الملحمة حرمتني من ميسي

الملحمة حرمتني من ميسي

درديري كباشي
[email protected]

بالامس كلنا او كل من يهتم بكرة القدم يعرف انه كانت هنالك مباراة تمثل قمة اللعبة في العالم بين برشلونة وايسي ميلان .. كان من المقرر ان احضرها مع صديق بعد ما حضرت معه (هلال مريخ) .. زيارة للبيت لتفقد الاحوال .. بالصدفة مسكت الريموت وبمرور سريع على قنواتنا الفضائية توقفت في قناة الخرطوم في برنامج مدهش .. جعلني اضع الرموت ارضا واظل ساهرا فاغرا فمي حتى الثانية عشر ليلا وانا انظر لعملاقين سودانيين نادرا ان تجدهما في برنامج واحد .. وهما الفنان العملاق محمد الامين .. والشاعر العملاق هاشم صديق وكانا يتحدثا عن ذكرياتهما عن نشيد ملحمة اكتوبر .. ذلك النشيد الملهم للشعب السوداني والمرعب لكل الانظمة الشمولية والدكتاتورية ليس في السودان وحسب بل في كل الدول المجاورة .. مما ادى لمنع بثه في القنوات التلفزيونية والمحطات الازاعية .. لن اتحدث عن تفاصيل الملحمة لانها غنية بنفسها … فقط عليك ان تسمعها لتقول لك هي من تكون ..
اتصل الاصدقاء يسألوني عن اللحاق بمسي ورفاقه اعتذرت .. وحتى لا اخوض في شرح سبب عذري واحتاج لاقناع احد ونقاش سيطول زمنه تحججت باني تعب وكفى .. وجلست استمع لهذين البسيطين المتواضعين في اصلهما والعملاقين في وجدان الشعب السوداني والشعوب المجاورة … تحس بأن كل من محمد الامين وهاشم صديق يجتهدان بشدة في ضغط ذاتهمها حتى لا تتضخم ويصيبهما الغرور .. لكن الامر برمته فيه معجزات اكبر واقوى من ان تضغط وتقزم وذلك فوق ارداتهما ..
اول هذه المعجزات ان هاشم صديق كتب ملحمة اكتوبر وكان عمره تسعة عشر عاما فقط ومحمد الامين لحنها بكل ذاك الزخم والابهار الذي لم يكن معهودا حتى على مسار الاغنية السودانية وكان عمره لم يتجاوز الخامسة والعشرين كثيرا … نحن في زمننا الحالي لو خرجنا بشابين موهوبين في هذه السن ماذا سيكون قمة ابداعهما .. هل هي قنبلة ام حرامي القلوب تلب او اضربني بمسدسك ..
يقول هاشم صديق قدمت الملحمة لاول مرة في احتفال الذكرى الرابعة لثورة اكتوبر … اي في عام 1968 .. اي قبل انقلاب النميري بعام واحد ..في ذلك الحفل كان يحكم السودان اسماعيل الازهري ومحمد احمد محجوب … اكتظ المسرح بالمؤديين الرئيسيين والكولار الذي قال الاستاذ محمد الامين تم انتقائه من طلاب المدارس الثانوية .. اضافة للفنانيين المؤديين .. عثمان مصطفى والراحل خليل اسماعيل والرائعة امبلينا السنونسي ..
يقول هاشم صديق جلس هو مع الجمهور في آخر المسرح بصحبة شقيقه ووالدته .. وكأن الامر لايعنيه
بعد ما أدت الفرقة الملحمة بقيادة العملاق محمد الامين .. شئ طبيعي ان يتفجر سؤال بحجم هذه الدهشة التي تفجرت تحاكي الالعاب النارية في اعياد شم النسيم .. من هو كاتب هذه المعجزة .. يقول هاشم صديق فجأة شعر انه احد يناديه بصوت عالي ( ياهاشم .. يا هاشم ) فوقف فزعا .. ليستدل عليه المنادي ويقوده لمصافحة عمالقة السياسة السودانية .. الازهري والمحجوب .. الذين كانت كلماتهم فقط تهز العالم العربي كله .. اعجبوا بكلمات هذا الفتى الاغر .حيوه وهنأوه ..
بعدها بقدر ما سمعت عن جماليات وفنيات واهداف المباراة لم اندم على تركها وللأسف لا استطيع ان اشرح لماذا تركتها لكني راضي والسلام .. واتمنى لو سجلت هذه السهرة في اسطوانات وبيعت لوحدها صدقوني ستكون اكثرا اطرابا من اسطوانات كثير من فناني هذا الزمن الاغبر .. رغما عن انه كلاما فقط سيقارن بغناء ..
وصدقوني انا اختصرتها في جانب الملحمة فقط لكنها ضمت كلام كثير واغنيات اخريات تجعلك تحس بأن هاشم صديق نحات تخصص في صنع تحف خامتها وجدان الشعب السوداني ..وليس مجرد شاعر ..

