حتى لا يضيع مكتسبنا

حتى لا يضيع مكتسبنا

شريفة شرف الدين
[email protected]

إن تضييع المكتسب لأشد مرارة من الرزء تحت حكم بغيض كحكم الإنقاذيين و المكتسب الذي نرمي إليه هو ذهاب الإنقاذ الذي شبهناه من قبل ببالونة هائلة تسر نافخيها و بمقدور دبوس صغير يفرغها .. الكل بمن فيهم الكيزان يدرك حقيقة أنهم يلفظون آخر أنفاسهم و تلمس ذلك و بشكل جلي في التخبط الكلامي الذي اعتراهم بلا استثناء .. في الجنيه الصريع كل ساعة أمام غلبة الدولار .. في إتقاد جمر الأسعار .. في ململة من و ما بقي من القوات المسلحة .. في قرع طبول القبلية .. و لو كانت لدينا معارضة جديرة فاعلة لكان قادة الإنقاذ في خبر كان مذ حروب دارفور .. النيل الأزرق و جنوب كردفان .. بل منذ توقيع اتفاقية نيفاشا المشؤومة التي تولى كبرها المؤتمر الوطني.

أضعنا من قبل مكتسب الإستقلال ثم أضعنا مكتسبات ثورتي أكتوبر و ابريل دون أن نعتبر و قد لدغنا المرة تلو المرة من ذات الجحر .. و الناظر إلى الثورة في مصر و ليبيا يعض بنان الندم و يزرف دمعة الأسى .. فهل نريد لنا نفس المصير؟
إن الإنشغال بتركيز الإهتمام جميعه في خلع النظام دون إعداد العدة لمرحلة ما بعد الخلع يترك فراغا و هرجلة بيزيد طينة السوء الموروثة بللا و يجد أذناب النظام في ذلك المستنقع مناخا صالحا للتلويح بأنهم الأجدر بالحكم .. سيجدون في الفراغ مندوحة لخلق بلبلة شأن ما يحدثه أتباع فرعون مصر ليس طمعا في عودة لحكم و لكن تفويتا لسانحة الإستقرار الذي يعجل بمحاكمتهم و تصفيرهم مما يملكون.

إن أيما خطة استباقية مهما كانت محكمة تستدعي خطة رديفة و أخرى في الإنتظار كبدائل سدا لأيما فراغ محتمل فما بالك بإنعدام الخطة الرئيسة. أخوف ما نخافه على مكتسبنا الوشيك هو تقديم الزعامات الحزبية الهشة و اختراق الإنقاذيين بالإندساس في تكوينات المرحلة القادمة فيعملان عمل السوس سعيا وراء إبطال الإستقرار الذي سيعصف بهم و بمصالحهم.

من أساسيات مرحلة ما بعد الإنقاذ هو تنسيب المكتسب للشعب تكوين حكومة انتقالية قومية جامعة من أولى مهامها استصدار دستور انتقالي و تفعيل المحاكم العاجلة لمجرمي الإنقاذ إشفاء لصدور الشعب الذي لن يرضى بغير ذلك ثم السعي الخارجي لتنشيط العلاقات الخارجية لكسب الثقة و العمل الجاد لإحقاق الحقوق و رد المظالم و كثير آخر يمكن للإختصاصين الخوض فيه.

