الكيزان والفساد

عاطف عبدالله

إن مجرد الاقتراب من ملف الفساد في السودان يصيب المرء بالغثيان، فالفساد استشرى وأوصل البلاد إلى درك سحيق من الدمار والخراب، والفساد لم يطل فقط البنية الاقتصادية بل تعداها إلى منظومة الأخلاق والقيم، وحط من قدر الدولة وحطم كبرياء إنسانها، شوه الماضي وأضر بالحاضر وجعل المستقبل القريب والبعيد قاتماً، مظلماً، كالحاً، مما أفرز حالة عامة من اللامبالاة والسلبية خاصة بين الشباب، وانتشرت الجريمة بصورة لم يعهدها المجتمع السوداني من قبل ، فما هو مفهوم (الفساد) ذلك الغول المدمر الذي أدى لكل ذلك؟ وما هي علاقته بفكر جماعة ?الإخوان المسلمين? والمنهج الأيديولوجي الذين يسيرون على هديه؟ وهل استشراءه بهذه الصورة الوبائية مرده إلى أخطاء فردية؟ أم أنه نتيجة حتمية للمنهج المُتَّبع وللأيديولوجية الإسلاموية التي تحكم البلاد منذ إستيلاء الإسلامويين على السلطة؟.

قبل تناولنا ملف الفساد وعلاقته بالأيديلوجية الإسلاموية يجب الانتباه والتفريق بين الفكر السياسي والاجتماعي والأيديولوجي للإخوان المسلمين وبين العقيدة الدينية الإسلامية كرؤية وجدانية وإيمانية، وأن لا يتم الخلط بينهما.

· الفساد وما أدراك ما الفساد :

ليس هناك مجتمع اليوم معصوم من الفساد، ولا توجد أية دولة أو حضارة في الماضي أو الحاضر لم يَمسَّها شيءٌ من هذا الداء الخبيث، إلا أنَّ نسب الفساد تتفاوت من مجتمع لآخر وفقاً للجهود المبذولة لمكافحته مثل سن القوانين الرادعة للمفسدين وتعميم ثقافة الشفافية والمساءلة التي تحد من انتشار الفساد .. فماهو الفساد؟ وما هي أهم مظاهره؟

إن أهم مظاهر الفساد تتجلى في نهب واستباحة المال العام وانتشار ظاهرة الرشوة، والمحسوبية وإنهيار القيم الأخلاقية والتفكك والتحلل الإجتماعي، ونجد تلك الظواهر قد تفشت بصورة لافتة خلال فترة الحكم الراهن وهي تتضاعف بمتوالية هندسية منذ تقلدهم مقاليد السلطة إلى أن تحول الفساد من مجرد ظاهرة إلى حالة وبائية التعافي منها يحتاج إلى معجزة .

· تعريف الفساد ..

هناك تعريفات عدة واجتهادات متنوعة في تعريف الفساد، إلا أن أكثرها شموليةً هو تعريف ?منظمة الشفافية الدولية? له بأنه ?كل عمل يقوم به الموظف العام يتضمن سوء استخدام منصبه لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو لجماعته?.

من الأسباب الرئيسية لتفاقم الفساد بشكل عام ضعف الأجهزة الرقابية، وعدم تكافؤ الفرص سواء في الممارسات التجارية أو في التوظيف أو التعليم، وعدم الالتزام بمبدأ الفصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية في النظام السياسي وضعف الجهاز القضائي وعدم استقلاليته ونزاهته وتقييد حرية الرأي، وأخيراً طغيان السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية كما هو جارٍ في المشهد السياسي السوداني الآن.

· الفساد في السودان ..

