الضرب أفسدكم..!!

الطاهر ساتي

:: زاوية الخميس، كانت رفضاً لتصريح وزير التربية بالخرطوم حول مراجعة اللائحة التي تمنع الجلد في المدارس بحيث يُعاد الجلد إلى المدارس..وللأسف، كشفت الزاوية أن لجلد الأطفال والصبيان أنصاراً في بلادنا، وهم الذين يؤمنون بقول الشاعر : (لا تحزن على الصبيان إن ضــُربوا فالضرب يفنى ويبقى العلم والأدب / الضرب ينفعهم والعلم يرفعهم، ولولا المخافة ما قرأوا وما كتبوا).. مثل هذه الأشعار إحدى (كوارث العرب)، وبها إتخذوا الأطفال والصبيان والنساء نياقاً وحميراً لحد إستخدام السياط والخراطيش في الترويض والتعليم، وما هذه وتلك – الخراطيش والسياط – إلا من وسائل العاجزين عن التربية والتعليم .. !!

::وللأسف، تأثرنا بأشعار الجاهلية – وبأسوأ ما في عادات العرب وتقاليدهم وثقافتهم – لحد تقديم الطفل لشيخ الخلوة أو ناظر المدرسة مرفقاً بنصيحة : ( ليك اللحم ولينا العضم)، أي مزق جلده بسياطك وخراطيشك وعده لنا عظماً فقط لاغير، بمظان هكذا يجب التربية والتعليم..فالشاهد أن إضطهاد الطفل – وإسترقاق والدته – بكل أنواع العنف (ثقافة عربية)، ولقد تشبهنا بهذه الثقافة رغم أنف جذورنا غير العربية..وكان من آثار هذا (التشبه)، ما شهدتها – وتشهدها – الخلاوى من إنتهاك مؤلم لحقوق الأطفال وتعذيب الصبيان يبلغ مداه ربطهم بالسلاسل والحبال على أوتاد الغرف المهجورة أو تحت لظى الشمس، أوجلدهم في المدارس لترتفع نسب التسرب حالات الإعاقة والموت بشهادة تقارير سلطات التربية والتعليم ذاتها..!!

::أما الذين ينجون من مثلث برموده (التسرب والإعاقة والمو)، فانهم يتخرجون بشهادات أكاديمية محشوة ب(أمراض نفسية )، ومنها كراهية الآخر، والقبول بالقهر، والإنصياع للدجل والشعوذة، و غيره من سياج التخلف الذي يُعيق خطى بلادنا..ولونفعهم الضرب ( سابقاً)، لما كان حال الناس والبلد على ما هما عليه (حالياً)..فالضرب أفسدهم، وبهم فسد حياة الناس والبلد.. نعم، فالأجيال التي تعلمت بالسياط وتربت بالخراطيش – و كمان تفتخر بحضرة الصول- هي التي أقعدت شعبنا عن اللحاق بركب الشعوب الناهضة، وهي التي عجزت عن إدارة بلادنا ومواردها، وهي التي رسخت ثقافة العنف في ذاتها ثم في المجتمع عبر إستغلال رخيص ل (غير المتعلم)..فأين منافع التعليم بالكُرباج والتربية بالعُكاز في نخب لم تزد الوطن إلا جراحاً لحد التشظي والإنشطار، ولم تزد الشعب إلا موتاً في أفراده و نزوحاً وهجرة لجماعاته و حرماناً – لمن تبقى – من أبسط حقوق الحياة ..؟؟

[SITECODE=”youtube zos0Crr_wGI”] .
[/SITECODE]

:: ومنذ إستقلالنا، ولأن مدارسنا لم تُخرج (الأسوياء)، نزرع الكراهية في مجتمعنا لنجني الحرب تلو الحرب، ونغرس الأحقاد في قبائلنا لنحصد مآسي تحقير الآخر، ونشتل الغبائن في بعضنا لتُثمر فشلنا وعجزنا عن التعايش مع بعضنا..هكذا حصاد أجيال ( الضرب ينفعهم)، ولكن أكثر الناس لايتدبرون..ثم بتحوير مخل لنص الحديث النبوي الشريف : ( مروا صبيانكم بالصلاة إذا بلغوا سبعا واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا)، يُبرر البعض جلد الصغار..ولو تأملوا في الحديث الشريف بعقولهم، لوجدوا أن فترة الحوار ما بين الأم والأب وطفلهما حول الصلاة مقدارها ( ثلاث سنوات)، وبمعدل خمس مرات يومياً..!!

