هل أنتزع المؤتمر الوطني السلطة عبر الإنتخابات

سليمان حامد الحاج

أعلن الحزب الحاكم أنه لن يرحل عن السلطة إلا عبر الإنتخابات وأن المعارضة لا تستطيع إزالته عن سدة الحكم بقوة السلاح، ووصف د. نافع قوى الإجماع الوطني المعارض بـ(تحالف الشتات) وأصحاب (القرب المقدودة) و(المودر بفتح خشم البقرة) وغيرها من التعابير التي تدل على العجز وعدم المقدرة على مقارعة الحجة بالحجة والمنطق والرأي السديد. حقاً كل إناءٍ بما فيه ينضح.

من جهة أخرى قال نائب رئيس الجمهورية السابق الحاج آدم يوسف عند تدشين حملته الإنتخابية كمرشح في الدائرة القومية (27) المايقوما الحاج يوسف، ليس هناك قوة تستطيع إزاحة المؤتمر الوطني عن سدة الحكم غير الإنتخابات. وأكد كلاهما أن الأحزاب تقاطع الإنتخابات لأنها غير مسنودة من الشعب.

قادة المؤتمر الوطني يرفعون عقيرتهم بالصياح العالي عن السند الشعبي دون حياء أو خجل وكأنهم انتزعوا السلطة من نظام ديمقراطي عبر صناديق الإقتراع وليس بقوة السلاح بإنقلابهم المشؤوم الذي ألغا فيه بجرة قلم كل المكاسب الديمقراطية التي حققها الشعب عبر نضال طويل وتضحيات جسيمة ضد الإستعمار البريطاني والأنظمة الديكتاتورية العسكرية والمدنية التي حكمت البلاد بعد الإستقلال. جمد الدستور والبرلمان والأحزاب والنقابات واتحادات الطلاب والمزارعين والنساء ونقابات العاملين وحتى الجمعيات التعاونية لم تسلم من بطشه. عبر سياسات (التمكين) قام حزب المؤتمر الحاكم بأوسع وأكبر حملة تشريد تشهدها البلاد للعاملين في كافة مؤسسات الدولة المدنية والنظامية ليس لها مثيل حتى في ظل الحكم الإستعماري. فعلى سبيل المثال شهدت مؤسسة السكك الحديدية وحدها تشريد ما لا يقل عن ثلاثة ألف عامل وأمروا بإخلاء منازلهم بقوة السلاح ليناموا وأطفالهم في قارعة الطريق.

أنهم يتحدثون الآن عن أن الانتخابات استحقاق دستوري!! أي دستور هذا الذي تتحدثون عنه وأنتم أول من داس بحذائه على الدستور ومزقه إرباً إربا. وعلقه على (السونكي) حتى يتمكن من السيطرة التامة على السلطة والثروة. أي دستور هذا الذي أصبح قدس اقداسكم بعد التمكين وبعد أن أدخلتم عليه من التعديلات كل ما يضمن انفرادكم بإصدار القرارات التي يتم بموجبها تعيين رئيس الجمهورية لكل الرتب العليا المدنية والنظامية وولاة الولايات، يعين من يشاء ويفصل من يشاء دون مساءلة أو استفسار وبغير محاسبة. أي دستور هذا الذي تتشدقون به وقد افرغ من كل محتوى ديمقراطي فيه وحول البلاد إلى دولة بوليسية تتحكم فيها سلطة الفرد المحصنة بالقوانين القمعية وقوة السلاح والقهر للشعب.

