ملل الفراش يقلل الإنتعاش

الملل في الحياة الزوجية آفة تعاني منها أغلب البيوت العربية ، ويرجع ذلك في أغلب الأحيان إلي الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تفرض علي الزوجين أعباء ومسئوليات كثيرة تجعل من الصعب علي كلاهما التفكير في القضاء علي الملل والروتين اليومي ، وهذا الملل يؤدي بدوره إلى التعاسة الزوجية لعدم قدرة بعض الزوجات على التغلب على هذا الملل الذي يهدد العلاقة الزوجية وقد يصل بها إلى هاوية الطلاق أحيانًا .

وتوضح دراسة برازيلية مفهوم الروتين الإجباري بأنه جملة العادات غير المحببة التي يُصر الزوج على إتباعها ، دون التفكير في عواقبها ، فما من أحد يحب أن يجبر على القيام بشيء لا يحبه ! تصوروا مثلاً زوجًا يُجبر زوجته على ارتداء ثياب ذات لون أحمر فقط ، طوال الوقت أو العصبية الدائمة والتحكم في الرأي والنتيجة المتوقعة لمثل هذه التصرفات ، هو الشعور بالإكراه وعدم التوافق .

في حين أن الروتين الصحي ، هو جملة القواعد المبنية على التفاهم بين الزوجين، وإن كانت ليست ثابتة، لأنها إذا أصبحت كذلك ، سوف تتحول إلى روتين إجباري ، يقود إلى الملل دون شك ، حيث إن القواعد الثابتة ليست محببة في العلاقة الزوجية ، لأنها تحدّ من هامش الحرية الشخصية، وتقوي الشعور بأن الشخص مجبرٌ على إتباعها ، شاء أم أبى، وإذا كانت القوانين نفسها في أي دولة ، قابلة للتغيير، من حين لآخر، بحسب متطلبات الحياة .

وتضيف الدراسة أن ما كان روتينًا صحيًا في بداية الزواج ، يمكن أن يتحول إلى روتين مرضي ممل ، إذا افتقرت العلاقة الزوجية لمبادرات التجديد في اتجاه الأفضل .

ملل العلاقة الحميمة

وقد يصل ملل وروتين الزوج إلى العلاقة الحميمة بينه وبين زوجته ما يجعلها تكره هذا اللقاء وتتهرب منه دائماً بأي حجة ، ويرجع خبراء العلاقات الزوجية أن هذا الملل يرجع إلى اعتياد العلاقة بين الزوجين دون تجديد فيها واعتبارها لدى البعض واجب ثقيل ينبغي أدائه وليس لقاء حميمي يستعيدان فيه الود المفقود .

كما أن إهمال النظافة الشخصية وعدم الاهتمام بها من الأسباب التي تخلق حالة من الملل وعدم الرغبة في العلاقة الزوجية ، ومع خصوصية الأسباب لدى البعض إلا أن الزوجين عليهما أن يدركا خطورة الموقف مع ظهور مؤشرات الملل واستمرارها لفترة طويلة وتراجع إيقاع الحياة والمشاعر بين الزوجين وسريان البرودة الانفعالية بينهما ولذلك عليهما المبادرة إلى:

– دراسة كلّ من الزوجين للأسباب التي دفعتهم إلى الملل ، وإيجاد حلول بأقصى سرعة لهذه المشكلة لأنها قد تكون سبباً قوياً في إنهاء العلاقة والحياة كلها .

– التذكر بأن هذا الطريق ليس في صالح الطرفين وأنه سيؤدي إلى مزيد من التأزم وأنك في الحقيقة تحتاج إلى الاستقرار والسعادة ويمكنك إيجادها مع هذا الشريك ببعض التطويرات والتجديد في العلاقة ككل .

– استخدام الكلمات والمفاتيح السرية والذكريات الجميلة وستكتشفا أن جبل الجليد بدأ يذوب.

– دعم وإسناد الشريك وتمكينه من تعزيز قدراته في التعامل معك فيمكن للمرأة أن تظهر مزيداً من اللطف والأنوثة مع دعم الزوج لها ، وكذلك المرأة يمكنها أن تنتظر من زوجها استجابات رائعة مع دعمها وإسنادها.

