الحوار.. صفعة جديدة

محمد لطيف

أحزاب المعارضة المحاورة.. كما تسمي نفسها.. وهي مجموعة الأحزاب التي قبلت المشاركة في برنامج الحوار الوطني دون شروط.. كما تقول.. ثم نجحت عبر سلسلة من اللقاءات مع أحزاب الحكومة في إنجاز ما اصطح على تسميتها.. خارطة الطريق للحوار الوطني.. وقبل ذلك شاركت في تشكيل آلية إدارة الحوار في ما عرفت بـ (7+7).. وظلت هذه الأحزاب.. أو تحالف القوى الوطنية كما تسمي تحالفها.. تراهن على الحوار وتدعو الرافضين إلى الانخراط فيه بحسبانه المخرج الوحيد للبلاد من مأزقها السياسي..

هذه الأحزاب كانت قناعتها.. على غير ما ترى قوى الإجماع الوطني.. أن إلغاء القوانين المقيدة للحريات وغيرها من المطلوبات التي تنادي بها قوى الإجماع.. إنما مكانها مائدة الحوار.. وأنها خطوات تترتب على الحوار.. ولا يترتب عليها.. وأن على كافة القوى السياسية أن تنخرط في الحوار لحسم القضايا العالقة كافة..!

بهذا الفهم مضى تحالف القوى الوطنية في مشروع الحوار الوطني عبر الآلية المشتركة في إنجاز خارطة الطريق.. وكان من أهم محتويات خارطة الطريق هذه.. أن تمضي الحكومة قدما في تهيئة المناخ للحوار.. وتهيئة المناخ هذه تعتبر أقل درجة في سلم المطلبية من تلك القائمة التي ترفعها قوى الإجماع الوطني والتي تبدأ بإلغاء القوانين المقيدة للحريات.. ثم تقييد الأجهزة المقيدة للحريات.. ثم.. من ما ترى فيها الحكومة شرا مستطيرا.. ولكن تحالف القوى الوطنية لم يطلب أكثر من تهيئة المناخ.. والتهيئة لا تعدو التخفيف على الناس والأحزاب.. بالسماح للأحزاب بممارسة نشاطها السياسي.. وبالسماح للصحافة بالتعبير.. دون رقيب.. وبإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.. ولكن.. يوم أمس وفي مؤتمر صحفي مشهود.. جاء رموز تحالف القوى الوطنية.. الذين هم في الواقع ممثلو المعارضة في آلية (7+7) للحوار الوطني.. جاءوا يبثون شكواهم للصحافة وعبرها للرأي العام.. من تلكؤ المؤتمر الوطني.. ومن عدم جديته.. ومن بطئه في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بينهم.. أي عدم الالتزام بما وافق عليه في خارطة الطريق من خطوات تهيئة المناخ للحوار.. قال محدثهم: يبدو المؤتمر الوطني كمن يسعى لإجبارنا على مغادرة مائدة الحوار.. ولكن.. هذا استدراك من كافة ممثلي تحالف القوى الوطنية الذين تحدثوا بالأمس في المؤتمر الصحفي.. هم متمسكون بالحوار.. وأنهم ينظرون لهذا الحوار لا كحق للمؤتمر الوطني حتى ينفضوا منه.. بل هم يرون هذا الحوار حقا للشعب.. لذا فهم متمسكون به.. غير متنازلين عنه.. ماضون فيه غير متراجعين عنه.. وأن المؤتمر الوطني إذا أراد وأد الحوار بإشاعة اليأس في قلوبهم فلن يتحقق له ما يسعى إليه.. وأن الوطني أمام ثلاثة خيارات: إما أن يعلن (فض المولد) وإيقاف الحوار.. ويتحمل مسؤوليته التاريخية في ذلك.. إما أن يمضي جادا في تنفيذ مطلوباته.. أو.. الخيار الثالث.. أن يقتنع الرأي العام السوداني ويرى رأي العين.. أن التحالف قدم أقصي ما عنده من صبر.. وأن الوطني غير راغب في هذا الحوار.

وترى نصف آلية الـ (7+7) أن ما يفعله النصف الآخر بالإصرار على الانتخابات.. إنما يعكس شكلا من أشكال الإصرار على وأد الحوار.. وصفعة أخرى في وجه المقبلين على الحوار.. ولكنهم سيحرصون على فضيلة الصبر.. كما قالوا.

ولكن.. وقبل أن ينفض سامر المؤتمر الصحفي كانت أحزاب المعارضة المحاورة تتلقى صفعة جديدة.. فقد أبلغوهم.. أنه ليس من حق أحزاب المعارضة المحاورة اختيار من يمثلها في اللقاء المرتقب.. وأن لجهة أخرى رأيا آخر.

وتستمر التداعيات..!

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. أضعف الإيمان ..إذا غلبكم الخروج إلي الشارع لإسقاط البشير..علي الأقل إلتزموا ونساؤكم وفلذات أكبادكم دياركم يوم التصويت..

  2. ياهم وياهو فهمهم ما منتظرين منهم غير كده
    الأغتيالات الجماعية في ساعة الصفر المحدده هي الفيصل وقريبا التنفيذ بات قاب قوسين أو أدني لنجنب البلاد سيل الدماء الزكيه الطاهره

  3. حردانين دقسوكم لحدى ما جات الانتخابات وفكوكم عكس الهواء….كان شاركتوا ولا مشيتو كلو واحد بعد دا.

