تنظيم داعش وتجنيد الطلاب البريطانيين من الجامعات السودانية

د. أحمد هاشم
أثارت حادثة انضمام الطلاب البريطانيون بالميلاد من أصول سودانية الى حضن داعش في سوريا موجة من الدهشة والاستنكار والشجب وسط الصحف البريطانية والسودانية. وما زال مصير هؤلاء الأطباء والطلاب بالإضافة لأميركي وكندى وسودانيين غير معروف. وفى هذا الوقت يحق علينا التضامن مع هذه الاسر المنكوبة والوقوف بجانبهم في هذه الظروف العصيبة. طرح انضمام هذه المجموعة العديد من الأسئلة القاسية للمهاجرين في الدول الاوروبية والأميركية. السؤال الأساسي هو ماهي الأسباب التي قادت هؤلاء الشباب للتطرف الحاد؟ والسؤال الضمني هو لماذا ترسل الاسر أبنائها وبناتها من بريطانيا وأمريكا للدراسة في الجامعات السودانية؟
الإجابة على السؤال الضمني التي يرددها الكثير هي لربطهم بقيم المجتمع السوداني الإسلامية والاجتماعية. لكن هذه الإجابة غير صادقة ومليئة بالمغالطات، لان ارساء القيم الحقيقة يبدأ بالمنزل قبل المجتمع ويمكن ربطهم اكثر منذ الصغر بالسفر في العطلات المدرسية. لكن هناك سبب اساسي مسكوت عنه وهو أن فئة محدودة من مجتمع المهجر ما زالت تعيش خارج إطار الفكر التحليلي والمنطق العقلانى ولم تفهم بعد ان هذا الجيل نشا في زمان ومكان ومجتمع يختلف جملة وتفصيلا عن ذلك الذين نشا فيه والديه. بل ما زالت هذه الفئة تقدم رغبات الآباء فوق رغبات الأبناء والبنات ليصبحوا أطباء وأطباء أسنان، ويستخدمون من اجل ذلك كل الوسائل الملتوية. على سبيل المثال، الطلاب الذين يفشلون في دخول كليات الطب البريطانية، والذين يقتطعون عامين من التعليم قبل الجامعي، يتم قبولهم بالجامعات السودانية فقط لمقدرة أسرهم دفع الرسوم الدراسية بالعملات الأجنبية. هؤلاء الطلاب بقدراتهم المالية الهائلة وجوازات سفرهم التي تفتح أبواب 173 دولة بدون تأشيرة يصبحون لقمة سائغة تتنافس عليها المجموعات الأصولية الجهادية المتطرفة من جهة، والاجرامية المدمرة من الجهة الأخرى.
ان تلبية الطلاب لرغبات أسرهم تكلفهم اثمان باهظة في مستقبلهم الطبى والعملي خاصة عندما يختارون ممارسة مهنتهم في بريطانيا. يقابلهم أولا، عدم اعتراف المجالس الطبية الأوروبية بشهاداتهم، وثانيا، تقلص فرص التدريب بالمستشفيات أمامهم، وثالثا، المنافسة الحادة مع الأطباء من أوروبا الشرقية ودول الكومنولث، وأخيرا، سياسة الحكومة التى اعتمدت الاكتفاء الذاتي من الجامعات البريطانية. وقد عايشت بحكم مهنتى معاناة هؤلاء الخريجين وندمهم على مجاراة والديهم وقتامة مستقبلهم مقارنة بأقرانهم من الجامعات البريطانية.
هذا التحليل ليس ضد رغبات الاسر في توجيه أطفالهم في اختيار ودراسة المهن التى تضمن لهم مستقبل افضل، ولكنه ينتقد الوسيلة لتحقيق هذا الهدف. وقد يحتار المرء في تفضيل هذه الاسر الجامعات السودانية على نظيراتها البريطانية في الوقت الذى تقدمت فيه جامعة مقديشو على جامعة الخرطوم في ترتيب الجامعات الأفريقية. وكذلك على الرغم من علمهم أن بريطانيا هي قبلة للطلاب من كل انحاء العالم، اذ يدرس فيها 125 ألف من الاتحاد الأوروبي و 300 الف من باقي الدول في العام الدراسي 2013/14.
