الترابي يطوي خلافات الإخوان..

دخول الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، د. حسن عبد الله الترابي، للمركز العام لـ “الأخوان المسلمين”، يعدْ حدثاً لافتاً، وذلك من دون إضافة أية منكهات كلامية، أو إسهاب في الرؤى التحليلية لما بعد الزيارة.

إذاً كيف وإن علمنا بأن الترابي التقى المراقبين العامين، الحالي والسابق للجماعة، الشيخ علي جاويش، والحبر يوسف نور الدائم على التوالي.

تفاصيل يوم الزيارة، وأبعادها وتأثيراتها المستقبلية، وأي خلافات طُويت، كله طي الصفحة التالية.

فرد “سجادة” الخلاف حتى حدود 1954

الخرطوم – مقداد خالد

(طي خلافات “المؤتمر الشعبي” و”الإخوان المسلمين”) بهذه العبارة شديدة الجزم، قوية الأثر، علّقت الزميلة “المجهر السياسي” على لقاء الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي د. حسن عبد الله الترابي، والمراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين الشيخ علي جاويش.

وبما أن الخلاف أنطوى، تفرد “الصيحة” سجادة لتّعرف قارئها الأغر على جذور الخلاف ذلك قبل أن تطويه ثانية.

مؤتمر العيد

قبيل أن تفرقهم السبل، كان الأخوان المسلمون كياناً واحداً، وبدأت الخلافات تضربهم بداية من العام 1954م في “مؤتمر العيد” الشهير.

ويقال في المرويات إن سبب الخلاف كان حول الاسم “الاخوان المسلمين” وماج صراع كبير بين تيارين أحدهم مع استمرار اسم الكيان الأب المتأسس على يد حسن البنا بينما تبنى فريق ثان بقيادة الراحل بابكر كرار اختيار اسم جديد يتناسب مع البيئة السودانية.

سبب آخر للخلاف في “مؤتمر العيد” هو طعن بعد الاخوان في شخص بابكر كرار والقول إنه ساعٍ للزعامة، وهو أمر رفضه الرجل بزهد فآثر الانسحاب تاركاً الاخوان المسلمين على حالهم واسمهم الذي تغير للمفارقة بعد عامين فقط.

جبهة الميثاق الإسلامي

صعد الترابي إلى قمة جبهة الميثاق الإسلامي عقب الأدوار المفصلية التي لعبها مع الطلاب الإسلاميين الممسكين بزمام اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، والذي يعتبر رأس السهم في إنجاح ثورة أكتوبر المجيدة ضد نظام الجنرال إبراهيم عبود، في العام 1964م.

ووصل الترابي إلى كابينة القيادة بعد مساندة شبابية منقطعة النظير، وبعد استقالة المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين الرشيد الطاهر بكر، الذي أشيع أنه أرغم على الاستقالة كذلك.

وبتنصيب أستاذ القانون بجامعة الخرطوم وقتها، د. حسن الترابي، خرج عدد من كبار قادة الإسلاميين عن صف الجبهة الإسلامية من أمثال محمد صالح عمر وجعفر الشيخ إدريس والشيخ علي جاويش، وكوَّن الخارجون على سلطان الترابي جماعة الأخوان المسلمين.

وكان العام 1969م فاصلا في تاريخ الإسلاميين لسببين أولهما الخلاف الكبير الذي جرى في “اجتماعات بحري” حد أن سالت دموع كثير من الإسلاميين، وخلفت جروحاً غائرة غير قابلة للبرؤ في الجسد الإسلامي، وثانيهما كان وصول جعفر نميري إلى سُدة الحكم.

مصالحة السبعات الأربعة

بعد معارك شرسة خاضها الإسلاميون ضد نظام الرئيس جعفر محمد نميري، مستظلين بعباءة “الجبهة الوطنية”، وفي أعقاب فشل غزو محمد نور سعد في العام 1976م آثر الترابي الالتحاق بركب رئيس حزب الأمة، الإمام الصادق المهدي، الذي أبرم مع النميري اتفاق “المصالحة الوطنية” الشهير في 7/7/1977م.

بيد أن عودة الترابي عبر بوابة المصالحة، أثارت حفيظة عدد قادة الإسلاميين، كالحبر يوسف نور الدائم. إذ رأوا أن وضع الإسلاميين لبنادقهم خيانة لدماء الإسلاميين في معاركهم العديدة ضد نظام النميري.

الجبهة الإسلامية القومية

تجددت الأزمة بين الترابي والأخوان المسلمين بعد انتفاضة رجب/ أبريل 1985م. حيث دعا الترابي قائد “الجبهة الإسلامية القومية” وقتئذ الاخوان المسلمين لحل تنظيمهم والانضمام بصورة فردية للكيان الإسلامي المتشكل في العام 1986م.

أمر رفضه الاخوان المسلمون، الذين مضوا لآخر الشوط ونافسوا في انتخابات العام 1986م، هذا وإن لم يحالفهم الحظ في دخول البرلمان.

ما بعد الإنقاذ

وصل الإسلاميون على متن مجنزرات الجيش إلى سُدة الحُكم في 30/6/1989م. وتحولت علاقات الإنقاذ بجماعة الاخوان المسلمين إلى مستوى جديد، مستوى السلطة.

بينما قام الترابي بحل الجبهة الإسلامية واندغم مع النظام الجديد، نأى الأخوان بجانبهم عن السلطة التي دخلوا في أحايين بمشادات مع قادتها.

وتضافرت مشكلات الاخوان في مؤتمرهم في العام 1991م إذ انقسمت الجماعة لجماعتين واحدة بقيادة الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، وثانية بزعامة سليمان أبونارو.