:: فأي عقل راشد هذا الذي يعجز – ثلاث سنوات – عن ترغيب عقل برئ بالصلاة ؟..هنا يتجلى المعنى غير المرئي – لذوي البصائر – للحديث الشريف، أي إن أدى ولي أمر الطفل واجب الأمر بالصلاة كما يجب قبل الثلاث سنوات، فلن يلجأ إلى وسيلة الضرب بعدها..وهنا أيضاً التأكيد بأن ترهيب الأطفال من وسائل الفاشلين والعاجزين عن نهج الترغيب..فلتنتبه نواب المجالس، وكذلك مجالس الأباء، لمخاطر إعادة القهر والإرهاب إلى المدارس.. والوزير أو المدير أو المعلم العاجز عن تعليم الأطفال وتربيتهم بغير وسيلة السياط والخراطيش، فليبحث عن منصب – أو مهنة – غير التربية والتعليم ..!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الذي يبعث اليأس الحقيقي في أي مستقبل لهذه البلد ليست الحروب فقط ولا الحكومة الظالمة ولا الفساد ولا النزعات الجهوية والقبلية، ولا المطالبات بالحكم الذاتي والانفصال إنما مثل هذه الأشياء وكثرة وغلبة المدافعين عن أمور أصبح العالم يعتبرها من مخلفات عصور مظلمة بل صار العالم يراها جرائم يعاقب عليها القانون مثل:
    1. ضرب الأطفال في المدارس وخارجها.
    2. ختان الإناث
    3. التداوي بالتعاويذ والرقيات والدجل
    4. الحقوق المتساوية للرجال والنساء.
    5. تعدد الزوجات كحق حصري للرجل لا يعطي المرأة حتى الحق في طلب الطلاق.
    6. الخ الخ
    هذه هو ما يخرجنا عن عالم الإنسانية والحضارة الراهن ويبقينا في عوالم العصور الوسطى التي لم نفارقها يوما … ويخرج عليك من يقول (نحن جلدونا في المدارس وما حصل لينا أي شيء وبقينا رجال وناجحين) وهو حين يقول لا يعلم إنه ينتمى لشعب يأتي في درك الأمم من حيث الصحة والتعليم ومستوى ونوعية الحياة وانتشار الفساد وغياب الديمقراطية والرياضة الثقافة والفنون .. وبعد هذا نبحث عن تخلفنا في الإستهداف الخارجي والحكومات الظالمة .. لقد عشنا في التخلف وتشربناه حتى تغلغل في جيناتنا.. مرحبا بالجلد في المدارس وخارجها مرحبا بالحياة الداعشية السعيدة

  2. والله ماتعلمنا ومابقينا رجال الا بضرب وحزم اساتذتنا الاجلاء لهم التحيه والتجله , اخى الكريم بالله عليك تعال شوف التعليم هنا فى السعوديه منعو ضرب الطلبه فى كل المدارس والله والله الاستاذ بقى يخاف من الطالب فبالله عليك كيف يستقيم الظل والعود اعوج كيف لمعلم اى كان ان يعطى ويستفاد منه وهو بالاساس بقى خايف من طالبه .
    قولو كلام غير دا اى ليك اللحم ولينا العظم