كل ذلك يدحض أحاديث قادة المؤتمر الوطني عن السند الشعبي الذي يعتمدون عليه وأنهم (لن يرحلوا إلا بخيار الشعب ونقدم أنفسنا للشعب وهو صاحب الخيار) على حد قول الحاج آدم يوسف. هل من يعتمد على الشعب يحتاج إلى كل تلك الترسانة من القوانين القمعية ليحمي نظامه؟ ولماذا تخافون من حملة (أرحل) المقاطعة للانتخابات، وتقومون باعتقال قادة الحملة والناشطين فهيا وتقتحمون دور الأحزاب التي تقام فيها فعاليات حملة (أرحل). هل هذا يشق مع الدستور الذي تبدون حرصكم عليه ?خداعاً للشعب، وأنتم أعدى أعدائه ولا يلجأون إليه إلا عندما تتعرض مصالحكم الطبقية للخطر. فلو كانت الانتخابات تحول دون وصولكم للسلطة لفعلتم كل الحيل القانونية والخداع والمكر لتأجيل لكنكم تعلمون بكل الثقة أن تنتجها معلومة سلفاً وأنكم تتحكمون فيها لدرجة التنازل من بعض الدوائر لأحزاب من (يهن يسهل الهوان عليه) الذين باعوا قواعده وتأريخهم بثمن بخس وأصبحوا مطية للحزب الحاكم.

لهذا رفض المؤتمر الوطني أن يكون تأجيل الانتخابات وعدم تعديل الدستور ضمن أجندة الحوار ويتم تأجيلها إلى ما بعد ما ينتج عنه الحوار. ولأن حزب المؤتمر الوطني الحاكم يعلم علم اليقين ما سينتج عنه الحوار، تمترس بعدم تأجيل الانتخابات لأنها استحقاق دستوري. ولهذا رفضت كل الأحزاب السياسية المشاركة في الحوار بما فيها أحزاب موالية للمؤتمر الوطني وولدت من رحمه، وانضمت إلى حملة (أرحل) المقاطعة للانتخابات.

مقاطعة كل القوى السياسية للانتخابات انعكس في حملة التسجيل للناخبين. في هذه الحملة لم يتجاوز من ثم تسجيلهم وفق الاحصائيات الرسمية، لم يتجاوز المليون مواطناً ومواطنة من كل أنحاء السودان. هذا يعكس الإدعاء الكاذب للمؤتمر الوطني بأن عضويته تبلغ 6 مليون حتى لو كان هذا صحيحاً فإنهم قاطعوا حملة التسجيل للانتخابات وهو أمر مخجل ومخزي لحزب حكم البلاد طوال أكثر من ربع قرن من الزمان ولم يقنع حتى عضويته ?التي يزعمها- من التسجيل للانتخابات. خياران احلاهما بطعم الحنظل.

غير أن نافع علي نافع يكشف المستور والمستبطن بشتارة يحسد عليها عندما قال في دائرة الحاج آدم يوسف (سنكمل الانتخابات وسنحاور ونحن نحكم وسننفذ ما سنتفق عليه خلال الحوار).

نافع يقوم بوضوح أننا سنحكم ولم يقل أننا إذا سقطنا في الانتخابات. بل يؤكد بقاءه في الحكم عندما يقول سننفذ ما سنتفق عليه خلال الحوار. بمعنى أننا في كل الأحوال باقون في سدة الحكم مهما كانت نتيجة الحوار. ونحن في الحكم سننفذ ما يتفق عليه. أليس هذا حديث العارف بالواثق بأنهم فائزون في الانتخابات وأنهم باقون في السلطة؟!

أن أكثر الناس شراسة واستماتة في الدفاع عن أي نظام هم أكثرهم استفادة من بقاء النظام الذي يدافع عن أملاكهم وقصورهم ومزارعهم و؟؟؟؟؟ الشاسعة وأموالهم المكتنزة في بنوك داخل السودان وخارجه، وكل ما حازوه من مغانم وهم في السلطة. خوفهم من ذهاب النظام ورحوله إلى غير رجعة يعني فقدانهم لهذا النعيم الذي يتمرغون فيه على حساب عذابات ومآسي الشعب وفقره المدقع. ليس ذلك وحسب، بل هم يعلمون ماذا سيحدث لهم إذا سقط هذا النظام. وهم مصابون بكوابيس تعذيب وقتل المعتقلين في بيوت الأشباح وغيرها من الأقبية السرية، خاصة أولئك الذين كانوا قائمين ومسؤولين عن المجازر التي ارتكبت في حق أبناء وبنات شعب السودان في تلك الأماكن.

