ما أحوجنا لجامعة جديدة !

المغرب لا يرى معنى لانعقاد القمة العربية الدورية؛ لأن كل المؤشرات تشير إلى فشل مثل هذه القمة وكونها لن تعدو أن تكون منبراً للخطابة والعبارات الإنشائية التي لن تقدّم ولن تؤخّر.
والأمين العام للجامعة العربية الذي تنتهي ولايته الحالية في 15 / 3 أعلن عدم رغبته في تمديد هذه الولاية لفترة ثانية، ويرى أن السنوات الخمس التي قضاها في منصب الأمين العام كافية جداً وعلى الدول الأعضاء أن تبحث لها عن أمين عام جديد من أي من الدول الأعضاء.
والجامعة العربية في جوهرها عجزت عجزاً فاضحاً عن معالجة قضايا الراهن العربي، فالدول العربية تحترق الواحدة تلو الأخرى، ولا دور ولا أثر للجامعة العربية وكأنها لا تعدو أن تكون “خيال مآتة” مجرد أثر على وجود أمة عربية تضمّها هذه الجامعة الاسم التي لم نلمس لها أي دور حيوي في معالجة قضايا الواقع العربي أو حلّ الخلافات العربية أو القيام بمبادرات تجمع وتستثمر قوة هذه الأمة وتضعها على الطريق الصحيح نحو التقدّم والرقي والاستقرار وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والدواء.
وأعتقد أن الجامعة ستبقى على حالها خمسين عاماً أخرى دون أن تجد ترياقاً لعلاج أمراض العرب وتحقيق وحدتهم أو ترجمة أي من الأهداف التي ينادي بها ميثاقها الذي وقعت عليه جميع الدول الأعضاء، وهي دول لا أثر ولا دور لها حتى على الصعيد الإقليمي.
حال الجامعة العربية يمكن أن يكون مدخلاً مناسباً لفتح جميع ملفات الواقع العربي وترميم العلاقات بين الدول العربية والسير باتجاه ترجمة الحد الأدنى من المطلوب على صعيد الشارع العربي.
الآن العالم العربي يحترق من سوريا إلى اليمن إلى العراق إلى ليبيا، والجامعة حالها من حالنا تتفرج معنا وتتلهى بالتنقل عبر قنوات التلفزيون.
ثورة الربيع العربي كان الأولى بها أن تبدأ بالجامعة العربية ثم بعد ذلك تبحث بقية البنود الأخرى وهي قائمة طويلة من المطالب الحياتية الملحة.
الشعوب العربية تعبت من البقاء في آخر قائمة الشعوب، ولا بد أن تحدث هزة كبيرة حتى تتحرك تلك التروس الصدئة وأن تخرج الجامعة من أسر البيروقراطية المصرية وأن تنتقل إلى مكان جديد بأمين عام جديد يملك الرؤية والجسارة ويتحرّك خارج جلباب الأبوة الخانق.
وأعتقد أن هناك أسماء لامعة في محيطنا العربي يمكن أن تكون مؤهلة لتولي منصب الأمين العام الجديد للجامعة العربية، فتغيير الدماء مهمّ جداً في عروق الجامعة العربية.
ويمكن أن نقترح اسماً جديداً للجامعة العربية ما دام اسمها القديم اقترن بالفشل والعجز والإخفاق.
إننا في حاجة إلى عاصفة تطفئ الحرائق المشتعلة وفي الوقت ذاته تحرّك جمود الواقع العربي وتجعل المأمول ممكناً.. نحن كأمة نحتاج إلى شيء يدفعنا إلى الأمام وإلى رجال يقودون الرَّكب.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحية للاستاذ بابكر اصبت والله الجامعة بحاجة الى تغييرجذرى والبداية بنقل الجامعة من مصر فورا وعدم اختيار الامين العام الجديد من مصر

  2. يا حبذا لو كنت ادليت باسماء خمس من هم اجدر بقيادة الجامعة العربية في هذا الوقت ومحو اثار خيبة نبيل العربي التركة الثقيلة التي اقعدت بالجامعة وعطلتها من ممارسة دورها اما تغيير الاسم فلا اتفق معك الاسم من حيث هو فيه رمزية دقيقة لما يمكن ان يوصف به كيان جامع للعرب

  3. الجامعه حتى اسمها غلط
    اسمها فيهو عنصرية الجنس
    الاسلم ان تسمى جامعة دول العربيه حيث تكون اللغه هى الجامعه
    كان يمكن ان تنضم اليها جنوب السودان وتشاد وارتريا ويعتبرو انفسهم جزء اصيل منها
    الان اى سودانى لا يؤمن من داخله انه عربي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..