علي عثمان… سياسة الطلقات الطائشة!!

شمس الدين ضوالبيت

-1-
الصورة التي روجها الإعلام الإنقاذي والحكومي لعلي عثمان محمد طه أنه رجل يعمل ألف حساب لكل خطوة قبل أن يخطوها ويزن بميزان الذهب كل كلمة قبل أن يتفوه بها. وأشاع عنه مريدوه أنه داهية يعرف تماماً ما يريد, وفوق ذلك يملك سبل الوصول إلى هذا الذي يريد دون أن يعلو صوته أو تتعفر أقدامه بغبار المعارك التي يخوضها, سواء كان ذلك ضد خصومه خارج التنظيم أو مع منافسيه داخله.. ورسخ (شيخ علي) هذه الصورة الإعلامية (وهو الذي أشرف على أجهزة الإعلام بحكم وضعه الذي يشابه رئيس الوزراء) بطول السكوت وقلة الكلام ثم الخروج في مقابلات مدبرة بعناية هدفها أخذ الرأي العام إلى وجهة معينة (أنظر هنا تأكيده المغلظ في مقابلة تلفزيونية على أن تنحيه الأخير عن دفة القيادة جاء باتفاق الجميع على تجديد الدماء), أو بأقوال محسوبة تعطي الانطباع بأن كل شئ تحت السيطرة ومتحكم فيه ( مثل تبشيره بـ”الجمهورية الثانية” في أجواء الصدمة التي أعقبت الانفصال), أحياناً يلقي السيد علي عثمان بتصريحات تنفيذية محددة ودقيقة, أشهرها دعوته باللغة الانجليزية إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية على الحدود بين السودان والدولة الوليدة في الجنوب أن: Shoot to kill)) كل من يقود دابة تعبر هذه الحدود تحمل بضائع وجهتها الجنوب, كان هدف الحكومة تجويع المناطق الشمالية للدولة الوليدة ومعاقبة وتركيع القيادات الجنوبية التي اختارت الانفصال. مقولته الأخيرة هذه وعلى الرغم من ما ألحقته من أذى بصورة (رجل الدولة) بعيد النظر التي روج لها أيضاً المريدون, إلا أنها رسخت بحرفها ودلالاتها الإيحائية صورة (القناص) محدد الأهداف الذي تبدو فريسته أو بغيته واضحة المعالم أمام منظاره المكبرحتى إذا كانت تفصلها عنه المسافات..!!.

-2-
هذه الصورة الزاهية للدينمو المدقق وصانع الألعاب المحترف لم تصمد إذ غامر صاحبها بالخروج (بدون تحفظ) من أمن وبساطة العمل التنفيذي المباشر المسنود بعنف الدولة.. إلى تعقيدات الفكر السياسي والديني المتشابكة التي من المفترض أنها توجه هذا العمل التنفيذي .. فتبيّن منذ الوهلة الأولى لهذا الخروج أن تلك (الصورة) لم تكن إلا لفيفة صنعها الإعلام بلا أساس.. وقدم على عثمان نفسه الدليل على ذلك..!!. فحالما تعلق الأمر ببعد النظر الاستراتيجي والاستحقاقات الأصيلة لإدارة الدولة واعتبارات المصلحة العامة الكامنة خلف السياسات التي انتهجتها دولة الحركة الإسلامية.. ضاعت الأهداف عن ناظري على عثمان وطاشت طلقاته في كل الاتجاهات.. لم يقدم علي عثمان الدليل على هذا فقط بما ذكره في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة الرأي العام (رداً على تهمة مبطنة من محاوريه ومن باقان اموم الأمين السابق للحركة الشعبية بأن الحكومة كانت تناور بحق تقريرالمصيرلشق الحركة الشعبية فمنحته لفصيل من الحركة الشعبية في فرانكفورت مطلع عام 1992), عندما قال: “أنت عندما تطلق طلقة لا تدري بعد ذلك من تصيب ومن تخطئ في مسارها” (الرأي العام 6 نوفمبر 2014), ولكن أيضاً بمجمل الاعتبارات والتفسيرات التي قدمها مبررات للسياسات التي تحمّل هو وجماعته في الحركة الإسلامية مسئولية تصميمها وانفاذها على مستوى الدولة, بحيث بدت أقواله وشروحاته حولها محاولات واضحة لتسويق وتسويغ الفشل وتبرئة النفس والجماعة منها أن تكون نظرة للمراجعة وأخذ االعبر. ولن تستقيم صورة المدقق والمحترف المذكورة بعد هذه الأقوال مرة أخرى إلا بصورة سلبية إذا كان الهدف منها إخفاء الحقائق وأخذ الرأي العام إلى وجهة معينة بعيداً عن أخرى (وهناك من القرائن ما يشير إلى ذلك) ولكن حتى في هذه الحال فإن ذلك لن يفيد كثيراً في تسويق تفسيراته أو تبريراته للسياسات التي وقف خلفها.

