خمس جامعات سودانية فقط ضمن أفضل 12000 جامعة عالمية 3-3

خمس جامعات سودانية فقط ضمن أفضل 12000 جامعة عالمية 3-3

د.عماد الدين عبد الله آدم بشر*
[email protected]

تحدثنا في الجزئين السابقين من هذا المقال، كيف أن جامعات الخرطوم و السودان للعلوم و التكنولوجيا و الرباط الوطني و كرري و أفريقيا العالمية، كانت ضمن أفضل 12000 جامعة عالمية في تصنيف الويب متركس الإسباني الشهير، وتناولنا أيضاً المعايير الأساسية لتصنيف شنقهاي المعتمد عالمياً والمصنف كأفضل نظام لتصنيف للجامعات، حيث بينا أن أكثر من 80% من درجات التصنيف تذهب للبحث العلمي بصورة مباشرة أو غير مباشرة، نخلص من ذلك إلى مدى أهمية البحث العلمي بالنسبة للشعوب مما حدا بها أن تعتمده و برضاء شبه كامل، كمعيار أساسي و بحجم كبير في تصنيف الجامعات، و أهمية هذا المعيار لا تبعد كثيراً عن رسالة و أهداف معظم الجامعات و الذي تؤديه من خلال كلياتها، و رغماً عن ذلك نجد أن هذا الكليات لا تستطيع لوحدها النهوض بالبحث العلمي و ذلك لطبيعتها التدريسية و هو ما يأخذ معظم وقت عضو هيئة التدريس و لكن في تقديري أن مفتاح البحث العلمي في كل المؤسسات التعليمية هو المراكز البحثية، حيث تعتبر بوابة المؤسسات التعليمية تجاه المجتمع و هي القادرة بحكم وظائفها المختلفة على نشر الوعي و المعرفة بين أفراد المجتمع و كذلك التصدي لكل ضرر يمكن أن يمس المجتمع و لا نبالغ لو قلنا حتى قبل حدوثه، و كل ذلك يكون من خلال الأبحاث المتخصصة و التي توصي باختيار أفضل وسائل التطبيق، و كذلك تقوم المراكز بكسر الحواجز بين العمل النظري و التطبيقي و يتضح ذلك جلياً في التعاون و التكامل المميز بين المراكز البحثية و الكليات الجامعية المختلفة في آداء رسالتها سواء في تعليم الطلاب أو تدريبهم. و أيضاً في تدريب أفراد المجتمع على استخدام الأساليب العلمية و الفنية و رفع الكفاءة الإنتاجية في شتى المجالات. وأيضاً المراكز البحثية بما تضمه من وحدات أو أقسام متخصصة يمكن أن تساعد متخذي القرار في اختيار القرار الصحيح و بذلك تقلّ احتمالات الخطأ و بالتأكيد تكون هنالك تبعات و فوائد اقتصادية و مادية و تنموية كبيرة جراء اتخاذ القرار الصحيح المستند على البحث العلمي. و أيضاً يمكن للبحث العلمي من خلال مراكزه المتخصصة المختلفة أن يشارك القطاعين العام و الخاص و كل أفراد المجتمع في مشكلاتهم و يساعد في إيجاد أفضل الحلول لها و حتى بالنسبة للرياضيين و اتحاد كرة القدم و الاتحادات الأخرى يمكن للبحث العلمي أن يقول كلمته في لماذا انقطعنا عن منصات التتويج العالمية و لماذا هيمنة أندية القمة في الآونة الأخيرة على نيل الألقاب المحلية دون الألقاب الإقليمية و العالمية؟. كل ما ذكرناه يعتبر إضاءة فقط في مهام ووظائف و ما يمكن أن تنجزه المراكز البحثية و الذي في تقديري لا يمكن أن نحقق منه شيئاً إلا إذا زادت قناعات أفراد المجتمع و كل القطاعات العامة و الخاصة بأهمية البحث العلمي و أنه يمكن أن يقود سوداننا الحبيب لمنصات التتويج و الريادة