  3. بارك الله فيك السيد الطاهر ساتي فانت صحفي ذو رسالة واضحة متعمقة في جذور المشكلة التى خلقت لنا إنسان السودان اليوم ،،، فانظر إليهم خاصة الشباب نتيجة لقهرهم بالضرب والعنف تجدهم ضعاف الشخصية لا يقدرون عن التعبير عن أنفسهم حتى بعد تخرجهم في المحاضرات البسيطة يتضح لنا عدم الثقة بالنفس لان إسلوب الضرب يسلبهم كل شىء ويخلق الشخصية المهزوزة،،، اين هو التعليم الذي يخلق الشخصية السوية التي تفكر وتسأل والمعتدة بنفسها؟؟ إن ما يدور في فصولنا هو العكس تماماً تجد القمع والضرب ولا تجد اى نوع من النقاش المفيد الذي يسمح للطفل بالتفكر ؟؟؟
    وكأن مهمة المعلم فقط ان يسمع الطفل ويحفظ وإلا الجلد ؟؟؟
    الحفظ في كل شىء ومواد غريبة تدرس مثال “الكون” مادة وضعها الدكتور الترابي ؟؟؟ لتضمن في المنهج ،،، أين مؤهلات واضعي المناهج وعلى اي اساس توضع المناهج ؟؟
    واى تأهيل يتلاقاه المعلم اليوم ؟

    واخيراً نسأل هذاالوزير ماذا فعل في مقتل الطفل محمد فوزي الذي مات بضربات في الرأس من معلم؟
    هل فكر الوزير في نوعية المعلمين الموجوة الأن وهل فكر في تدريبهم على العقاب البديل الذي تقودة الدكتورة الفاضلة ناهد محمد الحسن لإيمانها بقضية حماية الطفل والتلاميذ في المدارس كأم قبل ان تكونة متخصصة في علم النفس.

    ترى هل فكر الوزير في اللقاء معها وسمع لها وهي الخبيرة في هذا المجال؟

  4. قارن بين التعليم في الثمانينيات والتسعينيات وبين التعليم اليوم في اي شيء من ناحية الكفاءة في التخصص ومن ناحية الانضباط في العمل بعد التخرج ومن الناحية الاخلاقية نحن نحترم مدرسينا حتى اليوم بعد مرور اكثر من ثلاثين عاما لا نناديهم الا يا ستاذ ونحترمهم الى اليوم حيث كان همهم التعليم والضرب ليس من اجل التسلية بل من اجل فائدة الطالب واسرته لم يكن عندها دروس خصوصية ولا غيره بل افضل االجامعات السودانية كان يدخلها الغبش بسبب صرامة المدرسين انظر الى خريجي جامعات اليوم معظمهم فاشل اكاديميا والطالب اذا لم يجد الضبط والصرامة من المدرس لا يهتم وبالتالي يفشل في كل شيء

  5. انا في دوله اغتراب..حضر طالب الى معلم والامتحانات باقى لها كم يوم..طلب هزا الطالب من المعلم دروس خصوصيه المعلم اعتزر بان الوقت لايسمح والامتحانات على الابواب ما كان من هزا الطالب ان خضر لشقه المعلم وقام بتكسير زجاج سياره المعلم المارسيدس الزجاج الامامى والخلفى..وانا شاهد على زلك..انا كنت معلما..تركت هزه المهنه العظيمه لان البيوت للاكل والشرب ان وجد اما التربيه على الدنيا السلام ..وكفى..لك اللة يا وطن..

  6. الان الضرب يعتبر شىء مسىء للبشر اول كنا نقتنع بالضرب ونستسلم له طواعيه ولكن الزمن تغير تغيرا كبيرا جدا الان الطفل لو تنهره فى البيت يقاطعك وقد يضربك وانا انظر ان الضرب لا فائدة منه البته وشوفو الان شكل المعلم فى المقطع شكله نقلتى ……

  7. لا والف لا للضرب والعقاب يجب أن يترك للباحث الإجتماعى الذى يجب أن يكون خريج فلسفة تخصص رياض وتربية .. للأسف كان العقاب يترك للصول بعد أن يحدد له المدرس كم جلدة .
    ولحسن الحظ كان لدينا صول يكره جلد الطلاب ويتحايل على قرار المدرس . ولكن لم نسلم ونحن فى الثانوى من جلد المدرسين وفى بعض الأحيان يأتوا بولى أمرك ليجلدك أمامهم .

