ظلام في ليبيا

ظلام في ليبيا

سمير عطا الله

مزق الأميركي ذو الحذاء، بول بريمر، العراق، يوم أعلن حل الجيش وفرط الدولة. وترك الليبي ذو الأوسمة الصدرية بلده من دون جيش ولا دولة.. والنتيجة واحدة. الآن يقول الوزير علي الترهوني إن ليبيا سوف تقع في أيدي الميليشيات، كما أن ميليشيات الحرب اللبنانية أصبحت هي الحكم في السلم.. وأخشى أن المقارنة مريرة ودقيقة معا.

انتقلت ليبيا من اللجان الثورية المنتفعة بالظلم والإرهاب إلى الميليشيات الثورية المنتفعة بالسلاح، وتفجرت في الغرب وفي الجنوب وفي الشرق كل النوازع الانفصالية والمناطقية والقبلية والعرقية، وترك ملك ملوك أفريقيا القارة مجموعة متفجرات؛ أولها وأهمها، الطوارق الذين بدأوا بتفكيك جمهورية مالي.. وما دامت مالي قد سقطت في أيدي النقباء والعرفاء، فإننا سنقرأ أخبارها الآن إلى فترة طويلة، وشديدة المرارة.

ثوار الزنتان، وثوار سبها، وثوار بني وليد، أسماء تعني أنه ليس في ليبيا ثورة واحدة، والحكومة هي، للأسف، أضعف الموجودين. وكان إبعاد الدكتور محمود جبريل عن رئاستها، أول دليل سيئ.. دليل على أن الضياع حمل الدولة الجديدة على إبعاد الكفاءة والقدرة لحساب اعتبارات أخرى، لعلها اعتبارات باهتة في أي حال. لكن السلطة الجديدة خسرت رجلا قويا يعرف متاهات ليبيا جيدا ويعرف رجالها وله معرفة واضحة بعلاقاتها العربية والدولية.

ربما كانت هذه الميزات هي السبب في إطاحته، كالمعتاد. ولا أحد يعرف إلى أين ستنزلق ليبيا الآن: لا دولة ولا جيش ولا رقابة حقيقية على تسرب المال والنفط والفساد، ولا ضبط لشهوات الانفصال والعنف الميليشياوي. وثمة موجات انتقامات معلنة من الأفارقة الذين أغرق بهم القائد البلاد وتركهم ضحايا، وانتقام آخر حتى من القبائل الأفريقية الوطنية.. ومعالم الوحدة التي أسسها إدريس السنوسي تتفكك في كل مكان، بحيث يعلن المجلس الانتقالي جنوب البلاد منطقة عسكرية، فيما تستعيد بنغازي اسم ولاية برقة.

هذه لوحة متشائمة، لكن خلفها لوحة أكثر تشاؤما.. لقد قام بزيارة طرابلس بعد الثورة المشير طنطاوي والمشير البشير، رئيسا الدولتين المعنيتين أكثر من غيرهما باستقرار ليبيا، وبعدما كانت مصر وتونس تستقبلان الأجانب الهاربين من حرب القذافي، أصبحتا تستقبلان آلاف الليبيين الهاربين من حروب داخلية لا يعرفون ما هي ولا إلى أين ستأخذ الناس والبلاد.

اتفق الليبيون على الخلاص من أربعين عاما من الفظاظة والظلم والفساد، لكن يبدو أنهم لا يتفقون الآن على بدائل وطنية صالحة وموحدة؛ بل بعض سياسييهم لا يبدون متفقين على ليبيا نفسها.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. ليبا كان بها جيش ….ودمره الناتو وليس كتائب كما كان يروج اعلام قناة الجزيرة
    وغيره من الاعلام المتأمرك ….ليبيا الآن مليشيات متصارعة وبنية تحتية مدمرة وذلك
    بفضل عمرو موسى والقرضاوي الذي أفتى بقتل القذافي وقطر وحفنة العملاء ….
    الآن تتباكون على ليبيا كما تباكيتم على العراق …..لماذا رفض من يسمون أنفسهم
    ثوار ليبيا دعوة الراحل القذافي للحوار أثناء الأزمة الليبية ؟ ام أنهم تلقوا
    الأوامر من أوباما برفض دعوات القذافي ؟ ولماذا بادرت دول الخليج بالمصالحة
    في اليمن التي نشب فيها نفس الصراع في ليبيا ولم تقدم نفس الدول مبادرة
    للمصالحة في ليبيا ؟ !! التخلص من القذافي كان هو الهدف كما تخلصوا من قبل
    من هواري بو مدين وياسر عرفات وصدام حسين ……..

  2. الثورات التى لاتقوم على اهداف واضحة المعالم ومتفق عليها وطنيا سيكون مصيرها مصير ثورة ليبيا وهو المصير الذى ينتظر ثورة مصر وتونس اما ثوارنا فى كاودة يعلمون ما يقومون بة وهنالك شبة اجماع شعبى للاهداف من اجل ازالة المؤتمر الوثنى الذى اثبت فشلة حلال ال23 سنة الماضية.
    اسباب فشل الثورات الاخيرة وهو تسلق الحركات الاسلامية وشية الاسلامية و التكفيرية والسلفية وهى اس البلوى ولكنهم فى السودان وعى الشعب الدرس فى خلال ال 23 سنة الماضية لن تقوم لهم قائمة فى الثورة القادمة من الهامش بقوة السلاح الذى نادوا بة هم من قبل.

  3. الشعب الليبي والقذافي شئ واحد كما ان بن لادن ارتبط ب 11/9 =سورة التوبه الجزء 11 ايه 9 بعد ال مائه ورمزه في النت الجمجمه والعظمين x جرب اكتب ليبيا بالحرف الانجليزي في ال كي بورد امامك gdfdh جرب يا صديقي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..