في المؤتمر الصحفي للموازنة..آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه

بسم الله الرحمن الرحيم

والقصة عن الإمام أبي حنيفة معروفة ..عندما دخل رجل على مجلسه وظنه عالماً ذا شأن فأفسح له على سجادته ساحباً أرجله منها.. وعند سؤال الرجل عن أمر بديهي ..عاد أبو حنيفة إلى سابق وضعه قائلاً : آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه!!.
ويبدو أن المؤتمر الصحفي لوزير المالية عن موازنة 2016 ..والذي عقد بقاعة الصداقة قد أفرز أكثر من أبي حنيفة..الأول بالطبع كان وزير المالية أمام رؤساء تحرير الصحف..فعند إتاحة الفرص للأسئلة..ظننت أن أول الواقفين على المنصة ..رائد مجلس تشريعي مبتدر للنقاش أكثر من كونه صحفياً..فبالغ في الثناء على وزير المالية..وأطال بلا سؤال بين ..بل واحتج على عدم ترك مرافعته تأخذ فرصتها في الاكتمال..وتتابع البقية بلغة كثيرة وأسئلة قليلة..لكن الأنكى كان عدم إلمام الكثيرين بدلالات المصطلحات الاقتصادية ..ما سهل على الوزير ..ليس الردود فقط ..بل السخرية المبطنة من ذلك ..ثم اعلانه الاستعداد لتمويل دورات في هذا المجال..والواقع ليست المرة الأولى التي يكون أداء رؤساء التحرير مخزياً..فمن منكم لا يذكر مواقفهم عند خطاب رفع الدعم الذي فجر هبة سبتمبر المجيدة؟
أما أبو حنيفة الثاني فكان المراقب والانسان السوداني العادي.. والذي يعنيه من كل هذه الأرقام والمصطلحات..الاجابة على سؤالين هما هل سترتفع تكاليف المعيشة؟ والآخر هل سيغطي دخله هذه التكاليف.. ومن خلال إجابات الوزير على بعض الأسئلة المباشرة النادرة ..عن تأثير الاستيراد بلا تحويل قيمة ..في رفع أسعار الغاز..لم يكن أمامه إلا القول أن السعر التجاري الذي سيوفر به الغاز..اقل من سعر السوق الأسود الآن !!وأخطر ما في هذا الرد ليس هو إعادة سيرة السعر التجاري سيئ الصيت..ولكن تقليله بطريقة غير مباشرة عن دعم الدوله للغاز..وهو الدعم الوحيد الحقيقي في ظل انخفاض اسعار البترول..
وبالطبع لم يتم الحديث عن أسعار الأدوية التي ستستورد (بالنل فاليو ) أنها ستدخل بسعر دولار السوق الأسود وليس المدعوم..بفارق يصل إلى 50%..مما سيزيد أسعارها حتماً بما يقارب هذه النسبة كما يرى المحللون الاقتصاديون..عليه فإن المتوقع زيادة تكاليف المعيشة مقارنة بدخل الفرد..خاصة ذوي الدخل المحدود. مما يجعل الشعب السوداني يمد رجليه في حضرة وزير المالية لأنه يُعنى بخبرته مع الحكومة وأحاديث وزراء اقتصادها وهو يكاد يقول (قديييمة)..ولن يجدي الحديث الأكاديمي الذي ألقاه على رؤساء تحرير الصحف عن معني معدل التضخم في إقناعنا بأن أعباء المعيشة لن تزيد.. وتحضرني هنا واقعة تفاجؤ الحلفاوي بأن سعر استخدام دورات المياه العامة قد صار ألف جنيه بالقديم بعد أن كان نصف هذا المبلغ..فقال بعفوية ساخرة..اللله!! هم رفعوا الدعم واللا ايه!!!؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..