الوقت المخصص لألعاب الفيديو أخطر من طبيعتها ومحتواها

دراسة تكشف أن الطفل الذي يعتاد النمط السريع في تكنولوجيا وألعاب الكمبيوتر قد يواجه صعوبة كبيرة في الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية.

العرب

كثرة ساعات اللعب قد تسبب العمى على المدى البعيد

لندن- أكدت دراسة بريطانية حديثة، نشرتها المجلة العلمية ?سايكولوجي أوف بوبيلور ميديا كالتشور?، أن الزمن الذي يقضيه الأطفال في ألعاب الفيديو أخطر بكثير من أثار محتواها العنيف أو العدواني وأظهر الباحثون أن فرط النشاط وتراجع الأداء الدراسي والميل إلى العدوانية هي في الأصل نتائج لطول فترة اللعب وما ترافقها من متغيرات تضر بالصحة النفسية والجسدية.

حدد الباحث د.أندي برزيبيلسكي فترة متابعة الأطفال لألعاب الفيديو بساعة واحدة كحد أقصى وحث الأولياء على مراقبة أبنائهم والعمل على أن لا يتجاوزوا هذه المدة.
وللوصول إلى هذه النتيجة درس فريق من الباحثين من جامعة أكسفورد البريطانية، حالة 200 طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و13 ربيعا. وأفضت الدراسة إلى أن الأطفال الذين قضوا أكثر من ثلاث ساعات في ألعاب الفيديو عانوا أكثر من غيرهم من اضطرابات في السلوك، بغض النظر عن نوعية هذه الألعاب ومحتواها.

ويقول د. برزيبيلسكي إن هناك تأثير لعوامل أخرى محيطة على سلوك الطفل، لكن تبين لنا أن انعكاسات تبديد وقت طويل أمام أجهزة الكمبيوتر للعب تبدو أكثر خطورة.

وأضاف أن هذا لا يؤدي بالضرورة لمنع استخدامها تماما لأن لها جوانب إيجابية تساعد على تعليم الطفل وتثقيفه وتنمية قدراته الذهنية والعقلية ومهارات الدقة والمتابعة والتركيز.

الآثار السلوكية التي تخلفها ألعاب الصراعات والحروب، تتمثل في تعزيز ميول العنف والعدوان لدى الأطفال والمراهقين

يرى العلماء أن ألعاب الفيديو والكومبيوتر سلاح ذو حدين، لها الكثير من الإيجابيات، إذا تم استخدامها وفق معايير مضبوطة وتحت إشراف تربوي، بهذه الطريقة يمكن تفادي السلبيات وحماية الطفل من انعكاساتها السيئة على صحته وشخصيته.

أظهرت دراسة دانمركية أن ألعاب الكمبيوتر لها أضرار كبيرة على عقل الطفل، فقد يتعرض الطفل إلى إعاقة عقلية واجتماعية إذا أصبح مدمنا على ألعاب الكمبيوتر وما شابهها.

وبينت الدراسة أن الطفل الذي يعتاد النمط السريع في تكنولوجيا وألعاب الكمبيوتر قد يواجه صعوبة كبيرة في الاعتياد على الحياة اليومية الطبيعية التي تكون فيها درجة السرعة أقل بكثير، مما يعرض الطفل إلى نمط الوحدة والفراغ النفسي سواء في المدرسة أو في المنزل. وعلى الرغم من فوائدها العديدة، إلا أن للأجهزة التكنولوجية واستعمالاتها تأثيرات سلبية منها:

إضعاف الذاكرة على المدى الطويل ومساهمتها في انطواء الفرد وكآبته، ولا سيما عند ملامستها حد الإدمان.

وقد يجعل الجلوس أمام الكمبيوتر لفترة طويلة، بعض وظائف الدماغ خاملة ويزيد الاستعمال المتزايد للتكنولوجيا، من صفات التوحد والانعزالية، وقلة التواصل مع الناس.

وكشفت بعض الدراسات أن الأجهزة التكنولوجية قد تتسبب بأمراض عديدة وخطيرة كالسرطان والأورام الدماغية والصداع والإجهاد العصبي والتعب ومرض باركنسون. وقد تشكل خطرا على البشرة والمخ والكلى والأعضاء التناسلية، والعين.

