هل يتجاوز الحوار السوداني عقبة الخلافات؟

عماد عبد الهادي-الخرطوم

اتفق الرئيس السوداني عمر البشير وممثلون لأحزاب معارضة أمس الخميس في اجتماع مشترك على ألا بديل للحوار الوطني لحل أزمات البلاد التي ما تزال تراوح مكانها، لكن السؤال يبقى قائما عما إذا كان بإمكان الفرقاء في السودان تجاوز خلافاتهم.

وبدا أن البشير رغم غياب أبرز الأحزاب التي كانت تنادي بالحوار كحزب الأمة الذي يتزعمه الصادق المهدي والشيوعي السوداني والإصلاح الآن الذي يتزعمه مستشار رئاسة الجمهورية السابق غازي صلاح الدين، أكثر إصرارا -كما نقل ممثله- على المضي قدما باتجاه الحوار الوطني الحقيقي.

وكان مقعد المهدي شاغرا وكذلك مقعد صلاح الدين بعدما استبقا اللقاء بقرار المقاطعة وتجميد المشاركة في كافة آليات الحوار بحجج مختلفة، بينما كان زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي على رأس الحاضرين.

لكن إبراهيم غندور مساعد رئيس الجمهورية نقل للصحفيين ما كان متوقعا بتشكيل لجنة مصغرة أوكل إليها تحديد مقترحات بشأن محاور الحوار ومنهجه، فضلا عن اتفاق المجتمعين على أن يكون الباب مفتوحا لمقاطعي الحوار الذي يفترض أن ينطلق اليوم الجمعة.

من جهته قال عضو أحزاب المعارضة مصطفى محمود إن اتفاقا جرى على إزالة كافة معوقات الحوار الوطني ومسار بناء الثقة بين الحكومة والمعارضة، وذكر أن وفده وجد إيجابية كبيرة حول مطلوبات المعارضة للحوار الوطني.

مقعد المهدي وصلاح الدين ظل شاغرا

اختلاف المفاهيم
وكان حزبا الأمة القومي والإصلاح الآن ورغم تأمينهما على الحوار كمبدأ إستراتيجي وخيار أفضل، قد قرّرا عدم المشاركة فيه بسبب الاختلاف الجوهري في مفهوم الحوار.

وأكد بيان مشترك للحزبين تلقت الجزيرة نت نسخة منه، أن رئيس الجمهورية يعتبر الحوار وسيلة للمشاركة السياسية والمحاصصة، “بينما يعني الحوار لدى حزب الأمة القومي وحركة الإصلاح الآن إجراء سياسيا جوهريا يهدف إلى إحداث تغير بنيوي يؤدي إلى بناء الدولة الوطنية التي تقوم بالتوافق الوطني الشامل دون استثناء”.

وطالب الحزبان بإتاحة الفرصة لمشاركة كل القوى السياسية بما فيها حملة السلاح، “وقد تم الاتفاق على مواصلة التشاور مع كل القوى السياسية لتوحيد الرؤى والمواقف لتحقيق إجماع جماهيري نحو قضايا الوطن والمواطنين”.

ورهنا عدم المشاركة في الحوار بتوافر الضمانات اللازمة واتخاذ الإجراءات الضرورية لبث الثقة وتقويتها في حوار ذي جدوى وطنية عامة وشاملة، مطالبيْن بضرورة تأمين الحريات السياسية والصحفية وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، وإصدار عفو عن المحكومين سياسيا، وإعلان الالتزام بألا يتم أي إجراء بشأن الانتخابات العامة إلا وفق ما يتفق عليه في الحوار.

ورفضت كافة أحزاب اليسار وتكتلات المتمردين وتحالف المعارضة مبدأ قبول أي حوار مع الحكومة إلا بعد تحقيق جميع ما تعتقد أنها شروط مناسبة لتهيئة مناخ الحوار والتصالح.

نظرة متشائمة
ورغم التفاؤل الحكومي بإيجابية الخطوة التي تعتقد أن بإمكانها قيادة البلاد إلى بر الأمان وفق ما قاله مساعد رئيس الجمهورية، فإن محللين ومتابعين سياسيين يبدون عدم تفاؤلهم بها، حيث يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم الطيب زين العابدين أن ما جرى هو تباشير للحوار “بدأت به الحكومة وانتكست به الحكومة بأفعالها المتمثلة في اعتقال عدد من السياسيين والتضييق على الحريات العامة”.

ويقول إن من كانوا يؤمنون بالحوار تراجعوا عن ذلك بسبب تصرفات غير محسوبة، مشيرا إلى أن انتكاسة الحوار جاءت بقرارات وتصريحات رئاسية.

وأكد زين العابدين للجزيرة نت عدم الوصول إلى نتيجة إيجابية “دون الحصول على ما كانت تتوقعه قوى المعارضة من تغيير حقيقي في منهج الحكم وغيره”.

أما الكاتب والمحلل السياسي تاج السر مكي فاستبعد التوصل إلى نتيجة إيجابية في ظل غياب غالب القوى السياسية الحقيقية، مشيرا إلى عدم قدرة الحكومة على إبداء أي مرونة وتنازلات حقيقية.

ويعتقد مكي أن تعديل قانون الانتخابات وإجازته مثّل تجاوزا كبيرا لمبدأ التحاور والمصالحة، لافتا إلى عدم وجود رؤية موحدة للحزب الحاكم.

