود مكوك من بربر وقتلوا العشرات من خيرة شباب المسلمين والكيزان بيسموه شهداء زى شهادة الصادق عبد الغفار وسيف الدين محمد الأمين دا من أولادنا الرباطاب – من عتمور ساقية الحفافير قرية الدكتور معتصم عبد الرحيم بيمشوا ناس المعتصم يغرروا بالشباب ديل ويرسلوهم لمحرقة حرب الجنوب عشان هم يبقوا وزراء الظاهر الترابى بيشترط على الوزير كذا مقاتل من أهله – سيف لمان مات فى الجنوب الدولة أدت أبوه قطعة أرض وسفروه العمرة – عمرة بالمال العام ويجى شيخهم حسن يزوجه من الحور العين – طبعا لأنهم عارفين فى الأخرة هم ليس بشهداء
    والله فتن اخر زمن ربنا يخارجنا منكم

  26. قال اخوه مات معلق في شجرة ياخى اخوك مات في دار الهاتف واسألوا غاذى صلاح الدين عن ذلك الموقف لأنه كان معه.

  27. اخى واستاذى الكريم خالدبابكر ابوقاقله يحضرنى وانا اريد ان اعلق على مقالك هذا قول العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه عندما سئل ياعباس اكبر انت ام محمدصلى الله عليه وسلم فقال (ولدت قبله ولكنه اكبر منى)وهكذا حالى معك مع الفرق فى التشبيه اسمح لى استاذى ان الج خضم هذا السردوالتحليل بعين شاهد عيان كنت فى خضم الحدث يوم2 يوليو1976 لقدقتل حوالى 300 عسكرى مستجد لم يتدرب على السلاح بعدوهم فى اسرتهم نيام الا من استيقظ على صوت الرصاص فقتل ايضا واستشهدسعادة الفريق طبيب الشلالى بعد ان انزلوه من سيارته وامروه بالتوقف فلم ينصاع فضرب غدرا فى ظهره وضرب الشهيد العميد محمد يحى منور فى ظهره عند بوابة القياده العامه الغربيه وكان مدير الاستخبارات العسكريه ايضا فى ظهره عندما دخل هؤلاء من بوابة القياده العامه المقابله لسلاح الاسلحه ودخلوا الى المخبز وجدوا العاملين بالمخبز مصطفين خلف الامام يصلون الفجر فقال احدهم مسلمين يصلون واخذوا يتجادلون حتى انتهت الصلاه فسئلوهم بعد الصلاه انتم مسلمون وكما حدث للنقيب محمدالمهدى عبد الوهاب الذى اوقفوه بمكتب الضابط النوبتجى وشفع له ان اسمه محمداما شهيدنا المزعوم فقد اعترف هو وزميله ختمى بقتل النقيب فيصل عدلان ولم يعتقل لا عبدالاله خوجلى ولا ختمى بجهاذ الامن ولم يدفنا فى الشجره والسلام!!!!!!!

  28. وقال يا خالد مرة الزول ده في فضائته العجيبة ان برشم كان في كوبر ولمن وادينو المشنقة كان بيهتف ويكبر ويهلل وهو بسمعو في الزنازين…والمعروف ناس حركة حسن حسين اوشعبان كما يسموها الكيزان تم محاكتم جميعا في عطبرة وتم اعدامهم ودفنهم في منطقة تسمى وادي الحمار وليس لهم ادنى علاقة بي كوبر..
    عشان كده قلنا الانقاذ دي المقعدا ثلاثة حاجات
    1- القمع الامني في المركز والعسكري في الهامش
    2- الاعلام الكاذب المضلل -حسين خوجلي نموذجا
    3- تشرزم االمعارضة

    يعني ذى ردمك ده لو لقى فضائية حرة في الامارات او مصر او لندن او امركيا كان زمان ايقظت الشعب ولحقت الانقاذ امات طه
    انهض ونادي الشعب
    الصامد المقهور
    الثورة جوة الجب
    والحكمة خلف السور