يسمح نظام التعليم البريطاني للطلاب الذين لم تؤهلهم درجاتهم لدخول كليات الطب مباشرة بالامتحان عدة مرات حتى يحصلون على الدرجات المطلوبة. بالإضافة للسماح لخريجى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في العلوم الاحيائية. واعرف العشرات من هؤلاء الطلاب الذين لم تلين عزيمتهم لدراسة الطب وطب الأسنان في بريطانيا وتلبية رغباتهم ورغبات أسرهم.
لم يتخيل السودانيون المهاجرون في الدول الأوروبية والأميركية أن يطول بهم المقام ويشاهدون ليس فقط الجيل الأول يتخرج من الجامعات، بل أيضا بدايات ميلاد الجيل الثانى. وبطبيعة الشخصية السودانية لم تكن للمهاجرين نظرة مستقبلية لإدارة شئون هذا الجيل الاجتماعية والدينية باستثناء تكوين الجاليات التى لم تستغل الإمكانات المتاحة لامتلاك القاعات والمساجد لإدارة شئونهم باستغلال تام. هذا بالإضافة لعدم رؤية موحدة في مناهج تدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية. ولهذا يتم ارسال الأطفال للمدارس والمساجد التي يديرها المسلمون المتطرفون من الدول العربية والأفريقية والآسيوية، والتي تدعمها الجماعات السلفية والتكفيرية. ونتج عن ذلك تفريخ مجموعات متطرفة من صلب الذين هجروا بلادهم بعيدا من التطرف الديني. والان اصبحت الجالية السودانية في بريطانيا ضمن المجموعات الإسلامية التي تدعم داعش بشريا في وضح النهار.
قد حان الوقت للبحث عن إجابات للأسئلة القاسية التي تواجه الاسر وهذا الجيل واستنتاج الدروس والعبر من هذه المأساة لاستنباط خطط ووسائل عملية تطبيقية لإيقاف هذه الهجرة الأكثر دموية والمضادة معني وروحا لهجرة الآباء. يتطلب التصدى لهذه المشكلة جهد أسري ومجتمعي. على المستوى الاسري يجب اختيار المدارس والمساجد بعناية فائقة ومراقبة اى مؤشرات وبوادر نحو التطرف خاصة وسط طلاب الجامعات الذين يسكنون خارج اطارالاسرة. اما على المستوى المجتمعي يجب تكوين اتحاد للجاليات في المهجر واستغلال الكوادر التعليمية لوضع مناهج تربية إسلامية تجارى روح العصر وتواكب تحديات الشباب في المهجر. بالإضافة لاستغلال الإمكانات المتاحة لامتلاك وانشاء مدارس ومساجد، والعمل الجاد لإشباع الرغبات الروحية للأطفال والشباب دون الاعتماد على الجنسيات الأخرى المتطرفة في تشكيل هويتهم الدينية.
د. أحمد هاشم، باحث في كلية الملكة ميري للطب وطب الأسنان جامعة لندن
[email][email protected][/email]
حـسب المعلومات الواردة بخصوص هؤلاء الشباب انه يوجد فلسطينى فى الجامعة التى يدرس فيها هؤلاء الشباب وهو ضمن طاقم ” داعش ” الذين يغسلون ادمغة الشباب للأنضمام الى ” داعش ” وما يقوم به بعلم رئيس الجامعة الطبيب / مامون حميدة الذى قيل انه موافق على عملية التجنيد هذه حتى قيل انه مباركها . يجب على جهاز الأمن التحرى فى هذه الأخبار والتأكد منها واتخاذ الأجراءآت الضرورية التى تحفظ أمن الوطن وشبابه من هؤلاء المتطرفين . كما على أولياء أمور هؤلاء الطلاب التحرك نحو الطبيب / مامون حميدة واتخاذ كل الأجراءآت نحوه بشدة وفعالية وممارسة كل الضغوط على هذا الفلسطينى لكى يعمل على اعادة هؤلاء الطلاب الى الوطن واخذه كرهينة الى ان يعود هؤلاء الشباب .
