نعم لتصدير إناث الإبل والبقر والضأن

د. أحمد هاشم/جامعة لندن
يحتل السودان المركز الثاني في أعداد الإبل (4.5 مليون رأس) عالميا بعد الصومال وتليه أثيوبيا، النيجر، موريتانيا، تشاد، كينيا، مالي، باكستان والهند. تنتج إبل السودان 150 ألف طن من اللحوم و120 ألف طن من اللبن في العام، وتصدر الدولة حوالي 150 ألف في رأس في العام إلى مصر وليبيا ودول الخليج. تضاعف استهلاك لحوم الإبل في السودان أربع مرات منذ منتصف التسعينات، أما ألبانها يتم استهلاكها محليا في البادية والأرياف ولا تدخل في صناعات الجبن. إن الإبل بطيئة النمو والإنتاج مقارنة بالبقر والضأن والماعز، إذ تبدأ الناقة الولادة فيما بين 5 إلى 7 سنوات وتلد مرة واحدة كل عام في أفضل الأحوال وتنتج 820 إلى 2400 لتر من اللبن على مدى 12 ? 18 شهراً (فترة الرضاعة).
منذ مطلع العام تضاربت القرارات الحكومية بين وزارة التجارة ووزارة الثروة الحيوانية وبنك السودان بشأن تصدير إناث الماشية. الرافضون لتصدير الإناث يبررون ذلك إلى فقدان الأصول الوراثية للماشية السودانية. وفى هذا الإطار وعدت جمعية حماية المستهلك بعقد ورشة عمل بمشاركة الاختصاصيين والجهات ذات الصلة لمناقشة الآثار السلبية لهذه القرارات على أصول الماشية (شبكة الشروق). الأسئلة المحورية التي لم يتطرق لها أحد، على الرغم من كمية الحبر الذي سود أوراق الصحف الورقية والرقمية. ما هي الصفات الوراثية الهامة التي تملكها الماشية السودانية؟ وهل الإناث هن الناقل الرئيسي للصفات الوراثية في تربية الحيوان الحديثة؟
الثروة الزراعية التي انتظمت العالم الحديث في السبعينات قامت على نظرية أن رأس الماشية هو وحدة إنتاجية لتوفير اللحوم أو اللبن. ولذلك تم تصنيف القدرة الاقتصادية للماشية والدواجن على حسب مقدرتها لتحويل الأعلاف إلى إنتاج ذو قيمة اقتصادية عالية. على سبيل المثال، تحول الدجاجة 3 كيلوجرام من العلف إلى كيلوجرام واحد من اللحم في أربعين يوماً، بينما يحتاج الضأن إلى 5 كيلو والبقر إلى 7 كيلوجرام من العلف لإنتاج كيلوجراما واحدا من اللحوم. لا توجد إحصائيات دقيقة للإبل لأنها ليست ذات جدوى اقتصادية لإنتاج اللحوم أو اللبن مقارنة بالضأن والبقر والماعز والدواجن ولهذا اقتصرت تربيتها في الدول الفقيرة التي ما زالت تمارس الرعي المتنقل وتقطنها مجتمعات بدوية. يعتبر لحم الإبل أقل مذاقاً وقيمة غذائية من بقية اللحوم الحمراء والبيضاء، لذلك يضاف إليه شحم السنام ليكسبه مذاقاً في مطاعم الأسواق الشعبية. ويقتصر استهلاكه وسط المجموعات الأكثر فقراً في العالم، لذلك تضاعف استخدامه في السودان على مدى العقود الماضية تبعاً لزيادة معدلات الفقر وتردى مستوى المعيشة.
لقد اختفت تربية الإبل في غالبية دول شمال أفريقيا والجزيرة العربية مع تحسن ظروف الحياة وانحسار المجتمعات البدوية والتحول إلى الحضارة والمدنية. بل صارت الإبل في بعض دول الخليج العربي وسيلة للتسلية والترفيه كما هو الحال في سباق الهجن. دخلت الإبل أستراليا في مطلع القرن التاسع عشر للنقل والاستكشاف، لكن سرعان ما تخلى عنها أصحابها وتوحشت بعد اعتماد الضأن والبقر في الإنتاج الحيواني، وتوفرت وسائل النقل الحديث. أدى توحش الإبل إلى كوارث بيئية ومشاكل اقتصادية وسط المزارعين عندما وصل عددها مليون راس في عام 2009. قامت الحكومة الأسترالية بحملة ضخمة للتخلص من الإبل بضربها بعيارات نارية عن طريق المروحيات والحملات الأرضية إلى أن انخفض عددها إلى حوالي 160 ألف رأس بنهاية عام 2013. أثارت هذه الحملة موجة من السخط لأن لحوم هذه الإبل لم يتم استخدامها وتركت في العراء غذاء لابن آوى والصقور.
