ما هكذا يبقى السودان وطناً واحداً

د. النور الزبير

مٓنْ منا لا يملك عزيزاً او نفيساً يخشى فراقه او افتقاده؟ هكذا حال الانسان منذ الأزل وكلنا يعلم حال سيدنا آدم – عليه السلام – وما ال اليه عندما اضربت السدة حواء عن الطعام و صامت عن الكلام وظن انها لا محالة فانية، ما كان منه الا ان يعصي ربه ويطعم نفسه من الشجرة التي حرمها الله عليهما و كانت عقوبتهما الخروج من الجنة ونعيمها.

دعونا نتحدّث عن الجزئية الاولى من هذه القصة – وقصص القرآن كلها عبر ومواعظ – وهي جزئية التضحية للعزيز الذي يُخشى فقدانهٌ ـ وهو حواء في حالتنا هذه – لقد ضحى آدم بالطاعة و النعيم لمّا ظن ان العزيزة حواء مفقودة مفقودة ـ ان لم يلبِ طلبها- فكانت التضحية الجسيمة الإتيان على معصية الخالق.

لقد تابعنا عبر المواقع الاسفيرية حالتي الهياج و الغليان التي اهتاجت بعض النفوس السودانية من دعوة الاستاذ ياسر عرمان لمنح الحكم الذاتي للمنطقتين جنوب كردفان/ جبال النوبة والنيل الأزرق. فهناك من استهجن واسترخص الحكم الذاتي على سكان المنطقتين و اعتبره دعوة حق اريد بها باطل وطائفة اخرى قد استنكر عليهم اية خصوصية.

ان كانت الخصوصية تعني شيئاً فهي كل ما يتعلق بشخص او بمجموعة او بشيء محدد دون سواه؛ او هي منظومة متكاملة من الخصائص و السمات المادية و الروحية وأسلوب الحياة والأخلاقيات و رءوية الذات و الاخر والتي تكونت عبر عملية تراكمية و تفاعلية عبر التاريخ وهي لا توجد من فراغ بل هي بنت البيئة. لا احد ينكر على المنطقتين خصوصيتهما الا لحاجة في نفسه و عندما يطالب الاستاذ عرمان بهذه الخصوصية فانه يعلم يقيناً انها موجودة بحكم طول مشاركته في قيادة الحركة الشعبية ومواكبتها للحرب التي تدور رحاها في المنطقتين والآثار السالبة التي أفرزتها هناك والحكومة بذاتها تعلم علم اليقين بها وقد اعترفت بها في مرات كثيرة. مطالبة الاستاذ عرمان ليست ببدعة وليست هي الاولى في تاريخ السودان او الحوار السياسي السلمي منه او المسلح.

نعم، هناك خصوصيات ـ وليست بواحدة ـ وكلها تفضي لحالة تقرير المصير وليس الحكم الذاتي. كم من منطقة او شعب او إثنية او دول كانت موحدة و انشطرت بعوامل الخصوصية هذه؛ نعود لذاكرة التاريخ البعيدة منها والقريبة و نوجز الآتي من الأمثلة:

? عن خصوصية الهوية: لا توجد منطقة بالسودان تتميز بهويتها الغنية والضاربة الجذور اكثر من المنطقتين وبخصوصية الهوية هذه فقد نالت أقلية الساومي في الشمال الغربي لدولة النرويج حكمها الذاتي دون اقتتال ولها صلاحيات ممتدة.
? عن ناحية الديانة والمعتقدات: المنطقتان غنيتان دون سواهما بالديانات وهذه خصوصية انفصلت البوسنة والهرسك بسببها عن يوغسلافيا بعد حرب ضروس وانتهاكات للإنسانية أودت بمرتكبيها لمحكمة الجنايات الدولية.
? تن الناحية الأثنية وحقوقها: لا يزال إنسان المنطقتين يعيش الذل والاذلال والتمييز في كل مجالات الحياة الاجتماعية و السياسية والعملية. كيف لا ويُفرّق بين الناس في كل مناحي الحياة بالقبيلة التي وضعت لها خانة مميزة بكل اورنيك تقديم!! انظر كذلك للمعاناة التي يعيشها، مثلا ً، إنسان جبال النوبة في الكهوف ( الحياة البدائية التي عاشها الانسان في مراحل تطوره ) ومعها المعاناة الانسانية اليومية من قذف و تقتيل وبتر للأجزاء جراء طائرات الانتينوف والصواريخ والقنابل الحارقة دون تمييز وبلا رحمة. هل سمع العالم يوماً بقافلة مساعدة او نفرة او مظاهرة حُشِدت لها الناس في السودان تاييداً لتلك الام المسكينة او الطفلة البريئة التي غُذِيت من أوراق الشجر؟!! بربك الجليل ماذا تفسر خروج الناس لنصرة مدينتي امروابة وأبي كرشولا منددة و مستنكرة دخول الحركة الشعبية لهما في الوقت الذي يعاني فيها إنسان الجبال و دارفور من سندان الحكومة ومطرقة قوات الدعم السريع دون نصير؟!! أليست هذه خصوصية يستحق بها ذلك اللا معدود للحكم الذاتي؟!!
? عن الناحية الأيديولوجية: نجد ان لإنسان تلك المنطقتين أيديولوجية تختلف في مضمونها و أهدافها عن تلك التي يحملها الآخرون وبسببها يتعرض للقذف اليومي و تمارس عليه و على منطقتيهما سياسة الارض المحروقة. أليست الأيديولوجية هي التي أدت لانفصال الألمانيتين عن بعضهما؟ ًأليست هي و الأثنية اللتان ادتا لانفصال جزيرة البرم عن يوغسلافيا قبل شهور؟
? ماذا عن احدث دولة وليدة في العالم – دولة جنوب السودان – ماهي الأسباب والدوافع التي فصلتها عن السودان الام؟ أليست هي جملة الأسباب السابقة؟ أليست كلها خصوصيات؟

