أخبار السودان

حلايب : هلْ ستُلوِّحُ مصرُ بخيارِ الاسْتِفْتاء بعدَ أنْ أحْكمتْ قبْضتَها عَلى المُثلّث؟

د. سلمان محمد أحمد سلمان

1
برزتْ قضيةُ حلايب مرّةً أخرى على سطح الأحداث، وعلى مجمل العلاقات المصرية السودانية، خلال شهر أكتوبر الجاري، خصوصاً عند زيارة الرئيس البشير للقاهرة. حدث ذلك رغم أن كّلاً من الحكومتين كانتا وما تزالان تأملان (كلٌ لأسبابه الخاصّة) أن يُغطّي الصمتُ الإعلامي على حلايب وأخبارها.
فالحكومة المصرية تراهن على الزمن، وعلى خلقِ حقائق جديدة على الأرض مع كل يومٍ يمرُّ، لتجعل من احتلالها لحلايب أمراً واقعاً. وتقف خلف الحكومة المصرية المؤسّسة العسكرية، والأحزاب والمنظمات السياسية في القاهرة جمعاء.
وقد وعتْ الحكومة السودانية إلى أن إجراءاتها الارتجالية تجاه مصر في عام 1992، ثم في عام 1995، هي التي أدّت إلى الاحتلال المصري لحلايب. فالصمتُ قد يُبعِد الحرجَ عن الحكومة، وربما يُنسِي الشعب السوداني والمراقبين ذلك الجزء من التاريخ.
وقد شاركتْ المعارضةُ السودانيةُ الحكومةَ في الصمت، ولم نسمع من أيٍ من الحزبين الكبيرين وقادتهما، أو من أيٍ من الأحزاب الأخرى، شيئاً عن التطورات المتسابقة في حلايب في السنوات الثلاثة الماضية. ويبدو أنه لكل حزبٍ أسبابه الخاصة به لهذا الصمت.
وحتى عندما يدور النقاش عن حلايب في أوساط الحكومة والمعارضة السودانية، فإن ما يتمُّ الإدلاء به هو حديثٌ تخديريٌ، مبنيُّ على الشعارات، مثل العلاقات الأزليّة بين الشعبين، وعدم السماح لأي حدثٍ، مهما صغر أو كبر، بتعكيرها. بل إن أطرافاً من الحكومة والمعارضة السودانية ظلّت وما تزال تتحدّث عن جعل حلايب منطقة تكامل. يحدث هذا رغم علم كلِّ هذه الأطراف التام بالموقف المصري المتمثّل في لاءات القاهرة الثلاثة الحاسمة والحازمة ? لا تفاوضَ، ولا تكاملَ، ولا تحكيمَ حول حلايب.
سوف نناقش في هذا المقال الخيارات التي يمكن طرحها على الساحة حول حلِّ نزاع حلايب في ظلِّ العناد المصري والصمت السوداني. وسوف نثير السؤال عما يمكن أن يفعله السودان إذا اقترحت مصرُ، بعد أن أحكمتْ قبضتَها تماماً على مثلّث حلايب، استفتاء سكان المثلّث حول خياريّ الانضمام لمصر أو للسودان.
2
الخيار الأول: الحوار والتفاوض
يدعو كلٌ من ميثاق الأمم المتحدة، والجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي
الدولَ الأطراف إلى حلِّ نزاعاتها بالطرق السلمية. ومصر والسودان عضوان بكلٍ من هذه المنظمات، وقد وقّعا وصادقا على المواثيق الخاصة بها.
كما أن هناك قرار مجلس الأمن في 21 فبراير عام 1958 والذي ألزم الطرفين، بعد قبول مصر الانسحاب من حلايب وعقد الانتخابات السودانية، بالتفاوض بعد ذلك حول النزاع. ولم تتابع حكومة السيد عبد الله خليل تنفيذ ذلك القرار (رغم التعاطف الدولي الكبير وقتها مع موقف السودان) بسبب انشغال السودان بالانتخابات، ثم انشغال السيد عبد الله خليل بإقناع الفريق عبود باستلام السلطة، كما ورد بالتفصيل في تقرير القاضي صلاح شبيكه.
بالإضافة إلى هذه الالتزامات القانونية والدولية، فهناك علاقة الجوار والتاريخ واللغة والثقافة. وهناك المصالح المصرية الضخمة في السودان. وهناك التضحيات الكبيرة التي قدّمها السودان للشقيقة مصر في بناء السد العالي. وقد شملت تلك التضحيات ترحيل السودان لأكثر من 50,000 من سكان منطقة وادي حلفا، وإغراق أراضيهم الزراعية، و27 من قراهم، وتاريخهم وحضارتهم وتراثهم. وسمح السودان أن تمتدَّ بحيرة السد العالي لمسافة 150 كيلومتر داخل أراضيه. وافق السودان على كل ذلك حتى يتسنّى لمصر بناء السدِّ العالي، دون أيِّ مقابلٍ من مصر للسودان.
وهناك وقفة السودان النبيلة ? حكومةً وشعباً ? مع مصر وشعبها إبان كارثة يونيو عام 1967، وتنظيم وعقد الخرطوم لمؤتمر القمة العربي الذي عاد بالخير والمال، وماء الوجه لمصر. وهناك أيضاً الوقفة العظيمة عندما فتح السودان مطاراته للطائرات الحربية المصرية خلال حرب عام 1973 حتى لا تتكرّر كارثة عام 1967، رغم التوقّعات بردود فعلٍ عسكرية من إسرائيل ضد السودان وقتها. ثم جاءت الوقفة في تحكيم طابا عندما فتح السودان دور وثائقه، وجنّد جيشاً من الأكاديميين والقانونيين والباحثين لمساعدة مصر في نزاعها الحدودي ذاك مع إسرائيل، والذي كسبته مصر في نهاية الأمر.
ولا بُدّ من التذكير بقناة جونقلي التي قام السودان ببنائها وتحمّلِ تكلفتها (التي فاقت مائتي مليون دولار) لمصلحة مصر الكاملة والحصريّة. فالسودان لا يحتاج الى نقطة ماءٍ إضافية بسبب فشله في استخدام نصيبه من مياه النيل بموجب اتفاقية عام 1959.
كل هذه الحقائق والتضحيات كان يجب أن تجعل من حلايب نزاعاً صغيراً، كان المراقب للعلاقات المصرية السودانية يتوقّع القاهرة أن تقول للخرطوم ما تقوله الخرطوم للقاهرة الآن: “حلايب لن تكون حجر عثرة في العلاقات بين مصر والسودان بعد كل الذي قدّمتموه لنا من تضحيات ومساعدات.”
لكنّ الردّ المصري ظل وما يزال متمسِّكاً بلاءاته الثلاثة الحاسمة المتغطرسة، رغم أن اللاءات الثلاثية الأصليّة التي تشبّهت بها لم تدمْ طويلاً في حالة العلاقات والتفاوض مع إسرائيل.
عليه فيبدو أن هذا الخيار ? خيار الحوار والتفاوض ? والذي تمليه كل الظروف التي سردناها أعلاه، غير موجودٍ في لائحة خيارات القاهرة، ولن يستطيع السودان أن يحاور أو يفاوض لوحده.
3
الخيار الثاني: التحكيم
ظلَّ عددٌ كبيرٌ من السودانيين الذين يكتبون ويتحدّثون عن نزاع حلايب، ينادون بإحالة الخلاف للتحكيم، لأنهم يعتقدون أن التحكيم هو طريقٌ حضاريٌ لحلِّ أي خلافٍ، خصوصاً بين الجيران والإخوة. كما أن هناك الاعتقاد أن قرار التحكيم سوف يكون في صالح السودان. فكل الانتخابات السودانية منذ عام 1953 وحتى عام 1986 شملت منطقة حلايب (كما شرحنا – أنا والدكتور أحمد إبراهيم أبو شوك – في مقالنا المشترك “حلايب بين الانتخابات السودانية والمصرية”). بل إن انتخابات عام 1953 أشرف عليها فريقٌ دوليٌ شمل خبيراً مصرياً (السيد عبد الفتاح حسن)، ووافق على نتائجها مجلس الحاكم العام الذي شمل سياسياً ودبلوماسياً مصرياً أيضا (السيد حسين ذو الفقار). وانتهت محاولات مصر عقد استفتائها عام 1958 في حلايب بالتراجع عن قرارها. وظلّت حلايب سودانيةً خالصة حتى غزتها القوات المصرية عام 1992، إثر القرارات الارتجالية التي اتخذتها حكومة الإنقاذ من تأميم ومصادرة لجامعة القاهرة فرع الخرطوم، ومكاتب ومنازل الري المصري بالسودان. وجاء بعد ذلك إعلان الدكتور حسن الترابي، المثيرٍ للدهشة، بأن السودان سوف يقوم بتحويل مجرى نهر النيل!!