-3-
إذا أخذنا, على سبيل المثال, الأسباب التي يرى السيد علي عثمان, في تلك المقابلة. أنها قادت للانفصال, نجد أنه يعزوه مرة إلى سياسة الولايات المتحدة ولوبيات ومراكز الضغط فيها, ولكن من المعروف للجميع أن المطامع الأجنبية تتعرض لها كل دول العالم, ومهمة القادة الوطنيين بحق هي مقاومتها وسد الذرائع الداخلية إليها؛ ويعزوه مرة ثانية إلى بعض “العوامل النفسية التراكمية التي تم استخدامها وتحريكها بشكل سالب ومستفز”. ولا أجد تحريكاً لهذه العوامل النفسية أكثراستفزازاً من إعلان حرب جهادية على مواطنين سودانيين, وبالمثل ليس هناك ما هو أكثر استفزازاً من منبر السلام العادل وصحيفة الانتباهة اللذين لم يتركا مذمة أو تحقيراً أو نقيصة لم يلصقاها بأهل الجنوب, وكلاهما : الحرب الجهادية والانتباهة صناعة ?إنقاذية? بامتياز؛ ويرجعه مرة ثالثة إلى “القوى السياسية بإجماعها” لأنها اعترفت للحركة الشعبية بحق تقرير المصير في اسمرا, بينما كانت الحكومة هي التي ناورت بحق تقرير المصير عام 1992 لشق الحركة كما سبق, وذلك قبل مؤتمر أسمرا بعدة سنين. كما أن تقرير المصير لا يعني في كل الأحوال الانفصال ولدينا الدليل في اثيوبيا التي تملك كل واحدة من كياناتها الفيدرالية الإثنية التسع الحق في تقرير المصير بما في ذلك الانفصال وبإجراءات بسيطة, وقاد هذا الحق الدستوري فيها إلى القضاء على النعرات الانفصالية وإلى بناء الوحدة الوطنية وتمتينها. وذكر على عثمان أيضاً أن الجنوب كان أبعد مما يمكن استيعابه في “النصوص النفسية والسياسية والفكرية” التي يمكن استيعاب بقية السودانيين فيها, والسؤال الذي يجب توجيهه له هنا من أين يبدأ قياس هذه المسافة لتحديد بعدها.. هل من النصوص النفسية والسياسية والفكرية الصوفية التي شكلت تاريخياً وجدان السودانيين المسلمين, ولم تكن لديها يوما مشكلة مع أهل الجنوب أو غيرهم؟ أم أنطلاقاً من فكر الإخوان المسلمين, وهو فكر غريب ومتطرف بدليل أنه شن حرباً جهادية على هؤلاء المواطنين..!!؟. كذلك قال علي عثمان إن الانفصال ربما كان المحصلة الطبيعية لجولات الحرب والسلام في السنوات الخمسين الماضية, وهو يريدنا هنا أن ننسى أن انقلاب ?الإنقاذ? استبق وهدف إلى نسف تنفيذ إتفاق الميرغني- قرنق والمؤتمر الدستوري المضمن فيه والذي كان مقدراً له أن يضع “العقد التأسيسي الجديد” الذي يتحدث عنه علي عثمان, ويبسط من ثم السلام في ربوع السودان!

-4-
بالطبع لا يغب عن القارئ أن هذه القائمة التي استعرضها علي عثمان هي في الأصل القائمة المعتادة لقادة المؤتمر الوطني في تبرير الانفصال, بلا جديد, وأهم ملمح فيها أنه يغيب عنها دور الحركة الإسلامية وقادتها, وفترة حكمها التي بلغت 20 عاماً قبل أن ينفصل الجنوب, ويغيب عنها دورالحرب الجهادية التي أشعلتها هناك, وسياساتها الدينية والإثنية والقبلية التي تكفلت بإشعال حروب أهلية أخرى- يغيب دور هذه جميعاً في ما حلّ بالسودان. لا يقترب علي عثمان من دور له وللحركة الإسلامية في ما حدث إلا مداورة, ولكن لكي يحول التخبط والتفريط في تراب الوطن إلي إنجاز, ولكي يسوق الفشل والخيبة إلى نجاحات, ولكي يقلب التقصير وضعف الهمة الوطنية إلى بطولة. يقول علي عثمان في المقابلة المذكورة: “ولكني أقول سيأتي يوم سينظر إلى أن السودانيين بوعيهم المتقدم استطاعوا أن يقدموا معالجة لموضوع التناقض السياسي الداخلي والتباينات السياسية الداخلية بأفضل مما شهدته كل الساحة السياسية المعاصرة حولهم”.. !!؟؟, وإذا تركنا جانباً الكلام حول أن الانفصال هو “تعبير عن وعي متقدم للسودانيين في معالجة التباينات السياسية الداخلية ” والذي لا يمكن أن يقنع أحداً, فإن الحديث عن أن هذه المعالجة هي “أفضل ما شهدته الساحة المعاصرة حولهم” هو مغالطة تاريخية صريحة, لأن انفصال جنوب السودان هو الحالة الوحيدة التي عالجت فيها دولة افريقية “تبايناتها السياسية الداخلية بالانفصال”, من بين 53 دولة “قطرية” افريقية توجد فيها جميعاً تباينات سياسية داخلية وأنشأتها “ظروف وودوافع استعمارية .. لم يكن لأحد يد في تشكيلها” (بتعبير طه) مثل السودان. ولا يعتد هنا بالحالة الارترية لأن ارتريا لم تكن يوماً جزءاً من اثيوبيا, بل ألحقها بها البريطانيون بعد الحرب العالمية الثانية (1950), نتيجة لانهزام محتليها الايطاليين. وكان السودان قد أكمل وقتها أكثر من قرن من عمره منذ نشأته الموحدة في عهد التركية السابقة!

-5-
لقد بدا واضحاً أن تسوق السيد علي عثمان شرقاً وغرباً في مسببات الانفصال كان محاولة للهروب من السؤال الحرج حول دوره ودور الحركة الإسلامية فيه, ولإثارة غبار كثيف ربما يحجب التقصير والتفريط وضعف الهمة الوطنية أمام مغريات البقاء في السلطة. لذلك عندما فاجأه محاوروه بسؤاله عن “مسؤوليتكم في تقديم ما يلزم ليبقى السودان تحت مظلة الوطن الواحد”, استنكر السؤال ورده إليهم بسؤال آخر, قائلاً: “ما الذي كان مطلوباً تقديمه وتأخرنا عنه ؟”. قبل أن (يصمت).. ثم يقر بأن هناك فعلاً شيئاً كان من الممكن تقديمه ليبقى السودان موحداً, ثم ليكشف سراً من بين سطور حديثه الذي تحول إلى الغموض والعموم فجأة, هو أن القيادات الجنوبية (وربما وساطات داخلية وإقليمية) طرحت عليهم هذا الشئ مطلباً للأستمرار في الوحدة. ولكن لندع علي عثمان نفسه يتحدث. قال علي عثمان بعد استنكار السؤال ثم (الصمت) المشار إليه: “شئ واحد كان مطلوباً أن نقدمه وتأخرنا عنه وسنظل نتأخر عنه لأنه فوق قناعتنا بالدولة القطرية هو هويتنا.. الشئ الوحيد الذي ربما يقنع الجنوبيين بالاستمرار في الوحدة هو أن يتخلى الشمال عن هويته الثقافية الإسلامية والعربية, ويقبل بالدولة المدنية العلمانية الافريقية…هذه من القضايا التي كان يثيرها بعض إخواننا الجنوبيين علينا”! إذن كانت هناك فرصة للوحدة, والحفاظ على تراب الوطن..ولكنها كانت ستؤدي, حسب علي عثمان, إلى أن “يتخلى الشمال عن هويته الثقافية العربية الإسلامية” وأن يصبح السودان “دولة مدنية علمانية افريقية” ولهذ السبب رفضها علي عثمان وسيظل يرفضها حسب قوله…!! لم يقدم علي عثمان, في الشق الأول من حجته حيثيات عملية للكيفية التي بها سيـ”تخلي الشمال عن هويته الثقافية العربية الإسلامية”, بمعنى هل سيترك السودانيون في الشمال الإسلام..؟! هل سيتحولون إلى التحدث باللغة الانجليزية أو لغة الدينكا مثلاً..؟! هل سيقطعون علاقاتهم بالسعودية ودول الخليج ومصر..؟!! وبما أنه ليس متصوراً أن يحدث أياً من هذا يصبح المعنى المقصود أن ما سيكون الشمال مضطراً إليه هو التخلي عن فرض هويته هذه على باقي أهل السودان أواكراههم عليها..!! ولكن أليس هذا واحداً من مستحقات “العقد التأسيسي الجديد” للورثة الاستعمارية الذي تحدث عنه علي عثمان في هذه المقابلة ..؟! أن تقرر الجماعات السودانية طوعاً وباختيارها الحر هويتها الجامعة.؟. خاصة وأن “الشمال” المقصود في حديث علي عثمان ليس هو كل الشمال السياسي خارج الجنوب, لأن هذا الشمال الأخير يشمل مجموعات كبيرة من غير العرب, ومجموعات أخرى من غير المسلمين..؟!! نخلص بالتالي إلى أنه ليس في هذا الشق من حجته ما يُحسب له أو يصلح حتى بمنطقه هو لأن يكون ثمنه التفريط في وحدة التراب السوداني وإلحاق هذا الهوان به.

