جرس انذار يابرلمان السودان الوجود الأجنبي .. من الجاني ومن الضحية ؟

من وقائع ومشاهدات ومعايشات تأكد لى تماما ان السودانيون
ربما هم قلة من بين شعوب الدنيا التي تترك الاسباب تسرح وتمرح قبل ان تتفرغ لاحقا لمهمة لطم الخدود وشق الجيوب على النتائج ..يصنعون الكوارث بأيديهم ..يتفرجون عليها وهي تنمو وتتكاثر وتتناسل وسطهم ثم يملأون الدنيا ضجيجا وصراخا على تداعياتها السالبة .. مبعث هذه المقدمة خبر جاء في الصفحة الاولى من هذه الصحيفة بتاريخ 30 يناير 2016 تحت عنوان البرلمان يتجه لمراجعة التشريعات لضبط الهجرة غير الشرعية ..التفاصيل تتحدث عن ان لجنة الامن والدفاع بالمجلس الوطني كشفت عن مشروعات جديدة وورش عمل تجري حاليا مع منظمات الهجرة الدولية لوضع ضوابط للوجود الاجنبي والهجرة ..وحقيقة فان المرأ لن يضل الطريق للوجود الاجنبي في مدن السودان وعلى رأسها العاصمة .. تجده في الاسواق وتتعثر به في الطرقات وتحتك باكتافه في دور المواصلات العامة ..يمارسون مايروق لهم من مهن وهذه كلمة مطاطة مفتوحة على كل الخيارات المسموح بها والممنوع طالما ظلت الحدود مقدودة والاذرع مفتوحة .
(2)
لكن المؤلم هنا اننا اكتشفنا وتبينا في هذا الزمن الضائع كما يقول أهل الكرة وعلى مشارف خراب مالطا كما جرت العادة في الكثير من مشاكلنا أزمة الوجود الأجنبي في السودان ..خبر الصحيفة يمضي فيقول على لسان رئيس لجنة الامن والدفاع الفريق احمد التهامي بوجود مساع لتقييد الهجرة ورصد ميزانية لذلك ..أنا أخشى والله انه وحتى يتم اصدار التشريعات ورصد الميزانيات والتصديق عليها وتخليصها بعد خروج الروح من أنياب المجلس الموقر أن يصبح السودانيون جالية في وطنهم سيما وان القادمين يجدون المعاملة الطيبة والكرم الفياض كما يقول سعادة الفريق .
(3)
يسترعى الانتباه هنا وفي اطار الحديث والتعليق على الوجود الاجنبي هنا الضبايبة والغموض الذي يخيم على كلمة الاجنبي هنا ..فهناك وافدون أقرب الى المواطنون منهم الى الاجانب ..اذا أخذنا السوريون نموذجا نجد ان حكومتنا الرشيدة هدانا الله وهداها ولسبب في نفس يعقوب دقت صدرها وفتحت لهم باب الهجرة ليسوا كلاجئين كما فعلت دول الخليج والاردن بل كمواطنين لهم نفس المزايا والحقوق ..أرجو أن أكون مخطئا هنا ..أنا والله لا أعترض على تقديم ماتمليه علينا التزاماتنا العربية والاسلامية تجاه الأشقاء ولكن هل تقوى ظروفنا الاقتصادية الهشة والكسيحة التي يعلمها القاصي والداني على سياسات دق الصدور في هذا الزمن الأغبر ؟ ألم يقل الله في محكم تنزيله ( لايكلف الله نفسا الا وسعها) .. كان يتخيل ان يتم منحهم وضع اللاجئي حتى ينعم السودان بمساعدات منظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين وخاصة فان لاجئي سوريا أصبحوا هما يؤرق مضجع المجتمع الدولى الجاهز الآن لتمويل أية مشاريع لايوائهم في الملاجيء والمعسكرات لقطع الطريق امام نزيف الهجرة الى اوروبا ولكن ماحيلتنا مع الطيبة والكرم السوداني الذي جلب للميزانية المعطوبة اصلا مزيدا من الأعباء ونحن ماناقصين .
(4)
أما الاشقاء المصريين فان الخط الفاصل بينهم وبين المواطنين يكاد لايشاهد بالعين المجردة فتحت سقف قانون اسمه الحريات الاربعة يتمتع هؤلاء بحق العمل والاقامة والامتلاك ..هذا القانون كامل الدسم بالنسبة لهم في السودان ولكن بالنسبة للسودانيين في مصر لا يتجاوز ان يكون شعارا بائسا كاذبا لاروح فيه ولاحياة ..(اللهم اننا نشكو اليك ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ) ..ولأن المعاملة بالمثل استعصت حتى على حكومتنا لحين اشعار آخر فانني اتسائل أوليس من أضعف الايمان الزام اصحاب العمل من الاشقاء المصريين بتعيين سودانيين في محلاتهم حتى يكتسبوا الخبرة تحت اشرافهم ؟
(5)
أنا اعتبر فتح الحكومة حدودها للأشقاء الجنوبيين بمثابة ضربة معلم بكل المقاييس ..فالكل يعلم بالآمال العراض التي وضعتها الدول الاوروبية وتحديدا الولايات المتحدة على عاتق الجنوب وكيف راهنت وكيف وضعت كل بيضها في سلة نجاح تجربة الانفصال قبل ان تسف التراب وتعود بالخذلان والخسران المبين بسبب قيادات فاشلة مكانها الآن مزبلة التاريخ ..في تقديري لا توجد الآن دولة أكثر تأهيلا لرتق الثوب الممزق في الجنوب والحيلولة دون وضعه تحت الوصاية الدولية اكثر من السودان وهو انجاز لو تم سيؤثر ايجابا على ملف السودان المقيم اقامة دائمة في القائمة السوداء .
( 6)
الوجود الاجنبي الآن أحد قضايا الساعة الساخنة الملحة التي لاتقبل التسويف والتأجيل والمماطلة .. الوجود غير المقنن قنبلة موقوتة ولو اكتفى هؤلاء باقتسام كسرة الخبز والخدمات على ضآلتها وشحها ومجاهدات الحصول عليها حتى في مستوياتها الدنيا مع المواطن السوداني لهان الامر ولكن من يضمن التأثيرات السلبية للظاهرة على قضايا الامن والسلام الاجتماعي فنحن نعيش في عالم مجنون اختلط حابل صراع المصالح فيه بنابل التطرف والعنف بعد ان اصبح الارهاب (طاعون العصر) الهاجس الاول الذي يتصدر هموم البشر على كوكب الارض .