  4. طبعاً لا نشمت في احزاب المعارضة واحزاب الوثبة المشاركة في الحوار برغم علمهم اقول برغم علمهم ان نية المؤتمر الوطني كان معروفة ولا تحتاج الى كثير ذكاء

    ولا نقول لهم مخطئ من ظن يوماً ان للثعلب ديناً ولكن نشكر لأحزاب المعارضة انها اوصلت لنا الكضاب لغاية خشم الباب واثبتت صدق الأحزاب المنسحبة وما كانت تحذر منه ان انسحابها كان على حق على حق.

    ولكن لولا صلابة موقف المعارضةوصبرها على الحوار لما تأكدت لنا هذه النتجية بالدليل القاطع ولوجد الثعالب ضالتهم في المعارضة بأنها رفضت الحوار.

    رغم ان التدقيسة حارة ولكن موقفكم كان رائعا حقاً واثبت للتاريخ وللشعب السوداني ما كان يحذر منه ويتوقعه.. فشكرا لموقفكم وقوموا الى معارضتكم مأجورين فقد كفيتم ووفيتم

  5. أضعف الإيمان ..إذا غلبكم الخروج إلي الشارع لإسقاط البشير..علي الأقل إلتزموا ونساؤكم وفلذات أكبادكم دياركم يوم التصويت..

  6. ياهم وياهو فهمهم ما منتظرين منهم غير كده
    الأغتيالات الجماعية في ساعة الصفر المحدده هي الفيصل وقريبا التنفيذ بات قاب قوسين أو أدني لنجنب البلاد سيل الدماء الزكيه الطاهره

  7. حردانين دقسوكم لحدى ما جات الانتخابات وفكوكم عكس الهواء….كان شاركتوا ولا مشيتو كلو واحد بعد دا.

  8. طبعاً لا نشمت في احزاب المعارضة واحزاب الوثبة المشاركة في الحوار برغم علمهم اقول برغم علمهم ان نية المؤتمر الوطني كان معروفة ولا تحتاج الى كثير ذكاء

    ولا نقول لهم مخطئ من ظن يوماً ان للثعلب ديناً ولكن نشكر لأحزاب المعارضة انها اوصلت لنا الكضاب لغاية خشم الباب واثبتت صدق الأحزاب المنسحبة وما كانت تحذر منه ان انسحابها كان على حق على حق.

    ولكن لولا صلابة موقف المعارضةوصبرها على الحوار لما تأكدت لنا هذه النتجية بالدليل القاطع ولوجد الثعالب ضالتهم في المعارضة بأنها رفضت الحوار.

    رغم ان التدقيسة حارة ولكن موقفكم كان رائعا حقاً واثبت للتاريخ وللشعب السوداني ما كان يحذر منه ويتوقعه.. فشكرا لموقفكم وقوموا الى معارضتكم مأجورين فقد كفيتم ووفيتم

  9. يا اخى باللهى فكونا بلا حوار بلا اوهام وخبث ودجل, اوصى الكل بان ينضم الى ركب التغيير, ركب الاطاحة بهذه الطغمة المنافقة الضالة , ادعو الجميع بالانضمام الى ركب الحق والى الركب الذى ارتضى بة معظم السودانين, وهذا هو ركب “نداء السودان” هو الخلاص هو الحرية هو ازالة الكابوس الجاسم على الصدور, هو الركب الذى يتنادى بة معظم السودانين للخلاص من هذه الفئة الضالة والكلاب المسعورة والجرائم المنظمة ضد السودان والسودانين,
    اقولها لا بديل لنداء السودان وكل الامانى والمستقبل للسودان والسودانين معلق بها, ويقينى ان هذا النداء ناجح الى غاياتة بتوفيق من الله, الذى يعلمويرى “دبيب النملة الزرقاء فى الصخرة الصماء فى الليلة الظلماء” وما توفيقنا الا بالله هو نعم المولى ونعم النصير, وباذنة لمنصورون.

  10. من كان يظن ان القتلة لهم عهد فهو واهم من التجارب وما أكثرها مع هؤلاء لا تنفع معهم الا القوة والعنف لانهم من اسس للعنف في ارجاء الوطن .

  11. اعجب ايما عجب وان اقرا لرجل في قامة الاستاذ محمد لطيف وهو يكتب عن الحوار رغما عن موضوعية ماكتب
    يااستاذ لطيف .. هل الحرية تشترى وتباع وتمنح منحا وتتاح او لاتتاح .. عجبي ثم واعجبي
    الحرية هي قبل كل كل حوار وقبل كل انتخابات وقبل كل دستور وقبل كل حكومة وقبل كل رئيس او مرؤوس هذا حق كفله الله تعالى لكل بني ادم
    المهم في الامر .. باتاحة الحرية او عدم اتاحتها .. المؤتمر الوطني مازال هو المؤتمر الوطني .وحوار الوثبة كما بدا مرتجفا ومترددا ومربكا انتهى ولم يعد وطوته الايام .. وقد اكله المؤتمر الوطني لقمة واحده ومعه الدستور والمال .
    الحديث الان بعد الانتخابات وفوز المؤتمر بها رغما عن عدم مقاطعة الشعب لها وعدم وجود منافسة وممارسة ديمقراطية سليمة ماهو المآل واين ستصل الامور بين الشعب والنظام الحاكم
    لو كنت يااستاذ لطيف كاتبا فلتكتب عن المستقبل وليس الماضي الذي انطوى وانتهى ولم يبق منه الا الحساب والعقاب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..