-6-
الشق الثاني من حجة علي عثمان هو أن السودان سيصبح “دولة مدنية علمانية افريقية … ليست لها جذور”. دعونا نتجاوز كما في الشق الأول عن النبرة التحتية التحريضية التعبوية و(الهتافية) في هذه الدفوعات, وننفذ إلي الموضوعي فيها. فالدولة المدنية أو العلمانية ليست هي ذلك “الشيطان” الذي يصوره الأئمة المسيسون في المساجد, أو تلعنه الآلة الإعلامية للسلفيين المتشددين, أو التي يريد أن يخيفنا بها علي عثمان هنا. لأنه وبخلفيته القانونية والسياسية لا بد أن يكون متآلفاً مع مفهوم “المدنية” من “القانون المدني” و”المحاكم المدنية” و”الخدمة لمدنية” التي أدارها لسنوات طويلة.. والدولة المدنية ليست إلا “كبير هذه العائلة المدنية” وإطارها السياسي العام, وتعني بالتحديد “الدولة التي تتأسس الحقوق والواجبات فيها على المواطنة وليس على العقيدة” .. أما الدولة العلمانية فهي “الدولة التي تقف على مسافة واحدة من كل الأديان” .. ولا تعني “الدولة الأفريقية” أكثر من سياقها الجغرافي. لذلك فإن علي عثمان عندما يقول ما يقول يرفض في الواقع سوداناً تتأسس فيه الحقوق والواجبات على المواطنة وليس العقيدة (كما هو الأمر مع النساء في الدستور والقوانين القائمة حالياً), ويرفض سوداناً تقف فيه الدولة على مسافة واحدة من كل مكوناته الدينية..!!.. تزول الدهشة إذا تذكرنا أن الدولة التي تتأسس فيها الحقوق على العقيدة وتنحازأجهزة الدولة فيها إلى دين معين هي الدولة الدينية القائمة على تطبيق الشريعة التي أقامها علي عثمان وجماعته. وبالتالي فإن كل هذه الحديث الطويل عن أن الشمال لن يتخلى عن كذا وكذا لا يعني بالعربي الفصيح أكثر من أن هذا “الشمال” لن يتخلى عن “الشريعة ” ثمناً لاستمرار الوحدة مع الجنوب..!! وربما انتاب على عثمان شئ من الحرج أن يقول ذلك صراحة فلجأ إلى الحديث غير المباشر لعدة أسباب: فهذه الدولة كما سبق هي دولته التي أسسهأ, وثانياً ربما يكون قد خبر بنفسه على مدى سنواته الطويلة في الحكم إشكالات المنهج وإشكالات تطبيق الشريعة وتأثيراتها السالبة على الوحدة الوطنية من واقع أن تشريعاتها جاءت -مثل كل تشريع- لتنظيم علاقات اجتماعية غير تلك السارية اليوم ولظروف غير هذه الظروف. تحدث علي عثمان عن أن الشمال لن يتخلى عن الدولة الدينية وهو يعلم أنه ليس مخولاً للحديث بإسم هذا “الشمال”, لأن فيه من هو ليس بعربي, وفيه من ليس بمسلم, كما سبق, خاصة وأنه يتحدث عن “عقد تأسيسي يجتمع عليه أهل السودان” ومثل هذا العقد التأسيسي لم ينعقد, وهو أن أنعقد فيقوم على التراضي, ولكن على عثمان فرض وصايته عليه وتحدث بإسمه وقرر نيابة عنه أن الجنوب ليس جزءاً منه, حتى قبل أن يوجد. كذلك يخوض على عثمان مغالطة تاريخية واضحة بقوله إن الشمال لن يتخلى عن الدولة الدينية, ويتجاهل أن خيار الدستور الإسلامي الذي يؤسس لجمهورية دينية إسلامية لم يحصل على أغلبية تجيزه في أي هيئة دستورية فنية أو تأسيسية منتخبة أنتخاباً حراً في تاريخ السودان, وذلك منذ أن أسقطت اللجنة الفنية الأولى لصياغة الدستور الدائم لعام 1957 مقترحاً تقدم به ميرغني النصري وثناه عمر بخيت العوض بإضافة كلمة “إسلامية” إلى الصيغة الأصلية المقترحة بأن يكون السودان جمهورية برلمانية موحدة. كذلك أسقط الأعضاء مقترح حسن الترابي ب”الدستور الإسلامي الكامل” في اللجنة الفنية الثانية لعام 1967. بالإجمال ليس في هذه الحجج ما يصلح لأن يكون مبرراً أو تفويضاً لثمن باهظ بحجم التفريط في جزءعزيز من تراب السودان.