لهذا فإن حملة (أرحل) المقاطعة للانتخابات تمثل شبحاً وبعبعاً مخيفاً بالنسبة لهم. ولهذا فهم يتصدون لها بمثل هذه الجسارة والوحشية بمثل تصديهم لهبة سبتمبر 2013م التي هزت كيان كل فرد منهم.

نقول لهم أن تزوير الإنتخابات أصبح سمة من سمات حزب المؤتمر الوطني الحاكم. فعلها في انتخابات 2010م ومارسها في انتخابات أبسط النقابات والاتحادات الطلابية والمهنية، فما بالكم بانتخابات تقرر مصير كل قياداته. مع ذلك فإن فوزكم عن طريق الانتخابات المزورة والمزيفة لإرادة شعب السودان المقاطع لها والذي ينجلي ويتجسد كأنصع ما يكون في حملة (أرحل) التي شملت كل مدن وقرى السودان، لن ينقذكم من المصير المحتوم.

حملة (أرحل) لا تستهدف إسقاطكم في الانتخابات لأنها تستهدف مقاطعتها وتعريتها أمام العالم أجمع بأنها فاشلة وليس هناك إقبال عليها من المواطنين، وفي ذات الوقت فإنها تستهدف توحيد المواطنين حول الهدف الواضح والمحدد: اسقاط النظام عبر الإنتفاضة الشعبية الجماهيرية بالعصيان المدني والإضراب السياسي وكل وسائل العمل الجماهيري المجربة في أكتوبر وانتفاضة مارس/أبريل.

الميدان

تعليق واحد

  1. اصلا شي معروف من زمااااااااان من حكم الدوله الاسلاميه الامويه والعباسيه وو
    مااافي شي اسموا انتخابات في حكم شرع الله .. في خليفه وجماعته والقوي والامين وماعارف شنو الكلام البقلوا الاسلاميين ده …. هم شايفيين انوا الله كلفهم انو يحكموا شرع الله في هذه المنطقه فما ممكن تجي تقول ليهو انتخابات ودستور وحريات وما عارف شنو..

  2. قلتو الحجة بالحجة مش كده
    المعارضة بتاعة السودان القديم المزمن التي ادمت الفشل من اكتوبر 1964 والمؤتمر الوطني الحاكم الذي ادمن الفشل من 1989 وجهين لعملة واحدة
    البرنامج االسودانية عبرالعصور
    1- وثيقة استقلال السودان 12 فبراير 1952 والاسطورة السيد عبدالرحمن المهدي
    2- اسس دستور السودان 1955 الحزب الجمهوري السوداني
    3- اتفاقية اديس ابابا 1972ودستور 1973 د منصور خالد وابيل الير
    4- اتفاقية نيفاشا ودستور 2005 دكتور جون قرنق

    غير كده بضاعة بايرة الناصريين والشيوعيين 1969 والاخوان المسلمين 1989 والوعي العروبي الشوفيني الاسلاموي البائس للجمهورية المركزاو جمهورية العاصمةالمثلثة والبضاعة التي كسدت في بلدا … وذلك مبلغهم من العلم

    والشعب الذكي سئم الاثنين الحكومة والمعارضة المتشرزمة واخر خروج جماهيري كان لي
    جون قرنق 2005وجنازة الحوت محمود عبدالعزيز 2014
    اما د.نافع علي نافع كان الاجدى النفخ ده يسوي في حزبو لمن جدعوا ليه اتفاقيتو مع مالك عقار 2011
    الحاجة الوحيدةالمحترمةالعملا في حياتو وفعلا حتى الساعة المعطلة تصدق مرتين ونافع صدق في الاتفاقية نشوف تاني بصدق بتين المرة الثانية ؟؟