وبعد ثلاثة أعوامٍ من دخول القوات المصرية حلايب، جاءت محاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك عام 1995، والتي ورّط فيها نظامُ الإنقاذ نفسَه والسودانَ كله. وقد استغلّت مصر تلك الحادثة لتعلن ضمّ حلايب إليها رسمياً ونهائياً. وتلت ذلك إجراءات القاهرة المطوّلة لممارسة سيادة مصر الكاملة على حلايب.
وأعلنت مصر أخيراً لاءاتها الثلاثة الحاسمة والحازمة، ومن كل المواقع: الحكومة والمعارضة، العسكر والمدنيين، اليسار واليمين، الإسلاميين والعلمانيين ? لا تفاوض، ولا تكامل، ولا تحكيم مع السودان حول حلايب. والتحكيم قرارٌ يحتاج إلى موافقة الطرفين كتابةً عليه، وعلى تصديق سلطاتهما المعنيّة بذلك. عليه فلن يستطيع السودانُ حملَ قضية حلايب للتحكيم من طرفٍ واحد. وينطبق نفس الشيء على محكمة العدل الدولية.
4
ويثير رفضُ القاهرة للتحكيم حول حلايب مع جارتها وشقيقتها الصغرى، وقبوله مع إسرائيل، والسعي إليه مع إثيوبيا، الدهشةَ. فقد قبلت مصرُ إحالةَ الخلاف مع إسرائيل حول منطقة طابا المتنازع عليها إلى التحكيم. وقد ساعد السودانُ مصرَ كثيراً في الإعداد لذلك التحكيم، كما ذكرنا أعلاه. أليس غريباً أن تقبلَ مصرُ التحكيمَ مع ألدِّ أعدائها، وترفضه مع أشقائها الذين تودُّ أن تُقوِّي روابطها بهم من خلال الحريات الأربعة، وفتح الحدود، وبناء المعابر، والتكامل الاقتصادي والثقافي؟
ثم جاء نزاعُ سدِّ النهضة بين مصر وإثيوبيا. وظلّ السودانُ الوسيطَ بين الطرفين، والخرطوم مكان الاجتماعات للوفود الثلاثة، على مدى الأعوام الثلاثة الماضية. طالبت مصرُ، وما تزال تطالب، بأن تقوم بالدراسات المقترحة حول تأثيرات السدِّ على مصر لجنةٌ دوليةـ وتطالب مصرُ أيضاً أن تلعب هذه اللجنة دورَ المُحكِّم في النزاع الحالي مع إثيوبيا، وأن يكون قرار اللجنة التحكيمية في الخلافات حول سدِّ النهضة بين مصر وإثيوبيا نهائياً وملزماً للطرفين. يأتي هذا الطلب بالتحكيم في المسائل الخلافية حول سدِّ النهضة، وتصرُّ عليه مصرُ باستمرار، في الوقت الذي ترفض مصرُ في وعنادٍ (وسخرية في معظم الأحيان) مطلبَ السودان باللجوء للتحكيم حول نزاع حلايب.
5
الغريب في الأمر أن مصر تكرّر من وقتٍ لآخر قناعتها أن حلايب مصرية مائة في المائة. فقد أدلى السيد مساعد وزير الخارجية المصرية، ومدير “إدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية” الأسبق، السفير إبراهيم يسري، بتصريحٍ يوم الثلاثاء 14 أكتوبر عام 2014 ذكر فيه أن “تلويح البشير بهذه الورقة محاولة لتحسين وضعه الداخلي المتأزم”، مؤكّداً أن “حلايب وشلاتين أرض مصرية 100 في المائة. وأضاف “إن تهديد البشير باللجوء للتحكيم الدولي غير مجدٍ بالمرة، وستكون النتيجة في صالح مصر. فالمشكلة ليست حدودية، إنما سياسية بالدرجة الأولى.” ويستند السفير يسري إلى دراسةٍ قال إنه أعدّها، حين كان في الخارجية، أثبت فيها أن “الإقليم تابع لمصر، والدراسة موجودة في مكتبة الوزارة ويمكن الاستعانة بها.”
إذا كانت مصر حقاً مقتنعةً بموقفها حول حلايب، وتعتقد أنه بهذه القوّة، فلماذا التخوّف من التحكيم؟
6
الخيار الثالث: الاستفتاء
بعد شهور قليلة من تأكيد وإحكام وجودها في حلايب عام 1992، وحتى قبل إعلان ضمّها رسمياً لمصر في عام 1995، بدأت مصر برنامجاً متكاملاً لدمج حلايب في محافظة أسوان، انبنى بناءً تاماً على “تمصير” المثلّث. شرعت مصر في شقِّ الطرق المسفلتة الى مدن وقرى المثلّث داخل أقسامه الفرعية الستة (البرق – الحميرة – الشلاتين – أبورماد – حلايب – رأس حدوبة). وتمّ توصيل الكهرباء إلى معظم أرجاء المثلّث، بما في ذلك مجمّع الفرقان الذي هو عبارة عن مجموعة من الخيام. وانتظم برنامج وصول المعدات الغذائية بكل أنواعها، وبيعها بالأسعار المدعومة حكومياً في معظم الحالات، فعمّت الوفرة في المثلّث.
واكتمل تغيير المقرّرات في كافة المراحل الدراسية من المنهج السوداني إلى المنهج المصري في نهاية التسعينيات، واكتمل بناء وإضافة عشرات المدارس. وتمّ ادخال أعدادٍ كبيرة من الطلاب في المعاهد العليا والجامعات المصرية، بلغ عددهم أكثر من ألفي طالب وطالبة. وتواصلَ تشغيل أولئك الخريجين والخريجات في المؤسسات الحكومية المصرية، وبمرتباتٍ مجزيةٍ تشمل علاواتٍ خاصة.
بمعنى آخر فقد بدأت مصر برنامجاً متكاملاً لإقناع أبناء وبنات حلايب في هذه السن، وبقية سكان المثلّث، أن مصالحهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم وبناتهم تكمن في البقاء جزءاً من مصر.
وبالتوازي فقد أدخلت مصر نطام إذن الدخول للمثلّث للسودانيين، بما في ذلك الأسر السودانية المنقسمة بين المثلّث وبقية السودان. ولا تسمح سلطات الاحتلال المصرية لأفراد هذه الأسر السودانية بدخول المثلّث، حتى في المناسبات الاجتماعية من أفراح وأتراح، إلا بعد الحصول على هذا الإذن. ويحدّد الإذن (إذا تمَّ إصداره) فترة البقاء في المثلّث، والتي لا تتجاوز عادةّ عشرين يوماً. وهناك غرامات مالية عالية لمن يتخلّف حتى ولو ليومٍ واحد بعد انتهاء الفترة الممنوحة في الأذن. وهنالك أيضاً عقوبة رفض طلب دخول المثلث في المستقبل.
7
وتواصلت زيارات المسئولين المصريين لمنطقة حلايب. فقد قام السيد أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المصري السابق، بجولةٍ في يوم 13 فبراير عام 2014 في منطقة حلايب وشلاتين، وأعلن خلال لقاءاتٍ جماهيرية تدشين مشروعاتٍ تنموية بقيمةٍ تبلغ 110 مليون دولار، وذلك كما ذكر “في إطار تأكيد السيادة المصرية عليها.? ثم أعلن السفير بدر عبد العاطي، المتحدّث باسم وزارة الخارجية المصرية في نفس اليوم لصحيفة الشرق الأوسط أن «حلايب وشلاتين جزء لا يتجزأ من الأراضي المصرية، وهو أمر غير قابل للنقاش». وأضاف أن «الموقف المصري واضح في هذا الموضوع، وهو أنها أرض تمارس عليها أعمال السيادة المصرية.”
ثم أصدرت الحكومة المصرية يوم الثلاثاء 18 فبراير عام 2014 قراراً بتحويل حلايب إلى مدينة، وفقاً لما ذكره المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري السيد هاني صلاح، الذي ذكر في تصريحاتٍ صحفية أن الحكومة المصرية اتخذت هذا القرار بهدف تعزيز الخدمات في كلٍ من حلايب وشلاتين.
