القنصل العام بجدة: أقول لمن اتهموني بالخيانة إن المستندات موجودة

التقته بجدة: عوضية سليمان:
سيطرت قضية الاعتداء على المهندس أسعد التاي داخل قنصلية جدة قبل أكثر من شهر على وسائط التواصل الاجتماعي وعلى أفراد الجالية السودانية بالمهجر والسعودية على وجه الخصوص، «الإنتباهة» انتهزت فرصة وجودها بجدة والتقت القنصل بجدة خالد محمود محمد الترس الذي أكد قدرته على السيطرة لما يدور داخل السفارة من خلافات، وأشار الى أن القنصلية أبوابها مفتوحة إلا لمن أبي. حملنا ملف القضية واتجهنا صوب السفارة بجدة وعند الدخول استقبلنا مدير العلاقات العامة الذي أكد لي في البداية أن القنصل غير موجود، وبعد أن ذكرت له أن لدي مواعيد، سمح لي بالدخول، إلى مكتب القنصل في الطابق العلوي. جلست في مكتب السكرتارية فاذا المحل يسوده الهدوء من كل جانب عكس ما يدور في الصالة، استقبلنا القنصل بحفاوة، يجلس وخلفه علم السودان وكان مشغولاً عبر الهاتف ومهموماً بقضايا السودانيين والعائدين من اليمن. رجل قوي وشجاع ويتحدث بثقة عالية جداً ويثق أيضًا في ما يقوم به ويفعله ولا يلتفت للقيل والقال ويحمل في طياته المستقبل والحاضر وصاحب همة عالية. رحب بالصحيفة وأسرة الصحيفة، وضعنا على مكتبه ما يدور من هموم حول القضايا التي تهم الجالية السودانية بمنطقة جدة، فرد بكل صراحة ووضوح. فإلى مضابط الحوار:
> نريد أن نقف على تفاصيل ما جرى في قضية القنصلية مع المهندس؟
< لا.. لن أرد على هذا السؤال والتحقيق انتهى عند اللجنة والوزير، وهم أصحاب القرار. > ما تعليقك على قضية الاعتداء على المهندس بالقنصلية في جدة؟
< أنا لم أحضر الحادثة ولم أشاهدها رغم وجودي داخل مكتبي. > لماذا الاعتداء على مواطن يطلب خدمة عادية من سفارته؟
< تصوري للحادثة.. الصالة مزدحمة بالجمهور ويومياً تقع حادثة وأمس القريب ــ قبل حوالي 10 أيام ـ كانت هنالك حادثة من قبل شخص أتى إلى القنصلية متأخراً واشتبك مع الضابط وهدده، وقال إنه سوف يكتب في الراكوبة، استدعاه الأمن الدبلوماسي وتم التحقيق معه وعرف أنه سوف يتم إبعاده وانتهى الأمر، وبعدها اعتذر عن تصرفه أنه مخطئ واعتبرناه شخصاً جاهلاً من تهديده. > أريد التركيز على قضية المهندس السوداني؟
< أنت ما تخلطي الأمور، وأنا منذ البداية قلت لك هذه حادثة كونت لها لجنة عليا وأصدرت تقريرها ولا أريد الحديث عنها وقررت منذ البداية ما اتكلم فيها، لسبب واحد وهو أن المهندس توجه للرأي العام ولم يعطني فرصة لحل الخلاف ولا حتى اشتكى إلى القنصلية وهنالك حالات كثيرة وصلتني تم حلها ولم تصل إلى هذا المستوى. > إذا اشتكى ماذا يكون دورك كقنصل؟
< لكن المهندس اشتكى للرأي العام. > متى تنتهي خلافات ومشكلات المغتربين داخل القنصلية؟