رغم تعريفنا للفساد بأنه استقلال المنصب العام لتحقيق مصالح خاصة للفرد أو لجماعته، إلا أن ما جرى ويجري من فساد نوعي وكمي في السودان، لا يمكن إدراجه تحت بند الممارسات الفردية بأية حال واختزاله في محض سلوك فردي تحركه الأنانية والمصلحة الذاتية، بل هو نتيجة حتمية للعلل البنوية الموجودة في المشروع الإسلاموي الذي يزعم الطهرانية ويدعي العصمة، ويرفع شعار ?هي لله، لا لسلطة ولا لجاه? ليجعل منسوبيه فوق مستوى الشبهات ويُحصِّنهم ضد المساءلة، مما حوّل الفساد في سودان الانقاذ إلى فساد مؤسسي ممنهج هُيئتْ له بأيديلوجية الإستبداد الأرض الخصبة والمناخ الملائم كي ينمو ويتمدد ويصل بالبلاد إلى حالتها الراهنة حيث أكدت التجربة، في كل زمان ومكان، أن الفساد يتناسب طردياً مع الإستبداد.

حينما إستولت الجبهة القومية الإسلامية على السلطة في يونيو 1989م وقبل الكشف عن خططها ورؤاها في الحكم، شرعت في التمكين لأفرادها من مفاصل الدولة سياسياً وإقتصادياً وإدارياً وثقافياً، تلك السياسة والتي عرفت بالتمكين، هي من صميم منهج ?الإخوان المسلمين?، أدت إلى تركيز الثروة في أيدٍ لم تجتهد للحصول عليها، مما خلق طبقة طفيلية غير منتجة، طبقة شرهة لا يمكن أن تنمو إلا في ظل الفساد واختلاق الأزمات، وأدت كذلك إلى انهيار الخدمة المدنية بتكوينها لطبقة تكنوقراطية انتهازية لا تتسم بالكفاءة ولا خبرة لها في مجال التنظيم والإدارة، وحال تمكنها أستشري الفساد والمحسوبية والرشاوى، وتم تشريد الآلاف من وظائفهم مما ضيق سبل الكسب الحلال على الكثيرين وأجبر الكثيرين على بيع ضمائرهم، والفتيات ليتاجرن بأجسادهن حتى يتمكنوا من العيش، والأخطر من التمكين الاقتصادي والإداري هو التمكين الثقافي ?الاستعلاء الثقافي? الذي دفع بقطاعات واسعة من ذوي الأعراق غير العربية إلى دائرة التهميش والإقصاء، مما عمق من أزمة الهوية وقاد إلى المزيد من التفكك في النسيج الاجتماعي السوداني الهش مما أشعل وفاقم من الحروب الأهلية التي تفتح المجال وتوفر الظرف الموضوعي لتفاقم الفساد.

كما أن سياسة التحرير الاقتصادي ?كجز من أيديلوجية الحكم? حرمت الأغلبية العظمى من حقها في التعليم المجاني ومن العلاج المجاني وضيقت من مظلة الضمانات الاجتماعية دون توفير البديل المناسب لشعب يعيش أغلبه تحت خط الفقر، الأمر الذي وسع من دائرة الفساد.

إيدولوجية الفساد

إن الفساد الذي تطفح بأخباره كل صباح الصحف والقنوات الفضائية والأسافير ووسائل التواصل الإجتماعي، مما يجعل الولدان شيبا، ليس عمل فردي يقوم به البعض في الستر والخفاء، بل هو عمل علني ممنهج ومؤدلج، يقف على رأسه القائمون على الأمر من ?الإسلامويين? الذين يعتقدون أن الله اصطفاهم لأداء رسالة ?مقدسة? أسمى وأكبر وأهم من الوطن، وهي فوق كل الدساتير والاتفاقيات، وفوق كل القيم والأعراف ، وفي سبيلها كل شيء جائز، وكل شيء مباح، وهي مرجعيتهم، وليس الدستور الذي يؤدون القسم على حمايته والعمل به، لذا فلا غرابة أن نجد أصحاب المناصب الدستورية هم أول المستخفين به، ففي دستور عام 2005م المعمول به حتى الآن ، على الأقل على الورق، تنص المادة (75)، الفقرة (2) على الآتي: ?لا يجوز لرئيس الجمهورية أو لأيٍ من نائبيه أو مساعديه أو مستشاريه أو الوزراء القوميين أو أيٍ من شاغلي المناصب الدستورية والتنفيذية الأخرى، مزاولة أية مهنة خاصة أو ممارسة أي عمل تجاري أو صناعي أو مالي أثناء توليهم لمناصبهم ? إلخ? لكن رغم ذلك نجد الإنقاذي النافذ ومساعد رئيس الجمهورية السابق د. نافع على نافع يمد لنا لسانه هازئاً ويقول على ملأ من رؤساء تحرير الصحف مستنكراً ما يقال عن الدستوريين ?هسه أنا كدستوري ما مِن حقي أسوي مراح غنم؟? فكوَّش لنفسه بدلاً عن المراح ?ثروة حيوانية? تحرسها قوات نظامية مسلحة.