  8. غايتو شفعنا ديل غير التخويف بالضرب ما بينفع معاهم شي لان التعليم يجب ان يكون مصحوبا برهبة بين المدرس والدارس وهذه الرهبة لا يحققها الا العنج وسير الوابور …اتذكر زمان كنت بلبس 3 شورتات واخت قطعة كرتونة بين كل شورت والتاني وبعد ده سوط علي العوض والسخي يصل اللحم الحي .

  9. يالطاهر ساتي انت لسه مصر على رايك يعني!!
    اولا انت صحافي ولست معلما لكي تعرف خبايا المدارس وسلوك الطلاب ، كان الاولى بك عمل استطلاع المدارس الحكومية ، او العمل متطوعا لمدة شهر واحد في مدرسة حكومية ..وانا متاكد بعدها لن تكتب هذا الهراء والتنظير البعيد عن واقعنا
    فهذه مشكلة المثقفاتية من نوعك يعتقدون أن كل ما بالكتب هو الصواب لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
    فوالله ياعزيزي أنك لو اردت ان تطبق ما بالكتب على واقعنا تكون كمن يحرث في البحر
    ماهو الشيء المنطقي في هذا البلد ؟
    أنت ازاء مجتمعات جاهلة معقدة تحتاج لقواعد تعامل ليست كتلك الموجودة في الدول الغربية
    واقتبس كلامك (مثل هذه الأشعار إحدى (كوارث العرب)، وبها إتخذوا الأطفال والصبيان والنساء نياقاً وحميراً لحد إستخدام السياط والخراطيش في الترويض والتعليم)
    من هم العرب ، ومن هم الاطفال والصبيان!!!
    انك هنا تتحدث وكأن العرب هؤلاء فئة اسياد مفصولة عن فئة الاطفال المستعبدة
    هؤلاء الاطفال ستمر بضعة سنين ويصبحون هم العرب !!
    انهم اطفالهم وفلذات اكبادهم ياعزيزي
    والضرب ليس وقفا على العرب بل هو اسلوب تربية موجود في معظم ثقافات العالم
    خصوصا في المجتمعات التي تنجب عددا كبيرا من الابناء
    ثانيا:
    ذكرت انت أن الجلد يسبب كراهية الاخر ويسبب عقدا نفسية وفي قولك هذا تستند الى اراء علماء النفس في الدول الغربية وقد اطلعت عليها اكثر مما انت اطلعت ،تصور!!
    اراء العلماء هي محض اجتهادات وظنون وفرضيات قابلة للنقد وانتقدها كما يلي :
    اولا نفسيةالانسان العربي المعقده وميله ونزوعه للعنف ليس سبهها الجلد! فالجلد عقاب مؤقت يزول في دقائق ، العلات التي يتحدثون عنها سببها تسلط الكبار علي من يصغرونهم عموما ومعتقداتهم الدينية والطائفية العجيبة ، وتسلط حكامهم عليهم وفقرهم وحرمانهم وجهلهم وسطحيتهم…الخ
    الجلد الذي اتحدث عنه هو الجلد المعقول الذي لايسبب ضررا بليغا ، وقلت مرارا أن المربي الذي يحب ربيبه ويعامله بحب وحنان ،ويعاقبه حينما يخطيء لن يكون لعقابه اي اثر سيء عليه مستقبلا.
