سوق النسوان بكسلا

تستمد مدينة كسلا سحرها من جمال طبيعتها وتفرد أهلها وثرائها الثقافي، ومثلما يحظى العديد من معالمها البارزة كنبع سيدي الحسن بجبل توتيل والسواقي الجنوبية ونهر القاش وجبال التاكا بالشهرة، هناك معالم أخرى لا تقل عنها بروزاً وسطوعاً، وعلى رأسها سوق النسوان الذي تحول لمعلم بارز ومزار سياحي يجذب كل من يزور المدينة الجميلة، ويقع السوق جنوب سوق المدينة الرئيسي على امتداد شارع السيد الحسن الشهير بكسلا، وهو يعد من الطرق الضاجة بالحيوية والحراك الكبير طوال ساعات اليوم، وتعود شهرة سوق النسوان الى عدد من الأسباب، أبرزها أن النساء هن البائعات والمشتريات بالرغم من وجود متاجر يمتلكها رجال يمارسون مهنة التجارة في ذات السوق، عطفا على اسعار معروضاته الزهيدة التي تبدو في متناول شرائح المجتمع. وبخلاف ذلك تباع في السوق العطور البلدية مثل «الخمرة والدلكة والطلح» والكريمات والأعشاب البلدية. وشهد السوق في الفترة الأخيرة توسعا كبيرا، ودخلته تجارات مختلفة مثل المواد الغذائية المستوردة والبلدية والخضروات والفواكه وغيرها، وترتاد السوق أعداد كبيرة من مواطني الولاية. وحتى السواح الأجانب والعرسان القادمين من خارج المدينة يحرصون على زيارته، وذلك لاقتناء المصنوعات والمشغولات البلدية التي تتميز بها كسلا. وتقول الحاجة فاطمة وهي إحدى البائعات في السوق، إن الظروف هي التي أجبرت النساء على الخروج من المنازل بحثاً عن توفير لقمة العيش التي وصفتها بالصعبة في هذا الزمن. وقالت إن نساء كسلا مشهورات بقوة العزيمة ومغالبة الظروف الصعبة، والوقوف بجانب أزواجهن في تحمل المسؤولية، لذلك تعمل الكثيرات منهن في هذا السوق رغم رهق مهنة التجارة، ويتحصلن على عائد جيد من المال في بعض أيام الشهر، خاصة بعد صرف العاملين بالقطاع العام لمرتباتهم، حيث يشهد السوق حركة وانتعاشاً وقوة شرائية كبيرة.
وتقول حليمة إن السواح الأجانب والعرسان يدفعون بسخاء، ويفضلون شراء المصنوعات البلدية والهدايا التذكارية. وقالت إنهم بوصفهن نساءً في السوق تجمعهن صداقات أخوية، ويحرصن على عمل «صندوق» شهري وأسبوعي من أجل توفير الأموال. وأشارت إلى أن الرجال العاملين في السوق خاصة التجار، يحسنون معاملتهن، وهناك تعاون وتعامل تجاري كبير يجمعهن معهم.
ويقول مدير مكتب الجزيرة للخدمات الإعلامية بكسلا سيف الدين آدم هارون، إن «سوق النسوان» ورغم تغير تسميته إلى «سوق المروة» إلا أن الاسم القديم لايزال متداولاً ومسيطراً، وذلك لارتباطه بالأذهان وصعوبة التخلي عنه، مثل «سوق أبو جهل» بالأبيض. وقال إن هذا السوق له إسهام اقتصادي كبير، حيث ظل يرفد خزينة المحلية بأموال مقدرة تأتي عبر الرسوم المختلفة، كما أنه اتاح فرصة واسعة للأيدي العاملة من النساء والرجال لممارسة نشاط تجاري يدر دخلاً في حده الأدنى يعين على مواجهة ارتفاع وتصاعد الأسعار.
وأشار الأستاذ سيف إلى أن للسوق إسهامات أخرى كثيرة أبرزها توفيره لمختلف المواد الاستهلاكية والأواني المنزلية بأسعار جيدة، عطفاً على أنه بات يمثل واجهة سياحية للمدينة المعروفة بجذب السياح الذين يحرصون على زيارة السوق للتسوق. وختم حديثه مطالباً سلطات المحلية بالعمل على تطوير السوق ورعايته، وتسهيل حركة التجارة للنساء والرجال .

الصحافة

تعليق واحد

  1. الله يرحم سوق النسوان دا كان زمان
    ناس المحلية والبلدية ازالوا السوق وتم ترحيله الي سوق العامرية;( (؟)

  2. هذا السوق كان يباع فيه السمن البلدى والعسل النقي الصافي والبيض البلدي واشياء كثيرة كانت تاتيه من الريف الجميل النقي في كل شي حتي الالبان الطازجة
    ولكن ابت سياسة الحكومة الي وانتفقر الريف بحرمانه من ابسط الخدمات الصحية والتعليمية
    والبيطرية لحيواناتهم فاغلبهم نزح الي المدينة واصبح يبيع الكريمات المضروبة والاحذية والسراويل وهذه سياسة الانقاذ التي طبقة في الولايات وطبقتها الولايات في الريف الجميل حتي اصبح الراعي الغني بثروته يبع حجار بطارية وسجاير ومات من مات بملارية

  3. الله يرحم سوق النسوان ويرحم كسلا كلها بعد ما ادمرت وبقت مدينة أشباح، هجرها اهلها

  4. من الاصدقاء واولاد الدفعة اعداد كبير امهاتهم عملن فى هذا السوق ومعظهم اصبحوا من خريجى جامعة الحرطوم وجامعة القاهرة الفرع وفى مختلف التخصصات وكنا يا ما يكون ونحن فى طريق العودة من الاهلية الوسطى ومن الثانوية كسلا ونحن ركوبنا على دراجاتنا لابد من المرور على سوق نسوان. ربما سائل يسال اين هم الان ؟ ونجيب عليه فى امريكا واستراليا والمملكة المتحدة وجنوب افريقيا واليابان ايوه والله
    وصلوا اليابان والكثره منهم فى الخليج شفتوا الانقاذ عملت شنو فينا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..