إن الفساد ليس وليد تراكمات الفقر والتخلف، أو من موروثات العهود البائدة، أو ممارسات فردية، إنما هو عمل ممنهج من قبل السلطة القائمة، فسلطة تتاجر أجهزتها في الممنوعات وتمول بنوكها تجارة المخدرات ولا تحترم الدستور ذلك هو الفساد بعينه، ولا جدال في أن انغماس القيادة السياسية في الفساد وراء ضعف الإرادة الحقيقية لمكافحته، وعدم اتخاذ أية إجراءات وقائية أو عقابية جادة بحق العناصر الفاسدة أوصلنا إلى هذا الحال حتى بلغ السيل الزبى كما قال الشاعر أحمد مطر.

بلغ السيل الزبى
ها نحن والموتى سواء
فاحذروا يا خلفاء
لا يخاف الميت الموت
ولا يخشى البلايا
قد زرعتم جمرات اليأس فينا
فاحصدوا نار الفناء
وعلينا? وعليكم
فإذا ما أصبح العيش
قرينا للمنايا
فسيغدو الشعب لغما ?. وستغدون شظايا!!!

[email][email protected][/email] الميدان

تعليق واحد

  1. هذا المقال رصين وعلمي بمعنى الكلمة… ربما لم أقرا مثله في الوقت القريب وخاصة انه زواج مفهوم الفساد عالميا وربطه بما يجري في السودان.. اكرر فيه رؤية وتحليل عميقين يستحقان القراءة..

  2. كل المقالات جميله كل القراء مبسوطين ولكن هل حل المشكله فى تكرار الملفات التي يعرفها كل الشعب انها مثل قصة الملك الذي طلب من الترزي صنع رداء لايراه احد وعندما لبس الملك الرداء اندهش الناس وهللو وكبرو ولكن طفل صغير صاح الملك عاري نعم انهم عارون امام الشعب اجمعه ولكنهم يظنون العكس .

  3. المتأسلم ببساطة هو من يلبس ثوب الإسلام ويتحدث به في كل مناسبة
    وهو من يستغل الدين للدفاع عن مصالحه وأفكاره تحت مسمى الدفاع عن الإسلام
    المتأسلم هو إنسان متصنع منافق ووصولي بكل معنى الكلمة .

    السلفيون قادمون
    بسم الله يبدأ الكذب و بالله أكبر يبدأ التدمير و الذبح….

    بلا إخوان بلا جماعات بلا صوفية ولا علمانية السلف الصالح يكتسح المسارح وحزب النور..
    ” صوتوا لنا فى الدنيا نصوت لكم فى الآخرة ”
    يا حلااااااااوه
    وبرنامجهم:
    -اغلاق المسارح ودور السينما والكنائس
    – ذبح التماثيل فى كل ميدان ومعبد
    ووأد البنات وتكفين الستات أحياء
    – حلق الشارب إجبارى وتربية اللحية
    – النقاب وليس الحجاب والجلباب والقبقاب ماذا
    وإلا أشد العقاب
    -إغلاق البنوك الوطنية ويكفى بنك فيصل الإسلامى
    -إغلاق شركات السياحة بالضبة والمفتاح وتشريد 6
    مليون مصرى ترتبط معيشتهم بهذه المهنة
    -القبض على الممثلين والممثلات وشنقهم على باب
    زويلة أحياء
    – يقترح البعض عدم ذبح الأقباط والإبقاء عليهم
    كعبيد وللسخرة وإذا لزم الأمر أضاحى بشرية فلا
    مانع من ذبح المتصوفة وتدمير أضرحتهم
    – تقنين تسعيرة الحلاقين بربع جنيه للشارب ومعاقبة الذى يقوم منهم بقص شعرة واحدة من الرأس أو اللحية
    – إعلان الحرب على إسرائيل وبتمويل وسيوف سعودية….