< لا يمكن أن تنتهي وظروف المغترب ضاغطة والمغتربون بطبيعة عملهم ومن بينهم المعاقون حركياً عملهم في بعض الأحيان غير مريح، وبعض منهم يأخذ إذن ساعتين فقط من العمل، وعايز الساعتين يكمل كل الإجراءات، وهنالك ضغوطات كثيرة، لذلك لا بد أن يتنفس في القنصلية، إساءات وشتائم، وآخر شتيمة من مغترب صحافي هدد الضابط وقال له أنا بكتب فيك والضابط استلم الإقامة وقال ليه أمشي وتعال غداً وبعدها خضع لتحقيق وتدخلت وساطات لحل الموضوع وفي النهاية حل الموضوع، وفي أي مكان توجد الخلافات والمشكلات. > إذن الخلاف لعدم تنظيم العمل داخل القنصلية؟
< اذهبي إلى الصالة هنالك تنظيم وترتيب لكن المغترب يحضر إلى القنصلية وهو زهجان. > إذن لماذا الاشتباك اليومي والسب والشتائم وغيره؟
< يا أستاذة أنا خارج من أزمة وضغوط عمل، وعمل مستمر وتفاوض بشأن الحج والانتخابات، وأيضاً أحمل هم عودة السودانيين القادمين من اليمن تعذر الترحيل جوًا وكونت لجنة لعودتهم عبر البر وأفلحنا في ذلك، وأنا قبلت التكليف لخدمة المغترب السوداني وشعاري لكل مشكلة حل إلا لمن أبى، أو أراد أن يخلق بلبلة، والمغترب السوداني ليس لديه خيار غير القنصلية ولأول مرة تحدث مثل هذه الحادثة وتؤدي إلى الاشتباك بالأيدي وتنتهي بالتحقيق واللجنة العليا، كل الخلافات لا تتخطى المشاجرات الكلامية. > يبدو من حديثك أنكم في القنصلية في حالة خلاف وشجار دائم؟
< أنا مفوض أمر التنظيم إلى الشرطة وأقل ضابط في القنصلية رائد ولدينا عقداء وخدمتهم طويلة وممتازة وهم موظفون خبروا العمل في الشرطة وقادرون على حل المشكلات. > يقال إن علاقتك بأمن جدة فاترة جداً؟
< أنا سفير قنصل علاقتي بوزارة الخارجية وليس هنالك ما يربطني بأمن جدة وتعاملي مع الأمن مباشر مع الخارجية عبر مذكرة وإذا تعاملت مع الشرطة هذا يعتبر تجاوزاً وليس هنالك فتور، وهذه أقاويل غير صحيحة، وصححي سؤالك يا أستاذة. قال تعالى «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا قبل أن تصيبوا قوماً بجهالة». > أنت متهم بالتصرف في أموال الجالية؟
< الكلام غير صحيح، وأنا البتحصل على«الفلوس» والتحصيل فقط في تجديد الجواز قيمة مائة ريال وتتحصل بإيصال «15» ويتم العمل عبر كمبيوتر وموظفين، منها «50» ريالاً موردة لوزارة الدفاع وبرضوا قالوا أنا بتصرف فيها، و«50» ريالاً تودع خدمات للجالية وأنا بدأت من حيث انتهى القنصل السابق، وكل أموال القنصلية يتم صرفها عبر المدير المالي، وحتى في حالة خدمة المريض يصرف له عبر بطاقة. وأنا كقنصل لم أر الفلوس بعيني ولا حتى صاحب الحاجة الذي يصرف له المبلغ، ونحن نتعامل مع المال بدورة مستندية كاملة. > كيف تم تجميد نشاط الجالية بمكة؟
< أنا هنا قنصل وليس لدي حق في تكوين الجالية أو توقيف نشاط، وأنا حريص يا أستاذة، أنا استلمت مهامي عام «2011»، وجالية مكة منذ عام 2008 دورتها انتهت، والآن ليست لديهم جالية ومختلفين ومنشقين على أنفسهم وما بينهم ما صنع الحداد، والقنصل السابق لديه أسلوبه وتعامله مع الجالية، وعن جالية مكة وجدت الجالية منشقة ومتوقفة عن العمل ونصيبها من المال ذهب إلى الصندوق الخيري، وهذا فعله القنصل السابق. وفي هذا الأمر كانت هنالك شكوك واتهامات وقررت عقد اجتماع لتوضيح المعالجة بينهم، ولكن الاجتماع كان حاداً وفضضت الاجتماع وقلت من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، وقلت أنتم مختلفون اذهبوا اتفقوا مع بعض وأنا بعتمدكم ولم يتفقوا إلى الآن ومصرون على تجديد لجنة الجالية وقلت لهم إذا لم تتفقوا لا تذهبوا إلى القنصلية مرة أخرى وأنا ما مفوض أكونكم، مفوض أتعامل معكم كجالية. > أين ذهب مبلغ «25» مليون ريال التي تتبع لجالية جدة؟
