أخبار السودان

إمداد المنازل بالمياه في مدينة الفاشر حسب الولاء للمؤتمر الوطني

هارون عثمان سليمان

يتفق أهل السودان في أن مايعرف بثورة الإنقاذ الوطني التي سطت على السلطة منذ ربع قرن من الزمان وصدعت الناس بشعاراتها الدينية من شكالة (سنعيدها سيرتها الأولى) في إشارة الى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، تمخضت بعد ربع قرنها هذا فولدت ارتالاً من الإنتحازيين واللصوص والزناة والمغتصبين والقتلة ومصاصي الدماء، وأثارت الحروب في كل فج من أرض السودان وفرقت بين الناس وفتنتهم في دينهم وديناهم وكرست للقبلية والجهوية وشردت أبناء الوطن وقهرت النساء والرجال بقتلهم وإغتصابهم وذجهم في السجون وبيوت الأشباه ومعسكرات النزوح واللجوء وفتحت الطريق واسعاً لأصحاب القبعات الزرق ليسرحوا ويمرحوا في طول البلاد وعرضها في سابقة لم تشهدها دولة أخرى بهذا الحجم الكبير من التواجد الأممي لحماية العباد من بطش حملة راية الإسلام وإغاثتهم من الجوع والعطش في دولة المليون ميل التي تجري من تحتها وفوقها الإنهار.
ولعل من أسواء نماذج الإنقاذ والمؤتمر الوطني والي شمال دارفور هذا الرجل الذي تجد فيه كل الصفات السيئة من سلب ونهب وسرقة وخديعة ومكر وتكريس للقبلية في العمل العام عملاً بمبدأ التمكين الذي ينتهجه المؤتمر الوطني.
ومع أن قائمة فساد هذا الوالي تطول ويصعب حصرها في شتى المجالات إلا أن حديثي هنا ينصب في هئية مياه المدن التي جعل عليها الوالي شاباً من أهل بيته ومنطقته ضمن سياسة الأسرة الحاكمة فعمل فيها فساداً ازكم الأنوف وهو فساداً كبيرا وخطيرا يقود مباشرة الى قتل الناس ظماءً بحرمانهم من تدفق المياه العامة الى منازلهم وتحويلها للسوق السوداء عبر صهاريج المياه المتحركة في المدينة وعبر ري مزارع افراد المؤتمر الوطني المنتشرة في المنطقة مابين (شقرة) منبع المياه ومدينة الفاشر وهو ما أشار اليه الأستاذ/ عبدالله الخليل في مقال سابق نشر بموقع الراكوبة وتناول فيه عرقلة ضخ المياه لمدينة الفاشر وبيعها في السوق السوداء.
هذه المزارع والمنتجعات الخاصة تستهلك كميات ضخمة من المياه المخصصة أصلاً لشبكة مياه الفاشر والمنقولة عبر (3) او (4) خطوط سعة كل منها (14) بوصة، عن طريق تزويدها بالمياه من هذه الخطوط ومن ثم تزويد صهاريج المياه المتحركة عبر نقاط منتشرة على طول هذه الخطوط لبيعها للناس في الأحياء بواقع (10) جنيهات للبرميل وهو ما يدر اموالاَ طائلة لمدير مياه المدن ومن خلفه والي الولاية.
ولعلي اتحدث حديث من يده على النار بإنقطاع المياه عن المنطقة التي اعيش فيها لما يقرب الاربع أشهر وهي منطقة دخلتها خطوط المياه حديثاً عبر مشروع تحديث شبكة مياه الفاشر الذي جاء به مساعد رئيس الجمهورية السابق (مني مناوي)، وهو نموذج لبقية الأحياء والمناطق التي تعاني من إنقطاع الماء، وهذه المنطقة التي تقع غرب الفاشر مجاورة لعدد من المؤسسات الحكومية كجامعة الفاشر ومطار الفاشر فضلاً عن ملاصقتها لمقر البعثة الأممية بدارفور (يونميد) وهي المنطقة التي تمر عبرها خطوط المياه في طريقها من (شقرة) المرتفعة نسبياً من الفاشر الى وسط المدينة.
فقد عمد مدير هيئة مياه المدن الى تقسيم هذه المنطقة الى قسمين بحسب الولاء الحزبي فالمنطقة الاولى المجاورة لمطار الفاشر حتى مايعرف (بدارالأرقم) تضم معظم مؤسسات السلطة الإقليمية ومؤسسات تابعة لحكومة شمال دارفور ومنازل أغلب الوزراء وأفراد المؤتمر الوطني متعددت الطوابق بما فيهم مدير هيئة مياه المدن الشاب، هذه المنطقة تنعم بإمداد مائي متدفق ومستقر طيلة العام.
المنطقة الثانية متاخمة للمنطقة الأولى وهي نفسها تنقسم الى قسمين إحداها تعتبر دائرة مغلقة للمؤتمر الوطني بالتالي تنعم بالمياه بضع ساعات في الأسبوع والأخرى قطعت عنها المياه تماماً طيلة اربع اشهر وعندما يذهب الناس لمدير مياه المدن للشكوى من إنقطاع المياه يطالبهم بملء ارانيك ازالة خطوط المياه من منازلهم الى أن يفتح الله للهيئة بالمياه فتسقيهم بعد عام او عامين فيعود الناس الى منازلهم مملؤين غيظاً وغضبا.
المؤسف أن بعثة الأمم المتحدة الملاصقة لهذه المنطقة تنعم بإمداد مائي مستقر طوال العام عبر خط مياه مباشر من منطقة شقرة، إلا أن البعثة تدفع مقابل ذلك اموالاً طائلة تذهب لصالح مياه المدن.
وكما يقول المثل (إذا علم السبب بطل العجب) فمدير مياه المدن قريب الوالي ومدير مياه الريف قريب وزير الشئون الهندسية نائب الوالي وهولاء جميعاً يتحدرون من قبيلة واحدة وتم تعيينهم جميعاً بأمر مباشر من الوالي رغم عدم كفائتهم لهذه المناصب، فمدير مياه المدن تم تعيينه في مدخل الخدمة في العام 2003 اي مع بداية حكم الوالي كبر واصبح مديراً لمياه المدن في العام 2009 عندما غير الوالي طريقة تعيين المدارء العامين للوزارات والهئيات لتكون ضمن صلاحياته وهذا المدير الشاب لايعرف من شعارات الإسلام التي يرفعها حزبه المؤتمر الوطني إلا الحديث (حبب لي من دنياكم الطيب والنساء) ، اما مدير مياه الريف فلم يسبق له العمل في الحكومة بل كان ضمن السلطة الإنتقالية لدارفور وعند خروج مني مناوي تم تعيينه مديراً لمياه الريف، اما نائب الوالي وزير الشئون الهندسية فيكفي انه ضبط يمارس الرزيلة نهاراً جهاراً في مكتب والي الولاية، وسارت بقصته الركبان في سائر القرى والفرقان، إلا أنه إزداد تمكيناً وقوة بإعتبار أن الفواحش والرزائل وسرقة المال العام ضمن المطلوبات للترقي والتمكين في حكومة المؤتمر الوطني.
اللهم أرنا في عصابة المؤتمر الوطني ومن شايعهم يوماً عبوساً قمطريرا اللهم شتتهم وفرق جمعهم واعد اموالهم وممتلكاتهم التي سلبوها الى خزينة دولة حق وعدل اللهم عليك بهم داخل البلاد وخارجها فإنهم لا يعجزونك، اللهم اخزهم فإنهم منافقون شوهوا رسالة نبيك وحبيبك (محمد صلى الله عليه وسلم) واهلكوا الحرث النسل اللهم عليك بهم فإنهم حرومنا الماء والكلا واحرقونا بالنار آمين يارب العالمين.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. 01- كم أنت رائع … وصادق وصائب و بليغ … يا هارون عثمان سليمان … ؟؟؟