وقد تشكّلت إدارات محلية من شيوخ القبائل، يدين عددٌ منها بالولاء السياسي الكامل للقاهرة. كما أصبح نقل صلاة الجمعة من حلايب أو شلاتين عبر الإذاعة والتلفزيون المصري حدثاً يتكرّر كل شهر أو شهرين لتذكير السودان أن المثلّث أضحى في كامل قبضة مصر.
كما أن وزير الزراعة المصري الدكتور أيمن فريد أبو حديد كان قد قرّر تشكيل لجنة برئاسته للتنمية الزراعية والنباتية في حلايب وشلاتين، ولإعداد خطة أمنية لمشروعات تنمية متكاملة في المنطقة. وتمهّد الخطة لتنفيذ مخطط تنموي لزيادة عدد سكان المنطقة إلى «200» ألف نسمة، بدلاً من «30» ألفاً نسمة حالياً. وقد كلّف الوزير مركز بحوث الصحراء بتطوير محطة الإنتاج الحيواني بمنطقة حلايب، لتكون أول محطة للمراعي الطبّية في مصر، شاملةً ثورة البحر الأحمر السمكية الضخمة (والثروات الطبيعية الأخرى). بمعنى آخر هناك خطة يتمّ إعدادها بإحكام لتوطين عشرات الآلاف من المصريين في حلايب.
8
واضحٌ من هذا العرض أن القاهرة تنفّذ برنامجاً متكاملاً لتمصير المثلّث وضمّه عملياً ونهائياً لمصر. فقد مرّت أكثر من 22 عاماً منذ أن احتلت القوات المصرية حلايب. وجميع الطلاب والطالبات من أبناء وبنات حلايب الذين يدرسون الآن في الجامعات والمعاهد العليا في القاهرة والاسكندرية وغيرهما من المدن المصرية وُلِدوا وترعرعوا تحت ظل إدارة الاحتلال المصري، ودرسوا المقررات المصرية، وارتبطوا، من كل النواحي النظرية والعملية، بمصر. وفي حقيقة الأمر، فإنه لا توجد أيّة روابط لهذا الجيل بالسودان. فهم لا يعرفون عنه شيئاً، ولم يشاهدوا مسئولاً سودانياً واحداً، ولم يزوروا قريةً أو مدينةً سودانية، ولم يلتقوا برفقائهم وأقرانهم السودانيين على الإطلاق. إن السودان بالنسبة لهؤلاء الشباب هو “وطنٌ افتراضيٌ” لا أكثر ولا أقل، وتحت أحسن الظروف.
بل لا بُّد من التذكير أن هذه الفئة من سكان مثلّث حلايب التي وُلِدت أو ترعرعت تحت الاحتلال المصري تمثّل قرابة نصف سكان مثلّث حلايب البالغ حوالي 30 ألف نسمة. وقد شاهدنا عدداً من هؤلاء الشباب وهم يطوفون شوارع حلايب وشلاتين وعلى صدورهم صورة المشير السيسي إبان الحملة الانتخابية الأخيرة على رئاسة الجمهورية المصرية.
9
عليه، فقد أكملت مصر الجزء الأكبر من إجراءات ضم حلايب، وأحكمتْ قبضتَها على المثلّث. وقد أثار هذا الوضع احتمال أن تقترح مصر (مقابل تنازلاتٍ من الخرطوم في قضايا أخرى) إجراء استفتاء في مثلّث حلايب لكي يقرّر السكان هناك إن كانوا يريدون الانضمام للسودان، أم البقاء في مصر.
10
كانت نتائج الاستفتاء الذي وافقت عليه مصر بعد مفاوضات عامي 1952 و1953، بعد أن استولى الضباط على السلطة في القاهرة في 23 يوليو عام 1952، والذي قبلت مصر بموجبه حقَّ السودان تقرير مصيره، كارثيةً على مصر. فقد قرّر البرلمان السوداني بالإجماع في ديسمبر عام 1955 الاستقلال من مصر. لم يكن الضباط الذين وافقوا على الاستفتاء في السودان قد قرّروا التنازل عن السودان، بل كان اعتقادهم أنهم سيحقّقون الوحدة عن طريق صناديق الاقتراع. وقد كان ذلك الرهان ساذجاً للغاية. فكيف يراهن من وصل إلى السلطة في القاهرة على ظهر الدبابات، على صناديق الاقتراع والانتخابات في الخرطوم؟
11
غير أن وضع حلايب عام 2014، ليس كوضع السودان ككلٍ عام 1955. فقد اكتمل إلى حدٍّ كبير تمصير حلايب. وعددٌ كبيرٌ من الذين سيدلون بأصواتهم (إن برز مقترح الاستفتاء) هم ممنْ وُلِدوا أو ترعرعوا تحت إدارة الاحتلال المصرية، وليست لهم أيّة روابط بالسودان. وقد ارتبطت ظروفهم الاقتصادية والمعيشية بمصر ارتباطاً كاملاً. بل إنهم لم يسمعوا عن السودان سوى الاضطرابات السياسية، والحروب وانفصال الجنوب، ونزاع أبيي الحدودي (الشبيه بنزاع حلايب بالنسبة لمعظمهم)، والمشاكل والضائقة الاقتصادية، والغلاء والبطالة.
فهل نتوقّع أن يقفز هؤلاء الشباب في الظلام، ويصوّتوا للعودة إلى بلادٍ لا يعرفونها، ويضحّوا بتعليمهم ووظائفهم ومستقبلهم والحياة الرغدة التي توفّرها لهم سلطات الاحتلال المصرية؟ وهل نتوقّع منهم ذلك وهم يسمعون ويقرأون عن عشرات الآلاف من خريجي الجامعات السودانية الذين فقدوا الأمل في الحصول على أيّة وظيفةِ أو عمل، وما يزالون عاطلين يتسكّعون في شوارع الخرطوم والمدن الأخرى في السودان؟ هل سنستند على “وطنية” شبابٍ لم يشاهدوا أي جزءٍ آخر من وطنهم إطلاقاً، ولا يعرفون عنه شيئاً، وليس موجوداً حتى في مقرراتهم الدراسية؟
12
ترى هل ستلوّحُ مصرُ بهذا الخيار على أمل أن يحسّنَ علاقاتها مع الشعب والحكومة السودانية، وكحافزٍ ليساعدها في تحقيق طموحاتها ومصالحها الأخرى في السودان؟
من المؤكّد أن هناك عدداً من المسئولين والخبراء المصريين الذين يعتقدون اعتقاداً قويّاً أن سكان حلايب سوف يصوّتون لصالح البقاء في مصر، إذا مُنِحوا هذه الفرصة، بعد أن أحكمتْ القاهرةُ قبضتَها الاقتصادية والإدارية والسياسية والأمنية عليهم. وسوف يتساءل هؤلاء المسئولون: لِمَ لا نلوّح بهذا الخيار؟ ألمْ يوافقْ السودانُ على الاستفتاءِ لسكانِ جنوب بلادِه، وقَبِلَ النتيجة؟ ألمْ يوافقْ السودانُ على الاستفتاء لسكان منطقة أبيي أيضاً؟ ألمْ تصفْ اتفاقياتُ الحكومةِ والمعارضةِ مع الحركة الشعبية حقَّ تقريرِ المصير بأنه حقٌ إنسانيٌ ديمقراطيٌ، يجوز للشعوب ممارسته في أي وقت؟ كيف، ولماذا إذن سيرفضه السودان في حالة سكان حلايب؟
وسيضيف هؤلاء الخبراء أن هذا الخيار سيُظهرُ مصرَ بمظهرِ الجارةِ الشقيقة الحريصة على السودان وشعبه، وعلى سكان حلايب أنفسهم، وعلى حلِّ نزاعاتها مع السودان سلمياً. وسوف يضيفون في ثقة أن هذا الخيار سوف يحقّقُ في نفس الوقت أهدافَ وطموحات مصر بضمِّه حلايب لمصر سلميّاً، وإلى الأبد.
13
ماذا يجب أن تكون ردّة فعل السودان ? حكومةً وشعباً، أحزاباً ومنظمات مجتمعٍ مدني، وخبراء ومتعلمين? على مقترح حقِّ تقرير المصير لسكان حلايب، إن قامت مصرُ فعلاً بعرضِه كتحدٍّ آخر للسودان، بعد أن أحكمتْ قبضتَها على المثلث وضمِنتْ نتيجةَ الاستفتاء؟
وماذا عن عاملِ الزمن الذي يُعطِي كلُ يومٍ يمرُّ منه القاهرةَ فرصةً أخرى لترسيخ وتكريس قبضتِها على مثلّثِ حلايب؟