< المبلغ يوزع وفق الطريقة التي ذكرتها لك شهرياً وليس هنالك تجميع لهذه المبالغ، والمحاسب هو يحدد ذلك، والجاليات تستلم كل ثلاثة شهور وليست هنالك أموال سائلة، وهنالك تقرير ومراجعة شهرياً والصرف مسجل والمستندات موجودة، وليست هنالك أموال تحت سيطرتي ولم أتجاوز سير العمل وأنا أشرف على الأموال فقط. > أعضاء الجالية لم تشركهم في شورى عمل القنصلية؟
< أين هي الجالية؟ كونت من السفير حاج ماجد سوار وإلى الآن لم تجتمع، ومشاركة الجالية مع القنصلية هذا شغلهم وما شغلي، أنا وهم يأخذوا حقهم مثل الجاليات الأخرى، وجالية مكة كل شهر تستلم فلوسها ومبالغ جدة موجودة لطلبات المرضى والمواطنين المقيمين لظروفهم المرضية والسفر والحالات الطارئة. > رئيس الجالية بمكة اتهم القنصل بالتصرف في أموال الجالية؟
< أولاً هو ليس رئيس جالية منذ «2008» و شرعيته فقدها، وهذا الرجل كبير في السن وأنا أحترمه وما عايز أتكلم فيه، وهو عوض برشوم، اختلف مع نائبه عادل سر الختم، وهنالك صراع بينهما إلى اليوم وهو لم يعد رئيس جالية كي يقول أنا تصرفت في مبالغ القنصلية، وللأسف يقول هذا الحديث كل يوم ويؤكد في حديثه أنه رئيس جالية ولن يكون رئيس جالية إلى أن تقوم القيامة، ولم أسأله لماذا قال عني ذلك لأنه أب، والاب لا يشتكي أولاده، وهو أكبر مني ولم أقل في حقه كلمة، ولا يمكن لأني أنا قيم على الناس، والآن حاج ماجد سوار أصدر قراراً لتكوين لجنة تسيير عمل الجالية. > هل أوقفت مندوب الجالية بمكة لأسباب غير مبررة؟
< جالية مكة ليس لديهم مندوب، لأنه ليست لديهم شرعية ودورتهم انتهت وكيف يتم التوقيف ومندوب الجالية كان يعمل بالقنصلية وخلق مشكلات وتدخل في شغل القنصل مما أدى إلى خلافات ومشكلات، وأنا أوقفته عن العمل ومعه مجموعة خلقوا صراعاً داخل القنصلية، وقلت لهم القنصلية لا تتحمل شخصاً غريباً. والاثنان اللذان خرجا أعضاء جالية سابقة وليست لديهما شرعية وأصبحا مثل عامة المواطنين، وأنا لا يمكن أن أدخل في مثل هذا الصراع وإلا لم أعد رئيس قنصلية لديه مرجعية. > القنصلية متهمة بأنها غير متفاعلة مع المغتربين ومقصرة اجتماعياً معهم؟
< الحمد لله الذي بيده تتم الصالحات. القنصلية لا تقتحم بيوت المغتربين في منازلهم، إنما الناس تأتي للقنصلية، وكل من أتى إليها خرج منها فرحاً وأمره مقضي، والله على ما أقول شهيد، وأقول قولي وأنا متجه القبلة وربنا يسألني عن كل صغيرة وكبيرة. وكما قال عمر بن الخطاب«لو عثرت بغلة في العراق لسئلت لم لم أسو لها الطريق». وأنا لا اقتحم البيوت. > ولكن هنالك سودانيين في السجون، القنصلية لم تقف بجانبهم؟