  4. نحن فى انتظار البيت الاخير …فسيفدو الشعب لغما….وستغدون شظايا !!!
    السؤل متى يكون هذا .؟؟؟؟

  5. المقال تحليلي دقيق لكنني اعتقد و لست جازما أن المقال ينقصه التعمق في تاريخ الفساد في السودان و أظن ظنا لا يخلو من الاخطاء لعدم مرجعية معينة أن الفساد في السودان بدأ مع العهد التركي حيث نجد أن التوظيف من السودانيين صاحبه فساد كبير و لا داعي لذكر مناطق و جهويات و قبائل صاحب ذلك فوضى في جمع الجبايات مما مهد لبيئة سياسية للثورة المهدية و التي تشبه في ممارساتها الى حد كبير النظام الحالي في التطلعات الخارجية و تصدير الفكر الى الخارج مما قتلها في عنفوان شبابها إضافة الى الفساد الاداري و المالي الذي ساد في فترة الخليفة و هذا مرجعه الى النظرة القبلية الضيقة و عدم الثقة في الطرح بين الخليفة و القواد و اتباع سياسة التمكين التي أطاحت حتى بآل بيت المهدي ثم جاءت فترة الاستعمار الثنائي التي كانت أكثر الفترات إنضباطامن الجانب البريطاني حتى أنك لا تحس الوجود الخديوي في مناحي الاقتصاد و التخطيط للنهضة و هذه الفترة التي ظهرت فيها كل المشاريع الضخمة MACROECONOMY مثل خزان سنار و الجزيرة و السكك الحديدية و الاقطان و غيرها و لم تشهد هذه الفترة إلا الفساد السيادي إن صحت التسمية وبذلك أعني سياسات الخيار و الفقوس لبعض البيوت السودانية و حظوتها مع الحاكم العام و موظفيه إذ أن الانجليز عمدوا لتقليل المصادمات LOW PROFILE مع البيوت الكبيرة و دعمها لتتولى هي العلاقات مع سوادالشعب في هارمونية تناسب تلك الفترة و مثال لذلك اختيار الشباب لسلك الجندية يتم بتوصيات من العمد و المشايخ RECOMMENDATION و هذا الاسلوب الاداري متبع في بريطانيا نفسها ثم جاءت فترة الاستقلال و بداية التمرجح البندولي بين الديمقراطيات و الشموليات و أتعجب هنا لبعض الاكاديمين الذين يدعون بعدم الكفاية الزمنية للأحزاب في الحكم..الديمقراطية… لكن من المعلوم جدا ما جاء انقلاب إلا بعد فساد من الاحزاب يزكم الانوف و كل انقلاب باستثناء هاشم العطا كان محل ترحيب من عامة الشعب في بدايته حتى تبين نواجزه و تمتد أياديه الى إفساد الحياة برمتها الى أن وصل بنا الحال الى الفترة الاسلاموية التي تحتاج دراسة الفساد فيها الى مختصين من مجالات عدة إذ ان الفساد غطي كل مناحي الحياة و لم يعقد له حلقة محاسبة واحدة ذلك لأن الفساد هنا عمل جماعي ممنهج و انفلت الى الاطماع الذاتية التي تتغطى بفقه السترة.. نقلا عن نسخة الاحزاب و تجارها و تمكينها من الحياة المدنية لكن بمستوى أخف من الحالي الذي لطخ كل السلطات الدستورية و التنفيذية و التشريعية و الاعلامية و حتى الامنية و العسكرية!!!