    قد تجد مربيا لايلجأ للجلد لكنه بارد عاطفيا ، وقاسي القلب لايقرب ربيبه ويهمله ويقلل من شأنه ويستخف بعقله، فيسبب للطفل ضحيته عقدا نفسية لاتحصى ، وفي الغالب هذا هو ما يخلق شخصية السوداني أو العربي المشوه المعقد
    واعطيك امثلة على ذلك من صميم المعتقد لدينا:
    (الاكبر منك بيوم اعرف منك بسنة) (الشاف الشمس قبل اخوه منو)
    (بالله سيبك منو دا ماعندو كبير) وهلمجرا من القناعات الاجتماعية السالبه التي تكرس لاستبداد الكبار على من يصغرونهم سنا حتى ولو كانوا اذكى منهم وعقولهم ارجح منهم .
    وانظر حواليك مليا تجد ما اقوله واقعا في كل شيء وعلى كل المستويات
    شيوخ الاحزاب ، شيوخ القبائل ، ارباب الاسر
    نحن كقطعان الحيوانات التي تتبع من يكبرها سنا
    ثالثا:
    اخطات في ظنك عن كون الجلد يسبب كراهية الاخر ،فللكراهية في المجتمع السوداني مسببات اجتماعية واقتصادية لايتسع المجال لذكرها منها : الجهل المتفشي في الناس فالمجتمع قوامه قبائل بدائية اقتصادها معيشي (الرعي والزراعة) مما يؤدي الى حدوث تنافس على الارض والمرعى فيخلق نوع من الاضطراب في علاقات الجوار ، وقد استغلت حكومة اللعنة الحالية هذه النقطة لصالحها فسلطت المنافسين للقبائل المعارضة لها عليها (البقارة على النوبة ، الرزيقات على الفور والمساليت ، النوير على الدينكا في الجنوب، الفلاته والوطاويط على قبائل جنوب النيل الازرق) والامثلة وفيرة
    ليس للجلد ولا اسلوب التربية القديم علاقة بذلك بل مرد ذلك لجهل المجتمع وقصر نظر افراده ، فرغم أن السودانيين تربوا بالجلد الا انهم اكثر شعوب الارض مسالمة ، وكانوا يحبون بعضهم بطريقة تدهش كل زائر للسودان (لي صديق سوري ابدى لي هذه الملاحظة في التسعينيات وكان متعجبا من ترابط السودانيين وحبهم واحترامهم لبعضهم)
    -طبعا صار ذلك من الماضي بعد مافعله بنا انصار ابليس الذين يفرقون مابين المرء وزوجه –
    والسودانيون كانوا من افضل الكوادر الاكاديمية في العالم فيما مضى ،ويبدعون اذا ما وجدوا الامكانيات ،مما يدل أن اسلوب التربية القديم لاغبار عليه
    وتخلف السودان السبب يعود فيه للساسة الذين يجدون المساندة من مجتمعات امية محدودة الفكر والنظر ، يستنصرون بها على الفئات المستنيرة ويغلبونهم بالعدد!