نقرا التاريخ ولا نعي ونشاهد الأحداث بآم أعيننا ولا نعتبر!! نتباكى على الفقيد العزيز الغالي ولم نتدبر إنقاذه !! الكل يبكي على الوطن ويخاف تفتيته ولكنه لا يبحث عن الأسباب والسبل لاتقاء النتائج و ان وُجِد ذلك الفذ الحصيف الناصح لا يُسْمع له، وهكذا تزداد مصائبنا وتستفحل وتعصي علينا الحلول لان عجلة زمانها قد سبقت الزمن ثم نلوم أنفسنا وهيهات هيهات.

ان كنتٓ بصاحب منزل أحاطه السيل من كل جانب و أوشك السيل على غمره؛ ماذا يكون ردة فعلك اجارك الله ؟ أتكون ردة الفعل بالصياح ” ألحقوني يا ابو مُرُوّة ” و انت جالسٌ القرفصاء في حوشك؟ ان كان امر المنزل يهمك حقاً، فسوف تشمّر عن ساعد الجد وتبدأ في البحث عن التراب و الخيش، ان أمكن ، و ردم منافذ السيل بالكوريك و الطورية -ان كانت لديك هذه الأدوات – وان لم تكن لديك فحتماً سوف ترسل احداً على عجالة من الامر ليحضرها لك و تنشغل انت بحراسة المنزل و حمايته ريثما يعود المرسل بأدوات الحل و النجاة اولا ً ثم الاستعانة بأصحاب المروءة والمقدرة لإنقاذك من المحنة التي حلّت بك و بدارك.

من يحدق به الخطر فلابد له من البحث عن الحلول الناجعة للخروج لبر الأمان. ان كان أولئك المتباكون حريصون حقاً على وحدة السودان و كينونته، فحريٌ بهم ان يشمِّروا عن ساعد الجد ويبحثوا بعين ثاقبة و بصيرة نافذة في الأسباب والمخاطر التي تحدق بهذه الوحدة وديمومتها. على العقلاء من أهل البلاد ضرورة الجلوس والتباحث بعقلانية عن الحلول الناجعة لإبقاء السودان وطناً واحداً والنظر لمظالم الآخرين بنظرة مستقبلية و روح من الحكمة و المسؤولية؛ فان كان السيد بالكر بدري و السيد عبدالرحمن المهدي والسيد استانسلاوس بيساما قد فطنوا لأمر السودان من قبل الاستقلال ثم جاء السيد جعفر النميري من بعدهم بهذه الرؤيا؛ فإنني واثق بان هناك من الحادبين على امر السودان الذين يستطيعون الخروج به من مأزق التآكل. جدير بنا ان نضع امر الحكم الذاتي نصب أعيننا ويكون ضمن الحلول لمشكلة السودان فهو اي السيد عرمان ـ و ان لم يكن من أبناء المنطقة فان السيد عبدالرحمن المهدي لم يكن دينكاوي ولا شلكاوي او نويري و لكنه كان سودانياً وحدوياً وليته عاش ليعطي درساً عن فراسته وعمق تفكيره و قراءته للمستقبل التي عجز عنها أترابه.

الذين يدقون طبول الحرب و يعدون القنابل المتفجرة منها و الموقوتة و يصبون الزيت على نيران الاحتراب، هم الذين لم تطأ لهم قدم ارض معركة و لم يفقدوا لهم عزيز في ساحة نزال او تبتر لهم ام او اخت او صغير، و هم الذين لم تتأثر أوضاعهم سواء المعيشية منها او الأمنية او الدراسية او الصحية او غيرها و لذلك لا يستطيعون تقييم استمرارية الحرب و مالاتها. انهم بافعالهم هذه و تنكرهم على الفكرة إنما يعطون الحق لحملة السلاح بالمضي في حربه من اجل حقوقه التي حمل السلاح من اجلها و لن يسقطه الا بهزيمته او موته و حينها يكون السودان على شفا جرف هار يوشك على الانهيار.

