مقال اليوم بخط الانقاذ قرأه عمر البشير في 30/6/1989م

مقال اليوم بخط الانقاذ قرأه عمر البشير في 30/6/1989م

الرفاعي عبدالعاطي
[email protected]

أيها الشعب السوداني الكريم إن قواتكم المسلحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها ظلت تقدم النفس والنفيس حماية للتراب السوداني وصونا للعرض والكرامة . وترقب بكل أس وحرقة التدهور المريع
الذي تعيشه البلاد في شتى أوجه الحياة ، وقد كان من ابرز صوره فشل الأحزاب السياسية في قيادة الأمة لتحقيق ادني تطلعاتها في صون الأرض والعيش الكريم والاستقرار السياسي ، حيث عبرت علي البلاد عدة حكومات خلال فترة وجيزة ما يكاد وزراء الحكومة يؤدون القسم حتى تهتز وتسقط من شدة ضعفها وهكذا تعرضت البلاد لمسلسل من الهزات السياسية زلزل الاستقرار، و هيبة الحكم والقانون والنظام .

إيه المواطنون الكرام ……… لقد عشنا في الفترة السابقة ديمقراطية مزيفة وموسوسات الحكم الرسمية دستورية فاشلة ، وإرادة المواطنين قد تم تزيفها بشعارات براقة مضللة وبشراء الذمم والتهريج السياسي ، ومؤسسات الحكم الرسمية لم تكن إلا مسرحا لإخراج قرارات السادة ، ومشهد ا للصراعات والفوضى اما رئيس الوزراء فقد أضاع وقت البلاد وبدد طاقاتها في كثرة الكلام والتردد في المواقف حتى فقد مصداقيته.

أيها المواطنون الشرفاء إن الشعب بانحياز قوات المسلحة قد أسس الديمقراطية في نضال ثورته في سبيل الوحدة والحرية ولكن العبث السياسي قد افشل الحرية والديمقراطية وأضاع الوحدة الوطنية بإثارته النعرات العنصرية والقبلية في حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد إخوانهم في دارفور وجنوب كرد فان علاوة على ما يجري في الجنوب في مأساة وطنية وسياسية .

مواطني الأوفياء إن عداوات القائمين على الأمر في البلاد في الفترة المنصرمة جعلتهم يمهلون عن قصد إعدادها لكي تقوم بواجبها في حماية البلاد ولقد ظلت قواتكم المسلحة تقدم ارتالا من الشهداء كل يوم دون أن تجد من هؤلاء المسئولين ادني اهتمام من الاحتياجات أو حتى في الدعم المعنوي لتضحياتها مما أدي إلى فقدان العديد من المواقع والأرواح حتى أصبحت البلاد عرضة للاختراقات والاستلاب من إطرافها العزيزة في هذا الوقت التي نشهد فيه اهتماما ملحوظا بالمليشيات الحزبية .

أيها المواطن
لقد فشلت حكومات و الأحزاب السياسية في تجهيز القوات المسلحة في مواجهة التمرد وفشلت أيضا في تحقيق السلام الذي عرضته الأحزاب للكيد والكسب الحزبي الرخيص حتى اختلط حابل المختص بنابل المنافقين والخونة وكل ذلك يؤثر على قواتكم المسلحة في مواقع القتال وهى تقوم بالإشراف المعارك ضد المتمردين ولا تجد من الحكومة عونا على الحرب أو السلام هذا قد لعبت الحكومة بشعارات التعبئة العامة دون جهد أو فعالية.
أيها المواطنون الشرفاء :

لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية مما زاد حدة التضخيم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال علي المواطن الحصول علي ضرورياتهم إما لانعدامها أو ارتفاع الاسعارها مما جعل الكثير من ابنا الوطن يعيشون علي حافة المجاعة وقد أدي التدهور الاقتصادي إلي خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج بعد أن كنا نطمع أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة وكل هذا مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضباط الحياة والنظم ………..