ذكرنا في مقالات سابقة* أن الماشية السودانية فقدت الصفات الوراثية لإنتاج اللحم واللبن نسبة لظروف تربية الحيوان البدائية والرعي المتنقل الذي يستهلك كل طاقة الحيوان في الترحال لآلاف الكيلومترات والبحث على الأعشاب والماء في فترة الجفاف التي تمتد إلى ثمانية أشهر في العام، بالإضافة لموجات الجفاف المتلاحقة وتقلص المراعي. ومن المؤكد أن الثروة الحيوانية السودانية لا تملك أي صفات وراثية تنافس بها السلالات الحديثة إنتاجا واقتصادا. ولهذه الأسباب لجأ المزارع الحديث المقتدر حول حزام العاصمة على اقتناء سلالات حديثة من الدواجن الهولندية وأبقار الفريزيان وسلالات الماعز الشامي من سوريا لإنتاج اللبن، وسلالة ماعز السعانين من جنوب أفريقيا لإنتاج اللحوم. هذا بالإضافة لمراكز التلقيح الاصطناعي في حلة كوكو في الخرطوم بحري لسلالات الأبقار الفرنسية والبريطانية. في حقيقة الأمر أن السودان في حاجة للتخلص من سلالات ماشيته المحلية واستبدالها بسلالات حديثة ذات جدوى اقتصادية لتلبى حاجة الفرد وتزيد استهلاكه في العام من 20 كيلوجرام من اللحوم و19 لتر من اللبن، إلى معيار الدول النامية وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية البالغ 30 كيلوجرام و50 لترا تباعاً في العام*.
في العالم الحديث وحتى في البادية السودانية يتم نقل الصفات الوراثية المرغوبة عن طريق ذكور الماشية (الفحول) وليس عن طريق الإناث، وهكذا الحال في التلقيح الاصطناعي العابر للبلدان والقارات. البادية والريف تساهم بنسبة 90% من إنتاج الثروة الحيوانية ونصف هذه الثروة من الإناث، وحينما تتساوى قيمة الذكور والإناث في أسواق الصادر يؤدى ذلك للارتفاع بدخل المنتج في البادية والأرياف، إذ يعتبر المنتج الصغير أضعف حلقة في سلسة تصدير الماشية (إناثاً وذكوراً). إن أصحاب الماشية والرعاة في البادية يعيشون في أقسى ظروف الحياة حتى في هذ ا القرن الذي تقوده التقنية المتطورة، ولم توفر لهم الدولة منذ الاستقلال وسائل استقرار الرعي، ملكية الأرض، التربية الحديثة، التعليم، الصحة، السكن، الماء والكهرباء. مع كل ذلك لم يجد البدو من يدافع عن حقوقهم حتى من أبنائهم الذين تعلموا واختاروا الحياة المدنية بكل مباهجها على حياة البادية في الخيام وتحت الأشجار والنجوم. بل ظل بعضهم ينظم الشعر والأدب النرجسي للغزل في حياة البادية على الصحف الرقمية من على أريكة مكاتبهم الوثيرة وسط هدير المراوح ومكيفات الهواء، مع كامل علمهم بأن نسبة الأمية في البادية تفوق 95%، وبالطبع لم يصل الحاسوب الجوال والتقنية الحديثة القلة التي تستطيع القراءة. بل تبنى بعض المتعلمون من أبناء البدو الفكر الجمعي السوداني الساذج الذي لا يبحث عن جذور المشكلة وينغلق على نفسه دون رؤية العالم من حوله بنظرة علمية تحليله ناقدة. وبهذا الفهم الخاطئ يحمون دون أن يدركوا المستهلك والتاجر والمصدر على حساب المنتج البدوي والريفي. تماماً كما تفعل جمعية حماية المستهلك، مثلما يكشف اسمها عن هدفها، وهو حماية المستهلك في العاصمة على حساب المنتج في الريف والبادية (فحسبكم هذا التفاوت بيننا …….وكل إناء بالذي فيه ينضح).
الثروة الحيوانية في السودان على الرغم من أعدادها الهائلة عجزت عن توفير الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان للإنسان وفق معيار منظمة الصحة العالمية، وذلك لأسباب أساسية أهمها تدنى صفاتها الوراثية ونهج نظم إنتاج بالية قادت إلى التنافس الحاد على الموارد الطبيعية المتناقصة بين البدو الرحل والمزارعين المستقرين. أجج هذا التنافس الحرب في دارفور والاقتتال بين القبائل وبطونها في كردفان، بعد أن صبت عليهما حكومة الإنقاذ جازولين مصفاة الجيلي، وأشعلته بالكبريت الصيني، ودعمته من عائدات نفط وذهب غرب وجنوب السودان*. إن الطريق طويل وشاق للحاق بالدول التي استخدمت سلالات ذات صفات وراثية عالية واستطاعت توفير الأغذية الكافية لمواطنيها. وتبدأ خارطة الطريق بالنقد الذاتي والفكر المنهجي والتحليلي الذي يقوده العلم، بعيداً عن الفكر الجمعي الساذج الذي يتخيل تسكع إناث الماشية السودانية في مزارع مصر وليبيا والخليج العربي. كل الدول الى تصدر الماشية تساوى بين الإناث والذكور، لكن المشكلة الأساسية في السودان ليست تكمن في منع تصدير إناث الماشية بقدر ما هي لماذا تم اتخاذ قرار المنع في المقام الأول، وما هي الأسس العلمية التي ارتكز عليها مثل هذا القرار في بلد يبلغ نصف ماشيته إناثاً! وهل طالت سطوة الذكور في المجتمعات السودانية إناث الأنعام؟
المصادر: منظمة الزراعة والأغذية للأمم المتحدة*؛ أبيى: ما جدوى الرعي المتنقل والقتل من أجل الموارد المتناقصة*؛ لغز معادلة اللحوم: 100 ألف رأس من الماشية على 30 مليون نسمة*؛ النظر خلف حدود أبيى وكادوقلى: ما جدوى الرعي المتنقل؟ * [url]http://kurdofan.kordofan.co.uk/#home[/url] د. أحمد هاشم، باحث في كلية الملكة ميرى للطب جامعة لندن
[email][email protected][/email]
في حقيقة الأمر أن السودان في حاجة للتخلص من سلالات ماشيته المحلية واستبدالها بسلالات حديثة ذات جدوى اقتصادية لتلبى حاجة الفرد وتزيد استهلاكه في العام من 20 كيلوجرام من اللحوم و19 لتر من اللبن، إلى معيار الدول النامية وفق تقديرات منظمة الصحة العالمية البالغ 30 كيلوجرام و50 لترا تباعاً في العام*…………………………………………………………………………..السلالات الحديثة دي بتتحمل مناخنا الحار جدا ؟؟؟؟واستهلاكها للاعلاف هل بنفس معدل استهلاك البلدية بتاعتنا؟؟؟ عايزين لينا مية سنة تاني عشان يكون عندنا سلالات مهجنة تتحمل ظروف السودان ومية سنة ابحاث واموال خيالية عشان يحصل الاحلال البتقول عليهو ده
السلام عليكم دكتور
حقيقة بحث جميل وقيم ورائع ومقنع ودائماً في العلم الحديث كل شي ممنهج وقائم على روئية علمية يحترم وبصراحة أنا كمن من معارضي تصدير إناث الماشية وبالذات الضان لما فيه من عائد للدولة والمصدر بس بعد بحثك القيم ده أعتقد أنه أن الأوان أنه الناس تراجع الفكرة مع أفكار لتصحيح مسار إنتاج الثروة الحيوانية. ودمتم
هذا هو الحوار النافع . دعو العلماء يتحدثون . الذين لا لايعرفون ولا يفقهون عليهم الصمت الجميل .