[email][email protected][/email] [url]www.salmanmasalman.com[/url]

تعليق واحد

  1. مقال مؤلم ومليء بالحقائق المرة .. وتتحمل حكومة الكيزان كل مآلات هذا الجزء من أرض السودان ..

  2. شكرا على هذا التحليل الرائع الشئى الذى اود ان اضيفه هو ان الاثيوبيين استغلوا محاولة اغتيال مبارك فاحتلوا الفشقة لكن السوال المهم لماذا لاتقوم الحكومة السجمانة دى بتفعيل القضية داخل مجلس الامن السبب واضح من اجل الحفاظ على الكرسى حيث كان مبارك يهدد الجبهجية باثارة محاولة اغتياله داخل مجلس الامن فسكتوا ليحدثونا بانهم سيصلون الفجر فى كاودا.

  3. الكيزان والبشير عرفناهم تافهين و-khan344n لمصر من أجل الكرسي

    ما هذا الجبن والإنكسار و الصمت من قبل الأحزاب و منظمات المجتمع المدني السودانية

    والله العظيم مقصه تشق ياخي

  4. اولا االمعامله بالمثل بلا مشاريع بلا جن وسحب المشاريع المستثمره من قبل المصريين وخاصه فيااقصياالشمال ملايين الافدنه ومن غير اي فائده ثانيا التطبيع مع الاسرائيليين وقسما احسن لينا مليون مره من من هولا الجشعين

  5. تقرير المصير او الاستفتاء في حالة حلايب غير وارد اساسا لان حلايب اصلا سودانيه بدون جدال وارض محتله واذا سمحت الدول بالتغول علي اراضيها من الغير وتغير البنيه الديمغرافيه والجيوسياسه ومن ثم اللجؤ لهذه الخيارات لكان الحدود فوضي والقوي ياكل الضعيف ومصر انتهازيه ونفعيه وارزقيه ورزيله كما الانسان المصري اينما وجدناه في العالم ونحن لانساوم في حق نملكه ولا عندناكشعب او حكومة حق في تفريض في شبر وعليه مصر حلايب ليست كنهر النيل ونحن في المجري اذا لم نرجع حلايب اليوم نعرف مع من نلعب ونقوي عودنا وحلايب خليها تفيض نفط وبترول واشربوه والسودان عنده خيارات وليست لدينا مشكلة ارض الان ونعرف كيف نزل المصريين لانهم لايفهمون غير مبدا القوةوالتامر علي الغير

  6. قانونيا لن تستطيع مصر اقامة استفتاء دون موافقة السودان
    ومن حقنا ان نطالب بالتحكيم لاسترجاع اراضينا
    ودونك هونج كونج فقد حكمها الانجليز مئة عام واصبحت اقليم انجليزي تعليما وثقافة ورغم ذلك عادت للصين تحت حكم ذاتي
    مهمها مصر المصريين حلايب وشلاتين وابورماده لن نتنازل عن حقنا وارضنا ..
    وستظل مصر عدوة للشعب السوداني مادامت تحتل ارضه مهما تدثرت بالكلمات الطيبه والعلاقات الازليه وغيرها من خزعبلات لم نعد نبالي بها
    عبر التاريخ الحديث ظل السودان يقدم لمصر كل خير ولايجد منها الا كل خبث وشر
    فقد ظلت مصر تسلبنا حقوقنا التاريخيه والحضاريه وما اغراق وادي حلفا الابغرض دثر الحضاره النوبيه واخفاء التاريخ لاصل الحضاره الفرعونيه
    وظلت مصر تسعي لخلخلة الحكم الديمقراطي وتشجع الانقلابات وتتبناه

    السودان لايحتاج لمصر بقدر ماتحتاج مصر للسودان ..
    وسنظل ننظر لمصر بعين الريبه والتشكك وليس بعين الاخوه والعلاقات الازليه وغيرها من معزوفات اكل عليها الدهر وشرب وعرتها تصرفات المصريين الاستعلائيه والانانيه
    لقد انجلي زمن الاستغال والضحك علي الدقون ونحن في زمن الوعي والدفاع عن الحقوق وانتزاعها بكل السبل حتي لو اضطررنا للتحالف مع الشيطان

  7. ما دامت الكلية الحربية وغرفة الاركان و وزراء الدفاع بينهم من يرفع علم مصر بعد معركة و منهم ينبع مصر والواسطة مستمرة فمصر ستأخذ دنقلا ايضا
    و إذا حدث الاستفتاء فماذا عن أهل حلايب ؟؟؟ وكيف يلتقون بأهلهم فى السودان ؟؟؟؟ و هل اعطى المصرين النوبة حقوقهم ليحفظوا حقوق البجه ؟؟؟
    القضية هي ان كل تنازل لمصر يأتى من العسكر الانقلابى و الختمية
    العسكر لانهم يدخلون الكلية بالواسطة الطائفية المتفرعة
    و لازالت جزورهم تعمل داخل المؤسسة العسكرية
    والدليل رفع علم مصر فى هجليج رغم بعد المسافة

  8. ليس حلايب فقط!! إذا تم إستفتاء للسودانيين في كل المناطق الحدودية، سيختارون الإنضمام للدول المجاورة!! سيتفتت السودان!!

  9. اقتباس
    بل إنهم لم يسمعوا عن السودان سوى الاضطرابات السياسية، والحروب وانفصال الجنوب، ونزاع أبيي الحدودي (الشبيه بنزاع حلايب بالنسبة لمعظمهم)، والمشاكل والضائقة الاقتصادية، والغلاء والبطالة.
    فهل نتوقّع أن يقفز هؤلاء الشباب في الظلام، ويصوّتوا للعودة إلى بلادٍ لا يعرفونها، ويضحّوا بتعليمهم ووظائفهم ومستقبلهم والحياة الرغدة التي توفّرها لهم سلطات الاحتلال المصرية؟ وهل نتوقّع منهم ذلك وهم يسمعون ويقرأون عن عشرات الآلاف من خريجي الجامعات السودانية الذين فقدوا الأمل في الحصول على أيّة وظيفةِ أو عمل، وما يزالون عاطلين يتسكّعون في شوارع الخرطوم والمدن الأخرى في السودان؟ هل سنستند على “وطنية” شبابٍ لم يشاهدوا أي جزءٍ آخر من وطنهم إطلاقاً، ولا يعرفون عنه شيئاً، وليس موجوداً حتى في مقرراتهم الدراسية؟
    هل توفر السلطات المصرية حقاً حياة رغيدة لسكان حلايب ، إن كتب هذا المقال واحد من اثنين إما أن يكون موظفاً فى الاستخبارات المصرية أو أحد السودانيين الذين طال بهم المقام فى مصر ويريد من هذا المقال تأكيد تبعيته للمصريين ، بدون شتائم أو أى نوع من المهاترات ، المصريين المغتربين أو بمعنىأصح الموجودين فى السودان دفعتهم ظروف بلدهم الاقتصادية ومعايشهم إلى الهجرة السودان بحثاً عن مصادر الرزق وفى الحقيقة فيهم من يحملون مؤهلات جامعية فهل الظروف الاقتصادية فى مصر أحسن من السودان ربما تنعدم المقارنة فى بعض الوجوه ولكن فى الغالب الوضع فى البلدان متشابه ، وبخصوص قبول التحكيم مع اسرائيل وأثيوبيا فلأن هذان البلدان يظهران القوة أمام المصريين والجيش المصرى (خبير تقتيل الشعب المصرى) ، ولكن فى السودان يوجد حاكم كل أسرته ومعارفه وأركان نظامه بلا استثناء من اللصوص ولهذا هان وسهل الهوان عليه

  10. يا دكتور سلمان محمد أحمد سلمان ، لا تباع الاوطان من اجل ظروفها الاقتصادية والمعيشية ولا يضيع ارطبات المواطن لوطنه لكون ولده وترعرع تحت إدارة الاحتلال ولا ارتباط ظروف المواطن الاقتصادية والمعيشية يجعل المواطن ينسى موطنه الاصل ، وإلا فضل السودان محتل من الاحتلال البريطاني حتي الآن ، وجل من قاموا بمناهضة الاستعمار في السودان ولدوا وترعرعوا أثناء الاحتلال البريطاني للسودان ، بل تعلموا ودرسوا اثناء الاحتلال البريطاني للسودان ، وتباً لشعب يبيع وطنه من اجل ظروفه المعيشي والتعليم ومن اجل العيش الرغد ، ولا يستحق من يبيع وطنيته من اجل العيش الرغد ان يتأسف له الوطن والمواطن ، وتباً لمن يبيع وطنه من اجل العيش الرغد والرفاهية ، ولكن اطمئنك يا دكتور مهما فعلت الاحتلال المصري في حلايب سوف يفضل ابناء حلايب يتناقلون من جيل لا اخر انهم سودانيين وان الدولة المصرية محتلة لهذه البقعة من السودان ، وليس ابناء السودان من يجعلهم ظروفهم الاقتصادية والمعيشية ان يبيعوا وطنهم .