-7-
ولكن علي عثمان دفع أيضاً بحجة (أو فتوى) أخرى دفاعاًعن فصل الجنوب, وهي فتوى لا تقوم على منطق الدولة الحديثة واستحقاقات الحكم وإنما تعود إلى فقه “الغلبة” وحكم الأمر الواقع, عندما قال إن “هويتنا” -وهي كما رأينا تعني الدولة الدينية القائمة على تطبيق الشريعة – “[تأتي] فوق قناعاتنا بالدولة القطرية”..!! هنا يقدم على عثمان فتوى دينية تضع “الدين فوق الوطن”. والفتاوي كما نعلم يراد بها سد الطريق أمام النقد والمساءلة لأنها باختصار تقول إن موضوعها هو “كلمة الله ومراده”..!! أي أن فصل الجنوب هو كلمة الله..!! لا أعتقد أن هناك كثيرون سيسلمون له حتى بهذه. بل إن مثل هذه الفتاوي تكشف تهافت وهتافية الحجج التي تُقدم لتبرير الانفصال وتؤكد على أن الأسباب الحقيقة تكمن في مكان آخر..؟! وإذا كان على عثمان قد أحالنا من قبل (بغير حق) إلى “الساحة السياسية المعاصرة” في جوارنا الإقليمي ليشهدوا على “وعينا المتقدم” في التعامل مع مثل هذه القضايا, عندما فصلنا الجنوب, فالأولى أن نعود إليها لنرى كيف تعاملت هذه الساحة مع مثيلات هذه القضايا. ولن نستعين هنا بـ”العلمانيين” أنصار الدولة المدنية التي حذر منها طه, وإنما بـ”الإخوان المسلمين” الذي نشأوا وتربوا ونهلوا من ذات المعين الذي نهل منه طه. فإذا أخذنا موقف حزب العدالة والتنمية المغربي من الشريعة -وهو حزب الإخوان المسلمين هناك- نجد أنه يتبنى مبدأ أنه “لا يجوز ولا يمكن اللجوء إلى أي من أشكال “الإكراه” في الدين, عقيدة وشريعة وأخلاق, وأن هذه القضايا تقوم أساساً من خلال الإقناع والاقتناع, وأنها مجال للضمير والفكر والوجدان وليست مجالاً لسلطة الدولة أو إكراهات القانون”. وبالتالي أسقط الحزب من برنامجه تطبيق الشريعة بالقانون.!! راشد الغنوشي وحزب النهضة في تونس تبنوا واعترفوا بكل موروثات النظام العلماني البورقيبي, وتخلوا عن إضافة الشريعة أو أي من جوانبها كمصدر من مصادر التشريع في الدستور التونسي, وحافظوا على مجلة الأحوال الشخصية التي تساوي بين النساء والرجال وتمنع تعدد الزوجات. حجتهم في ذلك أن الشريعة غير متفق عليها في المجتمع التونسي, لذلك تخلوا عنها حفاظاً على وحدة وسلامة النسيج الاجتماعي لبلدانهم.
وينقل د. عبد الوهاب الأفندي عن آية الله الخميني مرشد الدولة الإسلامية الايرانية حليفة نظام الحكم في السودان أنه تدخل مرة مسانداً الحكومة الايرانية, قائلاً إنه “من الجائز للحاكم أن يتجاوز قوانين الشريعة الإسلامية إذا فرضت المصلحة العامة ذلك”. وعندما فسر رئيس الحكومة آنذاك هذه الفتوى بأنه “من الجائز للحاكم أن يتخطى بعض القواعد الإسلامية المحددة, بشرط أن يبقى محافظاً على القوانين العامة للشريعة”, عاد إليه الخميني مصححاً وموبخاً بأنه أساء تفسير فتواه, قائلاً إنه “من أجل حماية الدولة الإسلامية فمن حق الإمام أن يعلق أويمنع كل الواجبات الإسلامية.. بما فيها الصلاة والصوم والحج”..!!
لا بد أن نلاحظ هنا أنه في كل هذه الحالات التي تخلى فيها إسلاميون لا مزايدة على إسلامهم عن “الشريعة” لم تكن القضية موضوع الخلاف بحجم اقتطاع جزء من تراب الوطن, وإنما الحفاظ على التماسك ودفع التوافق في هذه المجتمعات.
الخلاصة أن الحجج التي قدمها علي عثمان مبررات لفصل الجنوب لا تقنع. أما السبب الحقيقي الذي لم يقله علي عثمان فهو أن الديمقراطية كانت من لوازم الدولة “المدنية” أو “العلمانية” التي جاءت بها الإتفاقية. والديمقراطية تعني انتخابات حرة وفصل بين السلطات, وقضاء حر, وحريات للإعلام والتنظيم… في مثل تلك الدولة لم يكن كسب الحركة الإسلامية بأي إسم تسمت ليتجاوز على الأرجح ال7% التي حصلت عليها في انتخابات عام 1986, وهو ما كان يعني مغادرة السلطة ومغرياتها…ففضلت الحركة الإسلامية فصل الجنوب تشبثاً بها..!!

تعليق واحد

  1. يااخ الزول دا قايل نفسو بحنك امريكا واهل الجنوب والعالم وبهنااااااك

    دارفور مولعه و مشعلله !!!!!! قالو ليهو هاااك زووووووووط في

    قبولك !!!!!!!!!!!!!!!!!

  2. كل الخمج والهرجلة والبرجلة دليل افلاس وتفشي الحالات النفسية اليائسة بينهم ف البراميل الفارغة تحدث ضجيجا عند تدحرجها بطانته هي من صنعته ولا اعرف ل هذا المغمور ماضي سياسي مشرف يؤخذ منه خسارة تهدر وقتك وحبرك وورق في غراب

  3. على فكرة ( المدعو دنى سجمان تافه ) ولد جنينة الحيوانات لا يعرف فى القانون الدولي وهو ” شوية ” قاضى قد يكون فى فصل فى قضايا صغيرة جدا فى السودان ومؤهلاته لا تؤهله للتفاوض بشأن أتفاقية بهذه الخطورة وطبعا اللتخ الرقاص سمع تقعر الكوز فى الكلام قال خلاض دا أبو عرام

    حسبى الله على الترابى دكتور القانون الذى ورط السودان بمثل هولاء

  4. علي عثمان معروف من زمن الديمقراطية بانه ل….. و مجنزن و لا يستحق كل هذا الاهتمام.