كلامك علمي جميل ومنطقي ،لكن الضمان شنو يا دكتور نتخلص من إناث ماشيتنا ونلم تاني في سلالات جديدة مع ناس الإنقاذ ديل ،والله احنا خايفين ،ماشيتنا بي سلالاتها القديمة دي ذاتها ما نلم فيها .كلامك ده لي حكومة تفهم وبتخطط .
قبل كل شيئ نقول بأن المقال فيه الكتير من الموضوعية التي تحسب لكاتبه . كما ان النقاش فيه
يحترم القارئ ويحفز على النقد .
“تماماً كما تفعل جمعية حماية المستهلك، مثلما يكشف اسمها عن هدفها، وهو حماية المستهلك في العاصمة على حساب المنتج في الريف والبادية (فحسبكم هذا التفاوت بيننا …….وكل إناء بالذي ” فيه ينضح).” …..
اذا هل في رايك لا يحق للمستهلك ان تكون له جمعية تحميه ؟ وهل حماية المستهلك هي “ضد المنتج ”
في الريف ؟ هل الأسعار التي تباع بها الماشية مثلا في المدن هي اسعار المنتج نفسه التي يقف
ضدها المستهلك ؟ كم من الوسطاء يقع بين هذا وذاك ؟ وهل تعنى جمعيات حماية المستهلك فقط
بالأسعار وبالمنتجات المحلية؟ اليس النوعية الصحية هي من اسس حماية المستهلك ليس فقط في الأكل
والماشية بل في كافة مناحي الحياة… الدواء … الكساء … الاليكترونات … الخ
فيا اخي الصحيح ان نطالب بأن تكون هنالك جمعيات لحماية المنتج من تغول السماسرة ومن تغول
البلديات والجبايات الحكومية التي يعرفها الجميع وانا متأكد من لا يكون هنالك اي نعارض بين
جمعيات المستهلك والمنتج انما سوف يكون بينهما عمل يرتقي بمصالح الجانبين .
“.. لكن المشكلة الأساسية في السودان ليست تكمن في منع تصدير إناث الماشية بقدر ما هي لماذا تم اتخاذ قرار المنع في المقام الأول، وما هي الأسس العلمية التي ارتكز عليها مثل هذا القرار في بلد يبلغ نصف ماشيته إناثاً!..”
كان من الأفضل وانت الباحث ان تعرف الأسس التي بني عليها القرار ثم تفندها ولا تكون هي موضع
تساؤل بالنسبة لك . اما اجابتك او دضك لهذا التساؤل فهو الأكثر غموضا بالنسبة لي . فاذا فهمت
من مقالك بأنه علينا ان نصدر الاناث لأن نصف عدد الماشية اناثا لا ادري ما العلمية في قرار كهذا؟
وشكرا على مقالك الجيد والمركز ..
خطة الدكتور هي خارطة طريق بعيدة المدى ربما كانت تصلح للأبقار و الجمال . أما بالنسبة للضأن فان تصدير الاناث اي النعاج و كما تم كشف التلاعب في ذلك في الأسابيع الماضية فذلك بحق يمثل كارثة على السودان . أولا لأن لحوم الضأن وجدت التفضيل و الرواج في السعودية و دول الخليج , و ثانيا لأن تلك الدول أنشأت مزارع لتربية الضأن السوداني الذي يعرف بالسواكني و في ذلك منافسة للصادر السوداني . ثالثا الأهمية تتجلى في مذاق لحم الضأن و ليس في كمية لحمه و مثالا لذلك الضأن الأسترالي يكتنز لحما أكثر لكنه غير مرغوب و سعره متدني لأن طعمه غير مستساغ و به زفارة. لا بد من ايقاف تصدير اناث الضأن كما كان معمولا بذلك منذ زمن الانجليز .