د. النور الزبير
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. من يرفضون الحكم الذاتي لاي جماعة تتعرض للقتل والتشريد والحروب بدعوى الاحتفاظ بوحدة ارض السودان ،،، هؤلاء عنصريين لا قيمة للانسان السوداني بالنسبة لهم مقابل ارض لم يزرعوها او يعمروها ولم يزوروها يوماً لايعرفون ان هذه الارض عزيزة على سكانها شربت من دماء سكانها ما شربت لا ذنب لهم غير انهم يختلفون عن عنصريين شركاء لهم في الوطن

  2. يا دكتور لمن توجه الخطاب. ناس الراكوبة رجلان رجل يعرف ان الذي يجري مخطط امريكي للشرق الاوسط الجديد يقوم الاخوان المسلمين بتنفيذه والثمن تمكينهم من حكم الشرق الاوسط كحليف لامريكا، وفي السودان كان العربون عدم ملاحقة البشير بالجنائية الدولية. ورجل اخر يعرف هذا و ينكر كعادة الكيزان في كل زمان و مكان.
    اما الذين خارج تغطية الراكوبة و اخواتها ، فجلهم مغفلين نافعين من اتباعهم حسب تسميتهم بانفسهم وواحدين خارج الاهتمام بما يجري للوطن جهلا او تجاهلا. والاخرين لا يطلعون على مقالك و الاولين لا يحتاجون تضعية وقت في مذاكرة المحفوظ.
    الوطن ينهار و لا ينتظر الشباب المحادثات و الحوارات و انتفاضة سلمية تخرج الوطن من براثن الانقاذ. الشباب يكون خلايا المقاومة المسلحة داخل الاحياء و ينسق مع المسربين من عناصر الحركات المسلحة لتفعيل الثورة التى سيكون حرق بيوت الكيزان و كلاب الامن اول انجازاتها.

  3. قال الكاتب (( نقرا التاريخ ولا نعي ونشاهد الأحداث بآم أعيننا ولا نعتبر!! نتباكى على الفقيد العزيز الغالي ولم نتدبر إنقاذه !! الكل يبكي على الوطن ويخاف تفتيته ولكنه لا يبحث عن الأسباب والسبل لاتقاء النتائج و ان وُجِد ذلك الفذ الحصيف الناصح لا يُسْمع له))

    نعم كرهنا من هم اليوم على سدة الحكم وهم يعبثون بمقتنيات بلادنا وينهبون و و و ولكن مهما كان ومهما حصل نقدمهم للمحاكمات العادلة ونقدم فيهم ونقول ما نحن فيه للعدالة ….. ولكن ثم لكن إنفصال مرة أخرى لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا ….

    والله نسأله يا إخواننا بارك الله فيكم لا تمزقوا السودان أكثر من ما هو فيه لا يا ناس لا تؤيدوا مهما حصل أي نوع من الإنقسام مرة أخرى فاليعيش السودان واحدا متماسكا والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء والخونة ماكلي حقوق الشعب الكريم الطيب الله أكبر عليهم …

  4. (اضربت السدة حواء عن الطعام و صامت عن الكلام )

    مين قال ليك الكلام ده … دليلك شنو ؟؟
    ما في اّي تضحية كلامك مبني على باطل ..

  5. اذا صاحت الدجاجة صياح الديك تذبح….اخشى عليها من ميتة الجاهلية,من دعا إلى عصبية ثم مات عليها فقد مات ميتة جاهلية.

  6. في تعليق سابق ناقشت في الراكوبة النظرة الشاملة للخطة الصهيونية للمنطقة و برنامج ثيودور هرسل(1904) الذي تبنته كل النخب الاسرائيلية و الحكومات التي شرعت في عمليات حربية لتوطيد اسرائيل الكبرى From the brook of Egypt to the Euphrates بداية بحروب لبنان المتعددة و حرب الخليج المنشورة نتائجها منذ العام 1982 لتشظي العراق الى ثلاث دول صغيرة دولة الشيعة في الجنوب و السنة في الوسط و الغرب و الاكراد في الشمال و بالتالي النظرة التشريحية لكل دولة اقليمية و من ضمنها السودان و الذي لخصت الخطة أنه من اسهل الدول تشظية لأن عناصر الخطة الديناميكية تتوفر فيه و هي الاثنيات المختلفة و الزنوجة و العربنة و الاسلام و المسيحية و الوثنية (قبل انفصال الجنوب) و الراصد لتلون انانيا 2 في فكرنة الحرب بين الشيوعية و الزنوجة ضد العروبة و أخيرا المسيحية ضد الاسلام مما أوقع الانقاذ في المشاركة في هذا المخطط إذ سوقت للحرب الجهادية ضد دولة الكفر في الجنوب .. المهم النتيجة النهائية أدت الى انفصال الجنوب و بالرجوع الى الدراسة المهمة التي نشرها البروفيسور الاثيوبي بيليت ب إيهون في مركز الدراسات الافريقية التابع لجامعة فلوريدا في نوفمبر 2013 تحت الرقم ISSN:2152 -2448 والرجل عالم في دراسات التاريخ و المقال تحت عنوان Ethiopia?s Role in South Sudan?s March to Independence, 1955 -1991
    و خلاصة المقال أن حالة الحرب الاستنزافية WAR OF ATTRITION منذ الخمسينات و التي نفذتها كل النظم الاثيوبية ( الامبراطورية و العسكرية ) و هي عبارة عن تدابير انتقامية ضد السودان لتدخله في الشأن الاريتيري..
    عذرا لهذه المقدمة المختصرة لفكرة بسيطة د. النور وهي ليس هناك عاقل كائن من كان يرفض فكرة الذاتية في نظام حكم السودان لسبب واحد و هو فشل السودانيين و خاصة الصفوة في خلق نظام اندماجي بين القبائل و الجهات و عدم توازن التنمية البشرية و تنمية الموارد و انغماس الصفوة من كل جهات السودان في الوسط الفاسد في المركز و نسيان الهوامش إلا في حال الحرب للكراسي و خير لسان لذلك حميد في الجابرية لكن بالرغم من ذلك تلوح رياح الانفصال من بين سراديب الذاتية لكل الهشاشة التي قدمنا لها من الناحية الاقليمية و العالمية تجاه السودان الموحد و كل لاهدافه وانظر لما يجري في افريقيا الوسطى و حتى جنوب السودان مرورا بما تعمق في الصومال و اليمن و هشاشة الوضع في يوغندا و كينيا و الكنغو و دول الشمال الافريقي و مصر نفسها مرشحة بإعمال آلية الفقر لانقسام المسيحيين (دولة القبط) يا دكتور لئن امتدت سنوات فشلنا في ادارة الدولة الواحدة و تعميق الهوة تحت وطأة النظام الانقاذي على مدى 26 سنة لانجد مبر في الوقت الحالي للمناداة بالذاتية و ما المانع من المناداة للذاتية في دارفور و في الشرق و الشمال و الوسط و هذا ما يحتاج لنظام يشبه العلاقة بين الامارات المتحدة في الساحل الشرقي و انظر لعوامل القوة و الضعف عندهم هل تتوفر لدينا ..و اخيرا أسف لعدم الاسترسال في الفكرة لضيق المجال و لكن الفكرة وصلت لكل الراكوباب الحذقين