  5. بسم الله الرحمن الرحيم اري ان الكاتب الكريم وفي سياق تحدثه عن علي عثمان تعرض الي عدم ملائمه قوانين الشريعه بالنسبه الي السودان نسبه لتنوعه الاثني والديني وذلك غير صحيح بحيث ان الشريعه الاسلاميه شامله لحل جميع الاشكالات العصريه .الحكومه القائمه في السودان لم ولن تطبق الشريعه الحنيفه بلهي تستند علي الشريعه كاسم للتعبئه العامه ولمصالحها الشخصيه ولذلك احببت ان اوضح للقراء ان الكاتب تعرض للشريعه الاسلاميه بشكل مبطن بانتقاد الحكومه وهذا صراحه يغب الله سبحانه وتعالي .وشكرا

  6. انفصال جنوب السودان جريمة مشتركة من كل الاطراف السودانية .فقد صنعة القوي السياسية المختلفة هدف الانفصال وقام الكيزان باحرازه * وقد تنبأ الدكتور عمر نور الدائم عندما وصف نيفاشا بأنها ستلد جنينا مشوها* من يحدثنا عن المحاضر (ليون) المحاضر في جامعة الخرطوم قسم التاريخ في فترة الستينات عنما قام بدراسة قال فيها ان جنوب السودان سوف ينفصل بعد عام الفين و هو من اثبت في بحثه ان اصل الحضارة المصرية هي سودانية * وقد قتل بحادث سير *

  7. شكرا استاذ ضو البيت على هذا المقال الرصين والتحليل العميق لزيف جماعة الاسلام السياسي في السودان وخواءهم الفكري. وفي واقع الامر لا يخفى على اي مراقب عدم تقديمهم اي عطاء فكري عميق حول الاسلام والمعاصرة ولا يمكن ان يعتد بالمساهمات المتواضعة للمحبوب عبد السلام وغازي صلاح الدين بانها مساهمات فكرية عميقة. وقد كشفت هذه المقالة مدى القناع الزائف الذي كان يتمترس خلفه على عثمان ومدى فقره وتواضعه الفكري. وكيف انهم اتخذوا الدين والشريعة مطية لتحقيق رغباتهم الدنيوية وتهافتهم على السلطة وينسون قول المولى سبحانه وتعالى ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. واننا نشكرك لان المواطن السوداني بحاجة الي امثالك لتبصيرهم بزيف هؤلاء الدجالين.

  8. حقائق دامغة تؤكد نية الكيزان المبيتة لفصل الجنوب كممهد لحلم بناء دولتهم الفاشية الابدية, هذه وثائق وحقائق يحتاجها كل من أراد أن يصل الى معرفة لغز كيف تفككت أكبر دولة فى أفريقيا ومن المتسبب فى انشطارها, وبراءة أهل الجنوب من كل ما تضمن هذا المخطط الشيطانى الذى نفذ بخيانة وطنية لم يسبق لها مثيل, وستكون صفحة سوداء فى تاريخ السودان ستتصفحها الاجيال القادمة بحسرة وحزن شديد.

  9. لا أبلغ من وصف فاشل في السياسه السودانيه الا مسيره هذا الرجل العامه وقد تسبب في ذهاب حلايب بسبب فكره المتطرف وتدبيره الارعن وذهاب الجنوب بسبب قدراته المتواضعه في التفاوض. بل حتي ان حصيلته الفقهيه الفكريه اقل بكثير من اقرانه مثل امين عمر او العتباني، ولذا وجد في جلباب السلطه ملجا يجعله غير مكتشف الكثيرين خصوصا الإسلاميين.
    يصفه حسين خوجلي بالمحامي الفاشل للأمين داوود

  10. قال عنه الفاتيه حسين خوجلي عقب المفاصلة ..المحامي الفاشل
    وهم هكذا يلمعون عواليقهم هذا دكتور وهذا بروف وهذا خبير في القرن الافريقي
    كانو يقولون ان علي الحاج مهمد انه دبلوماسي رهيب وقد رايناهو قريبا في القنوات الفضائية يتحدث من المانيا مستوي تافه لا يستحق ان يكون غفير مدرسة

  11. في الصميم تماما. لايستطيع علي عثمان ان يتنصل من مسؤليته عن فصل الجنوب عن
    الشمال فقد كان أشدهم خوفا وهلعا من قيام الغرب باسقاط الحكومة التي تحميه
    من غضب شيخه وشعبه وكان على مستعدا حتى للخروج من الملة ليرضي الغرب ويكف أذاه عن الدولة المتسترةعلى خيانته لشيخه
    لقدباعنا علي عثمان بثمن بخس ليظفر بحماية مؤقتة سرعان ما ذهبت ادراج الرياح
    وتركت الحصان وحيدا

  12. زى الصراصير وكثير من الهوام التى تفضل العيش داخل الشقوق والامكنة الرطبه المظلمة مضت مسيرة هذا الثعبان الذى سود الله وجهه منذ طفولته البائسه وحتى الان ينفث سموم احقاده تلميذا نجيبا لشيخه الماسونى
    هويتهم الحقيقيه تثبتها على الدوام مخرجات (كما تحلو لهم المفرده فى الاونة الاخيره) دكتاتوريتهم الصماء التى دمرو بها وطن كان اسمه السودان واخر ابداعاتهم افعالهم القذرة بتابت التى اقامو بها الليل اغتصابا حتى للاطفال وفق عقيدتهم الحقيقيه
    شعبنا الطيب اية المنافق يجسدها بحق هذا الشيطان الرجيم اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان………………..قومو الى انتفاضتكم يرحمكم الله

  13. على عثمان من افشل من عمل بالسياسة لانه لايعرف السياسة اصلا لان كل ما تعلمه فى السياسة كان عبارة عن مكايدات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم وهذا العمل لاياهله ليكون سياسى يدير وطن بقامة السودان و الدليل على هذا فشله الذريع فى نيفاشا حيث اثبت انه لازال فى سنة اولى سياسة حيث لعب به الثعلب الماكر والعالم بمنعرجات السياسة وخبثها الراحل حون قرنق واخذ منه ما يستحق وما لايستحق وهذا كله بجهل الشيخ على كما يسمونه بابجديات السياسة. عشان كده شيخ على دا حقو يكون مسؤول من عمال نظافة الخرطوم فقط ليس اكثر.