  6. ليس خارجا عن النص !!!
    اقتباس:
    قال دكتور حسن عبد الله الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض (مع التحفظ على معارض هذه !!)
    انه أكثر تفاؤلا بنتائج الحوار السياسي الجاري حالياً والذي يقوده الرئيس البشير
    الغني والفقير والمنشق في الداخل أو الخارج والاتحاديون واليساريون والإسلاميون الموحدون
    الحكومة تحاول جمع الرأي العام السوداني وهي تدرك أن الثورة إن قامت فلن تكون مثل أكتوبر وأن المعارضة إن وجدت طريقا للحوار فخير لها حتى لا يتفتت السودان ويتمزق أكثر من سوريا أو ليبيا.
    انتهى:

    المعادلة:
    المؤتمر الشعبي المعارض + الحوار الذي يقوده البشير + الاسلاميون الموحدون + الثورة لن تكون مثل اكتوبر + الحوار خير للمعارضة حتى لا يتفتت السودان – (كل اهل السودان) الغني والفقير والمنشق في الداخل والخارج (يرجى امعان النظر في كلمة منشق) والاتحاديون واليساريون = كلمة حق اريد بها باطل !!
    اولا لا يوجد حوار (عادل) يتبناه ويقوده ظالم على شروط مسبقة بعنوان عفا الله عما سلف !! يصوغها الظالم والكذوب والراشي والمرتشي والقاتل والسارق والافاك والاثيم والمتجاوز لحدود الله وقاية وحماية له ولرهطه من المساءلة والمحاسبة والعقاب لتقنين ضياع الحقوق بموافقة المظلوم !! بل وحجز مقعد دائم لهم فوق اكتاف ورقاب الشعب السوداني يجلسون عليه وهم لا يصدقون ما هم فيه من وضع يعلمون علم اليقين انهم ليس اهل له وان الكراسي التي يجلسون عليها بالقهر والبطش والتنكيل عدوانا وظلما لم تعد تحتمل ارتال ذنوبهم وموبقاتهم وشرورهم فباتت تميل بهم يمنة ويسرى وخوفا من السقوط الذي لا مناص منه وهو النهاية الحتمية لكل متكبر ظالم فما كان اماهم الا ان يلقوا بحبالهم وعصيهم وخيل لمن يرى ولا يبصر انها حية تسعى !! بمسمى جديد من مسميات المسيرة الفاسدة وهو الحوار بل هو في حقيقنه الفرار !! وطوق النجاة الذي يرجون ان يبحر بهم الى شاطئ عفا الله عما سلف !! وهذه الطبخة الرديئة العديمة الطعم واللون والرائحة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع تم تجهيزها في مطبخ المؤتمر اللاشعبي بمعاونة اساطين الطبيخ من المؤتمر اللاوطني والتسمية الصحيحة هي (المتامر الوطني والمتامر الشعبي) !! ويقينا لن يستسيغ هذه الطبخة المسمومة احد ولن تمتد اليها يد احد من الشعب السوداني !! ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين !!