  11. حلايب سودانية وسوف تظل سودانية حتي ولوكانت نتيجو الإستفتاء في صالح مصر ولا نامت اعين الجبناء

  12. يا اهل حلايب يا سودانيين…ما يخدعوكم المصريين بشوية رتوش…انظروا كيف فعل المصريين بسيناء…لاتنمية ولاصحة ولاتعليم…وفى النهاية طلعوا اهل سيناء بياعى مخدرات …ثم طلعوهم اخيرا ارهابيين…وصاروا يهجروا فيهم ويقتلوهم صباح مساء…يا اهل حلايب انتم لستم افضل من اهل سيناء فى عين المصريين…اصحوا يا اهل حلايب …بكرة المصريين يهجروكم للسودان ويأخذوا ارضكم…ارضكم هى الاهم للمصريين اما انتم فسوف لن يكون لكم مكان فى ارضكم او مصر….وحتكونوا بدون فى السودان…نعم بدون السودان راجياكم

  13. ل نحن بهذا القدر الكبير من السذاجة بحيث نقبل من مصر الكلام عن أننا أشقاء وهي تحتل أرضنا وتطبق عليها سياسة الأمر الواقع؟؟؟؟
    لقد عرف المصريون على مر التاريخ بإتباع أقذر وأحط الحيل لتحقيق أهدافهم الوطنية والشخصية، فيما عرف السوداني لدى المصريين بأنه طيب وعلى نياته (أي أنه مفقل وساذج).
    إن الدخول مع مصر في حرب من أجل حلائب وشلاتين في الوقت الحالي وفي ظل البون الشاسع في القوة العسكرية والبشرية أمر محفوف بالمخاطر وقد يؤدي إلى قيام مصر الامبريالية باحتلال أراض جديدة في السودان على طريقة الصهاينة.
    حلائب أرض سودانية خالصة مهما فعل المصريون لتغيير وجهها البشري والجغرافي، وأرى أن أضعف الإيمان هو قطع العلاقات مع مصر وطرد المصريين من السودان، ووقف جميع أشكال التعاون معها والوقوف بقوة مع أشقائنا في أثيوبيا لمواجهة مصر .
    نحن لا نستفيد من مصر في أي شيء فليس لديهم شيء يقدموه لنا، بل نحن – بعد الله تعالى – نطعمهم ونسقيهم، بعد أن ضاقت بهم الأرض وكثرت الأفواه وقل الطعام، وأصبحت مواردهم شحيحة لا تغطي احتياجاتهم المتزايدة.
    اقطعوا العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية مع مصر فوراً وأوقفوا جميع أشكال التعاون معها وافرضوا عليها عقوبات اقتصادية صارمة حتى تخرج من أرضنا المحتلة أو تواجه الموت جوعاً وعطشاً.

  14. حقا مقال عين الحقيقة ومصر ستلجأ لهذا الخيار الاستفتاء وحكومة الكيزان هي التي فرطت في حلايب وقبلها الجنوب والفشقة والقائمة تطول

  15. كلما طال الصمت والإهمال ومر الزمن يصبح الحصول على نتائج إيجابية أكثر صعوبة
    وحكومتنا ليس لديها ما تبرز به عضلاتها( خارجيا) للحفاظ على حقوقنا ولن يثار أى من الخيارات الثلاثة وإنما هو( صمت مطبق)

  16. والله ان كان شباب حلايب سينسي اين نظارتهم ويبيعون السيادة باهتمام مصري لحظي لغرض اغرائهم (كمن صلي لغرض وبعده لا صلي ولا صام) وسيهملونهم ويضطهدونهم وسيوصفونهم بالفحم في شوارع القاهرة ويعتبرون مواطنون درجة خامسة (لان النوبة يحتلون الرابعة والسيناويون الثالثة) علي الاقا النوبة لقوا بوابات يجلسون عليها ولا اعرف ماذا سيجد البشاريون بمصر ليحتكروه.اما التهميش الذي عانوه في السودان فلم ينج منه شبر من السودان وليس حكرا عليهم وعندما نزيل معا الطغمة الحاكمة ونحل ازمة الحكم والتنمية التي تعبث بها الايادي المصرية في الخفاء اتحافظ علي السودان متخلفا لتسلب ارضه وماله عندها سننهض سويا وسنقطع اياديها وغيرها وسنطالب (عند تحقيق القوة )باراضينا حتي اسوان وسنرجع النوبةالمضطهدين للونهم الي الجسم الذي بتروا منه وما فتئ ينزف حنينا اليهم لتكوين فولترون سوداني قوي يبهر العالم برماة الحدق كما وصفهم عبد الله ابن ابي السرح الذي استعصوا عليه

  17. شكراً دكتور.. حقيقة مقال قاسي وصادم ولكنه وضح الكثير الذي لم يقله احد من قبل وينبئ بقرب ايلولة مثلث حلايب لمصر بحكم الامر الواقع وإستحالة عودتها سودانيه مع كل يوم يمر إضافة إلى الإثنان والعشرون عاما الماضيه , ويبدو من المؤكد أن المصريين لن يوافقوا على التحكيم الدولي مهما طال الزمن لأنهم كما ذكر فى المقال أن الزمن فى صالحهم فبه يرسخون وجودهم اكثر واكثر وسيطرحون خيار الإستفتاء لحل النزاع والذي ستبدو نتيجته محتومة لصالحهم وعليه يجب أن لا يوافق السودان على الإستفتاء حتى لو رفضت مصر إحالة النزاع للتحكيم الدولي , فخير لنا أن يظل المثلث هكذا من إستفتاء يحسم الموضوع نهائياً بنتيجة كاسحه وللابد ..

  18. بدأت مصر ترسيخ وتكريس سياسة الأمر الواقع (The status quo) ، منذ زمن بعيد وقد نبهنا نحن كمواطنين عاديين لا أحد يسمع عويلنا وصراخنا إلى هذه النقطة، وإلى وجود خارطة مصر متضمنة مثلث حلايب على كافة قصور الرئاسة المصرية الخديوية.
    المآثرة التي قدمتها الحكومة المصرية لسكان المثلث لا تستطيع الحكومة السودانية فعل ربعها، بل أن الحكومة السودانية لو قدر لها إدارة هذا الجزء العزيز من الوطن لأرهقت مواطني الإقليم وسكانه وأذلتهم بضرائب ورسوم ومكوس لا قبل لهم بها ولم يعتادوا عليها.
    حكومة البشير ورهطه طغاة وجباة وليسوا دعاة وهداة. ومن غرائب هذه الحكومة إنها توقظ مشاكل وفتن نائمة، ثم تنسحب وتصمت بعد أن تورط نفسها تاركة المجال للطرف الآخر لفعل ما يرغبه، وتصبح هي ? أي الحكومة- تراقب الوضع من بعيد وكأن الأمر لا يعنيها، وبالتالي تفشل في كسب قضية حركتها بنفسها ثم تركتها راكضة إلى الوراء.
    الأستفتاء في ظل هذا الاحتلال المصري غير وارد وغير مرغوب، وإن كنت أميل شخصياً إلى حل مشكلة هذا المثلث حلاً جذرياً بأي طريق ترتضيه الأطراف المتنازعة… لكن ما يحز في النفس هو (الفهلوة) المصرية الغارقة في الاستفزاز والتجني على حقوق الغير وهضمها…. فبعد هذا التكريس المصري الذي لم يكن غائباً علينا وفي ظل التراجع السوداني، نرى مصر تركن إلى الاستفتاء وترضاه لثقتها الكبيرة في أن أهل الأقليم سوف يصوتون لصالح البقاء ضمن القطر المصري، مع إنها لن تقبل بهذا الاستفتاء دون الحصول على مكاسب من السودان، أي أنها تحصل على تنازلات من السودان نظير قضايا تعلم سلفاً أن السودان سوف يخسرها…. أي أن السودان سوف يخسر مرتين، وأن مصر سوف تكسب مرتين. يخسر السودان مثلث حلايب في حالة الاستفتاء، وسيخسر مرة أخرى لجهة التنازلات الضخمة التي سيقدمها لمصر…. أما مكاسب مصر فهي بالطبع ضد هذين الاحتمالين……….
    كيف تكسب حكومة ما أي قضية مهما صغرت وهي في ذات الوقت تستعدي شعبها وتعمل على تصغيره وتحجيمه وإثقال كاهله بكل صنوف الضرائب والرسوم والمكوس والأتعاب؟ كيف تكسب حكومة ما أي قضية مهما صغرت، وهي لا تستصحب معها شعبها في معادلة الحكم… أي أن الحكم الراشد يتكون من حكام ومحكومين….. ففي حالة السودان لا يوجد محكومين أساساً أي أننا محكومين افتراضيين لا وجود لنا، لذا فحكومتنا (تخرمج)، لوحدها وتعرض السودان ك (ضيعة)، لصالح مصر ولصالح دول الخليج ولصالح كل من هب ودب، طالما تعتقد حكومتنا اعتقاداً جازماً وراسخاً رسوخ تكريس مصرية حلايب أنه لا يوجد شيء اسمه (الشعب السوداني)، حتى كلمة (الشعب السوداني الفضل) الرائجة هذه الأيام، لا تعترف بها الحكومة ………. إذاً لا غرابة أن تحتل مصر حلايب، ولا غرابة أن يأتي معتوهاً أمريكياً من آخر ركن في الدنيا وبالتحديد من ولاية فرجينيا و (يغز) (دلقانه- أي علمه) على أرض سودانية خالصة يطلق عليها مملكة شمال السودان، على منطقة (بير طوال) وهي بمساحة 795 ميلاً مربعاً، ثم ينصب نفسه ملكاً عليها وينصب ابنته أميرة على تلك المملكة…..
    إنه السودان الذي أصبح (جغرافيا) فقط من غير شعب، وهذا قول أطلقه محمد حسنين هيكل وأثار موجات من الاحتجاجات الإعلامية في السودان، ولكننا عندما (نرقد على حُمير قفانا) ونراجع سلسلة الأحداث التي تجري يومياً بيننا وفي ظل برامج الحكومة اليومية الرامية إلى تذويب الشعب وفت عضده وتحييده واستئناسه، يتأكد لنا جلياً أن السودان أصبح جغرافيا فعلاً…. ولا حول ولا قوة إلا بالله…

