(اربعينية) الوضوع… الانتقال من الأحياء إلى (صالات المناسبات)!

الخرطوم
اعتادت الاسر السودانية ان تحتفل بمرور اربعين يوماً على وضع الزوجة لمولودها، بحيث تقام في ذلك اليوم العديد من مظاهر الفرح، وتوزع (الزلابية) و(الارز) على جميع الجيران، بينما كان اكثر (المتباهين) لا يزيد عن اقامة (حولية) مديح نبوي داخل المنزل في اطار ضيق، لكن مؤخراً باتت جزئية الاحتفالية باربعينية الوضوع تأخذ منحى آخر وتتجه الى نقطة غريبة للغاية، وهي اقامة البعض لمثل تلك الاحتفالية بصالات المناسبات، وبالتعاقد مع مطربات شهيرات، الى جانب توزيع اطباق العشاء على المدعوين في ظاهرة جديدة ربما اصابت الكثيرين بالحيرة خصوصاً مع الضغط الاقتصادي الكبير على البلاد.!
لا للبوبار:
(السوداني) حول الموضوع حاولت استطلاع عدد من الناس عن هذه الجزئية والتقت بالحاجة نفيسة بدوى احدى ساكنات حي بيت المال بأمدرمان، والتى ابدت دهشة كبيرة حيال انتقال (الاربعينية) الى الصالات وقالت: (اعتدنا ان نشهد على مظاهر اربعين الزوجة في اطار ضيق ولم نسمع بمثل هذا الشئ الا حديثاً)، وتواصل: (اذكر اننا قبل سنوات كنا نقوم بعمل العجين الخاص باحتفالية الاربعينية كشراكة بيننا كنساء حي، ونقوم بعمل الزلابية والشاي لتوزيعه على اهل الحي من اجل المناسبة)، وتواصل: (بصراحة هو مظهر اجتماعي راسخ منذ القدم، ولا يحتمل اي بذخ او بوبار قد يطرأ عليه فهو بذلك يفقد قيمته الحقيقية تماماً).!
كوارث كبيرة:
من جانبها ايدت الاستاذة سارة محمود الحديث السابق واضافت انها شهدت بنفسها على مراسم (اربعينية) بصالة شهيرة بالخرطوم واضافت ضاحكة: (كان بعض الناس يسأل عن مناسبة زواج.. وعندما علموا ان المناسبة ماهي الا اربعينية قفزت الدهشة والذهول على وجوههم)، وتواصل: (شخصياً لا اعتقد ان مثل هذه الممارسات مفيدة في شيء..ولا تقود لأي نتيجة ايجابية بل بالعكس هي تتسبب في كوارث كبيرة في المنزل، وفي النهاية يدفع ثمنها الزوج المغلوب على امره والذى يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه).!
تغيير كبير:
الباحث الاجتماعي محمد الخليل احمد قال لـ(السوداني) ان الكثير من المظاهر الاجتماعية والممارسات المجتمعية في السودان شهدت خلال السنوات الاخيرة تراجعاً كبيراً في قيمتها الحقيقية التى قام البعض باستبدالها بانماط اخرى ربما لاتمت بأي صلة لتلك الممارسات القديمة، ويواصل: (التطور الكبير في كل مناحي الحياة والسرعة المهولة في توافد التقنيات الحديثة الى جانب العولمة وعناصرها، كلها ساهمت بشكل او بآخر في تراجع تلك العادات واستبدالها).

السوداني

تعليق واحد

  1. (شخصياً لا اعتقد ان مثل هذه الممارسات مفيدة في شيء..ولا تقود لأي نتيجة ايجابية بل بالعكس هي تتسبب في كوارث كبيرة في المنزل، وفي النهاية يدفع ثمنها الزوج المغلوب على امره والذى يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه
    لو الزوج رضيان ما دخلنا ما دامت الاسر تملك المال هي مخيره فالناس احرار في حريتهم بحيث لا تتعدي حرية الاخرين متي نترك الوصاية علي التاس ونتدخل فيما لا يعنينا

  2. ياناس والله ديل الكيزان .. وبعض المنتفعين منهم وفاقدي البصيرة الذين يعانون من الشعور بالنقص .. وأجزم أنه سيأتي يوم تقام فيه مراسم ” العزاء ” في الصالات .

  3. يعني ده اعلان بالفنانيين انه الليله فلانه جاهزه لليلة دخله جديده9 ؟”؟؟؟؟

    دي امور عجيبه من ال::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

  4. ما دام كل من يجلسون خلف عجلة القيادة لمركبة هذه الامة الان هم الفاقد التربوي و عاطلو المواهب و
    صغار العقول . فلنتوقع الاستعاضة عن احتفالات تخريج طلاب الجامعات بمظهرها العلمي الرصين و توزيع
    الدرجات العلمية بوقار و مهابة داخل الحرم الجامعي كما تفعل كل دول العالم. بهذه الاحتفالات الراقصة والفوضوية التهريجية الخليعة التي هي ابعد ما تكون عن العلم و العلماء في صالات الافراح .
    و لنتوقع كذلك اشغال الاسر باحتفالات تخريج اطفال الروضة بمثل هذا الزخم الفارغ و العبث بعقول الاباء
    و الامهات و ايهامهم بان اطفالهم قد اصبحوا رواد فضاء وسط ضجيج طبول و الات الفرق الموسيقية .
    و لنتوقع ايهامنا كذلك بان بيوت العزاء و الماتم ما هي الا اماكن للاستعراض و الشو يظهر فيها الجهل
    في ابهي حلة . و لنتوقع ايهامنا كذلك باننا خير شعوب الارض مع اننا في الدرك الاسفل . و لتنتشر بيننا
    مفاهيم من مثل ان من يكنز الفلوس و يمتلك الفلل و العقارات و يكمل نصف دينه من يفعل كل ذلك و هو
    في سن الخامسة و العشرين فذلك هو الانسان التفتيحة و المواكب للعصر و هو من يستحق الحياة. اما غيرة فهو الخامل الطاعم الكاسي و لو كان يحمل كل شهادات الكون .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..