very stupid paper
كلام جميل نامل من المختصين الرد عليه لاننا لا علم لنا بكل ما يقول بالرغم من اني من الارياف ولدي انعام اقوم بتربيتها
الاخ الدكتور تحدث عن الموضوع علميا فيما يخص السلالات و الجينات و النوعيه و لا اعتراض و لا تعليق على ذلك لكن الموضوع الذى نحن بصدده هو اقتصادى تسويقى و عليناندرك ان السوق الذى نصدر اليه حدد استراجيته فى استيراد الاناث من سوقنا بهدف اكثاره عنده و ذلك السوق يمتلك رأس المال و الاداره الكفؤه و سيأتى اليوم الذى نفقد هذا السوق… الموضوع تجاره و كمان شطاره و الله اعلم
اولا انت يا د. أحمد هاشم قلت انك باحث في الطب مالك ومال الثروه الحيوانيه خلي الخبز لخبازيه. والدليل علي جهلك التام الاقتباس التالي:
ذكرنا في مقالات سابقة* أن الماشية السودانية فقدت الصفات الوراثية لإنتاج اللحم واللبن نسبة لظروف تربية الحيوان البدائية والرعي المتنقل الذي يستهلك كل طاقة الحيوان في الترحال لآلاف الكيلومترات والبحث على الأعشاب والماء في فترة الجفاف التي تمتد إلى ثمانية أشهر في العام، بالإضافة لموجات الجفاف المتلاحقة وتقلص المراعي.
اذا اردت فهم الموضوع وابعاد اقرأ المقال التالي لعلك تتعلم شيء
بقلم : بروفيسور محمد خير عبد الله
الخبير بمنظمة الزراعه والاغذية العالمية FAO
نشأ جدل واسع في الفترة الأخيرة حول قرار وزارة الثروة الحيوانية والأسماك السماح بتصدير إناث السلالات السودانية وبالتحديد الإبل والضأن. هذا الأمر يرتبط بنشاط واسع على الساحة الدولية والعربية يتعلق بوسائل صون وحماية وتحسين الموارد الوراثية الحيوانية المحلية ورغم أن العمل في مجال صون الموارد الوراثية لحيوانات الغذاء والزراعة لم يتقدم بنفس الدرجة التي وصل إليها صون الموارد الوراثية النباتية إلا أن العديد من الإجتماعات والمؤتمرات على المستويين الدولي والعربي قد عقدت في الفترة الأخيرة بغرض تأطير عمليات الصون والتحسين إجرائيا وقانونيا وهناك خلاف كبير بين دول العالم الثالث التي تملك الكثير من التنوع الوراثي والدول المتقدمة التي تملك التقانات اللازمة للإستفادة من هذا التنوع في المجالات الصيدلانية والزراعية وغيرها. وتدعي عدد من دول العالم الثالث أنها تعرضت لعمليات قرصنة حيوية نقلت فيها الشركات الأجنبية موارد وراثية محلية وتمت الإستفادة منها في دول أخرى دون أن يعود عليها أو على المجتمعات المحلية مالكة هذه الموارد نصيب من الفوائد المترتبة على استغلال هذه الموارد.
يتحدث الكثيرون عن تسجيل السلالات المحلية كوسيلة لحماية هذه السلالات والحقيقة هي أنه ليس هناك قانون دولي يحمي السلالات، والإتفاقيات الدولية تعطي الدولة الوطنية حق إدارة وحماية التنوع الوراثي داخل حدودها ولكنها لا تعطيها حق تملك هذا التنوع، وبالتالي فإن حماية السلالات الحيوانية المحلية متروكة بالكامل للإجراءات والقوانين التي تنفذها الدولة لحماية مواردها الوراثية. من يعتقدون أن هناك قانون دولي يمنع أي جهة من الحصول على موارد وراثية حيوانية من دولة أخرى واستغلاله واهمون وتسجيل السلالات لايوفر حماية هذا يعني أن على الدولة الوطنية إتخاذ ما يلزم من إجراءات وسن القوانين الضرورية التي تكفل حماية مواردها الوراثية الحيوانية. ومن بين الإجراءات التي نصحت بها المنظمات الدولية ومن بينها منظمة الفاو والمنظمة العربية للتنمية الزراعية تكوين لجنة وطنية لإدارة الموارد الوراثية لحيوانات الغذاء والزراعة، وإجازة قانون لإدارة الموارد الوراثية ينظم عمليات الحصول على الموارد الوراثية (الإستيراد والتصدير) والمشاركة المنصفة والعادلة في المنافع الناجمة عن هذه الموارد.
في السودان أصدر بنك السودان منشورًا سمح بموجبه للمصارف بالدخول في الترتيبات المصرفية المتعلقة بصادر الماشية إناثًا كانت أم ذكورًا إبتداء من 24 أبريل2012 . ولم يكن من الواضح ما إذا كان الأمر من إختصاصات بنك السودان أم وزارة التجارة أم وزارة الثروة الحيوانية والسمكية، وقد أصدر وزير الثروة الحيوانية فيصل حسن إبراهيم قرارا بالمصادقة على تصدير 500 من إناث الضأن لصالح أحد المستثمرين. ونود هنا أن نناقش بعض الحجج التي أثيرت مؤيدة ومناهضة لهذه القرارات في ضوء المعطيات التي أوضحناها عن الوضع القانوني الدولي وفي ضوء ضرورة صون وتحسين السلالات المحلية.