  19. الظروف الاقتصادية بالإضافة لعدد السكان تجبر المصرين علي الشحذة و استغلال الغير من غير تردد او حفظ جميل… و هذه من الاشياء الطبيعية عند المصرين و تحسب في خانة الفلاح و النجاح و الذكاء… هذه الطريقة في التعامل طبقت علي السودان عند بناء السد العالي.. و بعدها تنكروا للجميل… طبقت علي العرب في حرب 73 و عندما حرروا ارضهم باعوا القضية الفلسطينية… استغلوا العرب ابشع استغلال في حرب تحرير الكويت و كان من الممكن تحرير الكويت من غير تدمير العراق…

    ضعف حكومة السودان الفكري و السياسي و افتقارها للحنكة السياسية و خوائها بالإضافة لسياساتها العقيمة و ضياع ماء وجهها و افتقادها للسند الشعبي و تمسكها بالحكم و هوانهم علي الناس عطل عندهم الحس الوطني الذي اصلا كان ميتا و عدم ادراكهم لمعني السيادة الوطنية كل هذا سهل امكانية استغلالهم في مخطط تفكيك السودان و ضياع هيبته ليس فقط في قضية حلايب فحسب و انما في فصل الجنوب.. ضرب مصنع الشفاء… ضرب صاحب البرادو… مصنع اليرموك…ضرب القوافل.. احتلال الفشقة.. بالإضافة للإهانات المتكررة من قبل المجتمع الدولي.

    هنالك اوراق ضغط كثيرة يمتلكها السودان لتحرير حلايب و تأديب غطرسة المصريين من غير مفاوضات و انما تسليمها و هم صاغرون و حتي ان لم نكن نملك ادوات ضغط فيمكن تحريرها عنوة و الا لماذا توجد هنالك جيوش اليست هي لحماية الارض و العرض!!

    هذا لا يكمن ان يتم في ظل وجود هذه الحكومة الوهن… سيتم ذلك ان شاء الله من قبل رجل يعيد لهذا الوطن عزه و مجده و الي ذلك الحين نطالب كل من يتكلم عن القضايا الوطنية و السيادية ان يتكلم كلام رجال او فليصمت.

  20. هل يعي اهل حلايب الدرس من اهل النوبه المصريه؟؟

    بلاد النوبه ارض ومهد حضارة وادي النيل تلك الحضاره التي ادعي ملكيتها الوافديين الجدد لارض مصر زورا وساعدهم في ذلك علماء الاثار الاوروبيون الذين طغت عليهم نظرتهم العنصريه البغيضه وتجاهلوا عن عمد اهل النوبه وادعوا ان حضارة وادي النيل ملك للبيض؟؟ ولكن عالم اليوم بداْ يفيق من تلك الفريه ,,, فكل التماثيل والرسومات في المعابد تثبت ان سحنات اهل تلك الحضاره نوبيين وعلم الجينات اثبت ان كل الفراعين يحلمون جينات النوبيين واخرهم توت عنخ امون,,

    النوبيين منحوا مصر كل ذلك التاريخ والارث العظيم والاثار التي تدر علي الخزينه المصريه الملايين من الدولارات سنويا من دخل السياحه..وكان نصيبهم الاضطهاد والتشريد من ارضهم …

    النوبيين ضحوا بارض اجدادهم وارثهم لكي يقام السد العالي في اسوان وتم ترحيلهم الي كانتونات في الصحراء بعيدا عن ضفاف النيل الذي قدسه اجدادهم وعشقه واحبه احفادهم وتبادل معهم النيل ذلك العشق السرمدي ,فكان اجداد النوبيين يهبون النيل سنويا اجمل فتياتهم عروسا له وفي زمن الفيضان والنيل في قمة هيجانه وغضبه ,, فيمنحهم النيل مقابل ذلك الطمي والمياه التي تغمر الجزر واالاراضي التي تبعد كثيرا عن ضفاف النيل لكي يزرعوا فيها ويحصدوا خير النيل عليهم وكانما ذلك هو رد للجميل ,,,الجميل الذي لم يعرفه الوافديين الجدد الي وادي النيل والي ارض كميت KEMIT,,

    نوبة مصر يعانون الاضطهاد وحقوقهم مهضومة تماما فكل الوظائف االمهمة وكل قادة مصر ووزراء الحكومات المصريه المتعاقبه وقادة الجيش من الوافديين الجدد لارض وادي النيل اما النوبيين اهل تلك الديار فتركت لهم الوظائف الوضيعه ,,, خدم في الببوت ,,, بوابين,,, صفرجيه ,,, عمال حراسه في مرافق الدوله,,

    طالب النوبيين بتوطينهم من جديد علي ضفاف النيل وبحيرة النوبه ولم تستجب لهم الدوله المصريه بذلك ,, واعتقل وشرد قادة التنظيمات الحقوقيه النوبيه وادي الاجراء التعسفي الي قيام حركة ((كتاله)) والتي دعت الي حمل السلاح ضد الدوله المصريه حتي ينال اهل النوبه حقوقهم المشروعه,,

    هل يعي اهل حلايب ذلك الدرس وما تعرض له اهلنا النوبيين في مصر ؟؟ وهل يدرك ابناء حلايب ان مصر ستقيم مشاريع سياحيه في حلايب وسياتي وافدين جدد من الوجه البحري والدلتا والصعيد ويتم تشريدهم وطردهم الي اين؟؟ الي السودان موطنهم وموطن اجدادهم ولن نعاملهم كلاجئين فهم لحمنا ودمنا,,

  21. الخيار الرابع والذي اقترحته على المصريين وعلى ثقه بانهم سيمضون فيه هو اعاده حلايب اداريا دون حق السياده لولايه البحر الاحمر وليس الخرطوم بمعنى ان تتبع حلايب اداريا لبورتسودان وليس الخرطوم اي الخدمه المدنيه من تعليم وصحه واداره مرافق بينما يبقى على الوضع السيادي في شكل القوه المصريه وتمويل التنميه من الخزانه المصريه.
    والمصريين اذكياء ويعلمون تماما ان حلايب لاتساوي شىئا في مساحه السودان التي اجلا ام عاجلا هم قادمون لبسط سيطرتهم عليه واذابه الشعوب السودانيه المتناحره في المحيط المصري الكبير/

  22. هذا إحتلال واضح من مصر واستغلال مصر لظروف الشعب السوداني المغلوب على أمره اليوم أما صمت الحكومة السودانية فلا يختلف عن صمتها بما حدث في جنوب السودان من انفصال مثير للضحك وسخريةنظام الانقاذ المليء بالكيد والعبثية وما يحدث من حروب في اقليم دارفور وكردفان والنيل الأزرق لا يمكن تجاهله كما يحدث الآن ولا تعجب أخي الدكتور سليمان عن ما يدور في حلايب ( التور إن وقع كترت السكاكين) فالأطماع المصرية بادرت باحتلال مثلث حلائب طالما ستضيع باقي مناطق السودان منها وسترى إن بقت حكومة البشير في السنوات القليلة المقبلة ما يحدث من غرائب وعجائب رغم أنف ( جدودنا زمان وصونا على الوطن) أما مصر فستخسر شعب السودان بفعلتها هذه حيث أن الاغبيا من الجنرالات التي ساهمت في قرار الاحتلال كانت حساباتهم خاطئة حيث أن أن مصر احتلت الجزء وتركت الأصل وكان ينبغي عليها القيام بكامل خدماتهالشعب السودان واحتلاله بالكامل وتطبيق وحدة وادي النيل على الأقل يكون الشعب السوداني قد تخلص من نظام الخرطوم نهائيا وللأبد كما تخلص نظام الخرطوم من جنوب السودان نهائيا وللأبد وتبقى وحدة وادي النيل المرجوة طوعا وإختيار كما فعلت قبائل حلايب. نعم هذا ما تبقى من منطق.