أيها المواطنون الشرفاء :
لقد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي إلي الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما أدي إلي انهيار الخدمة المدنية ولقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سببا في تقديم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية وافسدوا العمل الإداري ضاعت بين يديهم هيبة الحكم و سلطان الدولة ومصالح القطاع العام .

المواطن الكرام
إن إهمال الحكومات المتعاقبة علي الأقاليم أدي إلي عزلها من العاصمة القومية وعن بعضها في ظل انهيار المواصلات وغياب السياسات القومية وانفراط عقد الأمن حتى افتقد المواطنون ما يحميهم ولجئوا إلي تكوين المليشيات كما انعدمت المواد التموينية في الأقاليم إلا في السوق الأسود وبأسعار خرافية .

أيها المواطنون لقد كان السودان دائما محل احترام وتأييد من كل الشعب والدول الصديقة كما انه أصبح اليوم في عزلة تامة والعلاقات مع الدول العربية أصبحت مجالا للصراع الحزبي وكادت البلاد تفقد كل صداقاتها علي الساحة الإفريقية ولقد فرطت الحكومات في بلاد الجوار الإفريقي حتى تضررت العلاقات مع اغلبها وتركت لحركة التمرد تتحرك فيها بحرية مكنتها من إيجاد وضع متميز أتاح لها عمقا استراتيجيا تنطلق منه لضرب الأمن والاستقرار في البلاد حتى أصبحت تتطلع إلي احتلال موقع السودان في المنظمات الإقليمية والعالمية وهكذا أنهت علاقة السودان مع عزلة مع الغرب وتوتر في إفريقيا والدول الاخري .

أيها المواطنين الشرفاء .
إن قواتكم المسلحة ظلت تراقب كل هذه التطورات بصبر وانضباط وكان شرفها الوطني دفعها لموقف ايجابي من التدهور الشديد الذي يهدد الوطن واجتمعت كلمتها خلف مذكرتها الشهيرة التي رفعتها منبهة بشدة من المخاطر ومطالبة بتقديم الحكم وتجهيز المقاتلين للقيام بواجبهم ولكن هيئة السيادة السابقة فشلت في حمل الحكومة علي توفير الحد الادني لتجهيز المقاتلين واليوم يخاطبكم أبناؤكم في القوات المسلحة وهم الذين أدوا قسم الجندية الشرفية أن لا يفرطوا في شبر من ارض الوطن وان يصونوا عزتهم وكرامتهم وان يحافظوا علي البلاد سكانها واستقلالها المجيد وقد تحركت قواتكم المسلحة اليوم لإنقاذ بلادنا العزيزة من أيدي الخونة والمفسدين لا طمعا في مكاسب السلطة بل تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتامين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض .

قواتكم المسلحة تدعوكم أيها المواطنين الشرفاء للالتفاف حول رايتها القومية ونبذ الخلافات الحزبية والإقليمية الضيقة وتدعوكم الثورة معها ضد الفوضى والفساد واليأس من اجل إنقاذ الوطن ومن اجل استمراره وطنا موحدا كريما…………… عاشت القوات المسلحة حامية كرامة البلاد عاشت ثورة الإنقاذ الوطني عاش السودان حرا مستغلا ….. الله اكبر والعزة للشعب السوداني الأبي .