1. إنتاج أي سلالة لا يتطلب وجود الإناث فباستخدام الذكور على إناث سلالة أخرى والتلقيح الرجعي المتكرر يمكن الوصول إلى درجة نقاء تفوق ال 90% خلال 3 أجيال (أي حوالي 7 سنوات في حالة المجترات الصغيرة). الفارق بين وجود الإناث وعدمه فارق زمني في حالة الضأن، أما في حالة الإبل فالإناث بالإضافة إلى استخدامها في التوالد الذي يحتاج لفترة زمنية أطول بكثير فهي مفضلة في سباقات الهجن المنتشرة في الخليج وبالتالي فإن هناك فائدة آنية عاجلة في حالة الإبل. من هذا يتضح بأن حجة أن تصدير الإناث أخطر من تصدير الذكور ضعيفة ولا تستند على رؤية علمية.
2. من المعلوم أن دول الخليج لا تملك المراعي الكافية اللازمة للتربية الإنتشارية الواسعة للحيوانات ولكنها تملك الموارد المالية الكافية للتربية المكثفة، وقد وضح هذا جليا في تربيتها لأبقار الفريزيان بأعداد مهولة بعد تعديل البيئة لتصبح أكثر ملاءمة لها ومنتجات الألبان السعودية الآن متوفرة بالأسواق. يعني هذا أن الإحتجاج بأن دول الخليج لا تملك المراعي وبالتالي لا خطر من وصول سلالاتنا إليها إحتجاج ضعيف ثم أن السلالة إذا خرجت من بلدها الأصلي من الذي يضمن أنها لن تنتقل إلى بلد ثالث؟ وقد سمعت مؤخرا أن باكستان بدأت تصدر للخليج ضأنا سواكنيا.
3. يحتج بعض المختصين بأن تزايد أعداد الحيوانات أدى إلى تدهور المراعي وبالتالي فهم يعتبرون أن تصدير الإناث هو الحل. السؤال هو أليس هناك ما يكفي من الذكور للتصدير؟ ثم هل المعالجة الصحيحة لتدهور المراعي هي تحسين إدارة المرعى أم تصدير الإناث؟ يشبه هذا الأمر في كثير من نواحيه حلول البصيرة أم حمد. الإناث هي أساس العملية الإنتاجية وتركيبة القطيع السوداني في كثير من المناطق لاتزال مختلة بكثرة عدد الذكور والحيوانات كبيرة السن غير المنتجة. أستطيع أن أفهم معالجة تدهور المراعي بتحسين إدارة المرعى وتحسين تركيبة القطيع بالتخلص من الذكور الزائدة والحيوانات غير المنتجة وزيادة عدد التوائم وتسريع عمليات التسويق من خلال الفطام المبكر والتغذية المكثفة وغيرها لكن تصدير الإناث ليس حلا على المدى الطويل.
4. احتج أحد المختصين بأننا الآن نستوردإناثا من البرازيل ومن هولندا لتحسين النسل، وبالتالي فما الضرر في أن نصدر إناثا؟ أسجل أولا تحفظي الشديد على عمليات الإستيراد هذه وأعتبرها مهددا وملوثا للسلالات المحلية، وبصرف النظر عن هذا الأمر فإن الحل النهائي لحماية الموارد الوراثية المحلية هو إستخدامها وتحسينها بحيث يكون مالك السلالة هو أفضل مصدر لها. عندما تصبح حيواناتك هي أفضل المتاح يمكنك أن تصدر كما تشاء وستضطر الأطراف الأخرى للعودة إليك لشراء المزيد. إذا كنت قادرا على المنافسة في مجال التحسين مثل البرازيل وهولند (كلاهما لديهما برامج تحسين نسل ضخمة) يمكنك أن تفعل ما تشاء,
5. مادمنا في وارد الحديث عن حماية السلالات المحلية فمن أكبر المهددات لها التضريب العشوائي مع السلالات المحلية الذي كاد أن يقضي على سلالة البطانة (وسيفعل إن إستمر) وعمليات الإستيراد الفردية التي تتم بلا ضابط ولا رابط، فكلما زار مسؤول دولة ما وأعجبته الحيوانات فيها استورد منها ما يشاء دون تقييم أو إستشارة في بلد يوجد فيه علماء وراثة الحيوان على قلتهم ويمكن إستشارتهم. ومن الأمور المضحكة في هذا المجال أن أحد الذين استوردوا ضأنا أجنبيا بغرض تحسين النسل احتج لى بأن الضأن السوداني به دهن كثير وأنه استورد الضأن الأجنبي لتحسين نسبة اللحم الهبر، رغم أن مايشهد به القاصي والداني هو أن الضأن السوداني قليل الدهن مقارنة بكل السلالات في المنطقة وأن مسألة ترسيب الدهن تخضع لإعتبارات عمر الحيوان وطريقة تغذيته.
كثيرا ما يفهم تحسين النسل في السودان على أنه التضريب مع السلالات الأجنبية وهذا خطأ فادح التضريب مع السلالات الأجنبية هو أحد وسائل التحسين وهو ذو عائد سريع ومفيد إذا تم بدراسة وتخطيط كما تم في تجربة الكدرو لحيوانات التسمين ولكنه يصبح مصيبة إذا تم بالشكل الجاري الآن في أبقار اللبن وفي بعض الأنواع الأخرى. الأصل في التحسين هو الإنتخاب وهو أمر يحتاج إلى إمكانيات ضخمة توفر في محطات البحوث على مدى زمني طويل كما حدث في الهند التي اكتفت من منتجات الألبان روأنشئت محطات بحوثها في وقت مقارب لإنشاء المحطات السودانية ولكن محطات الهند واصلت ببرنامج تحسين منتظم طوال العقود الماضية بينما خضعت محطات السودان لعشوائية القرارات,
6. زيادة حجم الصادر يمكن تحقيقها بزيادة كفاءة عمليات التسويق وزيادة عدد المواليد وزيادة عدد الاناث المنتجة وتحسين صحتها وليس بيعها.
