آثار سوريا مهددة بمصير نظيرتها لعراقية.. بعد اقتراب «داعش» من تدمر

عزز اقتراب تنظيم «داعش» من مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص وسط سوريا، أمس، مخاوف لدى السوريين من إقدام هذا التنظيم المتطرف على تدمير الآثار الموجودة في المدينة على غرار ما فعل في العراق.

جاء هذا في الوقت الذي هربت فيه 1800 عائلة خلال ساعات، أمس، من المعارك الدائرة على أطراف المدينة، ومحاصرة التنظيم ضباطا تابعين لجيش النظام وعوائلهم في مساكنهم، مما تسبب في مقتل أكثر من 110 أشخاص من الطرفين. وأقدم التنظيم أيضا على إعدام 26 مدنيًا قرب تدمر، 10 منهم بقطع رؤوسهم، بعد اتهامهم بالعمالة والتعاون مع النظام، وفق ما ذكر المصدر نفسه.

يذكر أن آثار مدينة تدمر تعد واحدة من ستة مواقع في سوريا مدرجة على لائحة التراث العالمي منذ عام 2006؛ أبرزها قلعة الحصن في حمص، والمدينة القديمة في دمشق، وحلب في شمال البلاد. وقال المدير العام للمتاحف والآثار السورية مأمون عبد الكريم: «إنها اللحظة الأصعب بالنسبة لي منذ أربعة أعوام. إذا دخل تنظيم داعش إلى تدمر، فهذا يعني دمارها. إذا سقطت المدينة، فستكون كارثة دولية». وأضاف: «سيكون ذلك تكرارا للبربرية والوحشية التي حصلت في نمرود والحضر والموصل»، في إشارة إلى المواقع والآثار العراقية التي دمرها مقاتلو التنظيم في العراق في فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين.

وبرزت المخاوف من تدمير «داعش» آثار تدمر، فيما أوصى مشاركون في مؤتمر دولي استضافته القاهرة على مدى يومين بتشكيل لجنة تمهد لإنشاء وكالة مستقلة لمحاربة «غسل الآثار ووقف الاتجار فيها». وأوصى المؤتمر الذي اختتم أمس بالبدء «الفوري لجهود مشتركة لمكافحة التهديدات التي تعاني منها المنطقة بأسرها، وإطلاق فريق عمل معني بمكافحة النهب الثقافي، يتكون من ممثل رفيع المستوى من كل دولة، لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية للعمل على حماية الممتلكات الثقافية ومنع تهريبها واسترداد ما سرق منها».

وحضر المؤتمر ممثلون عن دول عربية هي: العراق وليبيا ولبنان والأردن والكويت والسعودية وسلطنة عمان والإمارات، إضافة إلى إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو.

الشرق الاوسط

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..