  7. شكراً د/ النور على هذا المقال الموجز الرائع الواقعي واتفق معك على ضرورة وحتمية الحكم الزاتي للمنطقتين

  8. نتمني ان يقرأ المعلقون المقال بتمعن للبحث عن الحلول وليس للمكايدات والمعاكسة العجلة تدور بسرعة سوف لن تنتظر في محطة الاتهامات والمشاكسات والا سوف نصبح ونجد البلد قد تمزق كما سبق وفقدنا جزء عزيز منه.وحينها سوف لا ينفع الندم. البحث عن الحلول قبل ادانة امريكا واليهود.

  9. نعلم جمعيا يا اخوتي ان الحكم الذاتي حق لا جدال فيه، لكن دعونا نفكر في تعدد الذات السودانية وتباينها وانتشارها في تلك البقاع الشاسعة (مليون ميل سابقا)، فلو افترضنا ان كل جماعة اثنية او قبيلة او طائفة دينية تريد حكم ذاتيا نسبة لخصوصيتها فالي كم دولة يمكن تقسيم السودان، الا يري كثير معي ان هذا يؤطر لتفتيت السودان ويعمل علي تفاقم النعرات القبلية و الايدلوجية مما يخدم المخططات الصهيونية وباتقان اكثر مما خطط له اليهود انفسهم؟ الا يري الكثيرون معي ان تقسيم السودان علي ذلكم الاساس هو عدم وجود سودان اصلا علي خارطة العالم وعدم وجود دويل حقيقية يتم بها الاعتراف عالميا( لا تودي لا تجيب)، الا يري هؤلاء ان انفصال الجنوب دمر اقتصاد الدولتين فلا الشمال قد وفر اموالا طائلة بعد التوقف عن الصرف لحكومة الجنوب كما روج لذلك داعمو الدعوة الانفصالية وذوو الافكار الانفصالية المبنية علي الفصل العنصري و الديني و الاثني البغيض، ولا دولة الجنوب استطاعت ان تبني دولتها الوليدة باموال البترول الذي لم تترك لهم النزعات القبلية و الحروب الانفصالية والطمع في مراكز القوة تذوق نعيمه والعيش في رفاهية الدول المصدرة للنفط كدول الخليج مثلا.ألا ترون ان الولايات المتحدة الامريكية التي تساعد كثيرا في نشر مثل هذه الافكار كما يحدث الآن في العراق وسوريا، هي نفسها ولايات متحدة وليس متفرقة علي اساس اللون او الدين او ما شابه.
    ان مشكلتنا ايها السادة لن تنتهي بان نعطي كل شخص جزء من هذا الوطن لانه مظلوم من بقية الشعب ،بل تنتهي بان نرفع الظلم من اساسه ونقتلع شجرة الظلم من جزورها، وننظر للامام بكل وطنية لاقامة دولة العدالة وسيادة القانون… حينها لن يفكر احد في الانفصال لان له خصوصية دينية او جهوية….. ولا نامت اعين الكيزان

  10. اتفق معك تماما في كل ما جئت به. واذا كانت الحياه بعفه واحترام الاخر ويحتكمون جميعا بقانون المواطنه الصرفه فالاتحاد مرحب بيه.لكن اذا كان مواطن درجه اولي واخر درجه غير ذلك فطريق دولة جنوب السودان ارحم من حياة الزلة والمعاناة الابدية. صحيح يمكن نعاني في البداية كما عاني كل من يريد ان يقف وارجله لاتحمله لكن علي الاقل ابناءنا سوف ينعمون بحياه افضل منا.

