الأمة : السودان يعيش في عزلة وأصبح كالحصان الأجرب

الخرطوم: أميمة: مجدي :

كشف حزب الأمة القومي عن منع الحكومة رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي من لقاء رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي وزيارته داخل المعتقل، وأكد الحزب أن أمامه طريقين لإطلاق سراح زعيمه، أولاً انتظار نتائج المؤتمر الجامع لكافة القوى السياسية ومدى تجاوب السلطة مع مقترحاته ووساطته، أو انتفاضة شعبية قوية تطيح بما أسماه دولة الحزب وتأتي بدولة الوطن وإعادة الحكم القومي للبلاد، وقال إن السودان الآن أصبح كالحصان الأجرب يعيش في عزلة دولية. وقالت الأمين العام للحزب سارة نقد الله خلال مخاطبتها ندوة الأربعاء بدار الحزب بأم درمان إن اعتقال الإمام تلفيق لقضية سياسية وإلباسها ثوب قانوني. متوعدة بوقفات احتجاجية واعتصامات حال عدم الاستجابة لمطالبهم وإطلاق سراح المهدي،
مشيرة إلى أن حديث الإمام الذي اعتقل على خلفيته سبق وأن صدر من مسؤولين حكوميين منهم والي شمال دارفور محمد يوسف كبر ووالي ولاية شمال كردفان أحمد هارون دون اتخاذ إجراءات قانونية في مواجهتهم. في السياق أعلنت قوى الإجماع الوطني في اجتماع مشترك عقدته أمس مع قيادات حزب الأمة القومي بداره، التعبئة العامة من أجل إحداث ما وصفته بالتغيير الشامل وتفكيك النظام بكافة الوسائل المدنية وانتزاع الحريات.وكشفت القيادية بحزب الأمة د. مريم الصادق المهدي ، عن عقد حزبها لاجتماع مع قوى المعارضة الرافضة للحوار مع قيادات من حزبها تم الاتفاق فيه حسب مريم على إعلان التعبئة وإسقاط النظام عبر الطرق والوسائل المدنية، وجددت القوى السياسية رفضها لاعتقال رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي وطالبت بإطلاق سراحه فوراً. وأكدت الأحزاب والقوى السياسية المعارضة تسلم رئاسة الجمهورية أسماء مرشحيها للمشاركة في آلية الحوار الوطني مؤكدة استمرار لقاءاتهم بالقوى الرافضة لدخولهم في الحوار الوطني.وكشف حسن عثمان رزق نائب رئيس حركة الإصلاح الآن لـ«إس إم سي» عن لقاء يجمع النائب الأول لرئيس الجمهورية الأسبوع المقبل بمرشحي المعارضة في آلية الحوار الوطني، مؤكداً استمرار لقاءاتهم بالقوى الرافضة للحوار وإجراء محاولات جادة لإثنائهم عن قراراتهم السابقة والدخول مباشرة في حوار يفضي لحل مشكلات البلاد بمشاركة الجميع دون إقصاء لأحد.

آخر لحظة

تعليق واحد

  1. من اراد أن يتحاور عليه بالانتقال الى المقاعد الخلفيه بقاعة الصداقة و لن تكون هناك مخرجات و لا اتفاق و لا توافق على اى مبادرة او مطالب توضع على طاولة الحوار ؟
    الوثنى يتلاعب بالجميع ومهيمن على مفاصل الدولة و لن يقدم اى تنازلات من أجل الصول الى حلول ترضى كل الاطراف مشاركة او معارضة او مسلوبة الاراده ولا تمتلك الحق فى اتخاذ اى قرار يتعارض و النظام ؟
    جال و صال الامام و اجتمع بالرأس الخاوى الدعول و زبانيته و ما هى الا اعلامى لا اكثر و لا اقل و اقتتاع المحتمع الدولى بمصداقيتهم و تجاوبهم مع المعارضة وأن الوثنى يتمتع بالديمقراطية و لا يوجد كبت للحريات ومن حق اى شخص معارض اللوس للحوار وحتى حاملى السلاح ؟
    لمذيد من الاذلال و الاهانه للمعارضة كان الاعتقال للامام وايداعه سجن كوبر و ما هى فزاعه للحميع وهذا هو المصصير المحتوم الذى ينتظر اى معارض يخرج من طوره و يتفوه او يعتلى منبرا و يتهم علانية النظام او زبانيته و حماته من المؤدلجين ؟
    فليقدم الامام الى محاكمه علنيه و منقوله على القنوات القوميه والخاصه اكرم له أن يطلق سراحه بعفو رئاسى ؟
    وعلى شباب الامه التأهب للخروج والتظاهر والاعتصام وهذا هو الحل الوحيد لارعاب اخوان الشواطين و الكل يترقب و السقوط متوقع فى اى لحظه و انحياز القوات المسلحه سيحسم الامر اخيرا أن شاء الله.