    والحديث يقودنا الى قوله الغني والفقير والمنشق في الداخل أو الخارج والاتحاديون واليساريون والإسلاميون الموحدون !! وضع الترابي (الشعب السوداني) و(شعب الجماعة الارهابية) في كفة الميزان وهو قطعا ليس ميزان الحق والعدل وانما هو ميزان الجماعة الارهابية الذي وضع لكي يخسر الميزان وهذا الخسران محسوس ومشهود نراه رأي العين يرجح كفة الجماعة وروابضها (شعب الجماعة) على (قلتهم) على كفة الشعب السوداني (الغلبية) بقسة ضيزى وخسران مبين !! الكفة الاولى تضم (الشعب السوداني) الغالبية العظمي واصحاب الحق الازلي في هذا البلد الكريم !! الغني والفقير والمنشق في الداخل أو الخارج والاتحاديون واليساريون!! ولعدالة التوزيع التي لا يؤمنون بها بين الناس !! نسحب كلمة الغني من كفة الشعب السوداني لانه لا يوجد الان غني من افراد الشعب السوداني !! ونضعها في مكانها اي في كفة شعب الجماعة الارهابية وهي الاغنياء والاسلاميون الموحدون لتصبح الكفتان كما يلي :
    الكفة الاولى ويمثلها الشعب السوداني :
    الفقير والمنشق في الداخل أو الخارج والاتحاديون واليساريون (ولا ادري ما الذي يعنيه بكلمة الاتحاديون) فاذا قصد يذلك الاتحادي الدميقراطي فاين حزب الامة وباقي الاحزاب الاخرى ؟؟
    الكفة الثانية ويمثلها شعب الجماعة الارهابية:
    الغني حيث يوجد كل المال لديهم والإسلاميون الموحدون !!
    ويقينا سيرجح ميزان الجماعة الارهابية بالكفة الثانية مع قلة ما فيها لانه وجد لترجح كفته باي وسيلة كانت !! وجملة (الاسلاميون الموحدون) تشير اشارة مباشرة بليغة وقاطعة انه يوجد الان شعبان في السودان وهما ما اشرنا اليهما وكلمة (الموحدة) كلمة استنفارية تحفيزية ومحددة لماهية الشعب المطلوب تواجده على ما يسمى في قاموسهم بالسودان !! وتعني هذه الكلمة الاستنفارية ان طوق نجاتنا مهدد بالغرق ? اي الفرار الذي البسته الجماعة الارهابية مكرهة لباس الحوار – وهي صيحة تحذير ان تناسوا ما بينكم واتحدوا لتنتصروا وبعدها افعلوا ما شئتم ايا ما كنتم تعملون !! ديك العدة هذا لا يستحى من الله وكتاكيته على شاكلته !! والرسالة ان ديك العدة اذا تركته كسرها واذا نهرته ……!! وهذا ما يؤكده قوله ان ثورة الشعب السوداني لن تكون كاكتوبر ومن اين له هذا !! الا اذا اجرى كشف حساب لجرائمهم في القتل والابادة والتفريق بين الناس واكل اموال الناس بالباطل الى اخر القائمة التي لا تنتهي !! فهم قد قتلوا كل الشعب من دفعوه منهم دفعا لحمل السلاح ليحيا ومن لم يحمل السلاح او من كان امنا مطمئنا نائما في داخليات الجامعة !! وان كان قوله مرده الى خوفه من ان يقتل الشعب السوداني فقد اتي بهذا قولا وفعلا !! او يحلم ان يقتل الشعب السوداني بعضه بعضا ليصفو الجو لشعب الجماعة فهذا قطعا لا وجود له الا في مخيلته المريضة لان الشعب السوداني لا يعني له شيئا والذي يعنيه وفي المقام الاول هو شعب الجماعة الارهابية البديل !! وهو يعلم علم اليقين ان الشعب السوداني يعرف عدوه جيدا ويعرف من اذله ومن جوعه وضيعه ومن سرقه ومن اذل كرامته واستحقره ومن فتته على نسق قوله !! وهو ورهطه من الروايض البكائين والمطبلين لا يريدون لهذه الثورة الوقوف في وجه الباطل او الجهر سلميا بكلمة ارحلوا حتى ولو بدون قتال !! اذا فهو يعلم ان الشعب يعلم من هو العدو الحقيقي وانه لن يفلته فقد بلغت الحقارة والتحقير والاستحقار والاستعمار المذل والاستهتار الغير مسبوق بكل الشرائع والقوانين والنظم والاخلاق والاعراف والتقاليد وبكرامة الانسان السوداني كأنه لا وجود له الدرك الاسفل !! ولا ولم ولن يذعن الشعب السوداني ولن يسجد الا لله ولن يصفح ولن يمنح هذه الجماعة الارهابية صك غفران عفا الله عما سلف !! هناك جرائم وهناك مجرمون ظالمون معتدون مجاهرون بالمعصية وهناك مظلومون ولا بد من مساءلة وحساب وعقاب (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) وهذه ميزان عدالة الملك الحق المبين والشرع الذي يحملون لواءه كما يزعمون ام لهم دين غير هذا !! بسم الله الرحمن الرحيم } أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَة بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْل زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّار اِبْتِغَاء حِلْيَة أَوْ مَتَاع زَبَد مِثْله كَذَلِكَ يَضْرِب اللَّه الْحَقّ وَالْبَاطِل فَأَمَّا الزَّبَد فَيَذْهَب جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنْفَع النَّاس فَيَمْكُث فِي الْأَرْض كَذَلِكَ يَضْرِب اللَّه الْأَمْثَال {
    خاتمة
    اذا كان الترابي دليل قـــوم
    فهل افلح من قبل الغــــراب
    لعمري انــه لدليــل شـــؤم
    وكصـنوه جانبـــه الصواب
    فما حل الغـراب بدار قـوم
    الا وحل بدراهــم الخــراب
    الا انبئك من اخبار قــــوم
    قاد خطاهم وهمـــا سـراب
    نحن الراشدون اذا حكمنــا
    لا يشــوب عدالتنـا ارتياب
    نحن الحاكمون بامر ربـي
    وليس لغيرنا قطعا نصاب
    لا لدنيا قد عملنا قول حـق
    سيروا الله اكبر يا صحاب
    وهي لله !! افمــا تـــــرون
    يظلل حر مسرانا الضباب
    والملائــك باجنحـة تــرف
    وحور في الجنان لنا ثواب
    وصدقنا المقولة من شيوخ
    فاصابنا منهم ظفـر وناب
    وباعوا دينهم بشراء بخس
    الا يدرون اصلهم التــراب
    تراهم راكعين ترجي خيرا
    وفي الخلوات فساق ذئــاب
    يلغون في الدنيا بلسان كلب
    يهوون فيها كما يقع الذباب
    يتقاتلون في الدنيا بشره
    كما تدمي على العظم الكلاب
    وما تركوا لطالبها نقيرا
    وعز لساكن النيل الشراب
    ونحن الامرون بكل خير
    اخلاق رهطنا يتلوها الكتاب
    ونحن البدريون اذا انتسبنا
    والجنة ملكنا بابا فباب
    قتلانا في الجنان بلا جدال
    قتلاهم في الجحيم لهم عذاب
    نعالنا فوق كل الخلق طرا
    تطاطي لها النواصي والرقاب
    ولا امرا يكون اذا ابينا
    ومن نقصيه يعجزه الطلاب
    ونثبت في الكتاب كيف شئنا
    ونمحو ما نشاء ولا عتاب
    كم عهودا ووعودا اخلفوها
    فلا برق تغشى ولا سحاب
    يتخفـون خلـف لحـى كذاب
    هل تغني عن الدرن الثيـاب؟

