«عامل السِّن» .. تَهافُت التَّهافُت !ا

هناك فرق

«عامل السِّن» .. تَهافُت التَّهافُت !

منى أبو زيد

الحب عند الأديب الروسي «إيفان تورجنيف» جملة خبرية، أو شراكة ذكية، قوامها النِديَّة العمرية، وهي وجهة نظر أشبعها تأكيداً في رسالة شهيرة بعث بها إلى عاشقة صغيرة ضيقت الخناق على رصانته الستينية بجمالها العشريني، خاطبها فيها قائلاً (إن من يناقض سنن الطبيعة «يهلك»، وإن اقتران الكهولة بالشباب لا ولم ولن يسعد أي حبيبين) ..!
بإسقاط الفكرة على مؤسسة الزواج كشراكة اجتماعية، خيرية، اختيارية، غير ربحية .. هل تقبل واقعية الحياة الزوجية بكل ما فيها من إشكالات وعلل ومزالق ومهالك، ومواقف خائبة، وضربات استباقية، وجدل عقيم، وإحباط مركب ? هل تقبل تلك المؤسسة المثقلة بالأدواء سلفاً – فكرة القسمة على طريقة «أكبر من» و»أصغر من» .. يا ترى ..؟!
أجدني أختلف مع وجهة نظر الكهل المتمنع ? صاحب الرسالة – لجملة أسباب موضوعية، وباجتهاد مبني على قدر معقول من الاطلاع على خصوصية ظرف الكاتب واستثنائية تركيبته النفسية التي جعلت منه عاشقاً طفلاً يفضل الحبيبة الأكبر سناً وبالتالي خبرة! .. ثم أن الكهل الذي لا يسعده حب امرأة شابة ليس مريضاً بطبيعة الحال لكنه قطع شك «ما طبيعي» لأنه بذلك يخالف فطرة الرجل ..!
مجمل القول هو بطلان التعميم والتفرقة في أي شأن من شئون الحب الذي قال «بلزاك» إنه كالموت لا يعترف بالتصنيف ولا يشتغل بقوانين الأرشَفَة .. فالحديث عن انعدام فرص النجاح بناء على حسابات رياضية لفارق العمر نظرية ثبت تهافتها في أحوال كثيرة ..!
نتيجة اختيارك لشريك يكبرك كثيراً أو يصغرك كثيراً في العمر هو أمر مرهون بحزمة من التفاصيل الشخصية والخاصة والحميمة التي لا يجوز معها التعميم، وأسباب الخوف من فارق السن بين الزوجين تنحصر في تفاوت الوعي والنضج الاجتماعي والحالة الصحية والمقدرات الجسدية، وهي ? كما ترى ? أحوال نسبية ما عادت مقياساً في عصر ثورة الانترنت وثورة العقاقير ..!
إلى «عبير» الشابة اليافعة المتنورة صاحبة الرسالة الطريفة التي ضمنت ? زاجل الأسافير – حيرتها بشأن الزواج من رجل قل أن يجود به الزمان «لكنه كهل»، مستشهدة برسالة تورجنيف، أقول إن مشاعر الحب لا تنمو وفقاً لمتوالية عددية، وإن القناعة والسعادة أحوال قلبية متفاوتة لا يجوز معها القياس ولا ينجح التعميم ..!
فإذا جاوز نضج الشابة وعي الخمسينية «كما يتضح من رسالتك»، وإذا جارت قوة الكهل مظهر الشباب «كما ذكر فيها»!، ردمت الفجوة الجيلية، وتقوضت نظرية تورجنيف، وتهافت منطق الرسالة، وحسم الجدل، وتهافتَ التهافُت ..!

الاحداث

تعليق واحد

  1. أتمنى من كل بنت وفتاة وإمرأة وموظفة وعالمة وسيدة أعمال في بلدي السودان أتمنى أن يقرأن (ولو لمرة) مقالة واحدة من أسفار هذه المدرسة المحكمة وغير المسبوقة. منى أبو زيد هي سقف الوعي الرزين الذي يجدر بالأنثى السودانية أن ترتقي إلي مثل هذه الناصية المتمكنة من الثقافة الرزينة والرائعة.