دراسة دانمركية أظهرت أن ألعاب الكمبيوتر لها أضرار كبيرة على عقل الطفل، فقد يتعرض الطفل إلى إعاقة عقلية واجتماعية إذا أصبح مدمنا

أظهرت دراسة أجريت حديثا على أطفال في إحدى الدول المتقدمة، تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات، أنّ الأطفال يقضون سبع ساعات ونصف الساعة يوميا أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، أي بزيادة ساعة و17 دقيقة أكثر مما كان يفعل الأطفال في العمر نفسه قبل خمس سنوات.

ومن المستغرب أكثر أنّ الدراسة نفسها أظهرت أن بعض الأطفال، ممن لا تزيد أعمارهم على السنتين، يقضون نحو ساعتين يوميا أمام شاشة جهاز إلكتروني.

وتتعدد الأجهزة التكنولوجية التي يتنافس في استخدامها الأطفال، كالأجهزة السطحية اللمسية (الآي باد) التي يظهر ضررها في الإصابة بالتشنج في عضلات العنق، بالإضافة إلى أوجاع أخرى في العضلات التي تظهر من الجلوس المطول وغير الصحيح.

وتترافق كثرة استخدامها بانحناء في الرأس والعنق، مقارنة مع أجهزة الكومبيوتر العادية التي تستخدم في المكاتب، لذا فهي تثير قلقا حقيقيا حول تشكل أوجاع في العنق والكتفين. وتنصح بعض الدراسات الأميركية، بتفادي استخدام هذه الأجهزة اللوحية عبر حملها في الحضن.

وقال الباحثون في جامعة ?ساني? إن نوعية الألعاب التي يلعبها الأطفال تختلف بين ألعاب الصراعات والحروب وبين ألعاب الذكاء والتركيب وغيرها من الألعاب التي تنشط الذاكرة.

أعراض الإدمان المرضي على ألعاب الفيديو تشمل اضطرابات النوم والفشل على صعيد الحياة الخاصة أو الدراسة

وكشف العلماء مؤخرا أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، وحذروا من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع والأكف.

أما عن الآثار السلوكية التي تخلفها ألعاب الصراعات والحروب، فتتمثل في تعزيز ميول العنف والعدوان لدى الأطفال والمراهقين، حيث أن نسبة كبيرة من الألعاب الإلكترونية تعتمد على التسلية والاستمتاع بقتل الآخرين والتدمير، والاعتداء عليهم من دون وجه حق، وبذلك يصبح لدى الطفل أو المراهق أساليب ارتكاب الجريمة وفنونها وحيلها من خلال تنمية عقولهم وقدراتهم ومهاراتهم العدوانية التي يترتب عليها في النهاية ارتكاب جريمة، وهذه القدرات مكتسبة من خلال الاعتياد على ممارسة تلك الألعاب.

من جانبها أكدت بعض البحوث العلمية، أن هذه الألعاب قد تكون أكثر خطرا من أفلام العنف التلفزيونية أو السينمائية، لأنها تتصف بصفة التفاعلية بينها وبين الطفل، وتتطلب منه أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها، وأدت هذه الألعاب الإلكترونية ببعض الأطفال والمراهقين إلى حد الإدمان المفرط ما اضطر بعض الدول إلى تحديد سن الأشخاص الذين يسمح لهم بممارسة هذه الألعاب.

وحذرت دراسة من أن أعراض الإدمان المرضي على ألعاب الفيديو قد يسبب اضطرابات النوم والفشل في الدراسة، وحدوث الكسل والخمول والعزلة الاجتماعية لدى الأطفال، بالإضافة إلى التوتر الاجتماعي وفقدان المقدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة لدى الفرد.

ومن الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية وإدمان الأطفال عليها الأمراض النفسية كاضطراب النوم والقلق والتوتر والاكتئاب، والعزلة الاجتماعية والانطواء والإنفراد بالكمبيوتر، وانعزال الطفل نفسه عن الأسرة والحياة والاكتئاب والانتحار وأمراض العيون وضعف النظر والرؤية الضبابية وألم ودموع في العينين وضعف التحصيل العلمي ورسوب وفشل في الدراسة وعلامات منخفضة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..