  2. رشا عوض

    من تقاليد النضال ضد الدكتاتوريات التي نحسبها (بداهات مجمع عليها)، ان اعتقال أي سياسي أو محاكمته على خلفية موقف معارض للسلطة الدكتاتورية يستوجب التضامن من كل فصائل المعارضة السياسية مهما كانت درجة الاختلاف

    السياسي مع المعتقل، وعندما اعتقل الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الامة القومي لم تتخلف القوى السياسية الرئيسية في السودان عن هذا التقليد،حيث صدرت بيانات رسمية من كل من الحزب الشيوعي السوداني، والحركة الشعبية لتحرير السودان(شمال) و حركة “التغيير الآن” الشبابية، وحزب المؤتمر الشعبي، تدين الاعتقال وتعلن تضامنها معه، وهذا هو الموقف الطبيعي المتوقع.

    ولكنني لمست في مواقع التواصل الاجتماعي اتجاها غريبا جعل من اعتقال الصادق المهدي مناسبة لإثبات عمالته للإنقاذ، وخيانته العظمى للشعب السوداني، وسعيه للمشاركة في سلطة الانقاذ! وبدلا من ان يكون رد الفعل على الاعتقال هو التضامن او على الأقل التزام الصمت، كان رد الفعل هو التشكيك في الاعتقال ووصفه بالمسرحية المتفق عليها بين جهاز الامن والصادق بهدف تلميع الاخير وتتويجه بطلا استعدادا للمشاركة في الانقاذ! رغم ان الاعتقال تم على خلفية انتقاده لمليشيات الجنجويد المسماة بقوات الدعم السريع والتابعة لجهاز الأمن، وهذه القوات هي (حامي حمى الإنقاذ الوحيد المتبقي لها الآن) ولا يعقل ان يهاجمها شخص حليف للإنقاذ او شريك أصيل فيها ببداهة المنطق،

    كنت احسب ان حديث المسرحيات هذا يروج له “سوس الإنقاذ المدسوس” المتخصص في تسميم العلاقات بين المعارضين للانقاذ وشل قدرتهم تماما على إنجاز اي عمل مشترك، واستنزاف طاقتهم في المعارك ضد بعضهم البعض والاستثمار في تغذية كراهيتهم لبعضهم البعض، للدرجة التي يتحول معها العداء للنظام الفاسد المجرم المستبد نفسه إلى عداء من الدرجة الثانية أو الثالثة، ويكون العداء من الدرجة الاولى هو العداء المستشري بين المعارضين أنفسهم لبعضهم البعض على أساس اختلافاتهم السياسية او الفكرية او المصلحية وصولا الى الاختلافات العرقية والقبلية والدينية !

    بفضل هذا “السوس المدسوس” الذي صنعه جهاز امن الإنقاذ ونشره في كل ميدان من ميادين العمل العام في السودان، سواء كان حزبا سياسيا أو منظمة مجتمع مدني أو حركة مسلحة ولم يستثني منه حتى مواقع التواصل الاجتماعي التي سلط عليها جهاز الامن ما يعرف بكتائب “الجهاد الإلكتروني” للتهكير (المادي والمعنوي)، استطاعت الإنقاذ ان تشغل أعداءها بأنفسهم وهذا اهم أسباب بقائها حتى الآن!