Hassan.aitanina @hotmail.com

تعليق واحد

  1. يااستاذ عن آي وجودأجنبي تتحدث؟الأجانب أصبحنا نحن في بلدنا ..أي والله هل تعلم أن هنالك عددكبيرجدا من هؤلاء الأجانب حصلوا علي جنسيات سودانية عن طريق الشراء وخاصةالقادميين من جهة الشرق..تأكدو عماقريب سيكون مصيرالشعب السوداني كمصير الشعب الفلسطيني ولا قدر الله اذا حدث تقسيم لماتبقي من السودان ربما يطالبون بدولة في شرقالسودان وخاصة عينهم علي القضارف وكسلا ومدعوميين دوليا من ماماأمريكا وإسرآئيل،يستاهلوا طبعا مادام نحن تركنا ليهم البلدوهاجرنا ولم يعد السودان يهمنا أو يعنينا في شئ..هذه هي الحقيقة المرة.بس بعدين الله يستر نكون ماشين زيارة السودان يكون بطلب فيزا وشروط قاسية وربما يرفض طلب الحصول علي تأشيرة الدخول….

  2. شكراً جزيلاً علي هذا المقال الرائع الذي لايحتاج إلي إضافة .هذا المقال يجب أن ينشر في كا الصحف وأن تكون قضية الوجود الأجنبي قضية ملحة لكل المواطنين . والله لاأدري ماذا جري لنا.الا تري الحكومة في هذا الوجود الأجنبي الكبير مهدد؟ الا يحس النواب بالخطر القادم الذي نراة عياناً . لك الله يابلدي .

  3. شكراً جزيلاً علي هذا المقال الرائع الذي لايحتاج إلي إضافة .هذا المقال يجب أن ينشر في كا الصحف وأن تكون قضية الوجود الأجنبي قضية ملحة لكل المواطنين . والله لاأدري ماذا جري لنا.الا تري الحكومة في هذا الوجود الأجنبي الكبير مهدد؟ الا يحس النواب بالخطر القادم الذي نراة عياناً . لك الله يابلدي .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..