  2. ثورة عقاقير ايه ! ديك الكتلت رئيس نيجيريا السابق ؟ والله نحن الزمانا فات وغنايينا مات شايفين كلامك زي السكر ! لكنه ما الحقيقة علي قول حسن عبدالوهاب رد الله غربته ! الاّهة تخرج من صدورنا لمجرد منظر الصبايا ولو كانت فضاءً شعريا كما فعل شاعر اظنه كان في عمرنا وقلبه مفتفت :
    تقول خود ذات طرفٍ براق
    مزّاحة تقطع هم المشتاق
    (ذات اقاويل وضحكٍ تشهاق)
    هلا اشتريت حنطة بالرستاق
    سمراء مما خزن ابن مخراق
    تأملي البيت بين القوسين ! في ذمتك لو كانت طاشر او عشرينات او خمسينات بتفرق ؟
    يا بت الناس ! مالك علينا !

  3. هنالك فرق بين المرأة والانثى
    فالانثى هى التى تحمل داخلها مشاعر ملتهبة وجاذة لا ترضى الامن يستطيع أن يتفهمها ويتعامل معها برومانسية ويوظفها لبناء اسرة مستقرة ترفرف السعادة والقيم الفاضلة فى مجرى حياتها فعامل السن مهم فالرجل الناضج المتعلم هو الذى يقود السفينة مهما كثرت الامواج الى برالامان بسلامة فقد مرت بى زيجات من شباب فى مقتبل العمر لم تستمر الاشهور لاسباب طفولية ان صح التعبير
    فالانثى لاتقبل بالاقل منها ولكنها تستسلم للذى يكبرها

  4. لم يكن عامل السن عائقاً بين الرجل والمرأة – كما قيل كثرة الرجال حول المرأة لا تهمها لو كان حولها ألف رجل ولا يخرجها من وحدتها إلاّ واحد من الألف …… .

    تخريمه :

    وإن كان للزواج أساساً لنجاحه بإمتياز كما تريد أساساً لبناء منزلك وتثبيت أركانه – فهناك أساساً للزواج الناجح – التوافق العقلي والثقافي والميل القلبي \\" اللهم لا تلمني فيما تملك ولا أملك\\" والمال الذي به تشترى الأجساد ولكن لا تشترى القلوب بالمال .

  5. بسم الله الرحمن الرحيم

    أخــت منى أبى زيد ألســــلام عليكم ورحمة ألله ..

    الفوارق الطبقية و(العُمريه) بين الزوجين مسألة يجب مراعاتها عند اختيار الزوج أو الزوجة ياشباب وخصوصاً الفوارق (العُمريه) لما لها من آثار على كل منهما.. فالقاعدة العامة تقول : يقوم الزواج الناجح على التقارب الفِكرى فى الميول والاهتمامات والطاقات النفسية والجسمية والروحية وحتى الاجتماعية أكثر مما يقوم على التقارب فى (السِن) ولكن احتمالات حدوث التقارب الفِكرى تكون كبيرة عندما يكون الزوجان من جيل واحد وتكون قليلة عندما يكونان من جيلين مختلفين ..

    وفارق (العُمر) المناسب عندما يكون لصالح الرجل يُساعده على القِـوامة واحتواء الزوجه واحترامها له وربما يملك بعض الرجال من الفِكر والشخصية ما يجعلهم أكثر (خِبره) وبالتالي أكبر (سِناً) من أعمارهم الحقيقية..

    ولكن هؤلاء نسبتهم قليلة ويظل دائماً فارق السِن المناسب له احترامه الذي لا يُستهان به وينبغى أيضاً أن تكون الزوجة أصغر سِناً من الزوج لاعتبارات (جسدية واجتماعية ونفسية) فالزوج يظل صالحاً للزواج والانجاب طوال واغلب حياته، أما المرأة فلها صلاحية (تقل) كثيراً كلما تقدم بها السن يضاف إلى هذا عوامل اجتماعية ونفسية (سودانيه) تجعل من الأفضل أن يكون الرجل اكبر من المرأة فى السن ساجماعة ألخير ..

    وفى مدينة (ودمـدنى) ألسُنى تابعت فصول (مسرحيه) بطلها شاب (لندنى) وكان من أبرز الدوافع لارتباط كبير السن (هذا) بفتاة شابه – سواء كانت (ناضجة أو مازالت مراهقة ) بالأثر ألرجعى إنه يشعر فى أعماق نفسه خوفاً من (الشيخوخة) (ووهماً) أن الارتباط بفتاة (صغيرة) والعيش معها بعِيشة الشباب الصغار – فى كل شىء حتى (الملبس ) و(الرقص) يجعل الشباب يعود ويدوم رغم (التجاعيد والوهن) الجسدى الواضح

    فهذه حالة تنتج عن رفض التقدم فى (العُـمر) ولو كان الرفض غير منطقى وهى حال من عدم النضج النفسى لرجل تجاوز أل(60) خريفاً من ألسنوات ..