  29. حرب الجنوب ليست حرب مقدسة و لا جهادية و لا دينية — هي حرب نشأت لرد مظالم سياسية بائنة — نقض العهود و المواثيق هي صفة لازمت معظم السياسيين السودانيين الشماليين — مقررات مؤتمر جوبا و اتفاقية اديس ابابا و اتفاقية نيفاشا أمثلة واضحة و صريحة عن افتقاد الحكمة و الشرف الوفاء بالعهود .
    اخوتنا الجنوبيين اسلافهم وجدودهم كانوا يعيشون علي هذه الارض قبل 3 ألف عام — أي قبل ظهور الاسلام ب 1500 عام — كيف يتثني للموتوريين و المعطوبيين نفسيا أمثال عبيد ختم و اخوانه الارهابيين ادعاء الجهاد — أعتقد كما يعتقد غيري كثيرون : أن الشهداء الحقيقون هم الجنوبيين الذين ماتوا في حرب أل 40 عاما — لانهم قاتلوا دفاعا عن ارضهم و عرضهم و مالهم و انتصروا و أفاموا دولتهم المسبحية — رغم وجود الملائكة في صفوف جيوش الاخوان المسلميين كما يدعي برنامج ساحات الفداء .

  30. والله هذا اغرب كلام عن الذين قدموا ارواحهم فدا للوطن . يعنى اما اكون غير كوز فانا شهيد وان كنت كوزا فانا غر واموت فطيس. ياخى حرام عليك هولاء ذهبوا الى العلى القدير وهو اعلم بما فى قلوبهم وحرى بنا ان ندعو لهم بالرحمة لا ان نقول فيهم مثل هذه الاقوال . هذا ظلم فى حق من ذكرت قاتقى الله وربنا حيسالك عن كل ماكتبت . متى نتعلم ان نقول مانقول ونسكت عندما يكون السكوت خير وبركة. مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. والله السودان فى محنة من ناس الموءتمر الوطنى ومن اناس لاندرى هل هم ضد اومع السودان.

  31. الاخوه الاكرام خالص التحيه لكم جميعا لا اود التحدت عن الدين دهبوا الى ربهم فهم بين يديه عز وجل وهو اعلم بما فى الصدود وهو علام الفيوب يجزى كل بما خرج من اجله فمن كانت نيته لله والرسول ومن كانت الى دنيا وقد كنت شاهدا بحكم عملى فى القوات المسلحه على كثيرا من الاحداث ولعلم الجميع فانى انضممت اليها قبل مجى ما يسمى الانقاد وقابلت كثر ممن قدموا للجنوب ليزاح لهم روؤساهم ويتولوا مكانه وهدا من حديثهم ام هدا نوع ونوع اخر تاجر بدم اخوه او ابنه واعرف منهم الكثير ممن الحق اسم الشهيد باسمه ك فلان الشهيد ونال بدلك منصب رفيع باحدى السفارات وفلان اخو الشهيد ونال به الامتيازات والان يرفل فى العز وفى صدرى الكثير من القصص والاخبار وللحديث بقيه

  32. معروف عن حسين خوجلي أنه ظل دون حياء (يترزّق) ويتاجر بدم شقيقه عبدالإله منذ الديمقراطية ، وهذا ليس بجديد ..
    او بغريب .

  33. المقالة رائعة ولكن العنوان خذلها.
    كان ينبغي أن يكون العنوان هو:
    “تسويق صناعة الشهداء لحساب الأدعياء”
    حسين خوجلي ما فتئ يدق الجرس في دلالة عبد الإله

  34. دائما ما تضيع الحقيقة وسط شخصنة الخلافات ولا معايير ثابتة لكل شئ

    وكانما نتنافس او نتناقش عن رياضة و هلال مريخ . عجبا لمثقفى بلادى

    بهذا المنطق فأن كل المعارك وما يسمى بالنضال من أجل تغيير الحكم

    هو تحصيل حاصل والقتلى فيه من الجانبين راحو فى الفاضى

    وقد يكون هذا صحيح لحد ما

    اذا لا مفر لابناء الوطن الواحد لتغيير السلطة الا النضال السلمى

    السلمى والسلمى فقط مهما كانت التضحيات .

    فهل تتفق معى ايها الكاتب ؟؟؟

  35. لا تقلْ : أصلي وفصلي أبداً

    إنما أصلُ الفتى ما قد حصل
    قل ان المرحوم كان شهيدا او قل انه علق في شجرته تلك ثلاثة ايام مثل الحسن بن علي فمن انت و ماذا تريد ان تنال من موته في الدنيا او في الاخرة..دع اخاك يرقد في قبره و الله كفيل به و اعلم بصدقه منك…

  36. فتحي كمبال حي يرزق في حي العمارات شارع 35 او حوليه لمن يريد الذهاب والتوثيق منه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..