سعودي مُفلس وترغب بالزواج؟ جرب ‘الزواج بالتقسيط’!

غلاء المهور وازدياد العنوسة يدفع السعوديين إلى تقسيط المهور، وناشطون يعتبرون الأمر انتهاكا لحقوق المرأة السعودية.

الرياض – "الزواج بالتقسيط" ظاهرة اجتماعية جديدة بدأت تنتشر في السعودية وبعض الدول العربية التي تعتمد تقاليد الزواج فيها على مهور غالية تفوق قدرة الشباب المقبلين على الزواج.

ويرى البعض في الخطوة الجديدة التي تعتمد على دفع المهر بالتقسيط حلا لمشاكل العنوسة في بلد مثل السعودية تعاني فيه مليون ونص المليون فتاة من العنوسة حسب إحصاءات رسمية.

وكان مأذون شرعي في مدينة جدة السعودية اقترح مؤخرا فكرة "الزواج بالتقسيط" لتسهيل الزواج على الشباب والفتيات الذين يبحثون عن الشريك المناسب وغير القادرين على إكمال نصف دينهم في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء المهور.

ونقلت صحفية "الوطن" السعودية عن المأذون أحمد سعيد العمري قوله إن "أهمية الزواج بالتقسيط تأتي من منطلق التخفيف من تكاليف المهر والزفاف، والتي تقدر في المجتمع السعودي بـ 77 ألف ريال (حوالي 20 ألف دولار) على الأقل، والتي غالباً ما يتحملها العريس وتشكل عبئا كبيرا على ذوي الدخل المحدود ممن تقل رواتبهم عن 1500 ريال، وذوي الظروف المعيشية الصعبة ممن لا يستطيعون فتح بيوت وحدهم، بينما من يتقدم للاستفادة من هذا المشروع لن يتحمل من تكاليف زواجه سوى المهر حيث يتم دفع الباقي على أقساط مؤجلة".

وتواجه الظاهرة الجديدة انتقادا من قبل دعاة حقوق الإنسان، حيث يرى البعض أنها تبخس من حق المرأة، على اعتبار أن المهر يضمن بعض حقوقها المنقوصة أصلا في مجتمع ذكوري كالمجتمع السعودي.

وترفض الناشطة الحقوقية سهيلة زين العابدين فكرة تقسيط مهر المرأة التي ترغب في الزواج من قبل وليها أو زوجها، مشيرة إلى أنه "ليس من حق الآباء أن يبخسوا بمهر بناتهن لقوله تعالى ‘وآتوا النساء صدقاتهن نحله’، فلا بد أن توافق المرأة على ذلك".

وتوضح زين العابدين لصحيفة "سبق" الإلكترونية أن أسباب العنوسة في السعودية ليست في غلاء المهور كما يرى البعض، معتبرة أنها تعود إلى القبلية الموجودة عند البعض، والعضل، والميراث، ومشاكل أخرى ليس منها المهور.

وتتساءل "كيف لرجل غير قادر على دفع المهر أن يتحمل مسؤولية منزل وأسرة بأكملها"، مستشهدة بالحديث الشريف "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن من لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء".

وكانت شابة سعودية أطلقت مؤخرا مشروعا للزواج بالتقسيط بتكلفة 32 ألف ريال للمناسبة يدفع منها 10 آلاف ريال كدفعة أولى، ولا تتجاوز قيمة الأقساط الـ1500 ريال حسب رغبة المتقدم دونما اشتراط بحصول المستفيد على وظيفة وإنما عليه فقط إحضار كفيلين.

وأوضحت الشابة المتزوجة عبير حسن التي أنهت دراستها الجامعية في تخصص الدراسات الإسلامية ?وفق صحيفة "خبر" الإلكترونية- أن البرنامج الذي حظى بدعم زوجها يستهدف أصحاب الدخل المحدود لتخفيف أعباء التنسيق على العروسين و"وضع خيارات مناسبة بتجهيز الحفل يشمل عشاء الرجال، ميز للنساء لـ 300 مدعو من الطرفين، كوشة أفراح، تشريع سيارة العروسين، وخدمات إضافية أخرى".

وترى الباحثة الإسلامية الدكتورة اعتدال محمد أن فكرة تقسيط المهر غير مستساغة داخل المجتمع السعودي "فالمرأة السعودية خجولة وتحس بحرج في طلب حقها، لأنها تربت وتعودت على ذلك، ومن ثم فإن تقسيط مهر الزوجة يعد إهانة للحياة للزوجية، والأفضل هو تقليل المهور وعدم المبالغة فيها، حتى يستطيع الشاب أن يقوم بتكوين أسرة".

ويؤكد الشيخ محمد العمري أن طريقة دفع المهر في الإسلام إما عاجلاً (واجب) أو آجلاً (جائز)، مشيرا إلى أن تقسيط المهور لا يخالف الشرع "فهو جائز، بيد أن هناك رجالاً يوفون بالوعد ورجالاً أكثر لا يوفون؛ لذا أرى أن دفع المهر مقدماً هو الأفضل لإغلاق باب الخلاف".

ويؤكد أنه في ظل ارتفاع المهور في العقود الثلاثة الأخيرة باتت هناك صعوبة عند البعض في دفع المهر عاجلاً، ويحث الجميع على "مراعاة الظروف الاقتصادية التي يمر بها الرجل وارتفاع الأسعار الذي جعل من الضروريات عدم غلاء المهور".

ميدل ايست اونلاين

تعليق واحد

  1. هو نظام مطبق بدولة بنغلاديش بحيث يدفع الزوج 10 بالمائه من المهر والباقي مقسط مدي الحياة وفي الغالب الزوجه تعفيه اذا دامت العشره ، ولماذا لا تكون المراة السعوديه اكثر كرما واحسانا علي زوجها المعسر ، طالما انه قائم علي كفالتها وكفالة ابنائها .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..