نذر حرب بين دولتي السودان وعودة التوتر الأمني على الحدود

نيروبي: مصطفى سري
وصف جيش جمهورية جنوب السودان تحذيرات الحكومة السودانية بإمكانية دخول أراضيها لمطاردة متمردين سودانيين بإعلان الحرب ضد البلاد، وأكدت جوبا أنها مستعدة لمواجهة أي تصعيد من قبل السودان، وكشفت عن أن الخرطوم تقوم الآن بترحيل قوات التمرد التابعة لنائب الرئيس السابق رياك مشار من مواقع مختلفة من داخل أراضيها.

وعاد التوتر الأمني بين دولتي السودان وجنوب السودان بعد هدوء لأكثر من عامين، إثر تبادل الاتهامات بينهما بدعم وإيواء متمردي البلدين، حيث جددت الخرطوم من تحذيراتها لجوبا في استمرار تمويل الجماعات المتمردة ضدها، وطالبت بتجريد حركة العدل والمساواة المتمردة في إقليم دارفور.
وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير لـ«الشرق الأوسط» بأن الحكومة السودانية ظلت تسعى منذ وقت طويل للإعلان عن حرب ضد بلاده، وأضاف: «الآن أعلنت الخرطوم الحرب ضد جنوب السودان ونحن نتعامل مع تصريحات المسؤولين الحكوميين بجدية ومستعدون لحربهم ضدنا»، نافيا أي وجود لحركات التمرد السودانية على أراضي بلاده، وتابع: «هذه الاتهامات محاولة لتبرير إعلان الحرب ضد دولة ذات سيادة والعالم كله يشهد على أن الخرطوم هي التي تساعد جماعة رياك مشار المتمردة منذ بدء الحرب قبل عام»، وكشف عن أن معلومات قواته أكدت عن وجود ترحيل لقوات التمرد ضد بلاده من مواقع مختلفة من السودان في اتجاه جنوب السودان، وقال: «الآن تقوم الاستخبارات السودانية من مدينة كوستي جنوب الخرطوم بترحيل قوات تابعة للمتمردين بقيادة بول دينق قاي شقيق تعبان دينق قاي كبير المفاوضين لحركة التمرد وقوات أخرى من مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان»، وأوضح أن الحكومة السودانية سبق أن أعلنت عمليات الصيف الحاسم ضد المتمردين في جنوب كردفان، وقال: «لكن الخرطوم كشفت عن سرها بأنها ستقوم بغزو بلادنا ونحن سندافع عن أراضينا».
وكان مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني الفريق محمد عطا قد حذر أول من أمس دولة جنوب السودان من استمرارها في دعم وتمويل حركات التمرد ضد حكومته، وقال خلال مخاطبته قوات الدعم السريع المتوجهة لمناطق العمليات في جنوب كردفان أن بلاده ترغب في جوار آمن مع جوبا، داعيا جوبا تجريد حركة العدل والمساواة من أسلحتها مثلما فعلت حكومته مع قوات التمرد التي سبق أن دخلت منطقة هجليج على الحدود مع جنوب السودان، وشدد على أن أي تحركات عدائية من حركة العدل والمساواة أو أي مجموعة مسلحة أخرى من داخل الأراضي الجنوبية ستكون بمثابة اعتداء من جوبا، وقال: «على دولة الجنوب الكف عن إيواء الحركات المعارضة للحكومة وتحديدا العدل والمساواة وهي موجودة في بلدتي خور شمام وديم جلاد في شمال بحر الغزال»، وردد بأن الجيش السوداني سيلاحق متمردي الجبهة الثورية في أي مكان، في إشارة إلى مطاردتهم داخل أراضي الدولة التي استقلت حديثا.
واتهم عطا بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان بالتواطؤ مع جوبا في إنكار تواجد الحركات المعادية للخرطوم في أراضي الجنوب مؤكدا أنها تنفذ العمليات العسكرية انطلاقا من داخل أراضي الجنوب.
ودعا عطا حكومة الجنوب لإعمال حسن الجوار والمعاملة بالمثل، وتجريد كل الحركات من السلاح وعده الحل المقبول لكل الأطراف، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن السلطات السودانية جرَّدت متمردي جنوب السودان من الأسلحة وآلياتهم العسكرية عند دخولهم الأراضي السودانية واحتلالهم هجليج بولاية جنوب كردفان.
وكان البلدان قد وقعا اتفاق تعاون مشترك في سبتمبر (أيلول) من العام 2012 من ضمن بنوده عدم إيواء أي بلد لمتمردي البلد الآخر، غير أن الاتفاق تم تجميده من قبل الخرطوم عقب اندلاع الحرب في جنوب السودان قبل عام.
إلى ذلك بدأت أمس في مدينة بحر دار الإثيوبية جولة جديدة من المفاوضات بين وفدي حكومة جنوب السودان والحركة الشعبية في المعارضة بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار، برعاية الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (الإيقاد) في ظل ضغوط إقليمية ودولية مكثفة لإنهاء الحرب التي اندلعت قبل عام في أحدث دولة في العالم، ويتوقع أن تستمر الجولة حتى الأسبوع القادم قبيل أعياد الميلاد، وهددت الإيقاد بفرض عقوبات على الطرفين في حال فشلهما من التوصل إلى اتفاق سلام ووقف الحرب، وأعلنت أنها ستقوم برفع تقرير مفصل إلى مجلس الأمن الدولي بشأن سير المفاوضات وطلب التدخل إذا تمسك كل طرف بموقفه وتمت عرقلة العملية السلمية.
وقالت الأمم المتحدة بأن هناك خطر مجاعة يهدد هذه الدولة المتعثرة بسبب الحرب التي راح ضحيتها أكثر من (10) آلاف مواطن وفرار مليوني شخص، وأوضحت المنظمة الدولية أن المجاعة ستكون أكبر كارثة يشهدها العالم لأنها تهدد (4) ملايين شخص أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ، داعية الأطراف المحاربة فتح مسارات لتوصيل الإغاثة للمتضررين قبل بدء الخريف حيث يصعب الوصول إليهم لوعورة الطريق.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. الجنوب ليس شماعة لتعلق حكومة الخرطوم فشلها سياسيا وعسكريا انتم كاودا لم تحرروها وحلايب ساكتين عنها ليه فهي ارض محتلة والجنوب اولى بالتنازلات من مصر لاننا في النهاية تجمعنا صلات كثيرة و لدينا من علاقات المصاهرة والنسب ما يميز هذه العلاقات اما هذا الحزب الشيطاني الذي زرع ثقافة الكراهية والتفرقة ولم يعلموا ولم يعملوا بقوله صلى الله عليه وسلم كلكم لادم وادم من تراب افيقوا ايها السكرى من غفوتكم وارجعوا الي بارئكم التي تنصلتم عنها وصرتم ترون القصص والافلام المفبركة لكي تاسسوا للقمع واذلال الشعوب