تعليق واحد

  1. الاستاذة شريفة شكرا لك على طرح هذا الموضوع-
    نعم عملية التسارع الذهنى هى مهمة جدا- فالكيزان يحكموا هذا السودان منذ ايام نميرى- عندما دخلوا معه فى ائتلاف- وبايام قليلة عندما عرفوا ان نهايته قربت انقلبوا عليه وقفزوا وجاءوا فى الانتفاضة والحكومة الديمقراطية. ثم عمدوا بعد ذلك لتقويض الديمقراطية بافساد سير الديمقراطية بالمسيرات والمظاهرات والمهاترات وذلك لانفاذ انقلابهم الذى اعدوا له العدة من زمن- وبتقويض وافساد الديمقراطية سييئس الناس منها وسيكونون راضين بمجيئهم لانقاذهم.
    والان بعد 23 عاما من الفشل الذريع والفساد والافساد وبعدما ايقنوا انهم على نهاية- فقد يبحثون على سبل للهروب للامام والاندساس فى صفوف الثوار- والمذكرة الاخيرة دليل على ان هؤلاء سيزوغون فى الصفوف التى ستطيح بهم- ويظهروا من جديد فى الساحة- الكيزان الجدد—-
    ملحوظة اريد ان اذكرك بها: هو ان العلاقات الخارجية لهذه الطغمة الحاكمة تقوى من بقاءهم- فانظرى الى الثورات المجاورة اتت بمن? اتت بالاسلاميين وان كانو غير راضين عن اداء رصفائهم فى السودان الا انهم لن يتركوا حبل السلطة على غارب الثوار الذين ممكن ان ياتوا باحزاب اخرى غيرهم-ولابد من النظر الى القوة الغربية ماذا تريد اساسا: تريد تقسيمنا لتستاثر بثرواتنا-والكيزان واشباههم لا يتوروعون للنحالف مع الجن الازرق ليجثموا فى صدور الناس-
    الموضوع معقد- يحتاج لعمل تنظيمى بحت وجاد- يحتاج الى اناس احرار اولى عزم من الصبر ليس فيهم ذرة روح من الانهزام او التخاذل او الخذلان

  2. اطمئنى فلا مجال للزعامات الحزبية الهشة فقد كشفهم الله وعراهم بايديهم وهم يلهثون خلف قطار الانقاذ المتهالك ويركبون ابناءهم فيه .. اما حثالة الانقاذيين فقد خبرناهم والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ..

  3. الاخت شريفة شرف الدين – ان اخوف ما نخاف هو سرقه مجهوداتنا والتى سبق ان سرقت قبل هذا اليوم مرتين مره فى اكتوبر والاخرى فى ابريل ولكن فى ظل التفتيت والتفتت التنظيمى الذى مارسته الانقاذ بهيمنتها على منظمات المجتمع المدنى بصوره عامه من نقابات واتحادات ان لم يكن بالتزوير فى الانتخابات كن باتباع اساليب الاقصاء للشرفاء من ابناء بلادى والاساليب الملتويه فى تمكين منسوبيهم من تلك المنظمات يعينهم فى ذلك مسجل عام التنظيمات- ان الجزئيه التى تناولتيها هى لب الموضوع كيف نحافظ على الانجاز هى تلك المعضله الحقيقيه فالكيزان قد اعدوا العده لمثل هذا اليوم منذ قرار المفاصله وانتماءهم لاحد المؤتمرين الوطنى او الشعبى حيث ان الشعبى هو خط الرجعه لهم بوقوفه خارج منظومه الحكومه واصطفافه مع المعارضه وذلك ليعود مع السرب الديمقراطى كاحد مكوناته رغم انه انقلب عليه فى يوم من الايام معتمدا على تغبيش العقول والافكار وتسامح اهلنا الطيبين وبساطتهم ? هنالك بعض الافكار تراود بعض الشباب حينما نجلس لنتفاكر حول هذا الامر فالمساله ليست مستحيله ولكنها تشوبها بعض الصعوبات ولكن ان بحثنا نحن كشباب يمكن ان نجد حلا لهذه المعضله الا وهى التنظيمات المناوئه لتلك التى خلقتها الحكومه واعضاء المؤتمر الوطنى- هنالك من الرجال من يستطيع حمل الرايه والمنافحه عن المكتسبات وفى التحالفات التى تخوض مع هؤلاء القوم غمار المعارك ما يمكن ان يكون بذره لتكوين ذلك الكيان الذى نبحث عنه خذى على سبيل المثال التحالف الديمقراطى الذى يقف ضد هؤلاء القوم فى انتخابات المحامين ? الاطباء حينما انتظموا ايضا ضد السلطه ووحدو كلمتهم وهكذا فى كل القطاعات وتكوين رابط فيما بينهم كلجنه او مكتب يسير شئون هؤلاء المنضوين تحت سقفه ويجتمع ليقرر ومن ثم تكون قراراته ملزمه للجميع والا:-
    (لا تحلمو بعالم سعيد وبعد كل قيصر يفوت قيصر جديد واحزان بلاجدوى ودمغه سدا)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..