  14. هذا المقال وثيقة يجب ان يقرأها كل سوداني ليعرف الحقائق و يتحرر من التبعية العمياء خصوصا امعات الكيزان ليعرفوا حقيقة الخواء الفكري لمن يتبعون

  15. وقيل انه قاتل
    ثوار سبتمبر ، ومؤسس الجنجويد
    وبيوت الاشباح كان يديرها قريبه صلاح غوش المؤتمر بأمره

    قال شيخ على قال
    هذا دراكولا السودان سيماه فى سواد وجههة

  16. يا سيدي هؤلاء جاءوا ليحكموا والا فالينظروا الي دولة المدينة الاثنية كيف اسسها الرسول حيث كانت المواطنه هي الاساس والدولة في الاسلام مدنية وليست عسكرية هؤلاء لا يملكون فكرا والان يتخبطون !!!هؤلاء بالاحالة للصالح العام اخلوا بالعقد الضمني للمواطنه وعمر ابن الخطاب فرض ليهودي من بيت مال المسلمين حقوق ما بعد ترك الخدمة وعلي عثمان لن ينفعه التهرب او الزوغان فالانفصال عالق به الي يوم الدين !!!!

  17. السيد/ على عثمان طه هو مجرد منظراتي وهو صاحب نظرية إعادة (صياقة) المجتمع وهو رجل وجد في الإنقاذ ضالته وظن نفسه مفكرا أو فيلسوفا وهو لا هذا ولا ذاك بل هو مجرد محامي فاشل إبتليت به بلادنا بلاءا كبيرا..الله يكضب الشينة.. شكرا جزيلا لك أستاذ/ شمس الدين

  18. لأستاذ/ضو البيت..
    تحية و سلاماً
    أنا منذ مدة لم أتداخل هنا في الراكوبة.. لأسباب متنوعة.
    لكين الصراحة .. اليوم لقيت نفسي مجرور جر للتعليق..
    أنا حقيقة مندهش لهذا الإنضباط اللغوي و ترتيب الأفكار في المقال و أهم حاجة..
    الـــــــــــــــوعي..
    و دي الفاقدنها حقيقة في صراعنا مع هذه الطغمة.
    أرجو الا تحرم القارئ من مثل هذه المقاولات …
    و كن واحدا من السيوف لمقاومة هذا النظام الفاشي المستبد …
    و اتمنى من كل سوداني حر … أن يساهم في شيء واحد فقط .. نشر الوعي بين الناس ما إستطاع …
    فبالوعي وحده … نهزم ليل الظلم هذا.
    عاش الشعب السوداني حراً عظيماً

  19. دسامة المقال يمكن تصلح لتفصيلها بكتاب يتناول تناقضات الاسلام السياسي في فصل الجنوب. – الحركة الاسلامية بوصفها الفصيل المتقدم في جمعات الاسلام السياسي”

    المقال ينقصة دور الطليعة المستنيرة للحركة الشعبية – الطرف الاخر؟ بالتأكيد تطل اسئلة ملحة حول قبول د. جون بالصيغة المتناقضة للاتفاق مع رؤيته الوحدوية؟ الواقع السياسي الذي اخرج الحركة كمفاوض بقضية جزئية لحل المشكل القومي والهوية؟

    الواجب الوطني الأني رغم مطلوباته الملحة لانجاز التغيير لكن لا مانع من هكذا قراءات لمساجلة رموز النظام – ومنشقيه. فذلك يهزم فكرة ان يكونوا – وببرامجهم الحالية ، مالم يتفيدو من التجارب التنازلية التي ذكرت_ جزءا من مستقبل السودان السياسي ومكوناته. حتى في حدود ال 7% التي ذكرت.

    فهم التفوا عليها- الدولة المدنية – بمصاهرتة مايو83/ وانقلاب الانقاذ/ وخانوها في قوى الاجماع الوطني مرارا. وسيظلون بهذه الانتهازية عقبة كؤود طالما ظل السودان موحدا. فسعوا وسيسعوا لتمزيق بناءه الاثني – انظر خارطة التنمية في السودان خلال الخمسين سنة الماضية-

    للاسف لا اجابات متوفرة حول كيف سينتهي كل هذا.

  20. السيد/ على عثمان طه هو مجرد منظراتي وهو صاحب نظرية إعادة (صياغة) المجتمع وهو رجل وجد في الإنقاذ ضالته وظن نفسه مفكرا أو فيلسوفا وهو لا هذا ولا ذاك بل هو مجرد محامي فاشل إبتليت به بلادنا بلاءا كبيرا..الله يكضب الشينة.. شكرا جزيلا لك أستاذ/ شمس الدين

  21. عثمان محمد طه أنه رجل يعمل ألف حساب لكل خطوة قبل أن يخطوها ويزن بميزان الذهب كل كلمة قبل أن يتفوه بها
    هذا كذب و نفاق أول بداية الإنقاذ المشئومة
    الترابي بالسجن و البشير متفرغ للحروب و إفشال الانقلابات
    كان على عثمان مهندس التشريد ثم سعي لإدخال أهله نسابته في مفاصل الدولة
    وتدمير مشروع الجزيرة وهناك كلمات محسوبة عليه كثيرا منها بالبرلمان لزيادة و رفع الدعم و اثناء افتتاح سد مروي

  22. مقال رائع!!
    الدولة المدنية العلمانية الافريقية مش احسن مليون مرة من عهر ودعارة الحركة الاسلاموية السودانية ومش كانت حافظت على السودان موحدا بدل هذه الشلهته ومش كانت ايضا حافظت على نقاء وطهر الاديان ومش كانت اقامت دولة المواطنة والعدل والمساواة فى الحقوق والواجبات ودولة القانون وفصل السلطات والحريات تحت سيادة القانون والدستور الخ الخ لماذا لم تصوت اسكتلندة على الانفصال لانها تعيش فى دولة القانون والحريات بل لها من السلطات المحلية ما لاى دولة مستقلة عدا الخارجية والجيش والبنك المركزى هل اذا لقى اهل الجنوب دولة بتلك المواصفات كانوا انفصلوا ولو انفصلوا لاى سبب يكونوا هم حرين ويكون الانفصال على اسس معروفة الخ الخ
    اقسم بالله الذى رفع السماء بغير عمد ترونها ان الحركة الاسلاموية السودانية ما فيها زول واحد بالغلط بيفهم فى السياسة او ادارة الدول اى هم ليسوا برجال دولة ولا فيهم زول واحد بالغلط يستحق اى احترام او تقدير اقسم بالله ولا واحد بتاتا!!!!!
    الحركة الاسلاموية السودانية بت كلب وبت حرام اقسم بالله شوية عليها والله على ما اقول شهيد!!!!!!!!