  3. يانافع انت متين تفهم وتكون بنى ادم وراسك الفاضى يفهم خمسة وعشرون سنة فى الحكم دخلت حمار ومازلت حمار بعدين ياحمار انتقى الفاظك دايما اسلوبك وامثالك تبين انك مازلت تحت وطئة الحمير افهم يامتخلف اولا انكم لم تاتو للحكم عن طريق انتخابات الاهم من ذلك ياحمار الشارع السودانى لا يطيق وجودكم الحاجة الاهم شرع الله انتو بعيدين منه كل البعد والمهم الناس عرفت حقيقة امركم وطالبوكم بالرحيل ليه انتو زعلانين الدايرنو سويتو اموال ونهبتو حقوق انسان ودمرتو فارحلووسيبو فرصة لغيركم يطهر البلد من اوساخكم وغزارتكم يانافع ماذا تريد من شعب رفضكم والاسباب باينة وواضحة مافى داعى للصعلقة وقلت الادب البتعمل فيها دى اخذ تنابلة الصبيان المعاك وارحلو

  4. صدقت ,,,, ولم تترك لنا شيئاً للتعليق واكبر كارثة كانت فى نظرى فقد السودان ضلع من اضلاعه(انفصال الجنوب )

  5. الاستاذ سليمان حامد الحاج من قادة السودان الذين نعتز بهم وقال الحقيقة بعين مجردة أرحل تعني عودة الحق لأهل السودان وإسقاط نظام الكيزان بإنتفاضة شعبية وعصيان مدني

  6. الجواب على السؤال بمستهل المقال كالاتي
    الانقاذ جاءت عن طريق الانقلاب في ليل بهيم على حكومة ديمقراطية حيث قال الترابي للبشير اذهب للقصر وساذهب انا الى السجن في عام 1989م ومنذ ذلك التاريخ لا احد في السودان يفهم شئ ابدا وبرز الاخوان المسلمين ( الكيزان) كحكام باسم الدين ونادوا بالجهاد الاسلامي في جنوب السودان ثم عادوا عنه وسلموه لقمة سائقة وسهلة لاسرائيل واليمين المسيحي المتطرف وهم يطلبون من الشعب السوداني ان يحسب ذلك كاحد الانجازات العظيمة وفقد السودان البترول الذي اكتشفه النميري بمساعدة الاصدقاء الامريكان ودمروا مشروع الجزيرة والسكة حديد والدمة المدنية التي اورثنا لها المستعمر الانجليزي وليس هذا فحسب وبعد اضاعة عائدات البترول لعشرة سنوات من التصدير فقد اضاعوا ثروة الذهب بالتعدين العشوائي وتهريب النافذين له وجري تضييع الثروة الحيوانية بتصدير اناث الماشية والان جاري تضييع ماء النيل
    اعتقد ان لم اكن مخطئا ان هؤلاء الانقاذيون هم قوم ياجوج وماجوج انهم ياكلون كل شئ واي شئ ولا يشبعون ابدا ويشيعون في الارض الفساد

  7. بلي العواليق دا مترشح في دائرة الحاج يوسف؟؟؟؟؟
    واللة مافي زول هنا بطيقم وكمان جايبن الثجم دا وكان مرفوع علهو قضية شرف والناس فجئة كدا نسو
    انت لو البد دي في قانون انت المفروض ماتخدخل الشرطة خلي تترشح للبرلمان

  8. ليس السودان بل البشير و هو طرف غير أصيل بل هو خادم أسياده الجيران كما هرول بالأمس لخدمة أسياده في مصر و اثيوبيا اليوم يهرول البشير مسرعا إلى السعودية حال إستدعاه ملك السعودية ليرسل مليشياته المقاتلة من الجنجويد و الدعم السريع إلى اليمن لمحاربة (الحوثيين) تحت قيادة سعودية خليجية مشتركة بدل إرسالهم إلى ليبيا التي لا تحتاج إليهم أو يعوثوا فسادا في دارفور و الشمالية بدون عمل فقط لترويع المواطنين العزل الآمنين لإرهابهم و نهب ممتلكاتهم و قطع الطريق! فماذا سيفعل البشير؟ خاصة إذا كان المقابل مغريا دعما يمكنه من البقاء في السلطة رغم أنف المعارضة و تجميد مطاردة المحكمة الجنائية الدولية له و كذلك الحوافز المالية الضخمة له و لقواته المشاركة !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..