نفي النفي

نـــــــــــــــور ونــــــــار

نفي النفي

م.مهدي أبراهيم أحمد
[email protected]

علي أيام الدولة الواحدة صرح أحد المسؤلين تصريحا خطيرا مفاده أنه في حال أختيار شعب الجنوب الأنفصال فإنهم سيمنعون عنهم كل شئ وحتي الدواء بما فيه الحقنة الصغيرة والتصريح ساعتها يشتهر بتصريح (الحقنة) والرجل يخرج بعد شهرة التصريح لينفي كل ماقاله جملة وتفصيلا بأن الحديث قد تحور وتناوله الإعلام علي عكس مايقصد ولكن التصريح بقي وذهب الرجل وبقيت زكريات التصريح رغم نفي المسؤؤل لحديثه الذي زعم في مفاده أن الإعلام يأخذ بنظرية ولاتقربوا الصلاة.
تصريحات أخري طفت علي السطح وأخذت حيزها وصادفت رواجا منقطع النظير وكل التصريحات التي خرجت من أفواه باعثيها تجد لها النفي منهم وكأنما أن كلام الليل يمحوه النهار ولو لم تك موثقة لبقي وزرها علي الإعلام ولكنها يدعمها التوثيق ووأوصل المسؤؤل رسالته وأن كان فيها التناقض مابين فلتات اللسان ورسائل النفي التي يتحمل وزرها الإعلام ومنتسبيه سؤاء بالجهل والتحوير والوقف القبيح الذي يجعل من التصريح عرضة للأثارة وتوليد الأزمات.
تصريحات مشهورة بعضها كان له مفعول الأزمة فقد ساهم تصريح (الحقنة) في جلب الأحتقان ساعتها علي الرغم من تطمينات الرئيس ساعتها لهم بالتعاون معهم وتصريح (العنقريب) الذي أدلي به الدكتور نافع في أعقاب حبس الشيخ الترابي عندما قال (بأن الترابي لن يخرج من معتقله الا علي عنقريب) والتصريح يثير ضجة كبري ويعمد الدكتور الي نفي التصريح الذي جاء علي لسانه مبديا الأحترام والتقدير ولاعنا الإعلام بظنه الذي بات يصرح بما لم يقل ويتخد من لسانه باعثا للأثارة والعبارات غير المحمودة .
بين يدي الآن تصريحين حديثين أولاهما لقيادية في الحزب الإتحادي فقد قالت في حوار لها مع أحد الصحف في أنها قد تحررت من الطائفية وأنها لاتخلع حذائها عند مقابلتها لزعيم الحزب والطائفة ولاتقبل يده كما يفعل الأخرون والتصريح يحدث ضجة كبري والتساؤلات تقفز الي أذهان الكثيرين عن كيفية إدارة الحزب الكبير وحال تابعيه ومثقفيه ومن تقول ذلك أنما هي قيادية في الحزب وكلامها يؤخذ محمل الجد والوحدة المرتقبة بين أحزاب الإتحادي ينسفها حديث الوزيرة التي تري في النفي حق أصيل لها والوزيرة تنفي بعد تعرضها للضغوط والإعتذار يأتي خجولا فقد وصلت الرسالة وبان الهدف وأضحت القاعدة ثابتة بأو نفي النفي أثبات في عالم السياسة (الخبيث).
ووالي جنوب دارفور الذي يثير تعيينه أزمة في أعقاب أقالة الوالي (المنتخب) وحدوث أعمال الشغب التي تفجرت في أعقاب حفل أستقباله ومسيرة الشغب يعزوها الوالي (المعين) الي فئات مقدرة من مواطني الولاية يذكرها الوالي علي سبيل الأستخفاف بالشغب وعندما تثور ثائرة الناس علي (التخصيص) وأمتداح الوالي السابق يعمد الوالي الي نفي تصريحاته وأنها من باب التحوير الذي لايقصد به الأساءة والتنقيص فقط تبقي المسؤلية علي الأعلام في جعل ماجاء علي لسانه تعوزه المصداقية ويفتقر الي الرسالة المطلوبة .
والإعلام أيضا يتحري المصداقية وتملص المسؤؤل من حديثه لايعني أن الملامة والخطأ يقع عليه بل يعضد ذلك من حديث المسؤؤل والإحتكام الي مقاييس الحديث قد يظهر الحقيقة وتبين الرسالة فهي وأن أصابت شئيا بأبراز النفي الا أن القواعد السياسية قد أتخذت لها مقولة مفادها أن نفي النفي يعد أثباتا فالرسالة السياسية أنما ترسل عبر ذلك ففي ظاهرها تحتمل التحوير والألفاظ حمالة الأوجه وفي باطنها الغرض الصريح والرسالة المطلوبة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..