وختاما وكما أوضحنا سابقا فإن أمر حماية السلالات المحلية متروك للدولة الوطنية وعليها اتخاذ الإجراءات اللازمة ومن ضمن هذه الإجراءات النظر في أمر تصدير الإناث في ضوء المعطيات المحلية والإقليمية وهل هو يصب في صالح حماية السلالات المحلية أم يضر بها؟ ومن الواضح أن الأمر فيه مصالح تجارية كبيرة ولابد هنا من التجرد واتخاذ القرار الصحيح.
حرام عليك ياخي مافي عاقل بقول الكلام دا!!
بكل المقايس نحن خسرانين مهما كانت المبررات
والاسباب معروفة للجميع
اخشى ان الفلسفة الاقتصادية وراء هذا المقال تستند بالكامل لما يعرف بالراسالية المتوحشة.
قال الكاتب:
(في حقيقة الأمر أن السودان في حاجة للتخلص من سلالات ماشيته المحلية واستبدالها بسلالات حديثة ذات جدوى اقتصادية.)
هذا كلام محبط للغاية يقال بكل بساطة وبرود.
جاء حول الراسمالية المتوحشة:
(وحديثا فقد برزت نظرية الهابيتوس لبيير بورديو الذي اثار قضية التلاعب بالعقول وفرض الآيدولوجيا من خلال العولمة المتوحشة )- See more at:
http://www.elaph.com/Web/opinion/2014/1/863262.html#sthash.1m5ndNqt.dpuf
والا ما معنى ابادة الابل بالطائرات فى عالم به اكثر من مليار جائع.
اذا نحن ماعندنا القدرة نوظف الامكانيات الثروة الهائلة دي,,,, نقوم تتخلص منها بالطريقة دي دا انتحار دا؟! بي كلامك دا يعني بعد كم سنة ممكن تنقرض كلها بسبب قلة الاناث والتوالد!!
اناث المواشي زي رأس المال في تاجر عاقل بجازف بي رأس مالو؟!
العلة مافي كثرة المواشي او قلة قيمتها الغذائية العلة عندنا مافي امخاخ تقدر تفكر وتستفيد من الامكانات دي في صالح البلد
عندك مصر السعودية ودول الخليج اكبر مستهلكين للحوم الابل وجميع انواع اللحوم ,,,, لماذا لايتم اقامة مصانع ومحاجر ضخمة للتصدير لهذة الدول ؟؟!!
وبالنسبة للأناث ان كان لابد كما ذكرت فلتسوق كلحوم مذبوحة فقط وليست تُصدر حية!
المشكلة كلها عدم قدرة على التسويق وعدم القدرة على التنافس في الاسواق الخارجية
الخروف الباكستاني والاسترالي الجاي من آخر الدنيا الى السعودية ارخص من الخروف السواكني وهو على مرمى حجر من ميناء جدة التجاري ؟؟!!!!
السبب شنو ؟؟ الضارئب الباهظة المفروضة على المصدرين من قبل المؤتمر الوثني
طيب ايه رايك انو كيلو لحم الابل هنا اغلى من كيلو الضان !!!
تصدير الاناث سيفقد السودان الاسواق العالمية التي تمثل منفذا لصادراته ولجلب العملات الصعبة فبعد اقل من خمسة سنوات ستكون تلك الدول منتجا كبيرا للضأن والماشية ومصدرا ايضا
اتمنى ان يحدث هذا حتى ينعم المواطن السوداني بخيراته وثروته الحيوانية ويكون في مقدور المواطن الاستمتاع بخيراته بدلا ان تذهب عائدات تلك الصادرات الى جيوب الفئات الطفيلية دون ان تعود على الوطن بفائدة
يبدو ان الدكتور اصابه جنون البقر لانه يشرب البان اوربا الحمدلله ان ماشيتنا لم يصيبها مرض العالمى الذى اصاب بقر اوربا التى يستشهد بها الدكتور .وحديثة عمليا لاينطابق مع الخراف السودانية التى تعتبر رقم 1 فى السعودية . حتى عندما توقف تصدير السلالة السودانية الى السعودية ظهرت سلالة جديدة مهجنة من الخراف السودانية تباع على انها سودانى سواكنى وانتشرت فى الخليج. باختصار خلينا من (العلوم) من الناحية العملية الخراف السودانية تعتبر من افضل السلالات ..اوافضلها على الاطلاق ……..واما عن الابل …فلن اذيد عن ان الابل السوانية ممنوعة من المشاركة فى السباقات نسبة لرشاقتها ولفوزها الساحق بحيث لاتجعل للابل الاخرى مجال للمنافسة..والسبب ايها الدكتور ان الابل السوانية تاكل من الاعلى بينما الابل الا خرى تاكل من الاسفل.وهى لاتاكل العلف وانما تاكل من الطبيعة السودانية الغنية بالاشجار . وان ابل السودان مذكورة فى حديث نبوى فى تفسير ابن كثير لسورة الواقعة عليك الاطلاع عليه.