الملل يؤدي إلى الفتور

واعلم عزيزي الزوج أن هذا الملل قد يصيب زوجتك بالفتور والملل من الحياة معك كما أن له أبعاد نفسية وضغوط عليها ، ويحلل الدكتور طارق عبد الله ـ استشاري الطب النفسي ـ البعد النفسي لمسألة الملل والفتور الزوجي قائلاً: أن تجربة الإحساس بالفتور الزوجي والملل من الأحاسيس النفسية الصعبة التي تشوب العلاقة بين الطرفين في أي علاقة، ولا شك أن هذا الفتور يؤثر بشكل أو بآخر على نفسية الزوجين ، وخاصة إن كانا في بداية حياتهما الزوجية، وغير مدركين بأن إحساس الفتور الزوجي طبيعي، ويمكن التغلب عليه، ولكن بمعالجته سريعًا.

فالمرأة من وجهة نظرها ترى أن زوجها تغير ، ولم يعد يحبها مثل فترة الخطبة، وتبدأ تطاردها الهواجس والوساوس، وينتابها الإحساس بالإحباط والفشل المرتقب، والزوج بدوره يشعر بالتوتر والقلق ويراوده الإحساس بخيبة الأمل من تهديد حياته بالفشل والخوف من شبح الطلاق، ويكون الرجل هنا فريسة سهلة للوقوع في علاقة شرعية أو غير شرعية مع أخرى.

وينصح د. طارق كلا الزوجين بضرورة الخروج من دائرة الملل وتداعياته النفسية والاجتماعية، ومعالجة الأمر بمرونة وبالحوار البناء، خاصة وأن الحب يمكن أن يتجدد بإضفاء الدفء على العلاقة والإحساس بالأمان، وتأكيد كل طرف على تمسكه بالعلاقة وإمكانية تجديد الحياة بقليل من الجهد، مع الابتعاد عن الروتين والتكرار في جوانب الحياة الزوجية ، وإضفاء البهجة وإن كان الدور الكبير للزوجة هنا بلمساتها الأنثوية ، إلاّ أن الرجل أيضًا له دور بارز في ذلك.

كوني ذكية ولبقة

وبالنسبة للزوجة فهي يقع علي عاتقها مسئولية كبيرة ومهمة في تغيير عادات زوجها وأسلوبه الممل ، ولكن يجب أن تكوني ذكية ولبقة ولا تحاولي أن تغيري عاداته القديمة بأسلوب صارم ، لأنك بالطبع سوف تفشلين "فالطبع يغلب التطبع"، ولكن حاولي أن تلفتي نظره بشيء من الرقة والذكاء في الوقت نفسه ، حيث يؤكد الخبراء أن فرص المرأة قليلة في تغيير العادات السيئة لزوجها .

ويذكر ريجنار بيير أخصائي شئون الزواج بجامعة جوتنجن الألمانية "من المفترض بل ومن المستحيل من الناحية الواقعية أن تعيد المرأة تربية زوجها ، فليس بمقدورك تغيير شخص"، ومع ذلك يضيف ريجنار فثمة فرق عندما يتعلق الأمر " بالتعبير عن رغباتك" .

وترى إليزابيث بونو خبيرة الاتصالات " إذا أردت أن تغيري عادات شريكك فإن هذا يجب أن يتم من خلال التعبير عن وجهة نظرك ، فإنه ليس من الحكمة في شيء أن تضعي نفسك في مرتبة أعلى من زوجك ، فأنت لست بأم ولا مديرة شريكك" ، وإستراتيجية التفاوض أكثر تأثيراً ونجاحاً من لغة التهديدات والاتهامات .

ومن تجليات هذه الإستراتيجية أن تقولي لشريكك "إنني أحبك ولذا أريد أن أتحدث إليك عن شيء سيجعل حياتنا معا أكثر سلاسة وأمان " ، وهذه الطريقة ستجعل من السهل على الشريك أن يعيد وزن الأمور وستكون الحياة أجمل وأسعد .

محيط

تعليق واحد

  1. ما أحلي ايام الخطوبه ..السودانيه عندها طاقه هائله للنقه والزعل من زوجها …حسب خبرتي انا تستاهل كاس العالم في الزوجه الغير مطيعه !!!!!

  2. بالمناسبة فى احلي منهم ومتفهمين الحياة الزوجية وانا عندى ام الناس والحممممممممممدلله .دميكاوى( ) ( ) ( ) ( )

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..