  2. على حكومة نظام البشير التروي وعدم الاعلان باي مطاردة لمترد خارج حدود السودان اعمل استراتيجية بين الطرف الاخر للقضاء على المتمردين دون الاعلام بذلك انتم جهلاء يا ناس الحكومة وكذلك حكومة الجنوب اجهل منكم والمتردين ديل اغبى منكما الاثنين من الذي ضاع وسط هذه الحروب المستعرة ومنذ عشرات السنين يا غجر المواطن البسيط والمشرد مثلنا في ديار الغربة حكومة الجنوب وضعها الحالي لن يتغيير لان عقولهم افريقية وانتم يا حكومة البشير مثلهم لا عقول لكما ابدا .

    ضعيتم السودان بالحروب والجهل والفقر والفقر سواء كان الناس بالجنوب او الشمال وانتم يا حكومة الخرطوم وجوبا انتم العايشين حياة رغدة وضعيتم شعبي الشمال والجنوب معا

    الله انتقم منكم جميعا حكومات ومعارضين .

  3. محاولة لانقاذ حكومة سلفاكير وتوحيد الجبهة الداخلية لحكومة الجنوب ضد عدو افتراضي وهو الشمالين الجلابة

  4. تبقى المقوله الخالده لمحمود محمد طه هي الحقيقه وان انفصل الجنوب: “حل مشكله الجنوب في حل مشكله الشمال”.

  5. ناس الانقاذ مزنوقيين زنقة كلب في طاحونة — كما يقول المثل الشعبي — اعلان ( نداء السودان ) قلب الموازيين — الانقاذ كانت تراهن علي اختلاف المعارضة الا انها تفآجأت بتوحدها بصورة غير مسبوقة و يقف من خلفها كل الشعب السوداني — هزائم و بدايات متعثرة للحملة العسكرية الصيفية الحكومية —
    الآن الانقاذ تبحث عن عدو خارجي لتوحيد الجبهة الداخلية حتي تكون في صف الحكومة مرغمة — و من خلال الحرب تستطيع الحكومة تمرير اجندتها المعادية لتطلعات الشعب السوداني —
    لكن دخول الانقاذ في حرب ضد جنوب السودان سيكون – كمن سعى لحتفه بظلغه — لان الشعب لن يقف معها أبدا .

  6. إذا كان هذا تصريح مدير مخابرات جهاز الأمن السوداني
    الطيور على شاكلتها تقع- تصريح البشير لقوات حفظ السلام و تصريح بتاع المخابرات لدولة الجنوب
    أهههه

  7. الهروب الي الامام من المشاكل والفشل اقتسمتم السلطة والثروه بينكم لافراد والشعبان جنوبي وشمالي لا دخل لحروبكم اتمني ان تمتد من نمولي الي حلفا خوضوا حروبمكم الشخصية وحدكم

  8. المره الفات رجعنا من هجليج احتراما للمجتمع الدولي ..المره الجاي دار دار زنقه زنقه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..