انتخابات الأصم..!

شمايل النور

800 مليون جنيه أو 800 مليار بحساب السوق، هذا الرقم الخيالي هو تكلفة الانتخابات المزمع قيامها بعد نحو 5 أشهر من الآن، ولا يبدو حتى الآن أن هناك دواعٍ لتأجيلها، التكلفة وفقاً لما أعلنته مفوضية الانتخابات، الانتخابات سيجري التسابق فيها لحزب واحد والنتيجة معلومة سلفاً- إن جرت الانتخابات أو لم تُجرِ- والذي لا شك فيه أن التكلفة هذه يتحملها هذا المواطن، الذي يعاني كي يتحصل على وجبة واحدة، لماذا كل هذا التبديد؟.

هذه الأموال الطائلة كم من مشروع تنموي كان أولى بها؟، وكم من مشروع ملفه قيد الأدراج جُمد لضعف الميزانية وكم وكم؟، صفوف المرضى مشحونة بالصبر في انتظار إصلاح أعطاب ماكينة الغسيل، وصفوف أخرى ملت انتظار أن تأخذ نصيبها من جرعة العلاج الكيماوي، أقسام كاملة غُلقت، ماذا لو تم توجيه هذه الأموال إلى قطاع الصحة الذي لا يحتاج إلى عمل دراسة للكشف عن انهياره؟، أما كان الأولى ذلك، معسكرات النزوح تعاني ما تعاني والمنظمات لا تستطيع الوصول إليها بأمر السلطات، المؤكد أن الغالبية العظمى متفقة حول ترتيب الأولويات، فليس هناك ما يستدعي سرد وتفصيل القطاعات التي تستحق هذه الأموال فليست الصحة وحدها، ولا الأوضاع الإنسانية في مناطق الصراعات التي لا تحسبها السلطات ضمن مسؤولياتها، هناك قطاع التعليم، بل هناك خدمات الماء والكهرباء، بل هناك الحاجة الشديدة إلى أي قرش يُصرف.

أرض المتناقضات، يعاني اقتصادها كل الأمراض- إن كان ما هو بين أدينا يُمكن أن يُطلق عليه اقتصاد- بينما المليارات تصُرف في مشروعات نهاياتها معلومة، ليس هناك منطق يجعلنا نطرح سؤال، من أين تأتي هذه الأموال، وما مصادرها؟، فكل الإجابات المنطقية، وغير المنطقية صحيحة.

السؤال الجدير بالطرح، كان يبدو غير موضوعياً لكثيرين، هو لماذا نصرف هذه الأموال بينما لن يتغيّر شيء؟- وإن حدث تغيير وفقاً للمعطيات التي تسير إليها الانتخابات فهو تغيير إلى أسوأ دون أدنى شك، حسناً، لماذا لا نقبل بالنتيجة قبل الخوض فيها، ونوفر هذا المبلغ الكبير الذي يحتاجه المواطن في جميع خدماته، ابتداء من قطرة ماء، حتى جرعة دواء، ما دام أن النتيجة معلومة للجميع، لماذا يخسرون، ونخسر، ولا طرف رابح؟، من الرابح في انتخابات الأصم هذه؟، بصراحة الأولى توفير هذه الأموال الطائلة لأن شيئاً لن يتغير، وليس المعنى فقط أن المناخ غير مهيأ للانتخابات بحساب الحرب والصراعات في أطراف البلاد، وليس كذلك للاحتقان السياسي الذي تعانيه الساحة، وليس لأن البلاد جميعها غير مستعدة للانتخابات، لكن لأن النتيجة معلومة ولو خاضت الانتخابات أكبر الأحزاب، وانتخابات الحزب الحاكم الأخيرة كانت أنموذجاً مكتملاً.. الحاجة الشديدة إلى أموال الانتخابات، وليس الانتخابات.