و أفضل التصنيفات العالمية إسوةً بالدول المتقدمة التي تشهد نهضة في كل المجالات لاعتمادها على الدراسات و البحث العلمي. و أيضاً أن تقتنع الدولة أن البحث العلمي يدعمها مادياً و ليس العكس “و ربما في ذلك مقالٌ آخر”، و أيضاً على الجامعات أن تزيد من اهتمامها بالبحث العلمي و حسناً فعلت بعض الجامعات مثل جامعة الخرطوم و جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا و حادية الركب وزارة التعليم العالي و البحث العلمي في ضخّ مال مقدر لإجراء البحوث، و كذلك على الجامعات و من قبلهم وزارة التعليم العالي عمل السمنارات و ورش العمل المختلفة لتمليك الباحثين و خاصة الشباب منهم أسلحة كيفية و أهمية النشر العالمي إضافة للمحلي و كذلك تعريفهم بأسس التصنيفات العالمية المختلفة للجامعات و الذي من شأنه مشاركة الجميع في دفع الجامعات نحو المراكز المتقدمة في التصنيفات. و أيضاً على الجامعات زيادة اهتمامها بالمراكز البحثية بحيث يتم تعيين أساتذة متفرغين للمراكز بدلاً عن الاعتماد على الأساتذه المتخصصين من الكليات و الأقسام المشابهة، حيث إن الأستاذ المتفرغ للبحث العلمي يعطي المركز قوة و استقلالية في تنفيذ أهدافه و برامجه البحثية و بذلك يمكننا أن نحلم بكثرة المشاريع البحثية و ازدياد الشراكات مع المراكز الخارجية ذات الصلة و بذلك تظهر البحوث المشتركة و المتميزة، خاصة و أننا نعلم يقيناً أن البحث العلمي المميز في كثير من الأحيان لم يعد إنتاجاً فردياً فقط، بل تعدى ذلك ليكون شراكة و تعاون بين مختلف المؤسسات البحثية، و بذلك تظهر البحوث المشتركة و التي حتماً تزيد من فرص تواجد جامعاتنا في المحافل العلمية العالمية و التي بالتأكيد يكون من ضمنها ما يعتمده تصنيف شنقهاي للجامعات، و لكن… بمقدورنا أن نحول هذا الحلم إلى حقيقة و نجعله واقعاً يمشي بيننا و يكون فقط بتوفير عصب الحياة، فالمال كما يقولون “يقلل النقاشات” و يقهر الكثير من المستحيلات، لذلك نرى مساهمة الجميع الغني و الفقير، و يمكن أن يكون ذلك عبر بوابة الوقف “هذا الموضوع تناولناه على صفحات هذه الصحيفة الغراء قبل حوالي العام”، فالوقف كما يقول أهلنا و أساتذتنا في ديوان الأوقاف هو استثمارك الدائم مع الله. وأيضاً الوقف أصل يبقى و ثمار تنفق وثواب لا ينقطع، و الدليل على أهمية الوقف و ما يمكن أن ينجزه على سبيل المثال، أن عائدات جامعة الملك سعود السنوية من الوقف ما يقارب الخمسة مليارات ريال سعودي، تنفق على الأنشطة التي تعمل على رفع التقييم العالمي للجامعة و تدعم و تطور أنشطة البحث والتطوير و التعليم و تفعيل العلاقة مع المجتمع. و أيضاً يمكن للدور الاستشارية للجامعات مثل الدار الاستشارية لجامعة الجزيرة و سنار و الخرطوم و غيرها من الجامعات أن تدعم البحث العلمي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة و ذلك من خلال الاستشارات و دراسات الجدوى المختلفة التي تعدها و تشرف عليها بمشاركة أساتذة الجامعات. و أيضاً يمكن للقطاع الخاص و الصناعة الدعم و المساهمة في تحريك