ماذا يحدث خلف الأسوار ..؟!ا

ماذا يحدث خلف الأسوار ..؟!

منى أبو زيد
[email protected]

إذا كان مدخلك لمعرفة أحوال سجون السودان هو صفحة الإدارة العامة للسجون بموقع رئاسة قوات الشرطة على شبكة الانترنت، فأنت موعود بنبذة فاخرة عن تاريخ السجون في السودان، واستعراض لطيف لأهداف وواجبات الإدارة، مروراً بصدارة حقوق الإنسان في قوانين ولوائح السجون السودانية، وانتهاءً بالمبادئ الإنسانية العليا التي تراعيها السجون السودانية في معاملة نزلائها .. ولكن إذا قدر الله أن تكون أحد نزلاء تلك السجون فإن مدخلك إلى المعرفة سيكون تجربة بعيدة كل البعد عن باقة معلومات في صفحة أنيقة على شبكة الانترنت ..!

الصحف الصادرة ليوم أمس ? كمثال ? حملت أخباراً متباينة لأحكام صادرة على مواطنين خرقوا القوانين بطرائق مختلفة واستحقوا عقوبة السجن لفترات وأسباب مختلفة، وهناك في داخل السجون كثيراً ما يجتمع القاتل والمتشرد والسارق والباقي لحين السداد .. إلخ ..، والذي قد يحدثك عنه أمثال هؤلاء المحكومين ليس قوانين مجحفة تتعارض مع ما جاء في الموقع الإلكتروني، بل جملة تجاوزات مقلقة لتلك القوانين ..!

المقارنة بين نصوص التشريع وحقيقة التطبيق على أرض الواقع تقودنا لنتيجة واضحة مفادها أن شكاوى السجناء ومظالم المحكومين في سجون السودان تدور حول تجاوزات هائلة ومخالفات صريحة للأحكام الخاصة بمعاملة النزلاء، بسبب ضعف الرقابة، وعدم الجدية في تقييم أفعال المتجاوزين ..!

ومن ذلك أن صحف الأمس حملت خبر جريمة بشعة وقعت في سجن بمدينة سنجة .. المتهمون سبعة من رجال شرطة السجون، والمجني عليه مسجون هارب نجحت إعادة القبض عليه، أما العقوبة فهي اغتصاب المسجون الهارب أمام جمع غفير من زملائه المساجين .. هذا هو حجم المسافة الفادحة بين وجاهة النص وفظاعة الواقع ..!

كيف تحول المواطن السوداني الذي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق – ويشارك في الانتخابات والمسيرات ويساهم في تكوين الرأي العام – إلى “غنيمة سجان” خلف أسوار السجن .. ؟!

ماذا عن تضاعف أعداد المجرمين التي تضيق بها مساحات السجون القديمة، ولماذا لم نسمع عن بناء سجن جديد خلال السنوات الماضية (بخلاف الإعلان عن خطط لإنشاء سجون جديدة في المناسبات الرسمية وعلى صفحات الجرائد) .. ؟!

لماذا لا تبرئ إدارات السجون ذمتها بتبرير منطقي لشكاوى النزلاء من سياسة الدفع مقابل الحقوق المكفولة بحسب القوانين والعدالة الإنسانية والوجدان السليم .. ؟! .. هل صحيح أن تفادي مذلة تفتيش أغراض المساجين بعد كل زيارة ثمنه مبلغ معلوم .. ؟! .. هل صحيح أن العنابر التي تفتقر إلى أفقر شروط الكرامة تكون من نصيب السجناء الذين لا يدفعون للعساكر ؟! .. هل صحيح أن نقل النزيل من سجن إلى آخر أو عدمه يتطلب دفع مبلغ معلوم أيضاً ؟! .. هل الصحيح أن المذلة واللا إنسانية هي الوجه الآخر للفقر داخل السجون ..؟!

إن كان ليس صحيحاً فلماذا لا تدفع إدارات السجون اتهامات الصحفيين بأن تفتح أبوابها – المغلقة ? لزيارات مفاجئة ..؟!

الأحدث

منى أبو زيد
[email protected]

تعليق واحد

  1. السجون اصبحت مرتعا للفساد شأنها كشأن اى وحده حكوميه .. وحكام البلاد لا يهتمون بها مع انها اقسم بالله العظيم مستقبل المحظوظين منهم الباقين على قيد الحياه . ولكن لا حياة لمن تنادى .. لو كنت فى محل الحكام وتجار الدين الكبار لجعلت من السجون مكانا لائقا لبنى البشر يعاملون فيه بكرامه .وذلك بتجديد لوائحها التى وضعها كتشنر باشا .. ولقدمت لها الدعم لصيانتها وتجديدها .. ولكن على الباغى تدور الدوائر ..

  2. احسنت على هدا النقد البناء . وادا كانت المعلوات التي دكرتيها صحيحة فهده مئاسي لابد من ايقافها . وياما في الحبس مظاليم .

  3. يا سودانية ،،، اين الدين الإسلامي الأن من كل ما يحدث؟؟
    نعم نلجأ للخواجات لان لديهم اخلاق الدين الإسلامي في حقظ حقوق الناس
    وليت كتشنر كان هنا مستعمراً حتى اليوم لما رأينا كل هذه المجازر من قتل وإغتصاب للمسلمين من قبل من يدعون بأنهم مسلمين أمثال المؤتمر الوطني

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..