(1107) حالة وفاة أم لكل (100) ألف ولادة طبيعية حسب المسح في 2006م : وفيات الأمهات السودانيات في الوضوع .. الأسباب والمعالجات

الخرطوم – ندى مبارك
الأطفال من زينة الحياة الدنيا.. يدخلون البهجة والسرور في جميع النفوس.. غير أن طريق ولوجهم إلى الحياة تترتب عليه معاناة من الأم التي تعاني في حملها ومخاضها.. خاصة في دول العالم الثالث.. إذا ترتفع نسبة وفيات الأمهات أثناء الولادة..
وللوقوف على واقع صحة الأم والطفل في السودان.. جلست (الأهرام اليوم) إلى مدير الصحة الإنجابية بوزارة الصحة الاتحادية، الدكتورة سوسن الطاهر، بمكتبها في وزارة الصحة الاتحادية، وتجاذبت معها أطراف الحديث.. فأوضحت أن وفيات الأمهات تمثّل هاجساً عالمياً ودولياً وإقليمياً، ويحدد مؤشر وفيات الأمهات مدى وضع المرأة الصحي في المجتمعات المختلفة، ووفاة أي امرأة أثناء الحمل أو الولادة تُعزى إلى مضاعفات الحمل، وتشير مؤشرات الصحة الإنجابية في السودان خلال المسح الأسري لعام 2006 إلى أن تغطية رعاية الحوامل »71%«، وأن »57%« من الولادات على مستوى السودان تتم بإشراف كادر مدرّب، وأن الولادة على مستوى المجتمعات تمثل أكثر من »80.6« وأن »58%« من السكان على مستوى السودان تتم تغطيتهم بخدمات القابلة. وأشارت الدراسات إلى أن المسح السوداني الأسري لعام »2006م« أوضح أن »13%« نسبة تغطية خدمات الرعاية بعد الولادة، وأن »1107« حالة وفاة أم لكل (100) ألف ولادة طبيعية، وهو معدل وفيات الأمهات على مستوى السودان. أما على مستوى الولايات فإن هنالك تبايناً من معدل عالٍ لوفيات الأمهات، فولايتا شمال أو جنوب دارفور، مثلاً، يصل المعدل بهما إلى »1508« مقارنة بالولاية الشمالية »94« وفاة أم في كل »100« ألف ولادة حية، وحينما ترتفع وفيات الأمهات، هذا يعني ارتفاع وفيات الأطفال حديثي الولادة.
{ أسباب الوفيات
?تقول محدثتنا: تنقسم أسباب وفيات الأمهات إلى أسباب طبية مباشرة، ومن أهمها النّزف، وكذلك المرتبطة بعملية الحمل والولادة وأخرى غير مباشرة تمثل »23%« بأمراض تزيد مخاطرها خلال فترة الحمل والولادة، وكذلك أسباب غير طبية تمثل »11%« وتدخل فيها العوامل الاجتماعية كالعادات والتقاليد وعوامل اقتصادية وجغرافية.
{ تفادي النزف
بعد إفادات الدكتورة سوسن الطاهر يممنا صوب الدكتور سعد محمد الفاضل استشاري أمراض النساء والتوليد والموجات الصوتية، لمزيد من الإيضاحات، فأكد على ما قالته المتحدثة سابقاً، وأضاف بأن النّزف قد يكون قبل الولادة أو أثناءها الولادة أو بعدها، لكن أكثره بعد الولادة، وهو ما يؤدي إلى الوفيات، ولا بد للأم أن تصل إلى الولادة ودمها كافٍ، ففي فترة الحمل تجب متابعتها وإعطاؤها ما تحتاج من الجرعات، وأردف: عادة النساء ينزفن ما بين »200« مللتر أي »200« سيسي إلى »750« سيسي وهذا يعتبر طبيعيا، وعند الحمل تزيد كمية الماء في الدم وكمية كريات الدم الحمراء تزيد تبعاً لذلك، وعندما نريد فحص الهموقلوبين نجده أقل من المعدل المطلوب وهذا ليس لضعف الدم ولكن لزيادة كمية الماء مما يجعل كثافة الدم أقل من العادي وبالتالي تكون هنالك مقاومة ،لأن الدم يمر في الشرايين الصغيرة للمشيمة ويصل للجنين بكميات كافية عندما تكون كثافته عالية ونسبة الماء فيه قليلة. أيضاً في حالة النزف بعد الولادة تفقد الحامل نسبة ماء أكثر من كريات دم حمراء وهذه واحدة من الأشياء التي جعلها الله سبحانه وتعالى تحدث في دم المرأة.
وأضاف نحن أثناء الولادة نمنع الأنيمياء ونحاول تفاديها بكل الطرق حتى تصل الأم للولادة بدم أجود وأحسن، وبهذا تستطيع أن تتحمل كميات أكثر من الطبيعي من النّزف، ونجهّز دماً لإعطائه للأم بعد الولادة لتفادي مشاكل النزف. وأيضاً هنالك حُقن محددة تُعطى لانقباض الرحم، لأن السبب الأساسي للنّزف هو ارتخاء الرحم بعد الولادة. ومن أسباب الوفيات أيضاً وضع الطفل غير الطبيعي فقد يُحدث انقباض للرحم بدون تقدم في حالة الولادة ثم يحدث له تمدد كبير ويصبح رهيفاً ويحدث للجزء الأسفل منه انفجار ويحدث نزف داخلي يتسبب في موت الأم إذا لم يتم استئصال الرحم بسرعة.
أما السبب الآخر من أسباب الوفيات فهو ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته فيؤدي إلى ما يسمى (الكلبش).
وأضاف دكتور الفاضل أن من الأسباب التي تؤدي إلى وفيات الأمهات الالتهاب، وذلك عندما تضع الأم في بيئة غير مواتية أوأيادي القابلة ملوثة، ومن الأسباب أيضاً الجلطات، وكثيراً ما تكون الجلطة بعد العمليات القيصرية، وهنالك عدد من الأمهات يتوفين بنسبة ليست بالقليلة لأن هنالك أشياء لا تستطيع منعها على الإطلاق وهي دخول السائل الافيوزي في شرايين الرحم ووصوله شرايين الرئة وهذا ليست لدينا طريقة لمنعه، وإذا حدث نسبة الوفاة تكون »90%« خلال الساعة الأولى، و»10%« بعد يوم أو يومين، وهناك البعض لا تحدث لهن وفاة لأن درجته لم تكن شديدة.

الاهرام اليوم

تعليق واحد

  1. يا للعار من هذا المعدل العالي جداً لوفيات الأمهات .والحقيقة التي يؤسف لهاهي أن نظام الإنقاذ يتنفذ فيه مجموعة من الأطباء الذين إمتهنوا السياسة وتكسبوا منها وتناسوا أنهم أطباء ومطلوب منهم أخلاقياً على الأقل الإدلاء بدلائهم في شأن توفير الخدمات الصحية اللائقة للمواطن السوداني الذي ساهم بعرقه في تعليمهم مجاناً((غازي صلاح الدين,مصطفى عثمان إسماعيل,جلال الدقير,المتعافي,أحمد بلال عثمان,إبراهيم غندور,الطيب إبراهيم محمد خير.والمرحوم مجذوب الخليفة…إلخ))

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..