    انا فترت من الكتابة والموضوع داير بحث مستفيض لكي يقتنع من يؤيدون فكرة الغاء الجلد في المدارس ويعدلون عن تنظيراتهم التي لاتمت لواقعنا بصلة ، ويمكنك مراجعة الموضوع الفائت (وعيد غير تربوي) واطلع على ماكتبه (استاذ ثانوي) ففيه تحليل كافي وشافي

  10. شكرا الصحفي الطاهر ساتي .. البعض يصدق عليهم المثل الدارجي (يقولوا تور يقول احلبوه) المقال مليء بالاستشهاد بعيوب الضرب و من له معرفة صغيرة بعلوم التربية و علم النفس يعرف الآثار الكارثية للضرب خاصة في مراحل الطفولة الأولى .. كمعلم و ملم بأبجديات علوم التربية و علم النفس و نظريات التعلم و مراحل النمو الوجداني السلوكي أعرف ما معنى أن تقوم بتخويف طفل في السادسة و حتى العاشرة و تجلده و تذله أمام زملائه و أعرف من خلال الدراسات أنه كلما تقدم المجتمع كلما كانت النتائج كارثية … كثير من الأطفال الذين ينشأون و يكبرون غير أسوياء و يكونون مشروع مجرمين سبب ذلك طريقة التنشئة في الطفولة و أسوأ ما فيها الضرب و التخويف … كثير من الأطفال يتبولون في السرير ليلا بعد أن كانوا قد تجاوزوا ذلك منذ سنوات و السبب في الانتكاسة هو أسلوب المعلم القائم على التخويف و الضرب … ضرب أمثلة عنقالية لا يدعمها علم و لا معرفة من هنا و هناك غير مجدي ، مثل إننا لا زلنا نحترم معلمينا أو مثل ذاك الذي يخبرنا عن حادثة طالب كسر زجاج منزل معلمه و غيرها ، هي مثل محاولة حجب الشمس بغربال … إن كنتم تريدون لأطفالكم أن ينشأوا أسوياء شجعان فقفوا ضد ضربهم و امتهان كرامتهم ، و إن كنتم تريدون أن يأتيكم حكام لا يتلذذون بتعذيب الآخر و لا يتواطأون على بيوت الأشباح لإذلال الآخر المختلف فقفوا ضد الضرب و الإذلال لأطفالكم ، و إن كنتم تريدون لوطنكم قيادات مبدعة تنهض به لا قيادات بليدة فقيرة الإحساس غليظة الشعور خالية من الابداع فلا تدعوا أمثال الوزير العوير يمرر عليكم قوانيمه البائسة .. الإبداع و الشجاعة و الرحمة و النفس السوية مرتبطة لحد بعيد بظروف التنشئة في الطفولة ، تنشئة خالية من العنف و الضرب و التخويف و قائمة على وسائل الثواب و العقاب غير البدني و كثير من الوسائل التربوية غير تلك التي يدعو لها الوزير المتخلف و توابعه من الجهلاء المتخلفين و المشوهين .

  11. ماذا تتوقع من مثل هؤلاء الوزارء!!!!فياسيدي التربية والتعليم في بلادنا اصبحت سلطة وخرابة !يجرب فيها كل يوم منهج جديد وفتوي جديدة!!!!كلما جاء وزير من وزراء اللمة للوزارة الاكثرخطورة والاقل اهتماما في بلد التوجه الحماري!!!نعم حماري لانها بوزيرها تريد اعادة الضرب لتعيد ما فات ومافشلوا فيه ليس لغياب الضرب ولكن لغياب المثل والمعلم المؤهل المميز من قبل دولته ووزارته!!! فمعلمي زماننا هذا محتاجين اولا للعلاج قبل الطلاب في ظل المسغبة والتهميش والاحتياج!!!اتظن ان الضرب غائب عن المدارس الان!؟الغايب ياسيدي وزيرنا الذي لايدري مايحدث!!!
    القي نظرة للمدارس وانت في طريقك في طابور الصباح وانظر للابواب!!
    فالذين يحملون السياط والعصي في المداخل ليسوا رعاة ابل بل معلمين ايضا!!
    و لايتورع بعضهم الان في لي ازرع التلاميذ وخبط رؤسهم بالادراج!!ويتخوف التلاميذ من الشكوي للادارة حتي لايتحول المدرس لوحش ضد من يشكوي!!!و لدي ابناء وبنات يجئرون بالشكوي من معاملة المعليمين والرعب الذي يتعاملوا به معهم!!!حتي في المدارس الخاصة!!ويرفض الابناء ان نشتكي المعلم خوفا منه!!!!ويحدثوني ان التلاميذ يصمتون خوفا ان يزيد عقابهم اذا اشتكوا لاهلهم!!!!!
    فهل يريد وزيرنا من معلمين لم يعد لهم غير الفتات والضغط النفسي والمادي ان يحملوا السياط علانية!!ليزداد الوضع ضغثا علي ابالة كما يقولون!!! فالذي يحتاج فعلا للجلد هو الوزير ووزارته وحكومته الفاشلة وكل من تبؤا منصبه ليس اهلا له!!وظل يتخبط يمنة ويسري!بحثا عن حلول لايقدر عليها ولايعرف لها سبيلا!!!
    ام يريدون اجيال مثخنة بالجراح ضعيفة مترددة وجلة تعجز عن الراي والمشورة مثلنا!!ليحكموا ليوم الدين!!!!فالفشل الذي نعيشة والخوف الكامن والعجز عن التغيير والمصارحة والاحتجاج !!هو نتاج الدراسة والمدارس التي نتفاخر بها فاخرجت لنا وزراء وولاة وحكاما اقل مايقال في فشلهم وفسادهم انهم نشؤ في بيئة غير سوية!!وعلي قيم منافقة ومبادئ مضللة!!! ان لم يكن لاهلهم فيها ذنب!!فمن اين جاؤؤا كما قال الطيب صالح!!

