حمدى عراب تحرير الاقتصاد والخصخصة ينكر دوره فى دمار الوطن ومعاناة وافقار الشعب

سليمان حامد الحاج

قبل الدخول فى مناقشة د. عبد الرحيم حمدى فى دوره فى تحرير الاقتصاد ? نسجل اعترافه بفشل الحوار الوطنى ووصفه بأنه مضيعة للوقت ? وبدل الحوار كان الاجدى ?حسب تصريحه- الجلوس (لحلحلة ) المشاكل الاقتصادية , نهدى هذا التصريح للذين لازالوا يرمون بكل ثقلهم السياسى فى الصراع الدائر فى اروقة السلطة مع من يقفون مع الحوار .

د.حمدى يعلم قبل غيره بأن الحوار الذى اقترحه رئيس الجمهورية كان احد اسبابه الاساسية هو الواقع الاقتصادى الماساوى الذى اوشك على الانهيار بسبب سياسات التحرير الاقتصادى وما افرزه من مساوئ مثل خصخصة معظم مؤسسات الدولة الزراعية والصناعية والخدمية وتسبب فى تشريد الآف العاملين ? وادى الى اعتماد البلاد على انتاج البترول الذى كان يساهم فى الموازنة العامة بما مقداره 85%-90% ? انتهت بانفصال الجنوب , وفقدت البلاد اهم مواردها الاقتصادية التى كانت تجلب العملة الصعبة وتسد اكثر من 65% من احتياجات السكان , وتحول السودان من بلد منتج ومصدر الى مستهلك يستورد حتى قوته الضرورى من الخارج , ومع فقدان العملات الصعبة اصبح استيراد اهم السلع اليومية لحياة المواطن شبه معدومة , وتحولت حياة المواطنين الى حجيم بسبب الضرائب والجبايات التى صارت تمثل 90% من الموازنة العامة وارتفعت اسعار السلع الضرورية الى ارقام فلكية يصعب حتى على متوسطى الدخل من الحصول عليها ? ناهيك عن الفقراء وذوى الدخل المحدود الذين لا تتجاوز مرتباتهم 435 جنيها فى الشهر ? بينما الدخل المفترض رسميا من قبل اتحادات النقابات الحكومية لايقل عن الفين ونصف جنيه فى الشهر كحد ادنى .

حمدى يعلم قبل غيره حجم العجز فى الموازنة العامة والذى اصبح يسد بالاستدانة من النظام المصرفى , ويعلم ضخامة العجز فى ميزان المدفوعات , ويعلم جسامة الدين الخارجى والداخلى , وقبل ذلك كله يعلم جسامة الخسائر الى تتكبدها الدولة بالاستدانة عبر شهادات شهامة والذى وصفه المراجع العام فى تقريره بتاريخ 2012م امام المجلس الوطنى والقائل فيه ان شهادات شهامة تسبب ارهاقا كبيرا للدولة ويجب وقف التعامل معها .

رغم كل ذلك فأن حمدى الذى تبرأ من انه واضع سياسة التحرير الاقتصادى الا انه لا يدينها ولايقترح وقف العمل بها ? بل يعزى الانهيار الاقتصادى الى افرازات سياسة التحرير هذه ويحملها وجود 6 مليار دولار تباع سنويا عبر الصرافات بالسوق الاسود بواسطة تجار العملة مما يجعلها خارج النطاق المصرفى , أليس هذا السلوك من افرازات سياسة التحرير الاقتصادى واحد الاسباب المباشرة له ؟ ويعزى عدم ثبات الاسعار لا لسياسة التحرير الذى يطلق يد السوق كيفما شاء فى التحكم فى الاسعار ويعزى عدم ثبات الاسعار هذا للفساد الادارى وضعف الرقابة من الدولة الخ ..

حمدى لايتورع من تكرار تمسكه واصراره على سياسة تحرير الاقتصاد عندما يقترح عدة حلول للخروج من الازمة :

اولها : عمل برنامج تدخل سريع لزيادة انتاج بعض السلع الاساسية مع تمويل هذا البرنامج باستدانة كبيرة من الداخل عن طريق بيع شهادات شهامة عبر الارباح.

هذا هو مربط الفرس , فشهادات شهامة لحمدى باع طويل فيها ? وهو يعلم ان المراجع العام اوقف التعامل بها لانها سببت اضرار كبيرة للاقتصاد السودانى وارهقت وزارة المالية وبالفعل تم ايقاف التعامل بها , الا أن اوامر عليا قررت اعادة التعامل بها فى العام 2012-2013م وهى احدى ادوات تحرير الاقتصاد .

ثانيها : تحرير القطاع الخارجى مع تحرير سعر الصرف وهذا يمثل جوهر سياسة التحرير الاقتصادى , اذ من اين تتم تغطية هذا التحرير الذى يجعل سعر الصرف منفلتا لاقيد عليه ولارسن , ويجعل سعر الدولار اضعاف ما يقابله من العملة السودانية وسيتجاوز فى وقت قريب العشرة جنيهات بل ربما زاد كثيرا عليها ? فقد تم تخفيض سعر الجنيه 13 مرة دون فائدة تذكر .

ثالثها : فرض ضريبة على البترول (البنزين ) بشكل خاص . وبهذا يصل حمدى الى جوهر مايريد الوصول اليه وهو وضع كل اعباء الازمة ونتائجها المدمرة على عائق الشعب المثقل مسبقا بما تنوء عن حمله الجبال .