  11. يجب أن نعتبر من التاريخ
    لا أؤيد الحكم الذاتي للمنطقتين وقد فشلت التجربة سابقا في الجنوب أيام الرئيس نميري ولم يؤد الحكم الذاتي للإستقرار بل أدى إلى إستحواذ قبيلة بعينها تتمتع بكثافة سكانية على السلطة وتهميش القبائل الأخرى وأعيدت المشكلة بشكل أسوأ من أول الأمر الذي أدى لتدخل الرئيس وتقسيم الجنوب إلى ولايات وأسخط ذلك شريحة أخرى من الناس وأدى لتفجر التمرد من جديد.

    الحكم الولائي بالتقسيم الحالي تكريس للقبلية وذلك لأن وجود كثافة عالية لقبيلة في منطقة يقارب عددها 30 في المائة أو أكثر من جملة السكان يغري هذه القبيلة بالتحكم في تلك الولاية وهضم الآخرين وذلك ما جعل المؤتمر الوطني يعلن عن إعادة تعيين الولاة وجعله بيد الرئيس وهذا غير موفق.

    في رأيي أن أسلم الحلول هو إعادة تقسيم الولايات إلى عهدها السابق فتكون ست ولايات ويكفل الدستور الذي يتفق عليه كل القوى السياسية خصوصية كل مجموعة سواء في الشرق أو الغرب أو الشمال أو الجنوب أو الوسط.

    علمتنا التجارب أن الدستور يظل بلا فائدة إذا لم يجد قضاء حرا يحمية وحكومة منتخبة من الشعب تنفذ أمر القضاء وهذا يكون ضمانة لصون الدستور.

  12. لا ليس الامر كذلك ، انا ارفض الانفصال وارفض الحرب في ان واحد، صحيح اني كواحد من جماهير الشعب السودان العريضة عجزنا خلال ال25 سنة الماضية من ازالة هولاء القتلة عن صدورنا، ولكن ذلك لا يعني ايضا ان سكان الوسط الامن ” الي حد ما” عاشو حياة تشابهة تلك لسكان مناطق الاحتراب.
    فجبال النوبة ودارفور والنيل الازرق أنا عملت فيها وخدمت اهلي هناك ، ولا اجد في قلبي حبا اقل لهم من حبي لاهلي في الوسط. بل كثيرا ما اجدهم ارق حالا واكرم معشرا من سكان الوسط.
    وحقهم علينا” حق اننا حظينا بتعليم وصحة افض، اما مجانية او اننا كنا قادرين على دفع سعرها” حقهم علينا الاستنارة والوعي ، حقهم تقديم المساعدة والعون ،والاخذ بيدهم لنيل حقوقه في دولة المواطنة و لرفاهية عيشهم . ذلك يرجع علينا كلنا بالرفاه، والثراء الاجتماعي والعرقي والاقتصادي.
    هذه البلاد لم تنل حظها من الاستقرار الديمقراطي منذ ولادها كامة واحدة قبل مئتان عام الا لاقل من عقد واحد ، فلم يسع ابناها الأمناء عليها ان يصرفو شؤنها لاكثر من عشرة سنوات، ولكل الباقي من عمرها حكمنا فرد خلفه جماعة باغية، وماذا قدموا للبلاد والشعب، لا شئ سوى الانحدار … بالمعنى الشامل للكلمة.
    المقال قدم تجارب دور انفصلت ونجحت شعوبها، ولكن من الممكن تقديم عشرات التجارب لاندماج شعوب ناجح واسس دول وقوميات متحدة ، متالفة متساوية في الحقوق والوجبات.
    وكون جماعة سياسية مستنيرة حملت هم شعبها، ومضت به لميدان الحرب فهذا ليس وضع استثنانئ، فظروف مشابة موجودا موضوعا في اقصى شمال السودان وفي شرقه يكمن ان تحمل جماعة مشابهة لسلك هذا الطريق.

    الاخفاق في التنمية والسلام الذي لحق بهاتين المنطقتين تحديدأ بسب الجبهة الاسلامية، وهو نتاج سياسي لرفض الاخر . لا يتحمل الشعب السوداني كل ظلمه، الا عجزه الحالي على احداث التغيير.

    السوال المهم: لماذا تم تغير الرؤية مرتان من الحركة الشعبية من وحدوية لانفصالية. مرة قبل عشر سنوات في نيفاشا ومرة الان في اديس؟
    من المسئول عن تحديد ان الظرف التاريخي قد حان ونضج لطرح التباين الحميد من وجهة نظر اخرى انفصالية ؟
    فهل كل اسرة تربطها وشائج الدم والتاريخ والعشرة والهم المشترك ، تنحو نحو اسغلال الاختلاف العرقي طالما رب هذه الاسرة متسلط والقهر هو الجو الاسري السائد. ام ان مقاومة هذا ? القاهر المستبد- هي القضية بعدها نتبصر ان كان التشظئ هو الحل.