مقال جميل وبدأ بتسلسل علمى وتحليل رائع ولكنه للاسف انتهى فجأه دون ان يواصل الى نهايات المشكله بتناول كيفية اندماج هذه الجاليات فى مجتمعاتها الجديده هل عن طريق ثقافة هذه المجتمعات ام بتقديم تنازلات ثقافيه ودينيه لمسايرة المجتمع الجديد . خصوصا كما تعلم يا دكتور اننا كشرقين مهمومين جدا بفروج بناتنا وهى الموجه الاساسى للتخطيتنا للمستقبل
ألاخ احمد هاشم, مع احترامي لرايك و تحليلك ولقد ثبت ان معظم الاطباء السودانيون الذين يتخرجون من الجامعات السودانيه الحكوميه و الخاصه ىجتازون امتحاني المعادله لكليات الطب البريطانيه من اول وهله. لقد حبا الله اولادنا وبناتنا التميز من ناحيه الذكاء الذهني بالرغم من تدهور التعليم في السودان نتيجة السياسات التعليميه الفاشله من قبل هذا النظام. اما انضمام افلاذ اكبادنا لهذه للجماعات المتطرفه فسببه ادارة هذه الجامعات بجلب متطرفين لالقاء دروس تكفيريه تطرفيه داخل هذه الجامعات مع حرمانهم من اقامة ندوات ثقافيه وسياسيه و تاريخيه. ان خمس من هؤلاء الاطباء الذين انضموا الي داعش قد اجتازو امتحاني المعادله من اول وهله. ربنا يرجعهم بالسلامه ويخلص بلادنا من حكم هؤلاء الطواغيت.
بالرغم من النقاط الجيدة التي وردت في هذا التحليل الا انني الاحظ ان معظم الذين كتبوا
عن هذا الموضوع ويعيشون في الدول الغربية يتجاهلون ( او يتهربون ) من سرد نقطة اساسية
وهي العنصرية المقيتة في الدول الغربية . هؤلاء الطلاب تمارس عليهم هذه العنصرية في
المدارس وفي الشوارع … عنصرية مزدوحة فهي تارة بسبب اللون وتارة اخرى بسبب الدين.
احقاد تترسخ في الذهن سنين طويلة وهم يشعرون بمدى عجز اولياء امورهم من مواجهتها الا من
استطاع منهم التصالح مع نفسه ومع المجتمع الجديد او انهزم نهائيا فذاب فيه .. لكن تبقى
كثرة اما صامته مكبوتة او تنتظر “مستصغر الشرر ” حتى تنفجر …
مازلنا نبحث عن حل لإعادة الابناء
هل يعقل ان مأمون حميده تنازال عن المبالغ التى تدفع له سنويا ويتركهم ليذهبوا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يبدوا ان هنالك تنسيق بين اشخاص فى مراكز مرموقة يتباهون بأنه قدموا لدعاش الدعم من هم؟؟؟؟؟؟؟؟
هل يعتبر هذا انفلات امنى ام موافقة ضمنية ؟؟؟؟؟؟
لكم جميعا الشكر على التعليق واثراء النقاش. هذه المجموعة التى انضمت لداعش غالبيتها نشاوا فى الدول الغربية ولهذا يتطلب على هذه الجاليات ايجاد الحلول الناجعة. العنصرية فى سودان اليوم اكثر من بريطانيا التى توجد فيها قوانين رادعة لمكافحتها اينما وجدت، اذ تعيش فى لندن 270 جنسية تتحدث 300 لغة. السودانيون من احدث الجاليات فى بريطانيا وسبقتهم مجموعات اسلامية استطاعت التلاؤم دون تقديم اى تنازلات فى دينهم بل ساهموا فى اسلام عدد كبير من البريطانيين. قد يتمتع كل فردبالذكاء لكن لم تستطع المدارس والجامعات السودانية من استغلال هذا الذكاء لمنافسة نظيراتها الافريقية ناهيك عن البريطانية، وخريجى اليوم ليس كخريجى الجامعات السودانية قبل ربع قرن. اتفق ان هذا المقال قصير لكن قصدت ذلك لدواعى النشر والتحفيز لقراءته كاملا. ومشكلة غسيل الدماغ من داخل الجامعات السودانية ومسئولية الدولة لم يشملها هذا المقال.
مقال جميل ويحوي رؤيه تحليليه منطقيه
اود فقط ان أضيف ان إرسال الأبناء للدراسه الجامعيه بالسودان من دون خصور احد الوالدين خطا كبير وأمر فيه نوع من الإنانيه وعدم الواقعيه لان الحياه في كل مراحلها وصفت بالكبد فكان من الاجدر لهذه الأسر ان تعود الام مع ابنائها وتقوم بواجباتها من رعايه ومراقبه وتربيه وتوجيه خصوصا ان هؤلاء الطلاب يرجعون وهم في عمر بين الخامسه عشر والسابعة عشر اي في عمر مراهقه ومرحله تشكل وتكون الشخصيه وخصوصا انهم يعانون من مساله وضوح الهويه
فكان الاجدر بالام علي الأقل حتي لو كانت تعمل ان تترك وظيفتها وتعود مع ابنائها لان الأبناء هم عماد الاسره واستثمارها الحقيقي ، فما معني الفلوس والوضع الاجتماعي الرفيع والجنسيات المذدوجه اذا كانت النتيجه ما حصل الان
خوفي ان تكون مالاءات ما وصلوا اليه فقدان الدنيا والاخره معا
نسال الله لهم الهدايه وان يعيدهم ألي اهلهم سالمين ويطمنهم عليهم انه نعم المولي ونعم المجيب.