    ولكن بكل أسف لم يكن “السوس المدسوس” وحده من انحرف بموضوع اعتقال الصادق المهدي من مناسبة لمحاكمة الإنقاذ الى مناسبة لمحاكمة الصادق، وحصبه بالحجارة داخل زنزانته! والاجتهاد في تصوير الاعتقال كمسرحية! بل كان هذا مسلك كثير من “ثورجية الفيس بوك” ومسلك بعض العقلاء ممن لا شك في وطنيتهم وموقفهم المعارض للانقاذ وحماسهم الحقيقي للثورة، الذي يختلف عن الحماس المتصنّع كما هو حال”الثورجية”،

    ولذلك يحتاج الأمر لوقفة تفكر كبيرة، ليس بهدف الدفاع عن الصادق المهدي وتزكية مواقفه السياسية أو تسويقه كقائد مستقبلي للسودان، بل في سياق تأسيس ثقافة راشدة في إدارة الاختلاف السياسي بموضوعية ونزاهة، وفي سياق تفادي المعارك الأفقية بين القوى المعارضة للانقاذ وتجميع وتكثيف الطاقات للمعركة الاستراتيجية مع العدو الاستراتيجي ممثلا في نظام الإنقاذ، وفي هذا السياق، لا بد من نقاش هاديء لعدد من الافتراضات التي يحاول كثير من “ثورجية الفيس بوك” تحويلها الى حقائق لا تحتمل النقاش:

    الافتراض الأول: اعتقال الصادق المهدي خدعة ومسرحية مقصود بها تلميعه لتحويله الى بطل تمهيدا لمشاركته في الإنقاذ!، وسيناريو اعتقاله شبيه بسناريو البشير – الترابي (اذهب الى القصر رئيسا وسأذهب الى السجن حبيسا)!

    كم هو غريب وعجيب هذا القياس الفاسد بكل المعايير! والاغرب ان يصدر عن من يدعي انه معارض شرس للإنقاذ! فمن كان يعارض الانقاذ من موقع ديمقراطي لا بد ان يكون هدفه في المقام الاول تجريم انقلابها ونزع اية مشروعية اخلاقية عنه، فلا يمكن ان يساوي رئيس الوزراء المنتخب ديمقراطيا الذي أطاح به الانقلاب بالانقلابيين! هذا معناه باختصار ان البشير والترابي على حق في انقلابهما! منطق مساواة الجلاد بالضحية يجب ان يكون مرفوضا مهما اختلفنا مع الضحية، لانه غير صحيح أخلاقيا وغير مفيد سياسيا إلا للجلاد!

    اما مسألة ان جهاز الأمن حبك مسرحية لاعتقال الصادق هدفها تلميعه! فهذا منطق معتل ومختل، لان النظام كما ثبت بتجربته الممتدة لا يرغب مطلقا في شركاء أقوياء ولامعين وأبطال! لانه وبطبيعته الاحتكارية المتسلطة الاستعلائية يريد أتباعا أذلاء يستمدون قيمتهم منه هو، وليس لنظام كهذا ادنى مصلحة في تحويل اي سياسي الى بطل قومي تمهيدا لاشراكه في الحكومة! بل على العكس تماما جهاز امن النظام يسعى لتحويل الأبطال الى اقزام حتى تسهل السيطرة عليهم وحتى يقتنعوا بالادوار الديكورية المرسومة لهم.

    الافتراض الثاني: الصادق المهدي خائن للشعب السوداني وبائع لقضاياه لأن ابنه عبد الرحمن مساعد رئيس:

    من حق “محاكم التفتيش النضالي” المنصوبة في الفيس بوك وغيره ان تحاكم السياسيين بقانون”النقاء الثوري والتطهرية السياسية”، وبموجب هذا القانون تصدر احكام الخيانة العظمى ضد كل من تولى منصبا دستوريا في عهد الإنقاذ، ولكن حتى تكون هذه المحاكم عادلة ونزيهة ومحترمة يجب ان تطبق هذا القانون على جميع السياسيين وعلى قدم المساواة، ولا تختص به الصادق المهدي دون سواه، وهو رغم كل أخطائه ورغم كل الاتفاقيات التي وقعها مع النظام لم يشارك مطلقا في اي حكومة من حكومات الانقاذ باي منصب لا هو ولا حزبه! لا يمكن ان تحكم عليه “محاكم التفتيش النضالي” بالخيانة العظمى لان ابنه مساعد رئيس ولكنها تتوج آخرين ابطالا وثوار مع انهم (هم شخصيا) وليس أبناءهم كانوا مساعدين ومستشارين للرئيس، وكانوا ولاة ونواب ولاة، ووزراء وبرلمانيين في عهد الإنقاذ وتحت قيادة البشير! شاركوا بموجب اتفاقية السلام الشامل، واتفاقية أبوجا واتفاقية القاهرة، اي ان معايير “النقاء الثوري والتطهرية السياسية” على طريقة”ثورجية الفيس بوك” لا تنطبق عليهم!