  23. الان وكل الصحف المصرية تتحدث عن سد النهضة وان السودان يتعاطف مع اثيوبيا وان السودان باع مصىر وهو كلام خاطئ جدا ,, وقال وزير الرى المصرى ان الدراسات التى قام بها المستشارون الدوليون فى هذا الشان بينت ان اكثر ما قيل فى وسائل المصرية كان خطأ وان السد لن يقلل من كميات المياه التى تذهب لمصر والسودان وان بناء السد و تصاميمه كلها ليس فيها خطورة وان اثيوبيا من حقها عمل سدود ولكن بالاتفاق مع دول حوض النيل لتنعم ايضا بالتنمية ,والسودان مثله ومثل اى دولة له مصالح ويجب مراعاتها فالسودان دولة حرة مستقلة ولها علماءها ( اخر احصائية عدد الجامعات السودانية يتجاوز المائة جامعة ) كما ان السودان الان يسير فى نهضة زراعية كبيرة جدا وهو يمتلك 200 مليون فدان قابلة للزراعة ويحتاج للمياه المقدرة له ( 18 مليار متر مكعب منا الماء ) الان يذهب نصفها لمصر لان السودان لم يكن فى حاجة لها ,,
    مصر والسودان علاقتهما ازلية ولا يستطيع اى شخص او حفنة محطات اذاعية او تلفزيونية ان تؤثر فيها لان العلاقة فى الدين والنسب والدم والاقتصاد اقوى منهم هؤلاء الاعلاميون المدعون ..
    السودان وحتى تقيم مصر الحبيبة السد العالى رحل مدينة كاملة باريافها وهى مدينة وادى حلفا واعطى مصر 150 كيلو من الاراض لمصر حتى تغمرها مياه السد فيما يسمى ببحيرة النوبة ,, مصر دفعت وبالارقام والتحويلات الرسمية مبلغ 15 مليون دولار ,, بينما كلف بناء 33 قرية بمدارسها ومراكزها وخدماتها 30 مليون دولار دا غير مشروع الاعاشة التى بنته حكومة السودان للمهجرين وهو مؤسسة حلف الجديدة الزراعية وتكلفته 3 مليون دولار ,, وياتى اصحاب القلم الرخيص ويريدون تحويل قبائل البشاريين السودانيين الى مصرريين والبشاريين اكلهم سودانى ولبسهم سودانى وعادات زواجهم وموتهم سودانية ورقصهم سودانى وتقاليدهم سودانية وعمامتهم سودانية وشلوخ هم سودانية وصديرياتهم سودانية وكلهم على بعضهم سودانيين ,,, خلاص خدو حلايب وجيبوا لنا عيالنا السودانيين البشاريين فارضنا والحمد لله لسع واسعة بعد انفصال الجنوب والذى انفصاله كان باسباب اخرى مختلفة تماما عن حلايب ..
    نحن نحب مصر ولا يمكن ان نحارب مصر ,,,, ولكن الق حق ,,

  24. نهر النيل
    عاشق السودان
    ******************
    مثلث حلايب أرض سودانية وسكانه سودانيون وتبقى الارض سودانية فاليذهب من تخلوا عن كرامتهم الى إسرائيل أو إلى مصر إن شاءوا كما أنه لا ولن يعنينا ما يقوم به الفرعون على أرض حلايب المحتلة ، وما يعنينا هو أن تراب بلادنا غالى بالنسبة للشعب المغلوب على أمره ولن يرحم التاريخ الطامعين أعداء شعب السودان الكريم ولن يرحم من
    باعوه رخيصاً وكانوا فيه من الزاهدين 0

  25. رد على NAGID العزيز أو العزيزة (الإسم لايبين) إخوتنا البشارين موتورون من هذا النظام الفاجر الذي لم يراع إلا ولاذمة عندما ذبح الضباط السودانيين ليلة العيد ـ بالمناسبة هذا ليس غريبا على الإرث الإسلامي منذ مقتل (حجر بن عدي والجعد بن درهم)ـ كان ضمن أولئك الضباط ( محمد عثمان حامد كرار) ابن شيخ البشارين وأحد أكفأ الطيارين في سلاح الجو السوداني ، منذها نفر البشاريون من السودان وأهل السودان ولاأظن أن الاستفتاء إذا أقيم سيعيدهم للسودان.

  26. هذا مقال صادم وكان من المفترض أن يكون كمقالاتك السابقة يا دكتور فى كيفية العمل لأستعادة حلايب من الاحتلال المصرى ويجب أن نتعامل معه ومنذ الآن بالمحتل المصرى . خياراتنا واضحة بالعمل على التحكيم واِن رفضته مصر نلجأ لمجلس الأمن والذى بدوره يقوم بتحويل الأمر الى محكمة العدل الدولية لأنه المسئول عن حفظ الأمن والسلم الدوليين .

  27. لو تم إستفتاء أي بقعة في السودان في هذا العهد الفاسد – عهد البشير وكيزانه – على الانضمام إلى مصر أو البقاء في ظل حكم البشير والكيزان لاختارت الانضمام إلى مصر – أية قطعة باستثناء كافوري والرياض وشمبات الأراضي فهي مساكن الشياطين (أقصد الكيزان) أنفسهم

  28. بعيدا عن الأنانية والشعارات الجوفاء . الناس ديل لقوا شنو من الحكومات المتعاقبة في السودان غير التهميش .
    المصريين طلعوا نجاض وقدموا ليهم وعمروا ليهم البلد.
    احسن يشوفوا مصلحتهم وين…

  29. نرجو منكم يا دكتور أن لا توجعوا قلوبنا بمقالاتكم المطولة التى لا تفيد فى شئ والشعب السودانى واعى ومتعلم ويعلم كل كبيرة وصغير دون أن تسردوا لنا هذا السرد الممل الذى لايثمن ولا يغنى من جوع والمطلوب فقط منكم أن تحرضوا الشعب السودانى حتى يقوم ويطالب بحقه المسلوب لوحده دون القوى المتخاذلة الأخرى لأنها مخدرة والغريب فى الأمر بأن كل القوى فى السودان _ المعارضة والمدنيين – واليساريين واليمين والعلمانيين والقوى النسوية وحتى العسكر والاسلاميين لا يبالون بالأمر كأن الأراضى المحتلة من قبل مصر فى بلاد الواق الواق وليست جزء من أرض السودان .. ياترى ما الذى حصل لنا هل نحن أصبحنا زاهدين فى الدنيا لهذه الدرجة وهل وطنيتنا أصبحت صفر على الشمال وأين جيشنا الباسل المعروف فى بسالته فى مثل هذه المواقف الحرجة التى تمس كينونة الجيش الذى لا يقهر وهل أصبحنا جميعا نقول كلنا فى الهوا سوا والعايز يمرق ولماذا كتابنا الأعزاء جميعا أصبحت كتاباتهم عن موضوع مثلث الحلايب والشلاتين بأسلوب الذوق والأدب الجم وكأن الموضوع لا يهمهم كثيرا مادامت الحكومة تريدها هكذا .. أنظروا الى كتاب مصر وأقرأوا مقالاتهم التى تمس مثلث الحلايب والشلاتين والله يقولون بالحرف أوع حد من السودانيين يتكلم عن الحلايب والشلاتين سوف نقطعلو ايدو ونخليه يخرس طول عمرو ما يتكلمش تانى مرة .. هذا التحدى نسمعه ليل نهار فى القنوات الفضائية المصرية وفى الجرائد المصرية بأسلوب الوقاحة والازدراء والعكس تماما عند الاعلاميين فى السودان الى الأن يقولون نحن شعب واحد وشريان النيل وابن النيل وابو النيل وام النيل واخت النيل .. لك الله ياوطنى

  30. ذكر الكاتب – ( ويثير رفضُ القاهرة للتحكيم حول حلايب مع جارتها وشقيقتها الصغرى )،
    مين جارتها الصغرى يا جاهل بالتاريخ والحضارات القديمة
    روح اشحن ذاكرتك منتهية الصلاحية
    السودان اقدم حضارة واكبر مساحة واشمل ثقافة
    ده مشكلة كتابنا ومفكرينا – لا زالوا صغار و دون
    اقرفك ياخي قرفتنا من الصباح

  31. دعني اولا أن أطمئنك وقرائك ومعلقيك السذج أن قانون النزاعات الحدودية الدولية الذي بنيت عليه مخاوفك من تمصير المنطقة ويعرف بصيغته اللاتينية Uti Possidetis الذي استخدم لفض النزاعات في اوروبا وامريكا اللاتينية وغيرها لاينطبق على النزاع الحالي.
    حتى رغبة المصريين باقحام اتفاقية ايلاء الحكم الاداري للبريطانيين مشاركة المسمى باتفاقية عام 1899 لاعلاقة لها بالنزاع وهي اذا ما استخدمنا منطق المصريين الهبل في صالح السودان بل بموجبها كل ارتريا ونصف اثيوبيا الى هرر اراضي سودانية ضمن تلك الاتفاقية الادارية!
    اما ورطة المصريين فهو اعترافهم بسودانيتها عام 1907 وورطتهم الاسوأ هي قبولهم عند اتفاقية طابا مع الاسرائيليين بالاعتراف بحدود 1841 التركية كحدود لمصر تاريخيا فهذه هي نهايتهم ولن تعني عودة شلاتين فقط بل مئة ميل من حلفا شمالا الى اسوان للسودان وطبيعيا هذه ستفتح ملف نزاعات حدودية اخرى مع ليبيا ولا اريد ان اسهب مثل المصريين فالحرب ليست اعلامية