لايهمنا قول حمدى انه لايمثل المؤتمر الوطنى او لعنه (لابو المؤتمر الوطنى ) ما يهمنا هنا هو ان حمدى كان ولازال وسيظل عرابا لسياسة التحرير الاقتصادى التى وضعت ثروات البلاد فى يد حفنة من سدنة النظام ومنظيره والمدافعين عنه والمبررين لسياساته التى افقرت البلاد والعباد ودمرت الاقتصاد السودانى وجعلت البلاد فى قائمة افقر وافسد وافشل ادارة للحكم وحولت فوائض اقتصاده للطفيليين المتأسلمين .

لقد صدق بعض المساهمين فى المنتدى الدورى للجمعية السودانية لحماية المستهلك عندما قالوا بأن ( الاقتصاد تتم ادارته من عمارة الفيحاء بأنشاء قطاعات سلطوية وان الدولة بتطلع قروش تسجل بيها شركات ولديها 500 شركة تسيطر على كل المجالات وهى ليست مملوكة للدولة ولايعلم عنها المراجع العام شيئا , بالاضافة للهيمنة من المنظمات الخيرية التى تعمل فى استيراد الدواء دون ان تفرض عليها الدولة (مليما واحدا ) هذه المنظمات تتبع للسلطة وتركز الثروة عند قلة معينة مما مما خلق اقتصادا عشوائيا يفتقر للتخطيط والرؤية التنموية ?الخ )

نقول لحمدى (خليها مستورة ), فليس العيب فى نكرانك انك عراب تحرير الاقتصاد , بل العيب كل العيب هو دفاعك عنه وانت تعلم علم اليقين انه جعل حياة الشعب جحيما لايطاق , ان كل التبريرات التى تسوقها لن تحميك من الحساب الآتى والذى لاريب فيه وهو حساب للنظام كله الذى يقبل العمل بهذه السياسات

الميدان

تعليق واحد

  1. الراجل دا كان منوط ليه ال dirty game
    بان ينهب اموال الشعب والراسماليه الوطنيه لأعطاءها لهؤلاء وبعدها انتها الدور وقبض عمولتو . مافيش عراب ولا تحرير ولا اقتصاد ولا بطيخ

  2. شكرا جزيلا للإستاذ سليمان حامد ، نعم عندما تصبح المركب (القارب) آيلة للغرق سوف يقفز الجميع من على سطح المركب والسيد/ عبد الرحيم حمدي يحاول القفز الآن من على سطح مركب الإنقاذ الآيلة للغرق عله يجد لنفسه مكانا على شاطئ النهر ..
    السيد/ عبد الرحيم حمدي هو سبب البلاوي التي يعاني منها كل السودانيين المسحوقيين وهو عراب ومنظر النظام الإقتصادي وليس له إي مبرر للتهرب من ذلك الجرم العظيم وتلك المسئولية الجسيمة ، يجب تقديمه للمحاكمة بعد الثورة بإعتباره أحد المسئوليين عن تدمير الإقتصاد وإرهاق العباد ، حال قيام الثورة يجب أن يتم القبض على السيد/ عبد الرحيم حمدي قبل الفبض على مدبري إنقلاب الإنقاذ عام 1989 …

  3. شخص لص دولى وسمسار محترف لقي نفسة عراب لنظام لصوصى ليس له اخلاق فاسد المزاج وليس له علاج غير الكي بالنار , وثر رماده بالبحر .
    حمدى انت لص ما عندك ضمير

  4. أيها الشعب السوداني الأبي الصابر لا ينفع البكاء على اللبن المسكوب فكل شئ ذهب وتلاشى وأصبحت الأسر السوانية تئن من وطأة الفقر والعوز .. لا تنتظوا ثورة الجياع .. بل هبوا لانقاذ دولة السودان لأنها أصبحت مهددة من أطرافها وتواترت الى مسامع الشرفاء بأن حكومة التنازلات أصبحت بين قاب قوسين أو أدنى للتنازل نهائيا عن جزء من أطرافها العزيزة على حدودنا الشمالية ( حلايب وشلاتين وأجزاء من حلفا ) لجمهورية مصر ولا تنخدعوا أيها السادة بأن الوفود المصرية الآتية الى الخرطوم فى الآونة الأخيرة بحجة تعاون اقتصادى وتعاون أمنى .. ومن متى كان المصريين الثعالب يأتون الى السودان من أجل الأمن والاقتصاد ولماذا فتحت حكومةالسودان لشاحنات مصر تعبر ببضائعها الى السودان عبر الأراضى المحتلة أليست هذه اساءة وجرم على الشعب السودانى .. صبرتم على الذل والهوان والجوع والمرض وكل ما يخطر على البال من الظلم والاساءة .. ولكن لايمكن ومستحيل ولا يخطر على بال أحد منا أن نصبر على الأرض والعرض ولا تتفاجئوا ان تغيرت حدودنا الشمالية بين ليلة وضحاها على الخارطة الدولية مثلما تغيرت وتبدلت على حدودنا الجنوبية والبقية تأتى .. وكل هذا من أجل البقاء فى السلطة لأنهم يعلمون علم اليقين بأن المخابرات المصرية قادرة لجلب المتاعب والكوابيس المزعجة عليهم وأصبحت كراسيهم هشة لا تستحمل الجلوس الطويلة .. انتبهوا أيها السادة ولا نامت أعين الجبناء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..