    ولكن رغم ذلك كل من شارك في الماضي ، وتحول الآن الى خندق المعارضة المسلحة او المدنية للنظام الاستبدادي الفاسد هو موضع احترامنا وتقديرنا وفخرنا، اما إذا طبقنا منهج “ثورجية الفيس بوك” فإن النتيجة المنطقية لذلك هي تبادل الفرقاء في الساحة السياسية لاتهامات الخيانة والعمالة للانقاذ بسبب ان هذا كان واليا وذاك كان وزيرا ، وهذا عبث لا طائل من ورائه، لان النضج والرشد السياسي يقتضي تجاوز هذا النوع من المزايدات الفارغة واستيعاب واقعنا السياسي كما هو، وهو واقع شكلته باستمرار المساومات والتسويات والانتفاضات اي الثورات غير المكتملة، وبالتالي فإن اية محاكمة ثورية لأداء السياسيين السودانيين ستكون نتيجتها (الجميع مذنب)، ونحن في هذا الظرف المعقد لا تفيدنا مثل هذه الاحكام العدمية، بل ان بلادنا المسرعة نحو الهاوية بسبب نظام الإنقاذ تحتاج إلى ان يصطف أصحاب المصلحة في التغيير ويعملوا سويا من اجل انتزاع مصير السودان من العصابة المتحكمة فيه، وهنا لا بد من التمييز بين “الثوار الحقيقيين” و”الثورجية”، الثائر الحقيقي في ظرفنا الراهن هو من يستهلك نفسه في بناء جسور الثقة بين جميع فصائل المعارضة المسلحة، والمعارضة المدنية، وهو من يعمل على توسيع قاعدة المعارضة للانقاذ بالعمل المنهجي على خلخلة صفها وعلى تخريب تحالفاتها القائمة وقطع الطريق على اي تحالف محتملة معها، اما الثورجي فتفكيره مشوش وأولوياته مقلوبة، فهو يرى ان اسقاط الصادق المهدي من المعارضة أهم من اسقاط البشير من الحكم! وان العمل على إزاحة الصادق المهدي من المنافسة السياسية في مرحلة(ما بعد الانقاذ) مقدم على العمل من اجل ازاحة الإنقاذ نفسها لبلوغ تلك المرحلة! ومن اجل ان تنجح عملية الإزاحة للصادق المهدي فإن “الثورجي” يتمنى ان يعلن الصادق تحالفه مع الإنقاذ اليوم قبل الغد مهما كان ذلك مفيدا للانقاذ ومضرا للمعارضة! وعندما يظهر مؤشر على ان الصادق لم يقع في فخ الإذعان للانقاذ وان هدفه من الحوار ليس المشاركة في الوضع القائم بل يريد فعلا نقل البلاد الى مربع جديد، وعندما يتم اعتقاله بسبب سعيه لهذا المربع وبسبب اختلافه وليس اتفاقه مع الانقاذ، يجتهد “الثورجي” في إيجاد مبررات تصب في اتجاه ان ما حدث مسرحية او مؤامرة او طبخة!

    قرأت لأحد “الثورجية” تحليلا يفسر فيه اعتقال الصادق بان الحكومة تريد حمايته من الجنجويد لانهم قرروا اغتياله بسبب شتمه لهم! فالصادق حليف مهم جدا وركيزة من ركائز النظام، ولذلك قررت الحكومة اعتقاله للحفاظ على حياته التي أصبحت غالية جدا على الحكومة! صدق أو لا تصدق! هذا نموذج للغثاثة الطافحة في مواقع التواصل الاجتماعي!

    لو سلمنا جدلا ان تحليل هذا”الثورجي” صحيح 100% فهل يصب في إدانة الصادق ام في إدانة النظام الذي اوصل البلاد الى درجة من الانحطاط جعلت عصابات الجنجويد تهدد حياة المواطنين في عاصمة البلاد؟ وعندما يكون الصادق عدوا للجنجويد لدرجة إصرارهم على اغتياله فهل هذا شرف للصادق ام سبة؟ وكيف يكون الصادق حبيبا وحليفا للنظام وفي ذات الوقت عدوا لدودا للجنجويد وعدوا لجهاز الامن، اي عدوا لحماة النظام وسنده الاوحد؟

    والسؤال الذي يعنينا هنا هو هل من ينظر الى الامور بهذه الطريقة يمكن ان يكون ثائرا حقيقيا ضد الانقاذ ام منخرطا بلا وعي في خدمة مخططات الإنقاذ؟

    الفرضية الثالثة: الصادق المهدي خذل الثوار وأوقف المد الثوري!