عميد أ.ح عمر حسن احمد البشير
رئيس مجلس قيادة الثورة

تعليق واحد

  1. لست ادرى كيف لم يلتفت الشعب السودانى لمثل هذا البيان المهلهل ،و أعتقد ان القيادات العليا فى القوات المسلحه وقتئذ هى المسئوله من تمكن (عميد) فى الجيش للاستيلاء على السلطه بهذه البساطه المتناهيه ،وحتى لو كانوا يتفقون معه فى ما جاء فى هذا البيان المهلهل الذى يمثل فيه كل سطر كذبه كبيره فكانت لديهم الفرصه لايقافه فى حده ومحاسبته وخاصة بعدما إنكشف المستور بشكل سافر فالرجل تحدث فى بيانه الاول انه إنقلب على الاحزاب جميعها ولم يستثنى حزبا بعينه ووصفهم بأنهم كانوا سببا فى ضياع البلاد 00والان وبعد مرور عقدين ونيف هل مازال فى داخل القوات المسلحه من يؤمن بتصريحاته التى يوزعها يمنه ويسره دون ان يبالى ؟!! الا يتفق معنا قادة الجيش العظام بأن قائدهم الاعلى ما زال يكذب عليهم فبل ان يكذب على مواطنيه دون ان يهتز منه طرف ؟ الايشعرون ويحسون بالفرق بين ما كان قبل إستيلائه على السلطه وبين ما هو حادث الان؟ الا يشعرون بتململ الشعب ؟ او ألايسمعون أنينهم ؟ وهل ما يشاع الان بأن القوات المسلحه ترتعد فرائصها من مليشيات أنشأئها نافع على نافع وهى متفوقه عليها إن لم تكن موازيه فى قوتها وعتادها للقوات المسلحه هى فعلا صحيحه؟وأعتقد ان الاجابه على السؤال الاخير تقول ان مليشيات نافع هى الاكثر تفوقا وإلا لما جبن وأرتعد رجال يتسربلون بالكاكى ويضعون على كتوفهم نجوم ونسور وسيوف متقاطعه وعلى صدورهم أنواط ونياشين لا يعرفون سببا فى ماذا كان الاستحقاق ؟ويا ساده اعلموا ان الكاكى الذى تلبسونه والمرتبات التى تتقاضونها هى من عرق هذا الشعب وتذكروا انكم اقسمتم على حمايته وحماية مقدراته المنهوبه تحت اسماعكم وابصاركم وأنه قسم لو تعلمون عظيم وأنتم تعلمون ان الشعب قد نفذ صبره ويرفعون اكفهم سائلين المولى أن يخرجه من هذا النفق الذى يضيق عليه كل لحظه ويرجون أن يستجيب لهم المولى ويسلطكم عليهم وفى تقديرهم ان عهد المعجزات قد ولى ولا يرجون ملائكه مسومين تتنزل عليهم من السماء ولكنهم يرجون إيفائكم بالقسم الذى اقسمتوه وانتم تحملون الكتاب وتقسمون بإسمه 0

  2. الغريب ان يسمع هذا البيان (الغريب) في يومه الاول كبار قادة الجيش و (يصمتون) وهو الذي اذيع باسمهم ، و كانوا يدركون انه ليس كذلك ، حتي أتاهم (الموج) عالياً ، فتم فصل غير الموالين و تصفيتهم وإضعاف الجيش و هم ينظرون ؟؟؟
    شئ غريب .. اليس كذلك ؟؟

  3. الأن فقط فهمت وادركت سياسة الانقاذ

    ما ورد فى البيان الاول لم يكن الواقع الذى تعيشه البلاد ولم يكن السبب فى النقلاب المشئؤم وانما هى خطتهم ونهج ادارتهم للبلاد

    البيان يتحدث عن الان الفساد واليوم نحن فى قمة الفساد يتكلم البيان عن تدهور الخدمه المدنيه والصالح العام وهو اخر ماصرح به البشير انهم دمروا الخدمه بسياسة التمكين
    البيان يتكلم عن العزله واليوم لا صليح لنا سوى ايران والصين يتكلم عن الفشل فى الحفاظ على التراب الوطنى ونحن اليوم فقدنا الجنوب وحلايب والقفشه

    يتكلم البيان عن ارتفاع الاسعار ودى ما عايزه ليها دليل على الفشل

    نحن كشعب سودانى ادمنا الفشل واصبحنا نتلذذ بالكتابه عن الفساد فى عهد الانقاذ لذلك لم نتحرك لايقاف هذا الفساد .

    ماذا ننتظر ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..