البحرين : اشتباك طائفي بالعصي.. وتواصل مظاهرات المعارضة

شهدت مدينة حمد في وسط البحرين أول من أمس احتكاكات بين سنة وشيعة منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية تقودها المعارضة الشيعية، وقالت الشرطة التي وضعت في حالة تأهب وزادت دورياتها إن السيطرة على الوضع في اشتباكات أمس استغرقت نحو ساعتين بمساعدة ساسة محليين ومسؤولين رفيعي المستوى هدأوا السكان حسب «رويترز».

وقال وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة في بيانين إن سبب الشجار بسيط ووقع بين مجموعة صغيرة لكن سرعة تدفق المعلومات وتفاعل الناس اضطر الشرطة للتدخل. وأعرب الوزير عن «أمله في تعاون المواطنين، وإلا فإن الشرطة دائما تكون موجودة لكننا نفضل أن تكون المسؤولية الرئيسية في هذا الأمر على المواطنين أنفسهم».

واختلفت الروايات حول سبب اندلاع الاشتباكات التي قالت تقارير إنه جرى فيها استخدام العصي, فتردد أنه نزاع عائلي أو حادث سير أو كلاهما لكن الحكومة قالت إن سبب النزاع بسيط. وأوردت صحيفة «الأيام» البحرينية أن الاشتباكات وقعت على خلفية تحرش شاب بطالبة لدى خروجها من المدرسة.

وأضافت أن الشبان من الطرفين تلقوا رسائل قصيرة على هواتفهم وتجمعوا في المدينة قبل أن يشتبكوا بالعصي مما دفع الشرطة إلى التدخل لفض الاشتباكات التي سقط فيها جريحان.

وقال أحد السكان كان هناك نحو مائة شخص, وحلقت طائرات هليكوبتر في الجو وهرعت سيارات الإسعاف من موقع الاشتباك. وقال سكان إن الشبان الذين كانوا يحملون العصي والهراوات فروا من المنطقة.

وجاءت الاشتباكات التي وقعت اليوم بعد ساعات من إعلان جماعات بحرينية معارضة استعدادها لبدء حوار مع الحكومة دون شروط مسبقة لكنها أرسلت خطابا لولي العهد قالت فيه إنها تريد حكومة ودستورا جديدين.

وقال سكان إن الاشتباكات توقفت مع وصول قوات الشرطة وإطلاقها الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود. ووقعت مواجهة في وقت لاحق بين شرطة مكافحة الشغب ومجموعات من الشيعة هرعوا للمنطقة قادمين من مناطق أخرى في البحرين.

وقال شاهد لـ«رويترز»: «سقط رجل وانقضت مجموعة كبيرة لتضربه. هناك مجموعات تحمل هراوات في كل مكان لكن الاشتباكات توقفت إلى حد كبير».

وقال إبراهيم مطر وهو عضو فريق تابع لجمعية الوفاق الوطني الشيعية المعارضة يجمع معلومات عن العنف في البحرين إنه يقدر عدد المصابين بنحو ستة.

وقال مطر إنه سمع روايات كثيرة لما حدث وإنه قد يكون هناك نزاع بين عائلات في هذه المنطقة لسبب غير طائفي.

وبعد ساعات من هذا الاشتباك تظاهر آلاف البحرينيين في المنامة أمس مطالبين بسقوط الحكومة وداعين إلى الوحدة.

وسار آلاف البحرينيين من المقر القديم للحكومة شمال المنامة نحو دوار اللؤلؤة مركز الحركة الاحتجاجية المطالبة بالإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وقالت «أسوشييتد برس» إن آلاف المحتجين توجهوا إلى مبنى التلفزيون مرددين هتافات معارضة.

وامتدت صفوف المتظاهرين عند كورنيش الملك فيصل لمسافة ثلاثة كيلومترات بحسب ما أفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية.

وألقى الأمين العام لجمعية الوفاق (التيار الشيعي الرئيسي) الشيخ علي سلمان كلمة خلال المظاهرة قال فيها إن «كل أسرة سنية أمانة في عنقنا نحن الشيعة وكل أسرة شيعية هي أمانة في عنق إخواننا السنة».

وأضاف: «الوطن أمامكم في عنقنا جميعا، وأي اعتداء على أي فرد في هذا البلد هو اعتداء علي شخصيا».

وتشهد البحرين منذ 14 فبراير (شباط) مظاهرات تطالب بإصلاحات سياسية، بينما دعا ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى حوار وطني شامل كلفه بإجرائه الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وأكدت ست جمعيات معارضة بينها «الوفاق» الخميس تمسكها بشرط «إقالة الحكومة» قبل الدخول في الحوار وكذلك «التعهد بالحفاظ على حق المعتصمين في دوار اللؤلؤة والحفاظ على حياتهم طوال فترة الحوار والتفاوض».

وحددت «مبادئ» للحوار الذي تطرحه السلطة قالت إنه يتعين على الحكومة قبولها قبل الشروع في التفاصيل! وبينها انتخاب «مجلس تأسيسي» يقوم بوضع «دستور جديد» للبلاد. وكان زعيم «تجمع الوحدة الوطنية» الشيخ السني عبد اللطيف المحمود أكد أنه يتعين الإسراع في الحوار الوطني دون شروط مسبقة لكنه رفض استقالة الحكومة وحذرها من الرضوخ لهذا الشرط.

على صعيد آخر قال متحدث باسم الحكومة البحرينية أمس إن الدول الخليجية المنتجة للنفط تدرس إنشاء صندوق لمساعدة البحرين وسلطنة عمان.

وقال المتحدث إن محادثات تجري بشأن هذا الصندوق. ولم يذكر تفاصيل أخرى أو يتحدث عن قيمة أي صندوق كهذا.

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..