    وفى الجانب الآخر يُعد (الغِنى) والمركز الاجتماعى للرجل الكبير فى السِن من عوامل الجذب للكثير من الفتيات وخاصة قصص (لندن) ثم ما أدراك !! وقد يشعر(عريس) آخر بأن هناك عناصر أخرى قد يحتاجها وهى موجودة عند الطرف الآخر وليست موجودة لديه، فقد تكون لأحد الزوجين (ثقافة) وللزوج الآخر (خِبره) و(نضج) وربما يكون لأحدهما مستوى اجتماعىمعين وكبير وللزوج الآخر ثقافة ونضوج ومستوى (اقتصادى) معين وهكذا ··

    ففى بعض الجوانب الأخرى التى تتحرك فيها العناصر التى تحكم علاقات الناس فى الحياة لذلك فإننا لا نستطيع عندما ندرس الواقع بشكل طبيعى أن نخرج بنتيجة حاسمة وحيدة لزواج (العُمر) وهي أن التوافق فى العُمر أو فى المستوى الثقافى و (الاجتماعى) هو الذى يمثل عنصر النجاح الحيوى فى السعادة الزوجية..

    فتجربة (ودمدنى) مثلت لنا حالة إنسانية (خاصه) كنموذج فى وجودنا الإنسانى .. بحيث أنه قد ينجح زواج (المثقف) من امرأة (غير) مثقفة بدرجة لا يصل إليها زواج شخصين (مثقفين) .. لأن هذا النموذج قد (لا) يُريد أن يعيش فى بيته ب(التطلعات والآفاق) الواسعة التى تعيشها الفتاة (الواعية والمثقفة) ولم أقل (ألمتعلمه)

    باعتبار أن ألرجل يُريد أن يعيش فى بيته (حالة) الحياة الخاصة المحدودة المعروفه .. وكذلك ربما تشعر امرأة ما (مثقفه) بأنها قد (لا) تحتاج لإنسان مثقف لأن الشخص المثقف قد (يتعقد) من ثقافتها فى بعض الحالات.. فيجد أن مستواها الثقافي (يُسىء) إلى (الذهنية التاريخية الاستعلائيه) الموجودة عند (الرجل) ألسودانى فى رجولته والتى تفترض أن تكون كلمته فيها هى العُليا … وكلمتها هى …. (العُليا) أو كما قال ..

    فزواج (الكبير) من ألصغيره يجعلنا نقول ونفكر أننا جميعنا في الحياة لا نتحرك على أساس (القناعات) وإنما ننطلق فى حياتنا بمتحركة ألفعل بعوامل متبادلة وضاغطة ومتداخلة ومتمايزة .. كما فى نموذج (ودمدنى)

    * علمتنا ألتجربه الأنسانيه أن الإنسان مُتعدد المواقع والاتجاهات والخلفيات بقرار (الزواج) ولذلك فإننا لا نستطيع أن نُعطيه عنواناً واحداً فى علاقاته .. بل لابد من أن ندرس اهتماماته ومدى سيطرته على الموقف وعلى حركته في الحياة..

    زيجات كثيرة تابعناها وراقبناها لم يتم فيها التوافق فى هذه الأمور وكانت أكثر نجاحاً من الزيجات التى تملك هذا (التوافق) ولكننا فى الوقت نفسه.. لا نريد أن نفرض الظاهرة الواحدة ، وعلينا أن نفكر دائماً فى الدور الأفضل الذى يتم من خلاله (تأسيس الأسرة الناجحة) ويبقى العامل الأساس هو بناء الحياة الزوجية على أساس من (الوعى والثقافة المتبادلة) وإن كنا كما أشرت بتجربة (مدنى) أننا لا نُلغِ الحالات الأخرى ولا نفصل العوامل الأخرى المعروفه للساده رواد وزار ( ألراكوبا) عِلماً أنها ليست قاعدة عامة .. مجرد وجهة نظر …

    ** رؤيتى خطأ تحتمل ألصواب .. ووجهة نظر أخوتنا (صواب) فيها من ألخطأ .. أو كما قال ..

    وللحـديث بقـيـه … مادام فى العُـمـر بقـيـه …

    الجـعـلى البعـدى يـومـو خنـق ..

    من مدينة ودمـدنى السٌُــنى .. ألطـيب أهلها … والراقِِ زولا …

  6. منى ليزا عاااااايز أقول الزواج = أبناء فكيف لهذا الكهل أن يتعامل مع أبنئاه الشباب في المستقبل وكيف يتناقش معهم ويفهم إحتياجاتهم وهو القديم العتيق وزوجته الجميلة والشابة الأمر صعب في نظري .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..