  7. الصورة الموجودة فى المقال دى أكبر دليل على الفساد …
    فهى صورة قصر مصعب الزبير محمد صالح بعد أن تم شراء سكوته على مقتل أبيه
    بتزويــجه من إبنة نافع على نافع …

    ……..

  8. الشعب السودانى يدرك تماما من اين يتعلم وياخذ دينه.

    ولا يحتاج لعلماء السلطة ليعلموه الدين. والواقع الان

    عبارة عن جوقة تؤدى هزلية تقاسم السلطةوالا لماذا تحالفت

    احزاب المعارضة مع المؤنمر الشعبى وهو اس وعراب الوضع

    الحالى.على الشعب السودانى عزل المؤتمرين لانهم اصل البلاء

    الحاصل ومحاكمتهم فى الميادين العامة.وعاش الشعب السودانى حرا

    مستقلا ولانامت اعين الجبناء

  9. لايخلو بلد في العالم من الفساد ولكن الفرق بيننا وبينهم ان المفسد عندهم يعاقب اشد العقاب ويسجن والمفسد عند الحكام الاسلاميين في السودان يتحلل ينستر حاله وتصبح مكافأته ويستمر في وظيفتة كمان

  10. كثير من الحاقدين يتحدثون عن فساد الكيزان لانهم ببساطة لايفهمون الدين
    فجامعة الاخوان تتلمذوا علي يدي شيخهم الترابي وقد شرح لهم قول المولي العزيز في محكم تنزيله ولا تنسي نصيبك من الدنيا فيبدو اننا مش فاهمين اومش متاسلميين فيجب علينا كلنا ان ناخذ نصيبنا من الدنيا انشاءالله في الوادي الاخضر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..