ليس بوسعنا انكار علمية واحترافية المقال فالكاتب متخصص لا شك فى ذلك وقد شرح لنا ان الخصائص الوراثية للضان توجد فى ذكورها لا فى اناثها وعلى ذلك فهو لا يرى بأسا فى تصدير الاناث .. هذا رأى الكاتب ولكنه لم يكمل جميله ويوضح لنا كيف نتفادى خطورة استغناء السعودية مثلا عن استيراد ماشيتنا من الضان اذا كانت تستورد منا الاناث والذكور على السواء ؟؟ حتى ان كانت الخصائص الوراثية متوفرة فى الذكور كيف تستطيع الدول المستوردة ان تكاثر الماشية دون ان يكون لها كميات من الاناث ؟؟؟ ،، كما ان الكاتب لم يذكر لنا على ماذا اعتمد خبراؤنا السابقون حينما منعوا تصدير الاناث منذ اكثر من ستين عاما ؟؟ لابد ان تكون لهم وجهة نظر علمية ،، اياُ كانت صحة رؤيتهم فعلى الاقل ان هذا المقال لم يدحضها بل ولم يتطرق اليها من الاساس ..
اخيرا فان الكاتب قد حاد عن المنهجية حينما انتقد جمعية حماية المستهلك واعتبرها من تداعيات سيطرة المركز على اهل الهامش وحاول الانتصار لرهطه ،،، كان الاحرى ان يظل المقال علميا صرفا
أشكر كل الذين قرأوا المقال والذين ساهموا بالتعليق ووسعوا النقاش بوجهات نظرهم المختلفة التي احترمها جميعا. ما لم اذكره في هذا المقال اننى شاركت في دراسة لاستقرارالرعى المتنقل في كردفان وترحلت مع البقارة لمدة ثلاثة أعوام بين بحيرة كيلك ومشارف مدينة الأبيض. للمزيد يمكن مطالعة مقال؛ النظر خلف حدود أبيى وكادوقلى: ما جدوى الرعي المتنقل؟
ان السوق السعودية والخليجية يتحكم فيها العرض والطلب، ولن يصمد اختلاف مذاق الضأن السودانى والأسترالي امام اى اختبار علمي وهذا جزء من سذاجة الفكر السودانى الجمعى. اذا قررت الدول المستوردة للضان السودانى في تربيته فلن يمنعهم حظر الإناث من ذلك بل سوف يستثمرون في ضان اكثر إنتاجا من السواكني.
انا اقف مع جمعية حماية المستهلك في عملها لكن مع مراعاة العدل بين المنتج والمستهلك وكنت أتوقع انها تشمل متخصصين في إبداء وجهات النظر العلمية في مثل هذه المواضيع دون الانقياد للفكر الذى لا يبحث في جذور الازمة. كما أتمنى ان يشمل عملها حماية المستهلك في مروى وحلفا وكادوقلى والقضارف وزالنجى والأبيض دون التركيز على العاصمة المثلثة. قرار منع تصدير الإناث حسب اعتقادى ورثناه من الاستعمار حينما كانت أعداد الماشية والبشر لا تتعدى الملايين المعدودة وكانت المراعى خضراء. لكن الان تغير الحال ووصل الى قتل الجار لجاره في صراع الموارد. وهذا يستوجب منا اعمال الفكر الإبداعي والذى في بعض الأحيان، لن يرضى عدد كبير من النمطيين، ولكنه سيقود في نهاية الامرالى تبنى تربية السلالات الحديثة ودخول أسواق جديدة تتعدى حدود الجزيرة العربية في المستقبل.
هذه خارطة طريق لمستقبل تربية الحيوان في السودان ولا اعتقد ان تطبقها حكومة الإنقاذ التى تقضى على الأخضر واليابس من انتاج السودان لمصلحة مشروعها الحضاري. الهدف الاساسى الدعوة للنقاش والنظر المستقبلي وإيجاد للحلول للاسئلة التى ظلت تؤرق عدد من الباحثين منذ طرح العبارة الساذجة ان ” السودان سلة غذاء العالم” لماذا فشلت الثروة الحيوانية في تلبية الاكتفاء الذاتي للمواطن قبل التفكير في تصدير الذكور او الإناث. وما الجدوى الاقتصادية في هذا العصر للرعى المتنقل والحفاظ على السلالات التى ورثناها في السودان منذ ان عكف الانسان على تربية الماشية. وما هي التجارب الى يمكن نقلها من الشعوب و البيئة الحارة التي تشبه السودان مثل قلب أستراليا واحراش البرازيل للنهوض بالثروة الحيوانية؟ هذه السلسلة من المقالات تحاول الإجابة على الاسئله أعلاه.
في الختام لا بد من التذكير بان خمس سكان السودان اليوم يعتمدون في غذائهم اليومي على منظمات العمل الإنساني حسب تقديرات الأمم المتحدة وذلك قبل الأمطار والسيول والفيضانات.