  12. أخى الطاهر ساتى لك التحية ولك الشكر على طرح هذا الموضوه المهم والذى لا نشك فى أنك إنما طرحته قاصداً الخير لأبنائنا .. ولكن فقط نريد أن نلفت نظرك الى أن الضرب فى المدارس إذا تم تطبيقه بصورة تربوية سليمة وبرقابة صارمة وتدريب المعلمين لتطبيقه بطريقة صحيحة فهو حسب إعتقادى سيكون نفعه أكثر من ضرره .. وأنت كرمز صحفى نتشرف به خير مثال على ذلك .. فأنت درست بنظام التعليم القديم عندما كان بخير وكان من أفضل نظم التعليم فى المنطقة .. وكان الضرب فيه شيئاً أساسياً .. ومع ذلك فأنت بحمد الله الآن إنسان ناجح ومؤهل وسوى النفس وأجزم بأنك لا تشعر بأى كراهية تجاه معلميك ولا تجاه المجتمع .. وأنا وغيرى من الذين تعلموا بالنظام القديم والحمد لله ليس لنا أى كراهية تجاه معلمينا أو تجاه المجتمع بسبب الضرب فى المدارس .. وكما أشار عدد من المعلقين الكرماء فإن ما يحدث اليوم من مشكلات سياسية وإجتماعية ونفسية ليس سببها نظام الضرب فى المدارس بل سببها الأول والأخير هى الحكومة والسياسيين وعساكرهم وبعض المفاهيم الإجتماعية والعنصرية الخاطئة والتى يتعلمها الناس فى بيوتهم ومجتمعاتهم المحيطة وليس فى المدارس والتى نؤمن بأنها يمكن أن تكون أحد عناصر التعايش السلمى والعدالة الإجتماعية بين كافة مستويات الناس بإختلاف منابتهم وألسنتهم إذا ما استخدمت هذه المدارس بطريقة صحيحة لتلعب هذا الدور الوطنى الإجتماعى المهم .
    ونظام العقاب سلوك فطرى عند الأنسان وحتى الحيوان .. فانظر مثلاً للقرآن الكريم والحديث الشريف فتجد أنهما أقرا نظاماً صارماً وعادلاً لعقاب من أخطأ وفى نفس الوقت أقرا نظاماً عادلاً يكافئ من أصلح وعمل خيراً .. وكذلك كل الأديان السماوية وحتى القوانين الوضعية أقرت نظام العقاب لضبط السلوك الإنسانى الذى ينزع دائماً الى عدم التقيد بقيود تحد من رغبته لعمل ما يشاء دون التفكير فى أضرار ذلك على الغير .. وكذلك فى عالم الحيوان فستجد هنالك نظاماً فطرياً يعاقب به قائد القطيع أو كبير العائلة من يخطئ من أفراده وتجد كل الحيوانات تنصاع لهذا النظام الصارم من أجل استمرارية الحياة وحتى لا تعم الفوضى عالمها.
    وأنت وأنا وغيرنا عندما كنا أطفالاً كنا ندرك بغريزتنا أننا يمكن أن نفعل ما نشاء وقت نشاء أمام أمهاتنا وخالاتنا وعماتنا وحبوباتنا ولكن عندما يحضر الآباء والأعمام والأخوال فنكون فى غاية الأدب والهدوء لأننا نعلم ما ينتظرنا من عقاب شديد إذا اخطأنا أمامهم فهل كنا نكرههم ؟ لا والله .. وكلنا عندما كبرنا حمدنا الله على طريقة الآباء والمعلمين فى تربيتنا بالثواب والعقاب معاً لأنهم لو كانوا تركوا لنا الحبل على الغارب لكان معظمنا الآن فاشلاً حاقداً ضعيف الفهم أو مجرد سحسوح مدلع ضعيف الشخصية لا يشبه الرجال.

