حميد ..يا وجع الكلمة .. وجرح الوطن ..

حميد ..يا وجع الكلمة .. وجرح الوطن ..

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

هل كان شاعرا .. يكتب مشا عر كل الناس بمداد الاديم ، فتنبت حروفه تعانق هامات النخيل ، ويوجوج لها الطير صادحا بمعني انكتم كثيرا في صدور البشر المغبونة من خلف الصمت الرهيب والقادم بركانا يجرف الظلم ؟
هل هو ناثر يقرأ لغة العيون وان كانت غارقة في غلالات الأسى فينتشلها عبر صوته الريفي ولغته المفهومة لكل ذي سمع وحس ؟
هل كان مغنيا يشدو بصوت الحق في زمان توارت فيه الأصوات خلف حوائط الباطل أو الخوف أو اللا مبالاة على اقل تقدير ؟
هل هو ثائرا تربالا يحاول أن يشد رزقه بساعده المتين من بين فكي التمساح الذي خطف شليل السمر، وهو يعرف ( وين راح ) ومن سرقه في غفلة القمر الذي سد على نفسه ستائر الغيمات خجلا من بجاحة السارق ثم غاب؟
هل كان ذلك الفتى الذي انتزع التصفيق في كل المحافل لانه كان يكتب للناس باقلامهم و يتغنى باصواتهم . ويحلم عنهم في غمضته المتقطعة؟
نعم هو ، كل ذلك ، استجمعه في انسانيته الشاعرية ، وشاعريته الانسانية ، فرسم بعبارات الطيبة العميقة في معناها والبسيطة في مبناها صورا لا تخطئها الشموس وهي تعبر بها من مكان الى مكان فتنداح في دواخل الناس كرشفات الدواء تتسلل الى مكامن الداء والأوجاع في النفوس ، وتلثم جراحات الوطن !
أحقا هو غاب ؟ لا لقد عاد اليوم بروحه الى جنات الخلد ، باذن الله مثلما سجل أسمه وحرفه وطبع فكره في جدران الماضي والحاضر والأتي .. ، نعم هو زهرة سقطت من علياء عودها ، ولكنها اندلقت عطرا في قوارير الزمن ، ستظل دوما في ذاكرة الانفاس ..!
فلن نقول لك وداعا يا حميد لانك لم تذهب ، بل نقول مرحبا في دروب النضال وخطواتك تضيء كمشاعل تقود الناس في قادم الدروب وأنت عند مليك مقتدر ، مثلما كنت حيا تلامس الصدور بنبضك الصادق وتعانق العيون ، بكلام أكثر صدقا . و تسطر لغد قد لا تلامسه بجسدك ولكّن روحك ستكون من صناعه ترفرف في سماء الوطن الذي لا يموت مثلها وتبقي كشعاع لا يخبو مثلما كنت انسانا لا ينسى..
لك الرحمة والعزاء للكلمة المجوعة وللوطن الجريح بفقدك والهاني بخلودك خيطا في علمه الباسق فوق سارية المجد !
فيا حميد نم هانئا قرير العين ..والله معك حيثما كنت في أعالي الجنان باذنه تعالى، انه الغفور و المستعان..
وهو من وراء القصد..

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..