  23. هو فصل الجنوب لينقذ رقبته من محاولته الفاشلة اغتيال حسني مبارك في اديس ابابا . وقد استعمل الامريكان هذا الكرت وضغطوه به لامن قال الروووووووب. وفصل الجنوب.

  24. علي عثمان يا جماعة فصل الجنوب عشان ينقذ رقبته من لاهاي او من محاكم مصر لمحاولته اغتيال حسني مبارك في اديس ابابا 1995, والامريكان قالوا لحسني مبارك خلينا نضغط الزول ده بكرت محاولة اغتيالك ونخليه يفصل الجنوب ويديك حلايب.
    ده الحصل ياناس.

  25. ان تفيق متأخرا خير لك الف مرة من ألا تفيق…التعليقات قد اتفقت على اننا قد حشرنا في حجر ضب وقد بدأ الحراك يدب في اصابعنا لنشير الى ذلك الكلب الاجرب الذي حشرنا في جحر الضب وقد اختفت تماما تعليقات البلهاء والمعتوهين وهم يشيدون بانجاز الصعاليك التافهين غير المسبوق بأنهم حققوا للسودان ما لم يتحقق بالحرب وقد صح بدن السودان بذهاب الجنوب والجنوبيين وكم تمنيت ان يكون احدهم امامي حتى انسفه من الجزور وانا عند كلمتي….

  26. على عتمان فصل الجنوب لكى ينفصل عن عقدةاصله( خليط من الشلك والانقسنا)خلونا من الانتماء الزائف الذى لا اصل ولا دليل له

  27. أعتقد ان المقال فيه تضخيم لأمكانيات علي عثمان علي الرغم من المنصب الرفيغ الذي تقلده… فالرجل لا يعدوا فقط مجرد انتهازي… سنحت له الفرصة عند المفاصلة بين البشير و الترابي و اختار ان يكون في جانب العسكر لان القوة و السلطة في ايديهم بحكم سيطرتهم علي الجيش و الاجهزة الامنية.
    أما اتفاقية نيفاشا فلم تأتي من رغبة جادة للإسلاميين في الوصول لحل لمشكلة الجنوب… لكن بسبب الضغط العسكري من جانب الحركة الشعبية و الضغط الدولي بضرورة انهاء الحرب في الجنوب و المعادلة للحل تم وضعها من جانب الوسطاء الدوليين في شكل نظامين في دولة واحدة…. و طوال سنوات المرحلة الانتقالية حاول المؤتمر الوطني المراوغة و التلكوء في تنفيذ كل بنود الاتفاقية. و السبب بسيط ان علي عثمان و من هم معه في حزبهم يفتقرون للحس الوطني و بعد النظر السياسي و ليس لديهم ادني فكرة عن إدارة دولة بأستراتيجيات طويلة الأمد. فهذا النظام لا يبصر و لا يري سوي تحت قدميه و يفتقر حتي للمقدرة علي تنفيذ شعاراتهم المرفوعة علي الرغم من سيطرتهم التامة علي كل مفاصل الدولة.
    و لولا ضعاف الانفس في المعارضة المتشرزمة لما تمكن هذا النظام من البقاء في سدة الحكم لربع قرن من الزمان.
    حان الوقت لكنس هذه العصابة، و ادارة السودان كدولة تحترم القانون و حقوق مواطنيها. نظام المؤتمر الوطني اضعف بكثير مما يفتكر عامة الناس. الشعب السوداني ينتظر وجود قيادة جادة للمعراضة حتي يلتف حولها و ينتفض ضد من قتلوه و شردوه و دمروا امكانيات الدولة و بددوا الموارد الاقتصادية و اشعلوا الفتن و الحروب و نهبوا الثروات. فهل تعي المعارضة حساسية الوضع الحاصل و تأتي بقيادات جديدة و جادة و تستغل ضعف النظام و عزلته اقليميا و دوليا و تستفيد من الضجر الداخلي و تنجح في تعبئة شعبية تزيل عصابة الشر؟

  28. Let me thank you for this topic and call you Dr. Shams Al Din, because the ways you used to analyze your articles look very deep as the researcher. That is the benefit of making enculturation concept useful, varieties of cultures inspirations, since you high studies in Germany and that huge knowledge, linguistically and scientifically. I read one of your translated materials for EU for CSOs concern during time I came across it. That was the ways in which your quality of writing in classic Arabic language, very brief, consistent and also like other professional and academics of true love for their country healthy situation. I could miss you, being one of the civil society organizations activist, whom I heard about and saw his facilitating impact in Kadugli, one year before war ravaging. That is the criticism we like it, especially in our remote areas, where 90% of Sudan prejudices and refused to have the real and basic rights despites their huge contribution as cheap hands to develop this country freely, while others are using their seated power delegated duties to deprive them of having that rights. Today is not yesterday and tomorrow will be more seen as different from any passed day at all. Thank you for this strong and logic written article with identical Arabic Language as strong and pure grammatical types to learn as this one. For this short period of 26 year time of Al Ingath Revolution and who had been there in the civilian and military of security institutions can go and see with comparisons what is happening in:
    1. In Bank of Sudan and all the branches country wide.
    2. In the entire commercial banks in discriminatively.
    3. In the head-quarters of the national security office and the military headquarters sections country wide.
    4. In all the sovereignty ministries, especially the ministry of finance and the ministry of foreign affairs.
    5. In all other internally located UN institutions; comparatively for those national working for them and also other industries and companies, even if they are private companies with criteria of national equal footing employment at all.
    6. That is the point and the quest of Islamizing Sudan on the racial and creed basis, nothing called the direction to civilization more than the direction to nepotism and in filtered wide tribalism of that quality of discrimination. Let alone what is happening in the fields of the country offered scholarships all over to let that invaders generations to enjoy them alone since over 50 year time by fixed and transfixed rating of not less than 95%, in diplomatic corporations and other privileges entirely to make us reach into this point of continuing cover up and creation of more differences and war ravaging at all.
    7. I did not mentioned the studies institutions and universities because this where the disease of injecting the false and forge degrees are believed to cause for the long run and more over from 1990s up to date that worse impact of preference, just to secure the specific groups of my people and my clans or ethnic groups on this kind of the imposed wrong Islamic forceful initiation criteria in Sudan. What I call it the serious decline of the education institutional morals after 1975 exactly and onward and that is the whole greater part of the story of these cheaters, thieves, rappers, abductors and the killers number one in Africa, now a day.

