الأمة القومي يشرِّكْ ويحاحي

المشكلة أن كل حزب في السودان – صغر أو كبر – يعتبر نفسه هو الحزب الأهم والأكثر تأثيراً في الساحة ويعتبر أن حل قضية السودان يرتبط به دون غيره..
هذه الحالة النرجسية في الأحزاب السودانية خاصة الأحزاب القديمة مثل حزب الأمة والاتحادي والشيوعي وغيرهم هي أحد أسباب تأخير وتعقيد خطوات الوفاق الوطني في السودان .
حزب مثل حزب الأمة لا ينكر أحد وزنه السياسي والجماهيري لكنه ليس الحزب الوحيد ولا هو الحزب الأهم في بلد به مليون حزب غيره، كما أن قضايا السودان لا يرتبط حلها بحزب الأمة وهو الذي نال أكثر عدد من الفرص في قيادة الحكم في السودان وليس أكثر عدد من السنوات في الحكم طبعاً.
دخل حزب الأمة الحوار وغادر قبل بدايته.. ثم تمنع وتدلل حد التدلل أمام نداءات ومحاولات إستعادته للحوار ليشارك فيه ويسهم في صياغة مخرجاته مع الأحزاب والقوى الأخرى المشاركة فيه.. ولا ننكر أن وجود حزب الأمة ضمن الأحزاب المشاركة في الحوار والصانعة لمخرجاته كان سيجعله يترك بصمة خاصة فيه مثلما ترك المؤتمر الشعبي بصماته وكل القوى ذات الوزن والتأثير يمكن أن تكون قد أسهمت كثيراً في صناعة هذه المخرجات .
لكن النرجسية وإحساس الحزب بأنه ليس مجرد حزب سياسي عادي في قائمة الأحزاب والقوى السياسية السودانية، هذا الإحساس يجعل حزب الأمة ينتظر أن تأتيه الحكومة ومعها جميع الأحزاب المشاركة ويعقدوا معه حوارا خاصا أو سمه (الحوار الأكبر) مع حزب الأمة .
الآن.. وبعد أن مضت راحلة الحوار في دربها بأي حال من الأحوال شعر حزب الأمة بأن الأحداث تتجاوزه فأطلق تصريحات في ما معناها تعالوا واعرضوا علينا كتابكم يا أهل الحوار ويا حكومة، فنحن على استعداد لدراسة نتائج الحوار الوطني حال عرضها علينا من قبل المجموعة المختصة بلقاء الممانعين في آلية “7+7” لإبداء الرأي فيها.
ألم تكن مشاركتكم في إخراج هذه النتائج لمصلحة الوطن أفضل وأكثر من تنصيبكم أنفسكم كجهة فتوى سياسية في جهد الآخرين والحكم على هذا الفعل وقد كانت الفرصة سانحة أمامكم للمشاركة في صناعة الفعل نفسه..؟!!
ولكن.. هذا هو قدرنا وقدر السودان أن يتبدد وقته لإشباع وإرضاء غرور أحزاب وقوى سياسية وزعامات ضيعت ما يقارب القرن إلا ربعاً من عمر البلاد في مثل هذه (المحركة).
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. يا بتاع شوكة الكرامة انت حزب الامة هو الوحيد الذى يحرس مشارع الحق بين كل الاحزاب ولو اراد حزب الامة المشاركة فى سلطة الرقاص لفعل منذ 1993 وقد قالها حزب الامة بكل وضوح ان الحوار بطريته الحالية لايعنيه ولن يشارك فيه الا ان مخرجاته تعنيه ان كانت تتوافق وما تنادى به قوى المعارضة اما الركوب فى بص يقوده الرقاص فى طريق غير مامون ولايصل الى وجهة يرغب فيها الشعب السودانى فلن يشارك فى مثل هذه الخزعبلات والاوهام وموضوع حلايب وشلاتين لماذا لاتطعن فى ظل الفيل وتهاجم الذين فرطوا فى حلايب وشلاتين والفشقة وعلى استعداد لمزيد من التفريط طالما الكرسى فى مامن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..