وبعد جهود قادها القيادي في جماعة الاخوان المسلمين عصام أحمد البشير، وبعد مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في العام 1999م وخروج الترابي من “القصر” وقبوعه في “المنشية”؛ تحوّلت علاقات الاخوان والسلطة إلى مهادنة أفضت لمشاركة بعض قادة الجماعة في طواقم السلطة.

السياسة والتربية

يشاع على نطاق واسع أن الترابي أقحم الإسلاميين في تجربة السلطة بكل ما فيها من زخرف وذلك على حساب “مدرسة التربية” التي ظل الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد قابضاً على جمرتها دون أن يتزحزح قيد أنملة.

الصيحة

تعليق واحد

  1. مع ان السياسة لا تقبل منطق الحاسة السادسة الا انني (مصر) بتشديد الصاد ان خطاب الترابي في مؤتمر الحزب المتوالي (الامة الفدرالي) يمثل خطبة الوداع وشبيه بخطبة الوداع للنميري (27 مارس 1985) الذي تم وداعه بالمظاهرات الناوئة حتي مطار الخرطوم خاصة ان هتافات ارحل وصداعا كان قويا من خصوم حليفه الجديد القديم . ليس هناك اية (اشارات او اضاءات تشير الي ان الترابي سيتمكن من العودة مرة اخري للمسرح السياسي وربما حليفه ايضا فقد احترقت كل الاوراق ولم يعد في يديهما شئ يخدعان به مرة اخري . الترابي لفظ تماما وكذا حليفه .

  2. أنا غايتو لا أؤمن بأي حزب ينقسم فالصوفية الراكزون في السابق قالو كلام مهم الا وهو (( كل الاختلاف البحصل سببو تحقيق ذات ومصالح ،، وما في ناس بختلفو عشان الله ويقوموا يعملوا ليهم حزب يحمل اسم نفس الحزب أصل وموازي ومجازي ومحازي وهلم جرا ،،،

  3. يا جماعة لماذا لا ننضم جميعا لحركات الاسلام السياسى من امثال الاخوان المتاسلمين والحركة الاسلاموية وداعش وماعش والنصرة وانصار الشريعة وهلم جرا وهم كلهم طبعا على قلب رجل واحد وكما تعلمون انهم محاصرين القدس وقربوا يرموا اسرائيل فى البحر لولا معارضيهم من المسلمين اعداء الوطن والدين هسع عاينوا ما شاء الله ناس داعش كل يوم يذبحوا فى الاسرائيليين كما ان جيش الاسلامويين السودانيين وغيرهم محاصرين القدس ليهم اكثر من 25 سنة الخ الخ الخ!!!!
    لماذا نعارضهم ولا ننضم لهم لتحرير القدس ورمى اسرائيل فى البحر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    كسرة: نقول للدلاهات والاغبياء والغوغاء والفاقد التربوى نعارضهم لانهم بكل بساطة هم صنيعة اعداء الدين والوطن وعملاء لهم فى ضرب الاسلام من الداخل وتشويهه وشغل المسلمين بالصراعات االمذهبية والطائفية حتى تعيش اسرائيل فى سلام وتطور وازدهار!!!!!
    نصر الاسلام يبدأ بتدمير هذه الجماعات دون هوادة او رحمة او شفقة اطلاقا!!!!!

  4. ما عدا جاويش وصادق عبد الله عبد الماجد فإن الحبر يوسف نور الدائم وكافةالأسلاميين يسعون الى السلطة وعندما يولوا في السلطة عظما او قطعة لحم منها فأنهم يتركون الحديث عن الاسلام وعندما يخرجون منها فإنها ينبحون ويكونون مشكلة للحاكم فقد حاربوا عبد الناصر وحاربوا السادات فأردوه قتيلا وحاربوا حافظ الاسد بشدة وحاولوا موطئ قدم لهم في العراق الا ان العراقيين كشفوا زيفهم فأبعدوهم منها في عهد صدام دخلوا الى السعودية فكانت السلطات تراقب تحركاتهم ..والان هم واقفون امام السيسيي في مصر الفا احمر وسوف يهزمون السيسي في مصر لأن امريكا تدعمهم وامريكا تقف الان معهم في ليبيا وضد حفتر تريد الاسلاميين
    والاخوان المسلمين تحت اي مسمي هدفهم السلطة والدنيا وفي سبيل ذلك فإنهم يقرأون بكثرة من اجل الجدال ويحفظون نصوص معينة وكل النصوص التي يحفظونا تتعلق بالحكم والسلطة ومعروف ان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الجدال في الدين . ونهى عن التطلع الى السلطة فالدين ليس سلطة ولا حكم وقد ورد في السنة انه رفض تولية عمه العباس اي منصب وقال يا (عم ان هذا الامر لا نوليه احداً يطلبه او يحرص عليه).
    والحبر يوسف نور الدائم ظل يتقلب في برلمانات السودان منذ وقت طويل وهو غير جدير بان يكون مشرعاً وانما الافضل له ان يكون معلم للناس الخير واللغة العربية وهي افضل له في دينه ودنيا اما المجلس التشريعي والبرلمان فإنه غيرمؤهل له

  5. لايجب أن تؤدى اختلافات وجهات النظر الى اختلاف القلوب، لاسيما أن خط العمل لا يتقاطع بل يتوازى و يتكامل.
    الاختلافات ليست فى اصول الدين بل هى اختلافات فى الفروع وهكذا خلق الله مختلفين، وكما أن فى الفقه مدارس فهذا شافعى وهذا مالكى فان فى العمل السياسى هذا وطنى وهذا قومى وهكذا، فهذا الاختلاف لايؤدى للخروج من الدين ما دام مظلة الاسلام تجمع الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..