< السودانيون المسجونون ليس هنالك شخص مخول له بزيارة السجون غيري، أنا واصطاف القنصلية، ومن تحدث عن أي سجين تصبح مزايدة رخيصة ولأنهم مغتربون متعاقدون مع كفلاء وليس لديهم حق في تجاوز الكفيل، ولا حتى الجالية تستطيع زيارة السجون وأن السجناء السودانيين عددهم بسيط ومتناقص لا يتجاوز ثلاثمائة وهذا العدد متغير وهنالك مساجين فترة حبسهم طويلة وعليهم أموال طائلة مليون واثنين مليون ريال وما في حد يدفع لهم ونحن نقوم بزيارات دورية بتصديق من وزارة الخارجية لكل سجون المنطقة الغربية التي تتبع لجدة ونقدم المساعدة للسجين، وهنالك مساعدات كثيرة، وبالنسبة لمساعدة أسر السجناء، فنحن نساعد من يأتي إلينا. > لجنة تسيير الجالية بجدة التي كونت الآن هي نفس الوجوه التي رفضها القنصل؟
< ما عندي شغلة، أنا موظف وأنا لم أرفض شخصاً وليس لدي الرغبة في تفويض تكوين الجالية وليست لدي الرغبة في تفويض أشخاص ليست لديهم شرعية ومصيره «يذهب». > هنالك أسماء أنت أشرت لرفضها؟
< نعم «وأنا مالي» هؤلاء الأشخاص تم اختيارهم من الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون العاملين بالخارج السفير حاج ماجد سوار، وهو يمثل حكومة السودان ولو أتى كل موظفي السودان أنا بتعامل معهم وأنا لم أرفضهم لأني كاره لهم أو أنا ما عايزهم، استقبلتهم واستقبلت القرار وكرمتهم عبر حفل عشاء وسلمتهم الخطابات. > مقاطعة.. لكن هم نفس أعضاء الجالية القديمة؟
< «لا يهمني». > أعضاء الجالية كبار السن والجالية تحتاج إلى شباب لتسيير العمل؟
< أنت صحفية إذهبي للمواطن وقولي الكلام ده، أنا إن شاء الله يجيني ظهره منحني ومجرور بطيارة اتعامل معه. وهذا ما تفويضي.. ولا شغلي.. والحكومة عينت ناس ودوري تنفيذ القرار وإن شاء الله يجيبوا لي أحد أقربائي وليس لدي أعداء والشخصيات التي غادرت القنصلية وأنا فوتها والله من أقرب الناس إلي وليس لدي أشياء شخصية أنا هنا لخدمة المواطن السوداني. ويا أختي الكريمة أرجو أن تكوني فهمت. > أنت متهم بالديكتاتورية في اتخاذ القرارات؟
< القنصل يدير أكثر من مائة وعشرين موظفاً بروح تعاون ولا يتدخل في عمل الإدارات المختصة والذين يروجون بأن القنصل ينفرد باتخاذ القرار ويصر عليه هؤلاء هم الذين تأتي القرارات في غير ما يريدون وبطبعي احتكم للوائح العمل، والذين يريدون أن أنجز ولكن هيهات وأنا انحاز للمصلحة التي تجلب المنفعة. > هنالك خيار في تسيير عمل الروابط ورابطة شندي مدللة بالنسبة للقنصل؟
< لا تحتاج إلى من يدللها وهي ولدت مدللة ودللها أهلها ورفعوا مقامها بذودهم عنها ودعمهم للخدمات التي يقدمونها لمجتمعهم في المهجر، وهي الرابطة التي تحترم نظامها الأساسي وتجدد قياداتها بعد نهاية كل دورة، وعلاقتي بها نشاطها المشرف والتزامها لنشاط الجالية في المملكة، رغم أنها تأسست في عام 2011م. > وأخيرًا
< «قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».الانتباهة