عن ضابط أمن اسرائيلي يتزوج مصرية: فيلم ولاد العم ‘نجح.. ولكن!’

فيلم ‘ولاد العم’ الذي اخرجه شريف عرفة وقام ببطولته كريم عبد العزيز ومنى زكي وشريف منير، تدور احداثه حول قصة ضابط مخابرات اسرائيلي يتزوج فتاة مصرية، وينجب منها طفلين، ويمضي معها عدة سنوات قبل ان يخطفها وابنيها ويجبرها للعيش معه في اسرائيل.
تبدأ المعضلة النفسية والفكرية المتمثلة في عدم تقبل الزوجة المسلمة ‘مصرية الجنسية’، للواقع الجديد الذي صدمها بكل تفاصيله، والتناقض بين معتقداتها ونشأتها والواقع الجديد ومتطلباته.
يظهر العمل السينمائي تفاصيل المجتمع الاسرائيلي وطبيعة النسيج الهزيل الذي يكونه، مقارنة بالمجتمعات الاخرى. كما يسلط الضوء على الورطة الاجتماعية التي غاص بها الاحتلال الاسرائيلي في تقبله للاقليات من المجتمعات الاخرى، ولاسيما الروسية.
شكلت المادة السينمائية ارضية لحوار فكري عميق ومنطلقات اخلاقية وفلسفية، خاصة في ما يتعلق بمعالجته لفكرة تعايش الاثنيات والقوميات مع بعضها البعض في المجتمع الاسرائيلي. الصراع الداخلي في المجتمع الاسرائيلي بلوره العمل السينمائي ووصل به الى مرحلة النضوج المعرفي ليشكل بذلك حالة جديرة بالدراسة والمتابعة.
استطاع هذا العمل الذي مضى على انتاجه اكثر من عام ونصف العام، خلق صراع ثقافي ديني يفتح النقاش واسعا امام الحالة التي تناولها الفيلم، وفقا لتساؤلات جدلية تصعب الاجابة عليها. فقد اسس هذا الفيلم بموضوعيته وذاتيته لبُنى فكرية عميقة بمشهدية سينمائية عملت على تحويرها في قالب فكري يجسد رفض الكيان الصهيوني باختلاف مسمياته واشكاله، بالاضافة الى انه يسلط الضوء على عدم نقاء العرق اليهودي، لكونه امتزج بمجتمعات واعراق اخرى.
نجح الفيلم في خلق بيئة تصويرية رائعة، ولا سيما في تصوير مشهدية مدينة ‘تل الربيع’، التي تعرف اليوم بـ’تل ابيب’، بالاضافة الى تصوير الحدود الاردنية الفلسطينية، وكذلك واقع التمييز العنصري الذي يعاني منه المجتمع الاسرائيلي، والمتمثل بالتمييز بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين. كما ان الفيلم نجح الى حد كبير في توصيف واقع المهاجرين الروس من استعدادهم لقبول الرشوة. ونجح في تصوير واقع المهاجرين اليهود المصريين وتعلقهم بالثقافة والموسيقى العربية.
عانى العمل السينمائي من مرض التخمة في تكوين خيالية ‘الاكشن’ غير المقنعة، ولا سيما في ما يتعلق بتخليص ضابط المخابرات المصرية ‘كريم عبد العزيز’ من ايدي المخابرات الاسرائيلية، والذي كان بحاجة الى مزيد من المعالجة السينمائية والدرامية المقنعة للجمهور، بالاضافة الى المبالغة التصويرية في بلورة فكرة التهجير، لتقلل من قدرة هذا العمل على الاقناع، خاصة في مشهدية تدمير الفلسطيني لبيته اثناء العمليات العسكرية الاسرائيلية. هذا الاجحاف السينمائي بحق الفلسطينيين غير مبرر وغير صحيح، وكان الاجدر بالمخرج العمل على تحوير هذه الجزيئية بطريقة سينمائية قادرة على ايصال الفكرة الصحيحة.
ركز العمل الفني على طبيعة الصراع الوطني بالتزامن مع الصراع الديني، ولكنه في ذات السياق لمّح الى ان الصراع الوطني قد يعلو فوق الصراع الديني، وعمل على اعادة زحزحة فكرة الولاء المصري المطلق لاسرائيل. وخلق حالة من التمرد المعنوي بصورة فريدة عبر انتصار القدرة العربية ‘المصرية’ على التكنولوجيا الاسرائيلية. كما عمل على صقل نفسية الجمهور بشحنات ايجابية، في محاولة جدية لاحياء فكرة الصراع العربي الاسرائيلي من جديد.

القدس العربي

تعليق واحد

  1. نعم الفيلم جميل و به شحنات ايجابية كثيرة , و مثلما عرض حالة التفكك داخل المجتمع الاسرائيلى ,,, عرض ايضا حالة التفكك العربى و حالة الانقسام الموجودة داخل المجتمعات العربية و فكرة عدم تقبل الاخر سواء كان عربى او غير عربى , لم يحاول الفيلم تقديم الدين بانه الحل , و لكن بمكر شديد قدم الدين على انه خطوة بامكان اليهود استخدمها لخلق نوع من الثقة بينهم و بين الامم العربية … عندما ااهدى كبير ضباط الاستحبارات بطلة الفيلم نسخة من القران .و ذلك لزرع الثقة فى نفسية البطلة تجاه هذا المجتمع الغريب . حالات الاكشن فى هذا الفيلم كانت اووفر خالص و غير مقنعة تماماُ . و اكثر شى لم يكن مقنعا فى هذا الفيلم اهمية الانسان العربى و المصرى بصورة خاصة لدى حكوماتهم . لم استطع تقبل فكرة ان الاستخبارات المصرية او العربية على استعداد لارسال واحد من اميز ضباطها لاسترجاع فتاة عادية … هذة الفكرة لم و لن استطع تقبلها لان واقع الحال العربى و المصرى يشهد بغير ذلك .
    و لكن اجمل حاجة فى الفيلم ,هى الحوار الذى دار بين البطلة و ضابط الاستخبارات المصرية , و محاولته نزع فتيل اليأس لديها و هى تكاد لا تصدق ان ممكن حكومة بلادها ترسل شخصا ما حتى يتم انقاذها
    و من الاشياء الجميلة ايضا , اصرار البطلة الرجوع الى مصر باولادها و ليس بدونهم , انها الامومة التى تسمو فوق كل شى و كل التاريخ
    اجمل حوارات الفيلم تلك الجملة التى اتت على لسان ضابط الاستخبارات المصرى لبت روح الثقة فى المواطنة المصرية ( باننا احسن ناس ….بس مش فى احسن حال ) حوار يدعو للتفاؤل و يعطينا احساس بامكانية هزيمة اسرائيل يوما ما .
    و ابشع الحوارات ايضا اتت على لسان ضابط الاستخبارات المصرى ايضا و لبطلة الفيلم كذلك عندما نصحها بان تزن علىدماغ جوزها كما تعمل اى سيدة مصرية عادية حتى يحل عن سماءها
    حتى و ان كان الحوار من باب الدعابة … لا اظن ان امة هذا رايها فى نساءها …ترسل الجيوش لانقاذ فتاة عادية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..