الفاتح حسين يجيد صنعها.. والحلنقي يجهل ماهيَّتها «القطــر قــام».. طبخــة يجيدها رجال السودان

الخرطوم- محمد عبد الله يعقوب
عندما يدخل الزوج المطبخ لإعداد الطعام، فإن أمراً جللاً يكون قد حدث بمنزله، فإما أن زوجته مريضة أو نفساء ولا يوجد أحد الأقرباء معها، أو أن أولاده ما دون الخامسة عشر كلهم من الذكور والأم غائبة. ولكن بعض الأزواج لديهم مزاج خاص يأتي في لحظة «تجلّي» تجعلهم يقطِّعون اللحم والبصل والبهارات في «حَلّة» ويضعونها في النار لنصف ساعة وبعدها (تستوي) مُعلنة عن أشهى طعام يعده رجال السودان وهي حلة اللحم المعروفة باسم «القطر قام». «الأهرام اليوم» سألت العديد من نجوم المجتمع عن علاقتهم بها فماذا قالوا؟
الدكتور الموسيقار الفاتح حسين قال إنه طبّاخ ماهر ويجيد طبخ البلدي والأفرنجي. وحَلّة «القطر قام» يعتبرها «حاجة بسيطة جداً»، وأردف أنه عاش جُل سنوات عمره «عزّابي» حيث مكث سبع سنوات بمدينة موسكو طالباً وعقب زواجه ظلت زوجته لأحد عشر عاماً مقيمة بالقاهرة وهو بالخرطوم يطبخ طعامه بنفسه. وأبان أن أفضل طريقة لعمل حَلّة «القطر قام» هي تقطيع اللحم والبصل ووضعه في حَلّة «بريستو» وأضافة زيت وماء وبهارات وصلصة وتركها في النار لمدة نصف ساعة، وبعدها تبدو مذهلة.
وأشار إلى أنه يطبخ أفضل من زوجته وعلاقته بالمطبخ حميمة ويجيد تنظيفة ولا يخشى من هذه التصريحات أبداً.
وعن ابتكاراته (المطبخية) قال د. الفاتح إنه عندما كان طالباً بموسكو عام 1995م وحينها كانت العمليات الحربية في أوجها مع متمردي جنوب السودان، حوّلت الحكومة كل المال للمجهود الحربي ونست الطلاب الدراسين بالخارج فدخلوا في حالة «فلس شديد» لدرجة أن كل الطلاب نزلوا السوق وعملوا في حوانيت السوفيات «الروس» ولكنه عمل موسيقياً بالفنادق المحيطة بموسكو يقدم الموسيقى السودانية والسوفياتية وذات يوم رأى بائعا يبيع «الكبكبي» فدنا منه ليشتري فسأله الروسي «كم حصان لديك»؟ فعلم أن «الكبكبي» في روسيا طعاماً للجياد. فاشترى منه كمية وذهب إلى الداخلية ذات الطوابق الخمس وقام بـ«بلِّه» وفي اليوم التالي كان الجليد يتساقط والنوافذ مقفلة فقام «بفرم» الكبكبي» مع «البصل والتوم والبقدونس» وأصبح يرمي قطع الطعمية التي فاحت رائحتها من الطابق الخامس حتى الأرضي فتقاطر الطلاب الروس نحو المصدر ودون استئذان أصبحوا يلتقطون ما يرمي من الطعمية ويأكلون في نهم شديد وهم يرددون «أرز بالحمة» لا «لحمة ناشفة»؟! وحينها أظهر لهم ما تبقى من «الكبكبي» فصاحوا إنه غذاء الجياد!! فأخبرهم بقيمة الطعمية الغذائية وهي تؤكل في السودان فطلبوا منه «الوصفة» وبعد يومين أصبحوا يرسلون هم الروائح من مطابخهم والبعض علَّمها لأهل بيته في موسكو وبها تغلّب الفاتح حسين على (الفلس).
أما الشاعر الكبير إسحاق الحلنقي عندما سألناه عن «القطر قام» اندهش برهة تم ردّ «هل هو عنوان إحدى أغنيات سيد خليفة في الخمسينات»؟ فقلت له أنها «حَلّة اللحم التي يطبخها (العزابى) فردّ ضاحكاً «والله دي حَلّة عجيبة»! ثم أقسم أنه لا يعرف الطريق المؤدي للمطبخ بمنزله، وأردف أنه وُلد بين سبع أخوات وكان «مُدلّع شديد» وأكرمه الله بزوجه وصفها بـ«العظيمة» لا تسمح له بأن يدخل المطبخ على الإطلاق وختم بقوله «عشان كده أنا ما بعرف القُطَاره ديل».
فيما نفى مدير البرنامج العام بالإذاعة السودانية المخرج صلاح الدين التوم الفاضل أن تكون له علاقة بـ«القطر قام» ووصفها بالعشوائية. وقال إنه يجيد صنع «الدمعة» بطريقة مرتّبة وبمزاج عندما تكون زوجته «مشغولة» ويعدها بطريقتين كأمهر «شيف» باللحمة والدجاج وأكد أنه لا يحب «اللخبطة».
أما الأمين العام لاتحاد المهن الموسيقية السوداني الموسيقار الدكتور محمد سيف الدين علي، فردّ على سؤالنا بقوله أنا لا أفقه في المطبخ شيئاً سوى «القطر قام» وأضاف أنه يقوم بطبخها أحياناً عندما تطلب منه بناته ذلك بقولهن «يا أبوي الليلة سوي لينا أكلتك الحلوة ديك» وأبان أنه يلبي طلبهن باعتباره نوع من التقدير والتغيير، وحذّر محمد سيف من أن هذه التصريحات لا تعني أنه يطبخ أفضل من زوجته وختم بقوله «دايرين تجيبوا لينا هوا مع الولية ساكت».
ولكن الموسيقار الفاتح كسلاوي مُلحن الروائع وأبرزها أغنيات زيدان وإلى «مذهلة» لعبد العزيز المبارك ضحك عالياً وقهقه عندما سألناه فردّ على البداهة «القطر قام وتاني ما رجع لي هسه»؟! وأردف «لا شايفين القطر قام في النار ولا في السكة حديد»؟ وأقسم هو الآخر بالله العظيم أنه منذ ميلاده لم يصنع شاياً ولا طعاماً ولم يغسل ملابسه أو يقوم بكيها لأن منزل أبيه كان به العديد من «الخدّامين» وله الآن زوجتان تقومان بكل شيء غير أن الصغرى ظلت تطالبه على الدوام بأن يتعلّم ويرد عليها بقوله «من شبّ علي شيء شاب عليه».

الاهرام اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..