    وهنا نتساءل هل كانت هناك ثورة عارمة اوشكت على الوصول الى القصر الجمهوري واقتلاع البشير والذي اوقفها هو الصادق! صحيح الصادق المهدي لم يدفع في اتجاه الثورة لانه ببساطة ليس ثوريا، ونهجه السياسي توفيقي وإصلاحي، ولكن هل الثورة في السودان رهينة لاشارة من الصادق المهدي؟ هناك فشل جماعي في إنجاز الثورة على النظام، والصادق يتحمل جزءا من المسؤولية عن هذا الفشل التاريخي ولكنه ليس المسئول الأوحد! ولكن “ثورجية الفيس بوك” لم يكتفوا بلوم الصادق على عدم قيادته للثورة بل جعلوه شريكا للنظام في جريمة قتل الثوار وتعذيبهم لان ابنه ضابط في جهاز الامن! وهنا تتعالى النبرات التطهرية النبيلة لماذا لم يستقيل ابن الصادق احتجاجا على قتل الثوار؟ لقد اخطأ ابن الصادق عندما دخل جهاز الامن! وأخطأ عندما لم يستقيل احتجاجا على قتل الثوار، ولكن حتى تكتمل الصورة يجب ان نعرف ان جهاز الامن هذا في الفترة الانتقالية التي أعقبت اتفاقية السلام الشامل كان نائب مديره ومائة ضابط من ضباطه من الحركة الشعبية وهنا منطق “النقاء الثوري والتطهرية السياسية” يحتم على كل “ثورجي” ان يسأل لماذا لم يستقيل نائب مدير جهاز الامن وضباطه المائة احتجاجا على جرائم جهاز الامن في تلك الفترة التي شهدت مجازر في دارفور صدرت بسببها مذكرات التوقيف ضد قادة الانقاذ من محكمة الجنايات الدولية؟ وطبعا هذا السؤال لا أعني به على الإطلاق الزعم او الإيحاء بأن الحركة الشعبية شريكة لنظام الانقاذ فيما ارتكب من جرائم، فالحركة رغم ضباطها المائة في جهاز الامن لم تستطع انقاذ عضويتها من الاعتقال والتعذيب، ولم تستطع وقف الرقابة عن صحيفتها، ولا عجب فالماكينة التي تشغل جهاز الامن وكل مؤسسات الدولة السودانية هي ماكينة انقاذية خالصة، وكل من التحق بهذه المؤسسات سيكون مجرد(تمومة جرتق)! لان مشروع التمكين انتزع الدولة السودانية من كل السودانين وحولها الى ضيعة حزبية خاصة، ولذلك فان الثائر الحقيقي هو من يتفهم ذلك ومن ثم يصوب سهمه مباشرة الى قلب الانقاذ ومشروعها التمكيني، ويحرص على ان لا تطيش سهامه يمنة ويسرة في معارك جانبية غير ضرورية في هذا الظرف التاريخي الذي يستوجب توحيد الجهود للمعركة الاستراتيجية مع الإنقاذ

    وإغلاقا لباب التهريج السياسي، فإنني اتمنى ان يتم الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم الصادق المهدي قبل ان تنشر هذه المقالة، لأن الدعوة للنقاش حول ما حوته من أفكار تظل قائمة حتى في حالة الإفراج عن المهدي وعودته الى ذات خطه السياسي قبل الاعتقال، وللأمانة هو ليس خطا للانخراط في الانقاذ واقتسام غنائم السلطة معها كما يروج “ثورجية الفيس بوك”، المهمومين بتخوين الصادق اكثر من كونهم مهمومين بقضية التغيير، بل هو خط إعطاء الاولوية للوصول الى تسوية سلمية للازمة السودانية عبر الحوار مع الانقاذ لاقناعها بفكرة المائدة المستديرة او المؤتمر الدستوري الذي يجمع كل السودانيين باحزابهم وحركاتهم المسلحة ومن ثم الوصول الى حل يجنب البلاد المخاطر المحتملة التي يمكن ان تترتب على المواجهة الثورية، وهذه المخاطر، للامانة، ليست من اوهام الصادق المهدي بل ان هناك مراكز بحثية مستقلة ومثقفون وأكاديميون مستقلون يتوقعون حدوث سيناريو اللا دولة والتفتيت الشامل في السودان، ولكن الاختلاف المشروع مع المهدي يجب ان يكون حول ان تفادي هذا السيناريو غير ممكن بالحوار مع الإنقاذ دون امتلاك كروت ضغط حقيقية تجبرها على الوفاء باستحقاقات الحل، وهذا يتطلب قبل الحوار مع الإنقاذ الحوار بين “أصحاب المصلحة في التغيير” لتوحيد صفهم حول مطالب التغيير، والتنسيق بينهم للعمل على الارض من أجل فرض التغيير على الانقاذ فرضا، لانها من المستحيل ان تتغير بالمواعظ السياسية الحسنة.