المصدر : الجزيرة

تعليق واحد

  1. ده اسمو( حليمة رجعت لقديما)واوعي تثقوا في غازي يكون تغيير ادوار بس الترابي مشي جاء غازي, لكن ده كويس دعانا قايم ,,,,الهم اجعل كيدهم في نحرهم. اميين

  2. لمن تصيح يا فصيح
    المخزي في الامر ان الكل يضحك على الكل والزمن ماشي والمعاناة مستمرة و-نفس الناس-
    ا)الناس اللسة عايزة تحاور:
    قبل اي حوار ..اذا اردنا الانعتاق من دولة الراعي والرغية والريع والرعاع الى دولة المؤسسات
    يجب تفعيل المحكمة الدستورية العليا برفدها بي تسعة قضاة”مستقلين” محترمين عشان تنظف الدستور من القوانين المعيبة
    وباختفاء القوانين المعيبة وغير الدستورية ستختفي كل المماراسات المشينة التي تخولها هذه القوانين لعديمي االاخلاق والضمير في ارتكاب جرائم مستمرة في حق االشعب والمال العام والمعارضين السياسيين
    ويتم بموجب ذلك:
    1- اطلاق سراح كافة المعتقلين لاسباب “سياسية” وخصوصا اعضاء حزب المؤتمر السوداني
    2- تسجيل الحزب الجمهوري دون قيد او شرط…
    3- تفعيل كافة الاتفاقيات بما في ذلك اتفاقية نيفاشا ودارفور والشرق وغيرها والقرار 2046 ايضا والحوار المثمر مع الحركة الشعبية شمال عبر ارضية اتفاقية نافع /عقار يونيو 2011 لمعالجة ماشكل حنوب كردفان والنيل لازرق
    ….
    2)الناس الما عايزة تحاور
    تضع برنامج موازي ومختصر وواضح وقائم ايضا على مرجعية نيفاشا والدستور بعد ان تقوم بنظافته تماما من القوانين المعيبة وتذهب للشعب مباشرتا عبر الندوات للتعريف بالمشروع بتاعم الموحد الذى يجب ان يلتزم به الجميع قبل انتخابات 2015
    وللاسف لازال الوضع ملتبس بين المعارضة “الديموقراطية” وبين المعارضة “الغوغائية” وبين المعارضة “المزيفة” والمعارضة “المسلحة”…وكل ذلك يصب في مصلحة “ماكينات” الحزب الحاكم مباشرتا لانهم يتعيشون على الفهلوة وتدني الوعي السياسي للسياسيين انفسهم منذ 25 سنة ..

  3. الحوار من وجهة نظر المؤتمر الوطني هو محاصصة ومن اراد ان يركب قطار الانقاذ فليركب ومن تخلف فليبق مكانه
    الحوار من وجهة نظر الاحزاب الفاعلة والشعب السوداني هو وسيلة سلمية لتفكيك الانقاذ اعتقادا منهم بان الانقاذ في حالة حياء وخجل لتسببها في انفصال الجنوب وضياع البترول والانهيار الاقتصادي وتآكل اطروحاتها بجانب انتشار الفساد والافساد
    ولكن حصل العكس تمام
    الانقاذ قامت بتعديل قانون الانتخابات واعادت هيكلة مفوضية الانتخابات وسلمت بعض السلطة للجيل الثاني وبقي الجيل الاول من وراء الكواليس مرشدا ودليلا وزاد من تشبثها بالسطة ما حققته قوات الدعم السريع من بعض الانتصارات الساحقة على المتمردين فاعتقدت ان الجو صفي لها وليس هنالك ما يكدره لانها لا تابه بالاحزاب ولا الشعب السوداني كلاهما
    الاحزاب هنالك من وثب في حوار الوثبة عاليا وصدق ان الانقاذ ستمنحه الحرية وراح يعمل مبضعه في تناول قضايا الفساد وقوات الدعم السريع حتى اتاه اليقين وتم اعتقال رئيس حزب الامة الامام الصادق المهدي عراب الحوار حتى اتاه اليقين .. اما الحزب الشيوعي والبعث وحزب المؤتمر السوداني فقد احسنوا تقييم الامور وقراءة افكار المؤتمر الوطني تماما فامتنعوا عن الاشتراك في حوار الوثبة وهذا مااثار ضيق بالغ لدى المؤتمر الوطني على ايتها حال وحزب مثل المؤتمر السوداني حديث عهد ولكنه استطاع ان يستقطب قلوب الكثير من السودانيين وتعاطفهم لثبات مواقفه وقوتها ومازال صامدا منتصرا ويوجه لكماته باحكام للمؤتمر الوطني الذي بدا يترنح من قوة هذه الضربات وصلابتها وياسبحان الله من كان يتصور هكذا حزب حديث بهذه القوة مما ينبئ ان السودان مازال بخير وان حواء السودانية لم تعقر بعد
    اما الشعب السوداني فمنذ اليوم الاول لطرح حوار الوثبة كان يعلم بانه سيناريو من اجل الهاء الاحزاب حتى بلوغ موعد الانتخابات والشعب السوداني من صغيره الى كبيره اصبح يفهم كيف يفكر الانقاذيون وكيف يتصرفون ولكن للشعب ارادة ما ستنفجر في اي وقت ولاي سبب واقفين لمبة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..