واتكرككم مع الملحمة لمن لم يقرؤها من قبل :

لما الليل الظالم طول
وفجر النور عن عينا اتحول
قلنا نعيد الماضى الاول
ماضى جدودنا الهزموا الباغى
وهدوا قلاع الظلم الطاغى

وف ليلة وكنا حشود بتصارع
عهد الظلم الشب حواجز شب موانع
جانا هتاف من عند الشارع
قسما قسما لن ننهار
طريق الثورة هدى الاحرار
والشارع ثار
غضب الامة اتمدد نار
والكل ياوطنى حشود ثوار

وهزمنا الليل

النور فى الاخر ..طل الدار
وهزمنا الليل والعزة
والعزة اخضرت بالاحرار

وكان القرشى شهيدنا الاول
وما تراجعنا
حلفنا نقاوم ليلنا وسرنا
وما اتراجعنا
نزرنا الروح
مسكنا دربنا
وما تراجعنا
للشمس النايرة قطعنا بحوور
حلفنا نموت او نلقى النور
وما تراجعنا
وهزمنا الليل

ياساحة القصر
ياحقل النار
ياساحة بتحضر روح نصار
سقينا ورودك دم ثوار
شتلنا فضاكى هتاف احرار
خطينا ترابك احرف نايرة
بتحكى سطور ايامنا الثايرة

الرصاص لن يفنينا

ازلنا موانع
كسرنا حواجز
وصفنا واحد
عامل وطالب
وصانع وزارع
الرصاص لن يفنينا

يا اكتوبر نحنا العشنا ثوانى زمان
فى قيود ومظالم وليل وهوان
كان فى نفوسنا غضب بركان
وكنا بنقسم بالأوطان
نسطر اسمك ياسودان

لما يطل فى فجرنا ظالم
نحمى شعار الثورة نقاوم
نحمى شعار الثورة الاكبر
ورسمو النادر وزاهى واخضر
نحمى شعار الثورة نقاوم
ولسة بنقسم يا كتوبر
ونبقى صفوف صفوف
تمتد وتهدر
لما يعود الفجر الحالم
يا اكتوبر

تعليق واحد

  1. كان تشاهد الكورة جد كان كورة والملحمه من العيد شغالة ولكن قلت انك شاهد هلال مريخ دا على مايدل ماعندك اى علاقة مع كورة القدم
    😉 3

  2. يالله حلقة كانت جميلة جداااااااااااااااااااا

    والأحلي أنو جمعت إثنين من عمالقة بلادي عشان نشوف السودان زمان كان كيف وهسع بقى كيف حاجة تحز ي النفس

  3. (((جلست استمع لهذين البسيطين المتواضعين في اصلهما))) ….. تقصد شنو أي أصل تعني …….

    نعديها ليك … بس ما تكررها …

  4. (((جلست استمع لهذين البسيطين المتواضعين في اصلهما))) ….. تقصد شنو أي أصل تعني …….

    نعديها ليك … بس ما تكررها …

    حاااااااااااااضر يا حبيبنا نقناق تبت توبة نصوحة لو تقبلها ..

    تعرف دي زي بتاعة قال ربك ويل للمصلين ولم يقل ويل للسكارى …

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..