التيار

تعليق واحد

  1. ويبقي العزاء في أداء هذه الكوكبة النيرة والشجاعة من الأجيال الجديدة والناهضة من الإعلاميين والصحفيين الذين يعملون من الداخل في ظروف بالغة التعقيد ويتصدون لقضايا شعبهم بمنتهي الشجاعة والاقدام والقول المحترم الرصين التحية لهم جميعا ولكاتبة المقال حتي اشعار اخر تبراء فيه جراح الوطن وتعود الحقوق الي أهلها وتنصب فيه موازين العدالة بالحق.

  2. بسم الله ماشاءالله الناس ديل ابو الذكاء. ذي تجار دين وفي تجار حرب والله العظيم في تجار انتخابات دا الموسم حكهم

  3. تعداد السودان 30 مليون
    نصهم خارج السودان
    الباقي 15 مليون
    لو قلنا ربعهم تحت خط الفقر
    لو قسمنا القروش دي عليهم ما احسن

  4. شكرا شمائل مستقبلك واعد – انتخابات هذا الاطرش ستتم حتى ولو كان المنافس شامبيون كما كان في الانتخابات السابقة – 800 مليار مما تعدون سيحاسبهم بها الله يوم القيامة ونسال الله ان يعجل بعذابهم في الدنيا

  5. تسلمي يا بت النور والحقيقة وهل تطني ان احد منهم يمسك الجريدة ليطلع مجرد اطلاع الي مقالاتك ؟؟
    التي تعجب الاغلبية العظمي من الشعب الصامت الصابر وتعبر عن اراءهم ومشاعرهم
    لا اعتقد فهم مشغلون بمصالحهم الخاصة والشخصية ولاوقت لهم لبناء الوطن وانسانه(واهتمامهم فقط بالاقلام الصفراء التي سافرت الي تركيا قبل ايام الاقلام التي تعرف كيف تُزور وتلون وتزخرف الحقيقة لتقدمها للشعب المسكين في شكل كبسولة زاهية الالون وسهلة البلع علي انها الحقيقةو كل الامور تسير تمام التمام والمشاكل الاقتصادية في طريقها للحل والتنمية تسير حسب الخطط الموضوع واصبر لينا ياجماعة بس الخريف دا يعدي وكلام من هذا النوع الذي اصبح معلوم للسعب السوداني واهو كلام في كلام ياعوض دكام لك الرحمة)

  6. ما أظن إنك ما عارفة الانتخابات دي لشنو…

    ** بس ياريت لو الأموال في حال إلغاء الانتخابات كانت حتتوظف في مشروع لمصلحة المواطن… الأمر سيان يا أستاذة شمايل … المواطن نصيبو فتات موائد لصوص الإنقاذ فقط لا غير..

  7. الاصم عندو فيها كم ؟ وعمولات الجهات المنفذة كم ؟
    مااتعجب لهم هو كيف يستحلون هذا المال الحرام ؟

  8. هم خسرانين شيء ده مال الشعب المقهور على امره والذي ينوم فيه الاطفال جوعى والكبار مهددوين من الجري طول اليوم وراء لقمة العيش وفي الاخر ينوم اطفالهم جوعي
    لقد نجحوا في في تفشي الحرمان والجوع وفساد الاخلاق وانهيار القيم والاسر ولهذا سيعودون لاكمال الهدم وسقوط القيم وقتل الملايين من الشعب بالرصاص والجوع والامراض وسقوط القيم فهل من انتفاضة تحيل احلامهم الي سراب وامالهم الي نار تحرقهم ويحيا السودان من جديد شامخ ابي عزيز والسودان مرفوع الراس في كل مكان

  9. والله حرام شرعأ ناس ماﻻقية تاكل والكيزان يبعذقوا فلوسنا في الفاضي . مع انه نتائج اﻻنتخابات الشعب كله عارف البشير رئيس لمدة جديدة .. الله ﻻيكسبكم ياكيزان السجم والرماد ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..