البحث العلمي و ذلك من خلال عرضهم المشكلات و الصعاب التي تواجههم. و أخيراً على متخذي القرار إعطاء البحث العلمي فرصة لتقديم أفضل الخيارات حتى تعينهم في اتخاذ القرار الصائب و في ذلك دعم لهم. و ختاماً، كل ما ذكرناه يعتبر محاولة لتسليط الضوء على أهم المعايير في التصنيف العالمي للجامعات و نعتبره أيضاً مقدمة لرؤى أخرى قد تكون مؤيدة أو معارضة و لكن بالتأكيد يكون الهدف واحد و هو رؤية الجامعات في أفضل مراكز التصنيفات، فهلّا في هذا الموضوع توالت الكتابات. و الله المستعان

———–
* كلية النسيج ? جامعة الجزيرة

تعليق واحد

  1. الجامعات والتعليم في السودان ؟؟؟
    اننا كسودانيين نحب الأطراء والتمجيد ولا نحب الحقبقة المرة ؟ وهنالك مقولة ( اسمع كلام من يبكيك ولا تسمع كلام من يضحكك ؟؟؟
    ان التنافس وتطوير جامعاتنا ليتم تصنيفها مع الجامعات العالمية مسعي حميد وجيد ولكن هذا لا يفيد بلادنا غبر التفاخر ولا يعنيهاكثيراً بقدر ما تكون جامعاتنا مفيدة لبلادنا ومرتبطة بهاوتقوم بواجبها الذي انشأت من أجله ؟؟؟ اي بتطوير السودان وأنتشاله من التخلف في كل المناحي وأولها الأنتاج ثم الأنتاج ثم الأنتاج ؟ لأننا لو اصبنا بالغرور ومجدنا كل ماعندنا لوقفنا في مكاننا دون التقدم خطوة واحدة وفاتنا الركب وكما تشاهدون الآن ويحس الجميع اننا بعد أكثر من 55 سنة بعد الأستقلال مازلنا في مرحلة الأنسان الأول نجد صعوبة في توفير كوب حليب لأطفالنا وثلاثة وجبات آدمية ومياه نظيفة صالحة للشرب ناهيك عن كهوف للسكن ولا يخفي عليك عزيزي ما آل اليه السودان حالياً من دمار اقتصادي ودمار في كل المناحي وخاصةً في مجال التعليم ؟ وجبة البوش التي اصبحت الغذاء الرئيسي للطلاب والتي بالتأكيد لا يمكن اعتبارها غذاءا آدمي لجيل في طور النمو وهذه حقيقة تثبتها الأبحاث في كل جامعات العالم ؟ قد يتسائل البعض ماهي العلاقة بين الجامعة والجوع والتخلف والجواب ببساطة التطور يتم بواسطة الباحثين والعلماء والسياسيين وهؤلاء لا بد ان يكونوا علماء متمكنين ووطنيين متعلمين تخرجهم الجامعات وغيرها؟ ان التفاخر العاطفي الذي لا يستند الي علم قد يصيبنا بالشلل والعمي وسنكون عالة علي العالم نستجديه غذائنا وكسائنا ؟ جامعاتنا في السودان متخلفة ومناهجها عفي عليها الزمن وغير وطنية ؟ وزادها تخلف سياسة الكيزان الرعناء الغير وطنية ومعظم هؤلاء الكيزان خريجي جامعة الخرطوم ؟ العبرة بالنتيجة وليس بالتفاخر ؟ ابن اختي خريج كلية الطب جامعة الخرطوم كان من الأوائل صرح لي وقال اننا في جامعتنا ندرس تاريخ الطب ولبث الطب الحديث!! وما اكتشف ذلك الا بعد أن هاجر لأمريكا لتطوير نفسه والجلوس للمعادلة وبذل جهداً كبيراً لمدة 3 سنوات للحصول عليها ؟ هذه الحقيقة بالتأكيد سوف تستفذ اساتذة الطب بدلاً من تستعيهم لمراجعة انفسهم وتطوير مناهجهم ؟؟المهندس المدني الخريج ليس عنده فكرة عن برامج الكومبيوتر للحسابات الأنشائية وخريجي جارتنا اثيوبيا من الهندسة يعرفون اكثر من برامج كومبيوتر ويجيدون اللغة الأنجليزية وهل يعقل ان يكون هنالك مهندس أو دكتور لا يجيد لغة العالم والعصر والكومبيوتر ؟؟ واذا كان هذا الكلام هراء فليتم التحقق منه ؟؟ وما أسهل ذلك ؟؟؟ كل الدول المتطورة والتي لها حكومات وطنية تطور جامعاتها يومياً وليس سنوياً ولا تتفاخر وتقول اننا وصلنا الكمال ؟؟؟ يتفاخر الصينيين بجامعاتهم لأنها اوصلتهم ليكونوا اكبر دولة منتجة في العالم ؟ يتفاخر الأمريكان بجامعاتهم لأنها جعلتهم اقوي دولة في العالم ؟ يتفاخر الروس بجامعاتهم لأنها اوصلتهم الي اول من غذاء الفضاء ؟ والتطور في اي مجال لا يمكن الا بالعلم والبحث وهذا لا يتم الا بواسطة الجامعيين الباحثين ؟ فأين نتيجة جامعاتنا علي مدي اكثر من 55 عاماً استقلال ؟؟ يدفع السودان حوالي 2 مليار دولار سنوياً للعلاج بالخارج وخاصةً للأردن التي لم تكن علي خريطة العالم عندما انشأ الأنجليز لنا كلية طب ؟ نستورد البصل من اثيوبيا والشعيرية من مصر والنبق من الهند ؟ فأذا حاولنا ايجاد الأعزار وقلنا هذا سؤ ادارة اقتصادية فأقتصاديينا من جامعاتنا ومن ضمنهم جامعة الخرطوم ؟ واذا قلنا سؤ سياسة او عدم أمانة فساستنا من جامعاتنا وكليتنا العسكرية ؟ فمعني ذلك اننا فاشلين في كل العلوم التي تساهم في تطويرنا وعلي رأس هذه العلوم التربية الوطنية والأدارة والأقتصاد وغيرها وعليه لابد لنا من مراجعة انفسنا قبل ان نتفاخر ونتباهي دون نتيجة تذكر او نحاول المقارنة بالجامعات العالمية والوطنية التي تطور بلدانها؟؟
    العالم الآن يسعي في التعليم لتطوير وتكوين الشخصية الوطنية القوية التي تفيد وطنها قبل الحشو بالمعلومات المفيدة والغير مفيدة وضرب الطالب وتعذيبه ؟ العالم يهتم بتكوين شخصية قوية مبدعة مبتكرة قبل ان يهتم بتكوين شخصية ضعيفة مهتزة فاقدة للثقة نتيجة للضرب والتخويف والإرهاب ومحشية بمعلومات كثيرة غير مفيدة ؟ لو سألت مخترع الموبايل عن المعلقات السبعة او ماهي عاصمة البرازيل ؟ فلن يعرفها ؟ وهو مخترع لجهاز ساهم في تغيير تاريخ العالم وسلوك البشرية جمعاء ؟؟؟ اذكر اننا تعلمنا في المدرسة ان احسن صناعة للمعالق في العالم هي في شيفلد ببريطانيا ؟؟ وان النيجيرين يتغذون علي الكسافة وعرفنا خط سكة حديد فلادفستك؟ والي الآن لم تفيدني تلك المعلومات في اي شيء يذكر والمعالق التي استعملها الآن مصنوعة بالصين ؟ الطالب عندنا منذ صغره تحكي له قصص الخرافات المخيفة ويحشي بمعلومات كثيرة غير مفيدة ويضرب ضرباً مبرحاً ان لم يحفظها اي اننا نبدأ في تحطيم شخصيته بجهل منذ الصغر؟ وإذا سألت الطالب عندنا ما هو اسم جارة ابن المقفع فسيجيبك فوراً ؟؟ وحتي في الجامعات يستمر التلقين والحفظ ويسلط سوط الفصل من الدراسة لأتفه الأسباب من الأدارة والأساتذة الذين يعتقدون انهم لم يسبقهم احد في درجاتهم العلمية والمجتمع يخلق حولهم هالة من التمجيد مما يجعل بعضهم يتكبرون وينتفشون ويطمخطرون كالطواويس وينظرون الي الطالب بأستعلاء وأحتقار وينتظرون اتفه زلة منه لأقصائه من الجامعة دون ان يعترض او يتسائل احد ؟؟ ولا يعتبرونه ثروة قومية يكمن فيها مستقبل السودان؟ والطالب يرتجف في حضورهم خوفاً من مقصلة التسقيط والفصل ؟فتجد الطالب يدرس فقط لأرضا الأستاذ الممتحن قبل ان يستوعب ما درسه وكل همه النجاح بأي وسيلة وأستلام الشهادة ؟؟؟ فيتخرج ضعيف الشخصية ركيك المعرفة ؟؟؟ الأستاذ في الدول المتقدمة صديق للطالب ويري فية أمل ومستقبل بلاده فيدربه ولا يلقنه وان كان هنالك ضعف في تدريبه يكون المسؤول عن ذلك الأستاذ بدرجة كبيرة وليس الطالب ؟ في خبر بمجلة النيوزويك الأمريكية لاحظ رجال الأعمال في امريكا ان خريجي جامعة هارفارد الشهيرة في ادارة الأعمال والأقتصاد ضعفاء وغير مواكبين للعصر ؟ فأجتمع الأساتذة والأداريين وغيروا المناهج وطريقة التدريس كلياً دون ان يستاءوا من النقد البناء ولم يتفاخروا بجامعتهم التي تخرج منها اكبر ؟؟؟ جامعة الخرطوم كنا نسمع بأنها تفتخر برفد 75% من منتسبيها حفاظاً علي المستوي التعليمي الذي لم نري نتائجه علي ارض الواقع احتي الآن ؟؟؟ وخريجي الجامعات الآن بعد التخرج تنتابهم فرحة عارمة لا لأنهم نجحوا بل لأنهم نجوا من مقصلة الرفد الرهيبة المنصوبة في وسط باحة الجامعة ؟ والسؤال الذي يطرح نفسه كل هذا التعسف والشدة الغير مبررة عدد من حاصلي جائزة نوبل في الأقتصاد وغيره ؟؟؟ بالتأكيد موضوعي هذه لو قرأه اساتذتنا الكرام لأشطوا غضباً بدلاٍ من مراجعة انفسهم وفرية الحفاظ علي المستوي ونحن الآن نتزيل كل دول العالم في جميع المجالات ولا زالنا ننعت برجل أفريقيا المريض والآن سيضاف له لقبين آخرين رجل افريقيا المتسول والمديون ؟؟؟ وحتي الشعار الفارغ الذي يعرفه العالم وخاصةً الدول العربية ( السودان سلة غذا العالم ) والواقع اننا نتستورد 80% من غذاءنا !!! من هم ورا ء هذا الدمار والمهزلة ؟ اليس سبب هذا البلاء هم القادة خريجينا من جامعاتنا وكلياتنا العسكرية وغيرها ؟ الا تثير هذه الحقائق جدلاً وتقرع جرساً ؟ ام كل هذه الجامعات التي يدفع لها السودان اموالاً وفيرة انشأت ليتخرج منها حاملي ورقة تسمي شهادة جامعية مليئة بالأختام والأمضاءآت فقط قد تكون مفيدة فقط عند التقدم للزواج؟ اننا نستورد الشعيرية والنبق والبصل ؟ ولا نسطيع عمل نظام هندسي لتصريف مياه الأمطار حتي في عاصمتنا التي تغرقها امطار يوم واحد ؟؟ نعم لقد تخرج من جامعاتنا عدد كبير حقق بعضهم بمجهوده الفردي امجاد شخصية وسيرة ذاتية باهرة يتباهي بها وثروة خارج السودان وداخله ولكن هل استفاد منهم سوداننا الحبيب ؟ هذا هو السؤال الهام الذي نريد الأجابة عليه بدون عواطف وطيبة لا تسمن وتغني من جوع ؟؟؟ النتيجة امامنا واضحة لنا وكذلك للعالم اجمع ولاتقبل المداراة او ايجاد الأعزار ؟ فدمار السودان الذي كان حاله في عهد الأستعمار احسن حالاً واضح للعيان ولا يقبل اي جدال ؟ ان انظمة الحكم السابقة والحالية المكونة من جامعيين وعسكريين تخرجوا من جامعاتناومعاهدنا وكلياتنا العسكرية لم يخطر علي بالها تطويروتطبيق نظام تعليم وبحث وطني يهدف لتطوير هذا السودان المعطاء الغني بموارده نظام تعليمي للأنتاج والتطوير مستقلاً ذكاء السودانيين الفطري وحبهم للتعليم وأمكانات السودان الهائلة ؟ فقد ابقو علي نفس نظم التعليم التي ورثناها من المستعمر وكان الهدف منها تخريج كتبة وموظفين يسمعون الكلام ويطيعون الأوامر لخدمة التاج البريطاني ؟ الكثيرين فاقدي الثقة في انفسهم وفي مقدرة السوداني المعروف بذكاءه وحبه للقراة والتعليم يتفاخرون بأن هذه المناهج وضعها الأنجليز اي انها منزلة ولايرقي عقل السوداني لتغييرها ؟ ومنذ ان تركنا الأنجليز لم يطرأ عليها أي تطوير يذكر ؟ هؤلاء يجهلون ان هذه المناهج وضعها الأنجليز لمستعمراتهم اي لعبيدهم وتسمي مناهج ما وراء البحار وتختلف تماماً عن مناهجهم المتطورة والمواكبة للعصر والتي تناسب أمكاناتهم المادية وتجدد وتطور دورياً وبأمكانيات هائلة ؟ والذين حاولوا عمل تغيرات سطحية لمناهجنا خربوا الموجود ؟ وأول مسمار دق في نعش التعليم كان تعريب الجامعات ؟ واصبح الطالب الطموح يدرس من دون مراجع عربية والتي اصلاً غير موجودة ولن توجد لأن الدول التي عندها امكانية عملها وعلي رأسهم السعودية لا تريد ذلك وكل جامعاتها تدرس باللغة الأنجليزية وتفتخر بذلك لغة العصر ولغة العالم الأولي رضينا ام ابينا ويستفيدون من مراجع غنية حديثة وفاخرة لا حصر لها ومن اكثر الدول تقدماً امريكا بريطانيا كندا استراليا نيوزيلندا الخ ؟؟؟ وبعض الدول العربية اتي بالجامعات الغربية بأسمها الي بلادهم فتجد جامعة ولنغتون الأسترالية بدبي وغيرها وجامعة السوربون الباريسية بأبو ظبي وهي دول لها الأمكانات المادية للتعريب ؟؟؟
    خلاصة الموضوع يجب منع الأرهاب والضرب بالمدارس فوراً والكف عن ارهاب طلاب الجامعات وتخويفهم بالفصل التعسفي الذي اصاب بعضهم بالجنون أو دفعهم للإنتحار ؟ يجب تغير المناهج لتكون وطنية ومفيدة وهدفها الأنتاج حتي لا يطلق علينا رجل افريقيا المريض والمديون والمتسول حالياً ؟ مناهج عصرية تتوافق مع وضعنا الأقتصادي اي مناهج مرتبطة بالأنتاج حتي يعترف بها شعبنا قبل ان يعترف بها العالم ؟ احد الدارسين بالصين قال لأحد المسؤولين بجامعته ان شهادتهم غير معترف بها ؟ اجابه المسؤول الصيني اننا اقمنا جامعاتنا للأنتاج و لخدمة مجتمعنا فقط ولا ليعترف بها العالم لأن ذلك لا يعنينا في شيء ؟ فما رأيك في انتاجنا الذي يغزو العالم وهل شاهدتم صيني يتعالج بالخارج او نستورد مأكولاتنا أننا نساعد دولكم الفقيرة لأنكم لاتنتجوا ؟؟؟ اقول هذا وكلي ثقة بأن هذه الحكومة الفاسدة لن تحرك ساكناً وتعتبر مانكتبه هذا مجرد كلام معارضين للنظام يستحقوا التعذيب في بيوت الأشباح ان لم يكن الأعدام ؟؟ سوف يأتي اليوم الذي يتعلم فيه اذكيائنا وعباقرتنا الوطنية والأنتاج ثم الأنتاج وسوف لن يكون السودان رجل افريقيا المريض والجائع والمتسول حالياً فالنعمل علي التغيير والتطوير قبل التفاخر الذي لايطعم وانما يرضي قرور البعض الذي يرضي لوطنه القليل؟؟؟ ان الثورة قادمة ان شاء الله وسوف يحدث التغيير بعقول وخبرة رجال السودان الثوار المخلصين الوطنيين ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..