نغمة المشاركة في (الحكومة العريضة)اا

نــــــــــــــــور ونـــــــــــار

نغمة المشاركة في (الحكومة العريضة)

م.مهدي أبراهيم أحمد
[email protected]

ودوامة الحكاية التي ليست لها نهاية تتمثل في تشكيل الحكومة العريضة التي تتأرجح رواياتها مابين رفض الأحزاب للمشاركة وقبول المشاركة المشروطة والحكومة حائرة في أنتظار الموافقة تمهيدا للتشكيل الجديد المشتهر قبل تكوينه بحكومة القاعدة العريضة التي يستع ماعونها ليشمل جميع الأحزاب داخل (سفينة نوح ).
فحزب الأمة قد حسم أمر مشاركته ولكن الأتحادي لاتزال أمر مشاركته يكتنفها الغموض فالحزب تتغير مواقفه وتتلون تصريحاته بأصباغ شتي يحسبها المتابع من باب (التضارب) السياسي وأفتقاده لمؤسسات القرار التي تجعل من خيار المشاركة أمر محسوم سلفا لايحتاج الي أن تدخل قواعد الحزب في حالة صدام مع القيادة السياسية بشأن المشاركة وهذا التردد ربما قد يجعل من تواتر الروايات التي تذهب الي وجود أنشقاقات وتصدعات داخل الحزب أمر واقعي لايقبل النفي ولا تفنيد الأدعاءات التي تعضد ذلك .
خاضت تلك الأحزاب مسبقا الأنتخابات مع حزب المؤتمر الوطني في منافسات شرسة جعلت من بعضهم يتمسك بالمنافسة الي الآخر بينما أكتفي بعضها بالأنسحاب وأن رضي بعضها من المنافسة بالأياب الهادي وفاز المؤتمر الوطني بالأنتخابات التي تمتد فترتها لأربع سنوات وطؤاري البلاد من أنقصال الجنوب ودخول البلاد أتون الحروب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وضغوط الحياة المعيشية في ظل تأثر الموازنة بأنفصال الجنوب جعل من الحكومة تسارع من أجل تكوين حكومة عربضة تساهم مع المؤتمر الوطني لأجل مخرج للأزمة الحالية والمشاركة الفعالة في خروج البلاد من قعر الزجاجة فالأرهاصات قديما كانت تشير الي أن الحكومة قد تكون حكومة (رشيقة) تقتصر علي عدد محدود ولكن في ظل مسارعة المؤتمر الوطني للتشارك في مصير البلاد قد نحلم بحكومة (عريضة) مترهلة يغلب عليها طابع المحاصصة الواسعة وأستيلاد الحقب الوزارية والمناصب من أجل ترضية الأحزاب الكبيرة حتي يضمن الموتمر الوطني مشاركة الأحزاب في بحور الفشل السياسي التي لاتزال سفنه تمخر في عبابه .
وتجارب الحزب الحاكم في مشاركة الأجزاب معه في السلطة قد تجعل من بعض الأحزاب ينأي بنفسه تماما عن المشاركة ولو من بعيد فقد أنشق أحد الأحزاب وشارك في الحكومة من قبل وعندما أختلف معها كانت النتيجة تمسك المشاركين بمناصبهم وتخليهم عن زعيمهم وأنشأوا أحزابا أخري كلها تستمد من الحزب الأم أسمه والتجارب كثيرة تجعل من سكرة السلطة وسيلة لمحاربة المبادئ والمعتقدات الي الظفر بالغايات والتمسك بالكراسي بعيدا عن الأختلافات الجوهرية في مشاركة السلطة وضرورة تحري الشفافية والمصداقية ومشاركة القرار .
قد تخسر الأحزاب من المشاركة أكثر مما تربح وعلي الأحزاب أن تهئ قواعدها لمرحلة الأنتخابات المقبلة ومحاولة بعث الحياة فيهم بما يضمن وجودها و يحقق تطلعاتها في الحكم والسلطة ومشاركة الأحزاب في السلطة الآن قد يجعل منهم شركاء أساسيين في كل مالحق من البلاد بدءا من الأنفصال ونهاية بكل مايعتور المواطن البسيط من هموم ضيق المعيشة وضنك الحياة .
والمراقب الحصيف قد يلحظ أن ألحاح الحزب الحاكم علي مشاركة الأحزاب وأرجاء التشكيل الوزاري لمرات عديدة بتقديم الأغراءات وزيادة حصص الأحزاب المشاركة قد يبدو للمتابع أن الحزب الحاكم يفتقد لبوصلة التعامل مع تلك الأزمات التي تكتنف البلاد في الداخل ومن الخارج المتمثلة في ربيع الثورات التي لاتزال عدواها تحوم حول (الحمي) وربما شكلت عقبة الأنفصال واقع جديد ينشد الحزب الحاكم خلالها للمشاركة العريضة التي تجعل من الجميع شركاء في في تلك المرحلة المفصلية من واقع البلاد .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..