عثمانيون بلا حدود ..!!

الطاهر ساتي

:: ومن غرائب الإمبراطورية العثمانية، وهي لم تعد غرائباً في عهد وزير ماليتنا هذا، كان سادة الإمبراطورية يجتهدون في تحسين مستوى حياتهم لحد (الترف والبذخ)، ولم يكن مستوى حياة الشعب مبلغ علمهم ولا غاية همهم..ومن مظاهر ذاك النهج الأعوج، عندما كان الشعب يقتات من بيوت النمل وكهوف الثعالب من وطأة الحرمان، كان أباطرة الحكم يأكلون الحلويات و اللحوم غير المطبوخة بشكل تام، أي ( نُص إستواء).. وفجأة – من آثر الحلوى واللحوم – تسوست أسنان الأباطرة و إرتفعت تكاليف علاج تسوس الأسنان.. فكروا في حل قضية أسنانهم، ثم قرروا فرض ضريبة على الشعب الجائع، و أسموها ( ضريبة أسنان).. تدفعها العامة مقابل تكاليف علاج أسنان رجال الدولة ..!!

:: وبأسماء مختلفة، هذا ما قد يحدث قريباً في بلادنا.. وعلى سبيل المثال، قبل أسابيع، أعلنت وزارة التربية والتعليم بالخرطوم، على لسان وزيرها عبد المحمود النور، أنها بصدد رفع نسبة المدارس الخاصة بالخرطوم إلى (70%)، من كل مؤسسات التعليم .. وهذا يعني أن ( 70%) من الأُسر سوف تكتوي برسوم المدارس الخاصة بعد إختزال المدارس العامة بأمر الوزارة – وخطتها المعلنة – في نسبة استيعاب لا تتجاوز (30%).. فالمدارس الخاصة ذات إمكانيات و قادرة على تطوير التعليم، أو هكذا تبرير الوزير الذي يعد – أو يتوعد – ثلثي تلاميذ ولايته برسوم المدارس الخاصة.. لم يُفكر الوزير في الإرتقاء بالمدارس العامة بحيث تكون في مستوى المدارس الخاصة، بل لجأ إلى حل ليس بحاجة إلى تفكير، وهو : ( ليه ما تقروا في المدارس الخاصة؟)..أو كما قالت الملكة ماري أنطوانيت لشعبها الجائع قبل قرون : ( ليه ما تأكلوا جاتوه ؟)..!!

:: والمهم في الأمر، رغم إعلان وزارة التربية بالخرطوم عن خٌطة الإعتماد على المدارس الخاصة بنسبة (70%)، ها هي لجنة الإصلاح الضريبي التي شكلها وزير المالية تقدم لوزارة المالية ومجلس الوزراء والبرلمان توصية مفادها : ( إخضاع المدارس الخاصة إلى ضريبة أرباح الأعمال)، هكذا النص .. أرباح أعمال، وكأن المدارس الخاصة تنتج الأسمنت وتربح بالدولار..بلا ضرائب أرباح الأعمال، وبعد أن تم تدمير مستوى المدارس العامة، تتكبد الأسر مشاق رسوم المدارس الخاصة، فكيف يكون الحال بعد ضرائب أرباح الأعمال المرتقبة؟..علماً، حسب خطة الوزارة ووزيرها، سوف يتم رفع نسبة المدارس بحيث تكون (70%) من مدارس الخرطوم..وهذا يعني، بعد فرض ضرائب أرباح الأعمال على المدارس الخاصة، فأن السواد الأعظم من تلاميذ الخرطوم – 70% – لن يكتفوا بدفع الرسوم الدراسية فقط، بل عليهم دفع ( ضريبة أرباح أعمال أيضاً).. في كل بلاد الدنيا والعالمين، فالضرائب تؤخذ من أجل التعليم، ولكن في السودان – وبهذه التوصية – فانها قد تؤخذ من ( التعليم ذاتو)..!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. والله يا أستاذ الحال لايسر صديق ولا عدو يعني اصلا المدارس الحكومية الناس ماقادرة على الرسوم والضرائب وبتشتكي من عايزين وعايزين. كان الله في العون

  2. أوحى إليهم إبليسهم ( أن التعليم بقرة صفراء فاقع لونها تسر الحاقدين)
    يتقلص الصرف على التعليم من ناحية الرواتب والصيانة والتدريب والمستلزمات الأخرى( من 2% إلى 0.6 %)- والمالية تجر نفسها شوية
    تدر المدارس الخاصة ضرائب أرباح الأعمال ( زيادة الوعاء الضريبى)
    تباع أراضى المدارس الحكومية ذات المواقع المميزة ( مليارات)
    تباع الميادين وسط الأحياء لبناء المدارس الخاصة (برضو مليارات)
    يزداد لهاث المواطن لتغطية زيادة المصاريف (خاصة إذا كان عندو 4..5 شفع ) وغصبا عنو حيدفع
    ال30% المتبقية حتكون مدارس فى همشكوريب وقوز برجوبة والدويك صنقر ، تدار بالعون الذاتى
    وبكدا ممكن يزيدوا مخصصات وزير التعتيم

  3. الناس دى ماسكة العصاية من نصها ، ومن غير فهم

    حتى الدول الرأسمالية الفيها السوق حر ، التعليم الأساسى فيها مجان
    التعليم حتى سن ال16 عام حق من حقوق المواطن دافع الضرائب

    طيب اذا الناس ما قادرة تأكل ، كمان التعليم يبقى خاص ؟؟
    معناها الفاقد التربوى حيكتر
    حتى بفهم السماسرة ..
    على المدى الطويل ما حيلقوا ليهم زباين لجامعاتهم الخاصة

    اللهم انا نعوذ بك من بطن لا يشبع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..