    ثانيا لو كنت تتابع تعليقاتنا في الراكوبة لتعلمت الكثير لان غالبيتكم تعتقدون ان السودان هو الانقاذ وكأنه لم ينجب غيرها
    لمعلوماتكم فقط ليست اسمها حلايب وهذا اسم الميناء الذي اطلق عند اعلانها مأمورية في فترة السودان التركي
    ثالثا تم احتلاها ثلاث مرات في حقب تاريخية مختلفة وشهدت معارك تاريخية ولم تكن في ايا من تلك الحقب يشار اليها بانها اراضي مصرية حتى من قبل اتراك مصر نفسهم
    رابعا بما انك متخصص حسب اشارتك زهوا في غير موضع من مقالك هل يمكنك ان تسمي لي القبائل والقرى التي تم تهجيرها عند اول احتلال لها وفي فترة احتلالها الثاني دعك من فترة احتلالها الحالي ؟؟؟ لانك لو استطعت ان تجيب على هذا ستعرف انه سيستحيل تهجير مستوطنيها الحاليين.
    الله يرحم الشيخ عيسى برير والطاهر المجذوب وشهداؤها والدماء التي روت اراضيها قبل ان تعرفو سودانكم الحالي
    لو بتطلعوا فقط على تاريخكم ستفيدونا اكثر من حشر انوفكم وطنية سكت بكت

  32. هذا كلام مسترسل ووقائع معروفة لدى الشعب السودانى المطلوب تحرك جاد وتصعيد شعبى ودعم اهلنافى الشرق بالدخول الى حلايب حتى لو ادى ذلك الى اشتباك مع المحتل وهو مما يؤدى لايجاد حركية للقضية ثم اعادة النظر فى كل الاتفاقيات ومنها المياه والعمل على اعادة مواطنيننا من حلفا الجديدة الى حلفا القديمة اما اذا انتظرنا الحكومة والمعارضة فلن ننال شئ خاصة وان مصر تسعى للتمصير ومن ثم تطرح الاستفتاء وعندما يرفض السودان سوف يقولون ان السودان لايريد الحل السلمى وسبق له ان قبل الاستفتاء فى مناطق اخرى تصوروا لو كان العكس وان السودان محتل لاراضى مصرية ماذا سيكون الموقف كانوا سيشنوا حربا علينا لذلك العواطف مع جيراننا لا تنفع وعلينا كشعب الان ان نقوم باحتجاجات خاصة فى الشرق والدخول الى حلايب هذا اذا ما اردنا ارجاع الاراضى وتحسيس مواطنينا فى حلايب نحن ندعمهم حتى يسترجعوا ثقتهم بنا ثم تحريك مشايخ حلايب تجاه الخرطوم وعواصم اخرى اجنبية لشرح القضية

  33. الحل السحرى الذى يجعل مصر تحترمنا وتبوس جزمتنا كما يفعل رئيسها مع اسياده السعوديين هى التوقيع على اتفاقية عنتبى. عندها سيقول المصرى للسودانى ( خدامك يابيه). هذه هى طبيعتهم وثقافتهم (ان تحترم الاقوى منك وتذل الطيب الاضعف منك). التوقيع على عنتبى سيجعلنا اصحاب قوة وباس شديدين واحترام يزيد كلما نقص سريان النيل شمالا

  34. السودان يخشى مصر ومصر تخشى إسرائيل لذلك لجأت مصر للتحكيم في “طابا” ولا تقبل به في حلايب لأنها خاطه السودان تحت “باطا” . كل آفة وليها آفة .
    حكومتنا الحالية لن تفعل شئ لمواطنيها في كل بقاع السودان ولن تحرك أي ساكن وعلى بال ما يتزحزحوا وتجي حكومة غيرها حيكونوا المصريين عمّروا حلايب وشربوهم موية النيل ولو جه تحكيم حيلقى التعمير مصري وصفر لإنجازات السودان !!
    بعدين وين الأصوات التي تنادي بها غير كتابات هنا وهناك ؟ وين الناس البطلعوا للشارع عشان أرضهم وترابه ووين الزعامات العايشين في مصر ولابدين وقاعدين ذي البسس ؟
    غايته ربنا يجيب الفرج ويحلها من عنده .

  35. لقد تسألت فى تعليق سابق بالراكوبه فى ردى على كاتب مصرى مخادع عن سر تركيز المصرين كل قدراتهم لاغتصاب حلايب برغم اتفاقية الحريات الاربعه لتصدير فائضهم السكانى وبرغم ما ضحى به الوطن لاجلهم وناشدت علمأنا ان يدلوا بدلوهم لان ذلك واجبهم نحو هذا الشعب العظيم والذى هم منه واليه حتى جاء مقالك بالحقائق المره فى مصرنة المنطقه ومجافيا لمقالاتك السابقه فى طرح الحلول-ولم تذكر الا فوائد المصرين من الثروة السمكيه؟؟ وليتك تواضعت واضفت صوتك لصوتى فى مناشدة رفاقك من العلماء لكشف المستورعن سر استماته المصرين فى بذل اقصى قدراتهم لمصرنة المنطقه – وقطعا لا يخفى عليك ان منع الاهل من مواصلة اقربائهم مخالف لكل الاعراف والقوانين والمبادئ الدوليه – وان هذا البذل لثلاثون الفا من السودانين لن يكون الا لفترة مؤقته ثم طردهم واستبدالهم بمن لن يدعى انتمائه لتراب الوطن-واعتقد انك بحكم متابعتك للقضايا الحساسه بين كل من السودان ومصر قد اطلعت على اخبار سابقه بمنعهم السودان من التنقيب فى المنطقه ولا بد ان شركات التنقيب التى بذلت كل امكانياتها لنيل العطاء تعلم مسبقا بتواجد البترول فيها ?هذا ولن يغيب عن بالك الاهميه القصوى لاستراتيجيه هذه المنطقة والا فكيف يسوق هذا الفرعون خدماته لكل من امريكا والصهاينه والمملكه

  36. انا بفتكر نعلن الحرب ديل , بعد ده الكلام والتنظير الكتير ما فيهو فائدة , التنظير ده سلاح الضعفاء

  37. السودان يخشى مصر ومصر تخشى إسرائيل لذلك لجأت مصر للتحكيم في “طابا” ولا تقبل به في حلايب لأنها خاطه السودان تحت “باطا” . كل آفة وليها آفة .
    حكومتنا الحالية لن تفعل شئ لمواطنيها في كل بقاع السودان ولن تحرك أي ساكن وعلى بال ما يتزحزحوا وتجي حكومة غيرها حيكونوا المصريين عمّروا حلايب وشربوهم موية النيل ولو جه تحكيم حيلقى التعمير مصري وصفر لإنجازات السودان !!
    بعدين وين الأصوات التي تنادي بها غير كتابات هنا وهناك ؟ وين الناس البطلعوا للشارع عشان أرضهم وترابه ووين الزعامات العايشين في مصر ولابدين وقاعدين ذي البسس ؟
    غايته ربنا يجيب الفرج ويحلها من عنده .

  38. لقد تسألت فى تعليق سابق بالراكوبه فى ردى على كاتب مصرى مخادع عن سر تركيز المصرين كل قدراتهم لاغتصاب حلايب برغم اتفاقية الحريات الاربعه لتصدير فائضهم السكانى وبرغم ما ضحى به الوطن لاجلهم وناشدت علمأنا ان يدلوا بدلوهم لان ذلك واجبهم نحو هذا الشعب العظيم والذى هم منه واليه حتى جاء مقالك بالحقائق المره فى مصرنة المنطقه ومجافيا لمقالاتك السابقه فى طرح الحلول-ولم تذكر الا فوائد المصرين من الثروة السمكيه؟؟ وليتك تواضعت واضفت صوتك لصوتى فى مناشدة رفاقك من العلماء لكشف المستورعن سر استماته المصرين فى بذل اقصى قدراتهم لمصرنة المنطقه – وقطعا لا يخفى عليك ان منع الاهل من مواصلة اقربائهم مخالف لكل الاعراف والقوانين والمبادئ الدوليه – وان هذا البذل لثلاثون الفا من السودانين لن يكون الا لفترة مؤقته ثم طردهم واستبدالهم بمن لن يدعى انتمائه لتراب الوطن-واعتقد انك بحكم متابعتك للقضايا الحساسه بين كل من السودان ومصر قد اطلعت على اخبار سابقه بمنعهم السودان من التنقيب فى المنطقه ولا بد ان شركات التنقيب التى بذلت كل امكانياتها لنيل العطاء تعلم مسبقا بتواجد البترول فيها ?هذا ولن يغيب عن بالك الاهميه القصوى لاستراتيجيه هذه المنطقة والا فكيف يسوق هذا الفرعون خدماته لكل من امريكا والصهاينه والمملكه

  39. انا بفتكر نعلن الحرب ديل , بعد ده الكلام والتنظير الكتير ما فيهو فائدة , التنظير ده سلاح الضعفاء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..