  13. للاسف بداية المقال بقصة ادم و حواء بهذا السرد او الحكاية التي تجافي ما نقراه في القران الكريم, جعلتني اغير راي عن القراءة و ابحث عن موضوع اخر ~

  14. الحلول الجزئىة دلالة علي عجز النخب السياسية ……اذا كان الحكم الذاتى من اجل ان ينال الجزء المعنى كرامةانسانه وحقوقه ….فهى مشكل جميع اجزاء السودان بما فيها الشرق والغرب والوسط……نقد الذات وجلدها هى التي تفضى بالحل …..والتفكير بالحل افضل من تكرار المشكل …..فمشكلتنا منذ الاستقلال….كيف يحكم السودان بتنوعه الجغرافي والاجتماعى……النظام الديمقراطى تمت معارضته بنفس الاسباب…والشمولية ايضا بنفس الاسباب اعني المعارضة المسلحة….وزمن نميرى كانت هناك اباحية وخمور وغيره ايضا لم تقف الحرب لمن يظنون ان الحرية الاجتماعية هي الحل …والجنوب الان ينعم باللحرية ويحكم بالعلمانية ….ايضا لم تقف الحرب……اذايجب ان ندرس القضية جيدا….فالموضوع اكبر من ازاحة الموتمر الوطنى …..والاتيان بحزب امة او قطاع شمال او غيره……

  15. كل الاراء اجمعت على ان هنالك ظلم تاريخي لمناطق محددة في السودان ، ولعل الكثيرون يتقفون معى بانه حتى هذه اللحظة ومنذ الاستقلال لم نوفق ببحكومة واعية ومدركة تماما لتركيبتنا المميزة بتنوعها الثقافي والعرقي والايدلوجي بل اخطر من ذلك استطاعة تلك الحكومات انتاج مجموعات فاشلة وانتهازية مناابناء تلك المناطق وهي ذات نفوذ كبير داخل كياناتها ، كما حدث لاخوتنا في جنوب السودان ، وفي ظل هذا التشرذم الواضح للعيان ومع الازمات الدولية وعدم التفات العالم لتلك المناطق من الكورة الارضية حتما سوف يفشلون في ادراة شئونهم لو تحقق ذلك المطلب بل سوف يكونون عبا جديدا للمجتمع الدولي ، وعليه لابد ان يناضل الجميع من اجل رد المظالم وتكوين حكومة ديمقراطية باسس جديدة ذات خصائص علمانية ومدنية تؤمن بذلك التنوع ،،،

  16. يا معشر المعلقين,,,
    لقد اثبتم وبجدارة انكم قوم من الجهالة, و الضحالة,و السطحية, وعجز المنطق بمكان,,فهل نحن فى هذا المقال بصدد مناقشة قصة ادم وحواء ونزولهما من الجنة؟؟؟ ام انها سفسطة خريجى جامعة القران و الاسلاميةوتوابع الانقاذ؟؟؟ يعجز منطقكم ان كان لكم منطق ان تقارعوا الحجة بالحجة, وتجهلون اسلوب التفكير و التحليل العلمى لما يكتب, وليس لكم من مقدرة ولا سلطان على اثراء النقاش, ولا طرح الحلول والبدائل, ولا استشراق رؤية للمستقبل, وبذلك فانتم كالسوس تنخرون فى عظم الوطن, فلا فائدة فيكم و لا كفاية شركم,,فالمقال عظة وعبرة وتذكرة فمن شاء ذكر و الا فالصمت من ذهب,,و يا هؤلاء الوطن ينزف, و الظلم يسود و انتم فى غيكم تعمهون, لن تحل الايات و لا الاحاديث مشاكل الوطن الجريح, ولن تجدينا الخطرفات الفارغة من صحة قصة سيدنا ادم و امنا حواء مثقال ذرة فيما يحدث من صراع ودمار و استهتار بقيمة الانسان فى السودان, و لسنا بحاجة لمعرفة صحة ما اورده كاتب المقال حول سيدنا ادم و امنا حواء , ولكنا احوج ما نكون لطرح واقعى لحال الوطن يثريه المعلقون بالمنطق و الرؤية المستقبلية و الحلول الجذريةحتى يصبح الوطن للمواطن,, هذه دعوة صادقة لاستخدام هذا المنبر لايجاد الحلول لا للترويج للترهات و السخافات,,,

  17. ان الذين تنادوا وحشروا يوم واقعتي ام روابة وابو كرشولا لم يفعلوا ذلك حباً في اهل المنطقتين ولا حرصاً على ترابهما … فكل ما هو غرب كوستي (( جناقير ارض )) في عرف هؤلاء … ولكنهم نفروا لشيئ آخر لا يهمنا الآن … والغريب ان الجمع ذاتهم ولولوا وشقوا الجيوب وسكبوا الدموع مدرارا ودبجوا الخطب الملهمة حينما ذبحت طائرات اسرائيل اطفال غزة والقموا افواههم – الفاغرة الآن بكل قبيح – حجارة من زلط حين تناثرت جثث اطفال النوبة وبكارات عذارى دارفور بفعل الانتنوف و (( رجال )) الجيش السوداني ومليشيات الواطي … الذين (( ينبحون )) الآن على عرمان وجماعته لا يعلمون حتى اين تقع المنطقتان بل اغلبهم لا يعلم ولا يريد ان يعلم ماهي الجرائم المرتكبة هناك (( طالما جلده خارج الماء … وجلد ابن عمه كذلك )) …
    يا ناس لنكن واقعيين … لن يقبل اهل البحر باهل الحجر بشراً … ولن يقبل اهل الحجر باهل البحر ربا
    يهب ويمنع اذن لماذا لا يذهب كل قومٍ بما لديهم فرحين ؟؟؟ … شكراً د. النور على هذا التناول ..

