مجزرة شهداء البجا ببورتسودان: أكثر من خمسة أعوام والقاتل معلوم ومجهول

مجزرة شهداء البجا ببورتسودان: أكثر من خمسة أعوام والقاتل معلوم ومجهول

شهداء 29 يناير نموذجا لعنف الدولة

بقلم /أمين سنادة

قضية مقتل شهداء البجا تدخل عامها السابع دون أن يستطيع نظام المؤتمر الوطني ان يحدد الجاني، وتؤكد هذه الشواهد عملياً إنه لا مناص من النضال اليومي من أجل قيام دولة القانون, فهذه الجريمة التي كان شهودها كامل اهل المدينة و ميناء الذين رأوا القناصه المحترفين وهم يعتلون أسطح المباني ويوجهون رصاصهم الحي المباشر إلى رأس الضحايا الذين ما ترددوا ولا حملوا معهم إلا أحلامهم المؤودة, إنها جريمة مكتملة الأركان ما عمي عن شواهدها إلا منعدمي البصيرة والضمير. تتجدد اليوم هذه الذكرى الأليمة التي بدأت بمطالب بسيطة حول الحقوق والرغبة في التنمية المتوازنة والسلم الوطيد، ولكن رعب المرعوب ليس له حدود.

وكأن الثائرون تمثلوا في قول الشاعر محمد الحسن سالم حميد حين قال:

ما عدَ صباح من ها الميناء

كدّ الكداح شايله سفينه

والناس عوجات تحرس ترجا

ترجعبو سلاح وأنوار زينه

فالمطالب انحصرت في حقوق الإقليم وحقهم في التميز الايجابي حتى يسهموا في الناتج القومي وتحدثوا عن التنمية المتوازنة والإهمال والثروات القومية والفقر والجهل والمرض. لمواجهة هذه المطالب تحرك المرعوب بالطائرات إلى مناطق يسافر الغالبية العظمى من ساكنيها بالدواب؛ وتدججوا بالأسلحة الخفيفة والثقيلة في مواجهة العزّل الذين لا يمتلكون إلا الحقيقة فحصد الرصاص النادر عشرين روحاً طاهرة صعدت إلى باريها لتؤكد عظمة وعدالة قضية مواطني الإقليم تمددت جثثهم وبكتهم المدينة وتفرق دمهم بين المنابر والخطب.

إن شهداء 29يناير هم شهداء هذا الوطن، وهم من طرحوا قضية واضحة ليست قبلية بل قضية وطن، إن يوم الحساب آتٍ. وتُقيم في هذا اليوم اللجنة العليا لشهداء البجا تأبيناً للشهداء بـ(نادي البجا) وتطالب فيه بفتح ملف التحقيق وتقديم الجناة إلى المحاكم في هذه القضية التي تراوح مكانها في دهاليز المؤسسات المختصة، ونحن في الحزب الشيوعي السوداني نشد على أيديهم ونقف خلف مطالبهم العادلة ونثق ما ضاع حق وراءه مطالب.

الميدان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..