  13. كل من يتحدث عن عدم جدوى الضرب مطالب بايجاد البديل لم يحالفك التوفيق يا صاحب المقال بالصاق كثير من التهم في جماليات الضرب واقصد التربوي منه في ظل عدم الاكتراث من كثير من الاهل بابنائهم نتاج الظروف المعيشية الطاحنة فلا مناص عن حث الطالب على التعليم بعد الترغيب سوى الترهيب بعدين انت لييي ما بقيت معقد ومضطرب ألم تجلد سابقا والله التحايا للمعلمين في كل بلادي وهم يقومون بواجب التربية والحث على التعليم ولو بالضرب وأدعوك اخي الكريم أن تتبرع لمدة شهر واحد في مجال التعليم في احدى المدارس الحكومية وليست ذات الخمسة نجوم ثم قيم كلامك فان ثبت العكس كن شجاعا واعتذر (انا أعني الضرب التاديبي وليس الانتقامي)

  14. سلام الطاهر ساتي…

    ألأب بضرب ألإبن ألأكبر…وألإبن ألأكبر بضرب ألأصغر…وألإبن ألأصغر بضرب الكلب…

    في أنتظار قلمك ألجرئي لتناول أمراض ألمجتمع المسكوت عنها…
    موضوع جميل…إحترامي

  15. ألاستاذ والصغار الفي ألصورة دي مفروض يأخذوا جائزة نوبل للتعليم…إحترامي وتقديري لهذا الفصل…
    الفصل ده وين..?

  16. يعني التربية الا بالضرب ياخ مليون طريقة للتربية وبعدين اسلوب الضرب دخيل علي البلاد وظهر مع المستعمر ادخلوة الاتراك وابقو علية الانجليز وكل الحكومات التي تعاقبت والفائدة انو الطالب في المستقبل يصير رجل خنوع ومطيع واهبل وعبيط ودة الحاصل بس اكثرهم لا يعترف بانة اهبل مع انهم هبل وباين عليهم الخنوع والضعف والهبل

  17. الأخ الأستاذ الطاهر ساتى
    بعد التحية
    بارك الله فيك وفى قلمك
    حقيقة إنه من العيوب الكثيرة في أمتنا اننا مازلنا نصطرع في موضوع مثل ضرب التلاميذ في المدارس في هذا الوقت من التاريخ. هذا موضوع عفى عليه الزمان في عمر الشعوب التي سبقتنا بقرون في كل نواحى الحياة. وكما قال إدبيبنا وحبيبنا الراحل المقيم الطيب صالح: هذا أذن يفسر كل شيئ.
    لافض فوك يارجل ولا أسكت الله لك حسا

    امض لا هياب ولا وجل في كشف المسكوت عنه في بلادى المنكوبة.

    ودمت.

  18. والله العظيم بس انا دايرك يوم واحد في اي مدرسة وتشوف الجيل القادم وتعرف المشكلة وين.
    ياسيد خلي ده كلو امشي مع ولدك بس اذا مالقيت انو محتاج لجلد تعال ننتخبك زعيم اﻻمه..
    كﻻمك فارغ.. والسودان زمان ضاع المشكلة بقت في اﻻخﻻق اول حاجه كون صريح مع نفسك راجع اسرتك وبيتك شوف كم مره في اليوم انت بتقول لولدك (بضربك)وشوف كم مره انت بتشاكل في حرمك المصون جنب اوﻻدك وبعدين تعال اتفلسف..

  19. صباح الوجع القابع … الجلد الجلد الجلد .. في البيت والشارع والمدرسة والسوق والمكاتب بأنواعها لازم نستولد لينا وزارة نطلق عليها ( وزارة الجلد ) تجلد من طرف حتي ( الجامعات ) … يا ساتي طيب الجلد الفي ( القرآن ) ده تقول فيه شنو .

    أنجع عقاب عقاب ( الجلد ) .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..