  18. (الذين يدقون طبول الحرب و يعدون القنابل المتفجرة منها و الموقوتة و يصبون الزيت على نيران الاحتراب، هم الذين لم تطأ لهم قدم ارض معركة و لم يفقدوا لهم عزيز في ساحة نزال او تبتر لهم ام او اخت او صغير، و هم الذين لم تتأثر أوضاعهم سواء المعيشية منها او الأمنية او الدراسية او الصحية او غيرها و لذلك لا يستطيعون تقييم استمرارية الحرب و مالاتها. انهم بافعالهم هذه و تنكرهم على الفكرة إنما يعطون الحق لحملة السلاح بالمضي في حربه من اجل حقوقه التي حمل السلاح من اجلها و لن يسقطه الا بهزيمته او موته و حينها يكون السودان على شفا جرف هار يوشك على الانهيار. )

    تعليق :
    نعم الأخ د. النور , هولاء يسيرون فى اجاه خاطىء مع افتراض حسن النية , ولكن النتيجة بلا شك هى (الدمار الكامل ) وقد سبق أدليت بدلوى فى هذا الموضوع فيما يلى نصه :
    كل حروب الانقاذ مسخرة لخدمة العدو :
    لا شك أن الجميع يعلم ان ما يجرى الآن فى بلدنا , وتتناقلة وسائل (الميديا الحديثة ) يمثل قمة الخطورة ? فسوداننا الحبيب يسير الى طريق مسدود , طريق حالك الظلام , وهو الآن فى أشد الحوجة الى : ” حكماء ” لانقاذ ما يمكن انقاذه ” اسمعنى أحد الأخوان شريط فيديو للناطق الرسمى لحزب المؤتمر الشعبى ( موقع الراكوبة ) هاجم فيه الطرف الثانى هجوما عنيفا وحملهم مسئولية كلما يجرى ببلدنا الحبيب منذ قيام الانقاذ وحتى تأريخه وكأنهم لم يكونوا شركاء فى كل ذلك مما دفعنى للتعليق والرد وفيما يلى نصه : ألم يأن الآوان يا أخى كمال , أن ندرك أن ما يجرى من قتال وصراع دموى بين ابناء الوطن الواحد , يصب ودون أن ندرى لخدمة أهداف أعداء الحق والدين , وأن رجال الانقاذ ? ( بموجب تعاليم وموجهات الأب الروحى لهم ) – هم الذين مهدو الطريق وخلق القابلية لهذا الصراع الدموى بين الأهل والعشيرة , وكانت البداية كما هو معلوم تحويل مشكلة الجنوب من قضية داخلية ومطالب عادلة اعترف بها كل أهل السودان وكانت على بعد خطوات من الحل الجزرى والشامل لها مبادرة : ( الميرغنى/قرنق ) حولتها الى حرب دينية بهدف اخراجها من كونها مشكلة داخلية قابلة للحل فى اطار سودان موحد ,الى تدويلها وكانت الثمرة المرجوة من ذلك هو ما نعائشه وتقع تحت وطئته البلاد والعباد فى كلا القطرين ,
    (وهذا هو المطلوب )!!!!!!!

    ثم تلى ذلك ما حدث لأهلنا فى دارفور , وكان فى حقيقته استمرار وتنفيذ حرفى لما تم فى الجنوب , ومن المفارقات العجيبة والغريبة , أن تضطلع بهذا العمل الممعن فى سوءه وقبحه ( رجال الانقاذ ) هولاء الذين انحدروا الينا من تنظيم دعوى , كان المتعين أن ينزلوا علىنا المثال الحى للحكم الاسلامى الحقيقى , الحكم : ” الراشد ” فماذا انزلوا علينا ؟؟؟ اعادونا الى حكم الجاهلية الجهلاء , انزلوا علينا تعاليم وموجهات مستمدة من بنود التلمود اليهودى باعتباها تمثل الاسلام حسب التعاليم التى خضعوا لها فى سنى شبابهم الأول من الأب الروحى لهم وكان الهدف من ذلك كما هو معلوم اعدادهم الاعداد الكامل لادارة دولته المنشوده هذه وتم له ذلك , ….. والآن نحن نحصد مآلات هذه التعاليم والموجهات فى شكل الصراع الدموى الذى نعائشه وقد سبق علقت على ذلك فى شكل اجمالى وفيما يلى نصه : لا شك أن الكثير منكم يا أبنائى ,لا يخفى عليه أن هذا الصراع الدموى القائم حاليا بين فئتين من بنى جلدتنا لا يعدو كونه تنفيذ حرفى وممارسة عملية يسير كلاهما فيها بهمة عالية ومببرات وعلل تساق لاثبات حق كل منهما فيها , وهم لا يدرون أن كليهما لا يعدو كونه مجرد دمى تحركها الأيدى الخفية لتحقيق أهدافها ومراميها البعيدة المفضية الى هدم وتدمير كامل لسوداننا القارة وتحويله الى دويلات تتصارع فيما بينها الصراع الأبدى , هذه الأيدى الخفية المحركة للطرفين هى ذاتها التى يتهم كل منهما الآخر أنه واقع فى شباكها , ولا يدرى أنهما معا من ضحاياها الواقعون والمنفذون بنشوة وشوق وهمة عالية لكل ماهو مرسوم ومخطط من سالف الأزمان , فالنستمع معا الى هذه الفقرة المقتطفة من خطتهم السرية :
    (1) تقسيم الجويم ( غير اليهود ) الى معسكرات متنابذة تتصارع فيما بينها بشكل دائم حول عدد من المشاكل تتولى المؤأمرة توليدها , واثارتها باستمرار ملبسة اياها ثوبا : ( اقتصاديا أو سياسيا أو عنصريا ……. الخ )
    (2) تسليح هذه المعسكرات بعد خلقها ثم تدبير حادث فى كل مرة يكون من نتائجه انقضاض كل معسكر على الآخر “