معظم الطلبة البريطانيون من اصول سودانية تم الدفع بهم الى بيئة سودانية مغايرة للبيئة البريطانية التي نشأوا فيها وهم ضعيفي الاساس الفكري وتعرضوا لنوع من التربية المزدوجة من الاسرة السودانية والمجتمع البريطاني واتوا للسودان دون رؤية جياتية واضحة وكانوا ضحية للتيارات الاسلامية المنظمة التي وجدتهم لقمة سائقة وانتهب بهم الى داعش …..
شكرا د. احمد هاشم
اعتقد ان المقال لامس كثير من الجوانب التى يجب ان تثار بواسطة الاسر المهاجرة , بمعنى ان النظام الاجتماعى و الخلفية الثقافية للدول المستضيفة للماهجرين لديها التاثير المباشر على الاطفال الذين راوء النور فى تلك البلدان وبالتالى ان الاطفال يمتعون بصفات و امكانيات لم تتوفر لولاديه عندما كانوا فى مرحلته العمرية ومن هنا تبداء المقارنة ويتولد لدى الابناء شعور بالتفوق والافضلية مما يستوجب على الاباء و الامهات التبرير وتقديم التنازلات ,كثير من الدول التى كانت ظاهرة الهجرة فيها متجزرة لاكثر من قرنين من الزمان و نتيجة لقوة الهوية الثقافية نجحت ان تخلق لماستها فى المجتمعات المستضيفة وان يفرد لها المجتمع المستضيف مساحة فى قوانينه وتشريعاته ,ونحن كسودانين مهاجرين نتيجة لعدم وجود مكون ثقافى يتفق عليه الجميع كان لزاما علينا تتبع خطى الاخرين وبالتالى كان ابناء المهاجرين لديهم عدة حاضنات اخرى من الباكستانين والهنود و الفلسطنين و الشوام والافارقة فى الجوامع و المراكز والمدارس تمتد فترة التاثير لمدة اكثر من 12 عام من عمر الخامسة الى 17 سن العقد الاجتماعى التى فيه يتمع الابناء بكافة الحققوق كمواطين فى بلدهم الاصل هذا اصل المعادة
اعتقد ان المقال لامس كثير من الجوانب التى يجب ان تثار بواسطة الاسر المهاجرة , بمعنى ان النظام الاجتماعى و الخلفية الثقافية للدول المستضيفة للماهجرين لديها التاثير المباشر على الاطفال الذين راوء النور فى تلك البلدان وبالتالى ان الاطفال يمتعون بصفات و امكانيات لم تتوفر لولاديه عندما كانوا فى مرحلته العمرية ومن هنا تبداء المقارنة ويتولد لدى الابناء شعور بالتفوق والافضلية مما يستوجب على الاباء و الامهات التبرير وتقديم التنازلات ,كثير من الدول التى كانت ظاهرة الهجرة فيها متجزرة لاكثر من قرنين من الزمان و نتيجة لقوة الهوية الثقافية نجحت ان تخلق لماستها فى المجتمعات المستضيفة وان يفرد لها المجتمع المستضيف مساحة فى قوانينه وتشريعاته ,ونحن كسودانين مهاجرين نتيجة لعدم وجود مكون ثقافى يتفق عليه الجميع كان لزاما علينا تتبع خطى الاخرين وبالتالى كان ابناء المهاجرين لديهم عدة حاضنات اخرى من الباكستانين والهنود و الفلسطنين و الشوام والافارقة فى الجوامع و المراكز والمدارس تمتد فترة التاثير لمدة اكثر من 12 عام من عمر الخامسة الى 17 سن العقد الاجتماعى التى فيه يتمع الابناء بكافة الحققوق كمواطين فى بلدهم الاصل هذا اصل المعادة