    02- لقد أفلحت … حينما كتبت … باللهجة العربيّة … الخاصّة بمنطقتك … ولقد عبّرت تعبيراً واضحاً وصريحاً وجريئاً وشجاعاً وصارماً وصادقاً … عن مشاكل منطقتك … عندما فضحت هؤلاء الظالمين … ثم دعوت عليهم دعوة المظلومين … ولا نملك إلاّ أن نقول …. آمين يا ربّ العالمين … ؟؟؟

    03- المعركة التي يخوضها شيخ المحاميد … المفكّر النابغة … موسى هلال … ( بغض النظر عن كبوته … أو دقسته … الجانجويديّه) … مع الوالي الإخواني الإحتلالي المتكبّر المُتجبّر … كبر … لم تنبع من فراغ … لأنّ أمثال كبر … أي كلّ الولاة وأجهزة حكوماتهم الولائيّة … هم في الحقيقة عبيد شيخ الحركة الإخوانيّة … الذين أراد لهم شيخهم وسيّدهم الترابي … أن يسحبوا الأطيان … من تحت أقدام الإدارات الأهليّة … ؟؟؟

    04- ولسوف يحذوا القادة المحسّنون الآخرون … حذو النابغة موسى هلال … إلى نهاية عهد الترحيل والترحال … ؟؟؟

    05- التحيّة للجميع … مع إحترامنا للجميع … ؟؟؟

  2. اللهم أرنا في عصابة المؤتمر الوطني ومن شايعهم يوماً عبوساً قمطريرا اللهم شتتهم وفرق جمعهم واعد اموالهم وممتلكاتهم التي سلبوها الى خزينة دولة حق وعدل اللهم عليك بهم داخل البلاد وخارجها فإنهم لا يعجزونك، اللهم اخزهم فإنهم منافقون شوهوا رسالة نبيك وحبيبك (محمد صلى الله عليه وسلم) واهلكوا الحرث النسل اللهم عليك بهم فإنهم حرومنا الماء والكلا واحرقونا بالنار آمين يارب العالمين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..