  19. المقال رائع يادكتور النور، فهو تنبيهي وتوجيهي وناقد للمتكلسين فكرياً وأصحاب الغرض والنزعة العنصرية الذين لايرون في مطالب المظلومين إلا تهديداً لامتيازات تاريخية وقعت لهم بدعاوى وهمية ويريدون توريثهالأبنائهم وأحفادهم على حساب بقية أهل السودان، ولكن هيهات، لقد ولى زمان الاستغفال ياهؤلاء. أين كنتم يامن تنكرون على المنطقتين حق المطالبة بالحكم الذاتي طوال ثلاث سنوات ونصف كانت تدك فيها جبال النوبة والنيل الأزرق بالراجمات وكافة أنواع الصواريخ والقنابل التي تلقي بحممها طائرات النظام مستهدفة المدنيين العزل من النساء والأطفال والعجزة وذوي الإعاقة. لماذا لم تستنكروا على النظام الظالم فعله هذا، لماذا لم تسودوا بمدادكم الصحائف نصرة لأهل جبال النوبة والنيل الأزرق في معركتهم ضد الظلم والجبروت، لماذا لم تكتبوا في الأسافير منددين بالمظاهرات التي كانت تخرج في شوارع الخرطوم نصرة للبعيد في مصر وغزة والعراق وتتجاهل في ذراية كبيرةأمر القريب بالدم والدين والجغرافيا والتاريخ. هكذا هم دائماً الشوفينيون العنصريون يأبهون للأرض وثرواتها ولايعنيهم مطلقاً شأن الإنسان الذي يقيم عليها.

  20. الصهيونية و العنصرية و القبلية و الجهوية هي الانقاذ و من خلفها الحركة الاسلامية السودانية — عقيدتها سفك الدماء ( و اعدوا لهم ) و منهجها الكذب و النفاق ( توزيع بنات الحور علي القتلي الشباب في حروب الجنوب القديم الجهادية )- ربها الدولار تعبده و تهيم به ولها شقفا و تستحوز عليه بشتى الطرق و بدون التقيد بمفاهيم الحلال و الحرام —
    من حق سكان النيل الازرق و جنوب كردفان ان يعيشوا حياة خالية من القنابل التي تسقط من سماء الحكومة يوميا و علي مدى ربع قرن من الزمان — لو صرفت تكلقة هذه القنابل علي تنمية المنطقتتين لتجولتا الي ارقى المناطق في افريقيا لكنه جنون داعش السودانية لا تعيش الا علي الجماجم و رائحة البارود .

  21. كلام جميل و كلو منطق…
    بس المشكلة تكمن في انو مطلب الحكم الذاتي من بنات افكار الحركة الشعبية و ليس مطلب متفق عليهو من اهل المنطقة و لا حتي من النوبة انفسهم ما متفقين علي المطلب دا

  22. المقال رائع يادكتور النور، فهو تنبيهي وتوجيهي وناقد للمتكلسين فكرياً وأصحاب الغرض والنزعة العنصرية الذين لايرون في مطالب المظلومين إلا تهديداً لامتيازات تاريخية وقعت لهم بدعاوى وهمية ويريدون توريثهالأبنائهم وأحفادهم على حساب بقية أهل السودان، ولكن هيهات، لقد ولى زمان الاستغفال ياهؤلاء. أين كنتم يامن تنكرون على المنطقتين حق المطالبة بالحكم الذاتي طوال ثلاث سنوات ونصف كانت تدك فيها جبال النوبة والنيل الأزرق بالراجمات وكافة أنواع الصواريخ والقنابل التي تلقي بحممها طائرات النظام مستهدفة المدنيين العزل من النساء والأطفال والعجزة وذوي الإعاقة. لماذا لم تستنكروا على النظام الظالم فعله هذا، لماذا لم تسودوا بمدادكم الصحائف نصرة لأهل جبال النوبة والنيل الأزرق في معركتهم ضد الظلم والجبروت، لماذا لم تكتبوا في الأسافير منددين بالمظاهرات التي كانت تخرج في شوارع الخرطوم نصرة للبعيد في مصر وغزة والعراق وتتجاهل في ذراية كبيرةأمر القريب بالدم والدين والجغرافيا والتاريخ. هكذا هم دائماً الشوفينيون العنصريون يأبهون للأرض وثرواتها ولايعنيهم مطلقاً شأن الإنسان الذي يقيم عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..