    وحتى تكتمل الصورة، أيضا لا بد ان نشير الى ان السيد الصادق المهدي ارتكب أخطاء كبيرة كانت سببا في التشويش على حقيقة موقفه السياسي، وكانت سببا في إظهاره بمظهر الموالي للإنقاذ، منها على سبيل المثال قبول تكريم البشير، التحدث لوسائل الاعلام الرسمية في اوقات حرجة توجب مقاطعتها، الحديث بلغة توفيقية في مواقف يتوقع فيها الشعب لغة قاطعة وصارمة تجاه النظام وقد تكون لنا وقفة مع هذه الاخطاء في مقالة مستقلة

    ولكن هذه تظل اخطاء لا تبرر التخوين خصوصا ان متابعة أدبيات حزب الامة وخطابات الصادق المهدي نفسه حافلة بادانة العنف وانتهاكات حقوق الانسان والمطالبة باطلاق سراح المعتقلين، ومن دار حزب الامة انطلقت فعاليات التضامن والمناصرة مع التكوينات النقابية المعارضة وضحايا السدود والمفصولين للصالح العام من الخدمة المدنية والعسكرية

    وهنا يظل السؤال قائما : ماذا تستفيد قوى التغيير عندما تطرد حزبا معارضة من المعارضة وتضيفه الى رصيد النظام الحاكم؟ ، .

    إن مقالتي هذه ليست مرافعة سياسية عن الصادق المهدي او عن حزب الامة، بل هي مرافعة ضد تحويل الصادق إلى مشجب يتم تعليق كل خيبات الوطن وإخفاقاته عليه، بل هي دعوة لاستكشاف مكامن الخلل وأسباب الفشل بصورة شاملة ومنهجية في مجمل تجاربنا السياسية وعلى رأسها تجربة الصادق المهدي وحزبه ، واستكشاف مكامن القوة والفاعلية، وكذلك استنهاض الإرادة الوطنية للعمل، وتوطين ثقافة احترام الآخر وثقافة الاختلاف (بنزاهة وشرف) في العمل العام…….. لأن طريق التغيير يمر من هنا، ومن هنا فقط .

  3. وبعد اطلاق الامام المهدي الثاني ماذا انتم فاعلون هبة ام خمده والرجوع للحوار بعد ان تستعينوا بجماهير الاحزاب المعارضة وتخذلوهم بعد اطلاقة تكون قمة الانتهازية منكم المطلوب الاول منكم فصل طائفة الانصار من الحزب وعلي الامام الاكتفاء بالطائفة بل طرده منها ولا ان يكون اب روحي حتي ومنها نخن مستعدين للمواجهة ام شيلو شيلتكم براااااااااااكم والله لن ندين النظام ولن ندعوا الله حتي ليفك من اسره

  4. احتجتم لان يعتقل النظام الإمام حتى تقتنعوا بإسقاط النظام بالوسائل السلمية!! فهل يحتاج الإقتناع بإسقاط النظام بالعمل المُسلح، إلى إعدام الإمام؟؟!!كم أعدم وقُتل ملايين السودانيين والسودانيات؟!..

    نخشى أن يُطلق سراح الإمام غداً، فتعود حليمة لعادتها القديمة، ونصبح كأننا يا بدر لا رُحنا ولا جينا.