الأرقام التى أوردتها خاطئة ، لقد ذكرت فى أول فقرة أن الناقة تلد مرة واحدة فى كل عام والصحيح أن فترة الحمل فى النوق حوالى 13 شهرا ثم تليها فترة تربية الرضيع قبل أن تكون قابلة للتلقيخ مرة أخرى
ورغم أن ذلك يصب فى صالح السياق الذى أردت له أن يكون فى طريق معين إلا أنى أشك فى كل ما أوردت من أرقام وفقا لذلك ، كما أن فترة الولادة المتباعدة ( الشحيحة ) تبرز قيمة الحيوان فكلما قل المنتج إرتفعت القيمة ،
الإبل فى السودان لا تشكل عبء فى معيشتها على راعيها مثلما تشكله فى دول الخليج فلماذا تريد منا أن نتخلص مما هو لدينا ونكافئ به الآخرين حتى يستغنوا مما لدينا ؟
ألم تمر عليك عبارة ( حقوق الطبع محفوظة) ..ألم تسأل نفسك لماذا نستورد بعض السلع ولا نملك حق أو فرص الإكتفاء منها ؟
( بئس الرأى)
دا شنو يا دكتور؟؟.. حتى كلامك عن الصفات الوراثية ما عندو اهمية لانو الموضوع اقتصادى بحت عن الثروة القومية.. اناث الماشية هى البتكتر عددها واذا كان مثلاً النعجة تلد اتنين او تلاتة فى سبعة شهور والخروف يكبر خلال ستة شهور ده معناتو بيتضاعف عدد الخرفان ثلاث اضعاف فى السنة.. اذا بتصدر الاناث كيف حيكون عندك ثروة ذات عائد اقتصادى؟؟.. شفنا صور للاناث فى ميناء سواكن وقد وضعن صغارهم داخل السفينة!! يعنى بدل تصدر خروف واحد للذبح حتصدر نعجة وصغارها ويتضاعف عددهم فى السعودية!!.. فى تخريب اكتر من كده؟؟.. وحتى تصدير الخراف بكميات كبيرة بيخفض سعرها فى الدول الشارية يعنى عائد مالى قليل ونقص فى اعدادها فى المنشأ.. يعنى محتاجين ادارة اقتصادية احترافية تحافظ على الثروة..
يعنى يا دكتور بدل ما توظف بحوثك فى تطوير المراعى تحسين الصفات الوراثية وزيادة الانتاج والخدمات البيطرية عشان نستفيد من ثروتنا الحيوانية تجى تقول ااى صدروا الاناث لانو مافيهم فايدة؟؟..
كلامك جيد السودان غني بالثروه الحيوانيه ولمازا اللحوم كل يوم غاليه حتي اللحوم السوداينه المصدره الي مصرارخص من السودان لمازا الدوله تصدر الثروه الحيواينه الي دول مصر ولبييا ودول الخليج وناس البلد حرمتهم من اللحوم من فرض الضرائب والرسوم وغيرو واصبح سعر كيلو اللحم 80 جنيها اين وزير الثروه الحيواينه الزي ادي القسم امام الله ويحلف كتاب الله اين هو هل هو ميت لم اسمع ابدا في التلفزيون تكلم عن اسعار اللحوم ولا عن المعاناه المواطنين واللحوم مولع نار وهل الناس ما تا كل وتشبع وخيرات الشعب السوداني من اللحوم يتمتع بها شعوب دول الخليج ومصر ولبييا وغيرو اتمني من الدوله ان تتقي الله في الشعب السوداني وخاصه الفقراء وزالدخل المحدود والمساكين والارامل والله بعد اخراج ارواحهم يسالهم الله عن تجيوع شعب باكمله والدنيا ما دوامه والله مهالهم كثيرا والشعب صيره نفد لا يسمعون النصائح فقط همهم باقهم في السلطه مهما كان الثمن
“نعم لتصدير إناث الإبل والبقر والضأن”
لا لتصدير إناث السودان للعمل بالخليج خادمات.
بالله يادكتور لا يحسنوا صفاتنا الوراثية ولا غير .. جربنا الحبشي والهندي والباكستاني ومالقيت اطعم من السواكني ويضاهيهوا البلدي السعودي .. الحري .. والاسترالي .. اما عن كلامك عن عجزت عن الاكتفاء الذاتي .. هية ما عجزت .. الجيب .. عجز .. الخروف بقي بي مايون ونصف من اين لهم الدفع ..
بما أنك تجولت في منطقة كردفان ودارفور باحثاً , هل خطر ببالك أستقرار الرعاة الرحل في مزارع مختلطة تجمعهم مع المزارعين، حتى اذا دعا الأمر بترحيلهم لغرب أم درمان في المساحة الشاسعة التى يستثمرها أجانب بأسعار زهيدة، ويمكننا بهذا الحد من الصراعات والنزاعات المتكررة في مناطقهم هناك وتحسين الماشية وليس بالضرورة أن تكون اعدادها بنفس الصورة.
يا دكتور والله كلامك ده لا يستند لاي حقاثق علمية وكله تناقضات فكيف لا ياثر تصدير الاناث في الثروة الحيوانية وعددها فلو بدانا بتصدير الاناث فاني اوكد لك خلال خمس سنوات سيقل العدد الي النصف وبالنسبة للانتاجية وتحسين السلالات فهذا يستوجب استهلاك عالي للاعلاف عالية الجودة من اين للراعي الضعيف باموالها فنحن نعتمد علي التربية التقليدية والتنقل من مرعي لمرعي تفاديا لذلك . واخيرا من الذي قال لك استهلاك لحوم الابل للفئات الفقيرة فاهل الخليج اصحاب الثروات الطائلة يفضلون لحم الابل عن غيره من اللحوم ويذبحون الاف الجمال يوميا وبالنسبة للترحال عند اهل البادية فهذا ما يجعل للحوم السودانية نكهة خاصة لا تجدها في غيرها من الدول
الان في السعودية يوجد اثنين نوع من الخراف السوادنية واحد وارد السودان والثاني ميلاد المملكة … لانو تم استيراد الامهات من السودان … بل تمت عمليات تهجين بين الخروف الحمري وبعض السلالات المحلية وانتجت احجاما ولحوما ممتازة