  29. أبدعت أستاذنا شمس الدين هذا من أجمل التحليلات والمقالات التي قرأتها مؤخراً بل يعتبر وثيقة قانونية هامة لأخطر وأسوأ حدث في تاريخ السودان. حقيق بالشعب السوداني أن يطلع على هذا المقال الخطير يؤكد أن ما يسمى زوراً بالحركة الإسلامية السودانيةأخطر من أعدائنا الظاهرين.
    يكفي أن الترابي نفسه عندما سئل عن رأيه في خيانة على عثمان له في المفاصلة أجاب بسؤال ( ماذا تتوقع من شخص كان يعتاش على بقاياالأسود والنمور).

  30. ياشيخ علي زمان قلت مرتبك بعد الخصومات عشرة مليون لانك ساكن في بيت حكومة.الان مرتبك كم؟ وسلة ساكن في بيت حكومة؟والله جابوا ليك انذار باخلاء البيت؟ خليك صادق معانا ياشيخ علي اي حاجة بقت بتتعرف طوالي خلينا من كلامك الفارغ بقيت خارج الشبكة او خرفت خلاص قوم لف بلا وهم معاك

  31. مقال تحفة.. شكراً استاذ ضوالبيت..

    نفس اسباب انفصال الجنوب موجودة فى الشمال.. يعنى شيخ علي وجماعته مستعدين يقسموا السودان شذر مذر..

  32. على عثمان محمد طة مارس كل الادوار لنصل الى ما وصلنا الية من انهيار و تشقق لسوداننا الحبيب! فهواولا الدى جاء بالبشير الى قيادة هدا النظام الكارثة فالترابى لم يكن يعرف البشير ولكن على عثمان درس معة فى مدرسة الخرطوم الثانوية و عرضة لهدا المنصب!!وفى ليلة الانقلاب الكارثى يوم 30 يونيو 1989 وعندما كان على عثمان يخطب فى البرلمان المنتخب ديمقراضيا و يهاجم الحكومة فى الميزانية جاء عمر البشير يبحث عنة ليتلقى التعليمات فى اللمسات الاخيرة لاداث الانقلاب!!! فهل هنالك خيانة للنظام الديمقراطى والتضليل اكثر من ذلك وهو الذى ادى القسم على حماية الديمقراطية؟؟؟
    عند بداية الانقاذ اصدر دالترابى اوامرة بان يكون على عثمان محمد طة مسؤلا عن كل اموال الدولة لكى يصرفها فيما يساعد على التمكين وقد كان ذلك بداية سيطرة الانقاذ على الاقتصاد ومفاصل الدولة ولكن على عثمان استغل تلك الفرصة لتكوين امبراطورية خاصة بة من ضمنها شراء بعض الكتاب و الصحفيين امثال احمد البلال الطيب و عثمان ميرغنى وخلافهم وانشاء قناة الشروق وخلافها كما هو الدى اشرف على كل اجهزة الامن وكان قادتها جميعا مسولين لدية من امثال نافع وصلاح قوش واخرين من دونهم لا نعلمهم اللة يعلمهم! لقد خطط على عثمان مع نافع على خطة اغتيال حسنى مبارك بواسطة الاسلاميين المصرين فى اديس ابابا وقد ادى ذلك الحادث الى ادخال السودان فى قائمة الدول التى تاوى الارهاب مما انعكس سلبا على كل من يحمل الجنسية السودانية فى ترحالة و طلبة للرزق خارج السودان! وعندما تكشف لعلى عثمان ان الحكومة المصرية علمت بدورة سعى بكل جهدة لارضائها فتولى رئاسة وفد السودان فى مفاوضات التكامل بين مصر والسودان و وافق على كل طلبات عاطف عبيد رئيس الوفد المصرى بما فيها السكوت على ضم حلايب الى مصر و تحوليها عمليا الى محافظة مصرية وهذا ما يفسر لنا صمت الحكومة السودانية طيلة الاعوام الماضية على ما تقوم بة مصر من تطبيع فى منطقة حلايب!
    وكان على عثمان مهندس مدكرة العشرة والتى كانت البداية للتخلص من استادة وصانع نعمتة الترابى ليتربع على مكانتة و يصبح الوحيد الاوحد فى التصرف على سياسة البلد وقد اضاع هدا وقتنا فى صراع لا ناقة لنا فية ولا جمل! والان يريدون لنا ان نتقبل وحدة الاسلاميين بعدما جاء القرار من التنظيم العالمى للاخوان المسلمين( والاسلام برئى منهم كل البراء) بتوحيد صفوفهم لمواجهة مصر بعد سقوط مرسى وازاحتة بواسطة الشعب المصرى!
    على عثمان هو الدى ادار محادثات اتفاق نيفاشا الذى ادى الى انفصال جنوبنا العزيز بل اعاد الصراع على منطقة ابييى للتحكيم الدولى( الامريكى) بعد ان كانت مشاكوس قد ضمتها الى السودان فى الاتفاق الدى وقعة غازى صلاح الدين مع سلفا كير!! ولم يكتفى بذلك بل وافق على وجود قوات من الجيش الشعبى فى كل من جبال النوبة و النيل الازرق لتصبح فيما بعد نواة لعمل مسلح يدمر ما تبقى من البلاد ولا نعرف الى اين ينتهى!
    على عثمان هو الذى كان وراء تسليح الجنجويد وبالتحديد موسى هلال عندما اعتقد ان د خليل ابراهيم يعمل على اسقاطة لصالح الترابى فعاست الجنجويد فسادا فى دارفور وقتلت اكثر من 100 الف ( اعترفت الحكومة بقتل 10 الف فقط!!!) و شردوا 2 مليون من اهلنا فى دارفور فى العراء من دون غداء او ماء!!! وفد ادى ذلك الى التدخل العالمى فى الشان الدارفورى!

  33. الإسلامويين حققوا هدفهم الذي جاءوا من أجله و هو فصل الجنوب قصدت أن أقول أن الإنقلاب كان لمنع إتفاق قرنق المرغني و شاركهم الصادق المهدي عامدا حتى لا يتم الإتفاق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..