  5. اصبت بصدمة وانا اقرا خيارات حزب الامة وكلها تتمحور حول اطلاق سراح الصادق المهدي سواء بالتراضي مع الحكومة او ثورة شعبية تطيح بحكومة الحزب الواحد. ان هذا يعنى ان اطلاق سراح الصادق المهدى بحد ذاته هو فى رايهم جوهر القضية ويوازي كل المعاناة والقهر التى عانى منها الوطن طيلة ربع قرن لان خيارهم لا لبس فيه. انهم لا يتحدثون عن الانتفاضة باعتبارها حتمية لاقتلاع النظام بغض النظر عن مصير المهدي بل ينظرون اليها من زاوية اطلاق سراحه وبالتالى اذا تم ذاك لا انتفاضة ولا هم يحزنون. الم نقل لكم ان هذا حزب لاخير فيه وكل همهم الجاه والسلطان. لا فرق بينهم والانقاذ فلا يجب ان نجعل قضية الصادق هم الشعب الا فى اطار الاطاحة بهذا النظام ولكن طرحهم واضح اذا تم اطلاق سراحه تبقى الانتفاضة مؤجلة. ومن هنا ليس لنا مصلحة سواء بقى الصادق المهدي فى السجن او خرج منه. وارجو لا يفهم من ذاك اننا نؤيد هذه السلطة الغاشمة فى كبتها للحريات من منطلق عدم ثقتنا فى الصادق المهدي ولكن الطريقة التى طرح بها الحزب خياراته لم تترك لنا خيارا اخر.

  6. انتفاضة شعبية قوية تطيح بما أسماه دولة الحزب وتأتي بدولة الوطن وإعادة الحكم القومي للبلاد،
    الخيار دا خاتنو تاني لشنو ؟ عشان ما جاديين في التغيير – الامام دا بيفكوه ليكم بس شكلوا ايدلوجية الحزب حتستمر تجاه الحوار – واعتقال – وساطة -ثم افراج – حوار – اعتقال – وساطة – ثم افراج – دخات نملة ——– مسكين السودان البلد الواحد لقد كان وما سيكون

  7. اليوم حزب الامه اذا نسق مع الحركات التى تحارب فى دارفور و جنوب كردفان و النيل الازرق ممكن فى ساعات يتم طرد المؤتمر الوطنى و كبه فى الزباله ,و حزب الامه الحزب الوحيد بين الاحزاب السودانيه ممكن يكون جيش به اكثر من 150-200 الف مقاتل نصف هذا العدد يكتسح الخرطوم فى ساعات 0 عصابة المؤتمر الوطنى لن تتنازل من السلطه لانو دا بيكون نهايتهم و مسألة الحوار شقل ملوطه من الحرامية و الان الوقت لا يسمح باى حوارات و زمن الحوارت انتهى يا اما نكون مواطنين نعيش فى بلدنا امنيين و نمارس حياتنا الطبيعيه او نسلك درب الموت و ليس لنا خيار اخر ممكن نفكر لانو اجبرنا على ذلك

  8. (( حوار )) أي حوار ومع منو ؟؟؟
    بالله يا قوى المعارضة لا تضيّعوا زمّنا اكتر من كدا .
    لقد حانت الساعة ، وده الوقت المناسب ، كفاية (شحده) ووقوف في باب هؤلاء الإقصائيون ، لا فائدة ،
    النظام كما ترون وكما خبرناه يريد اعادة انتاج نفسه و ((( يماطل )))
    ويريدكم موظفين لديه .
    وبتاع الإصلاح ده جزء من النظام ومن مصلحتو استمرار جماعتو .

    العصيان المدني ..
    ثم الإعتصامات .. الى أن يسقط النظام (الأصلو) ساقط وداير (دفرا) ..
    ده الحل الباقي والأنجع والأنسب لهؤلاء .
    والعالم كلو معاكم .

  9. في عزلة:مين المتضرر! بالرغم اني مغترب الله يلعنن الكيزان بسببهم اتغربت انا ووعيلتي والحارقني اني بقرى اخبار السودان كل يوم ومتامل حاله ينصلح عشان ارجع. كيف ارجع عيالي للمنفى.حسبي الله ونعمى الوكيل.

  10. ولا يعقل ان يهاجمها شخص حليف للإنقاذ او شريك أصيل فيها ببداهة المنطق،

    لم اواصل متابعة الموضوع كله واستوقفتني الجمله اعلاه اذا كان المقصود ايجادد مبرر للاعتقال حسب سيماريو كاتب المسرحيه فلاتد ان يكون سبب الاعتقال قوي وبحجم الذي يعتقل وبحجم السبب , وهذا لايمنع من ان يكون موضوع قوات المرتوقه او الجنجويد او الدعم السريع ( دعم لمن للجيش ام سلطة الانقاذ !!!! لاادري ) سببا للاعتقال المسرحي فالمخرج عاوز كده

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..